(إسرائيل) تجلد الأمم المتحدة المرة تلو الأخرى
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
نيويورك-سانا
تحيز الأمم المتحدة منذ قرارها الجائر رقم 181 لعام 1947 المعروف بقرار التقسيم الذي زرع الكيان الإسرائيلي الغاصب على أرض فلسطين، لم يمنعها من التعرض لإهانات الكيان الذي لم يكتف بعدم تنفيذ أكثر من 850 قراراً أممياً بشأن القضية الفلسطينية، معظمها مجحف بحق الشعب الفلسطيني، بل وصل به حد التطاول على الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش، ومطالبته بالاستقالة لمجرد دعوته إلى وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المنكوب.
منذ بدء عدوانه في السابع من تشرين الأول الماضي، كانت مراكز الهيئات التابعة للأمم المتحدة في غزة، تحت مرمى نيران الاحتلال حيث قتل أكثر من 130 من موظفيها، وهو أكبر عدد تسجله المنظمة الدولية عبر تاريخها، دون أن تتمكن من حماية مراكزها ولا الشعب الفلسطيني وفق ما يفرضه ميثاقها، فلا هي استطاعت وقف الاعتداءات على مراكزها المحمية بموجب القانون الدولي، ولا ألزمت الاحتلال بوقف العدوان وتنفيذ قراري مجلس الأمن والجمعية العامة الداعيين إلى إقامة هدن إنسانية فورية مستدامة، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع فوراً ودون عوائق.
في ظل حماية أمريكية من أي عقوبات دولية قد يفرضها مجلس الأمن، طالب ممثل الاحتلال لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، الأمين العام للأمم المتحدة ثلاث مرات بالاستقالة منذ بدء العدوان على غزة، الأولى بعد كلمة غوتيريش خلال جلسة لمجلس الأمن في الـ 24 من تشرين الأول الماضي، أكد فيها أن الشرارة التي أشعلت فتيل الحرب في غزة وتداعياتها على الأراضي المحتلة خلال الأسابيع الماضية لم تأت من فراغ، بل كانت نتيجة احتلال خانق للفلسطينيين دام لعقود، داعياً إلى وقف إطلاق نار إنساني فوري في القطاع من أجل التخفيف من معاناته الهائلة.
وبعدها بثلاثة أيام وعلى خلفية تبني الجمعية العامة قراراً يدعو لوقف إطلاق نار فوري في قطاع غزة المنكوب، عاود إردان الهجوم على المنظمة الدولية، قائلاً: “المسرحية التي شهدناها للتو تدل على أنه لم تبق لدى الأمم المتحدة ذرة واحدة من الشرعية”، وأتبع ذلك بعد يومين بالمطالبة بوقف تمويل المنظمة.
وفي السابع من تشرين الثاني الماضي، وفي تجاهل لجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان في غزة والتي أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 35 ألف فلسطيني معظمهم أطفال ونساء، قال إردان في تدوينة على منصة “إكس”: “إن غوتيريش فقد بوصلته الأخلاقية ولا يمكن أن يظل أميناً عاماً ولو لدقيقة أخرى”، وذلك بعد وصف الأمين العام غزة بأنها أصبحت مقبرة للأطفال، حيث يُقتل أو يصاب المئات منهم يومياً، وإعرابه عن قلقه العميق حيال الانتهاكات الواضحة للقانون الدولي في غزة.
مساء أمس شن الاحتلال هجوماً حاداً على الأمين العام للأمم المتحدة، مطالباً إياه للمرة الثالثة بالاستقالة بعد دعوته لوقف العدوان على غزة، وإعلانه في رسالة إلى مجلس الأمن وللمرة الأولى منذ توليه منصبه في عام 2017، تفعيل المادة الـ 99 من ميثاق الأمم المتحدة، التي تخوله لفت انتباه المجلس إلى أي مسألة يرى أنها قد تهدد حماية السلم والأمن الدوليين.
لكيان الاحتلال سوابق في إهانة المنظمة الدولية من على منبرها، فقد مزق إردان في تشرين الأول 2021 خلال جلسة خاصة للجمعية العامة، تقريراً لمجلس حقوق الإنسان تضمن إدانة واضحة للاحتلال على جرائمه بحق الفلسطينيين بما فيها خلال عدوانه على قطاع غزة في أيار من العام ذاته، وقراره تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة ودائمة للنظر في انتهاكات الاحتلال للقانون الدولي الإنساني ولحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقبل تمزيق التقرير، أشار أردان إلى أن ممثل الاحتلال الأسبق لدى الأمم المتحدة حاييم هرتسوغ مزق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يساوي الصهيونية بالعنصرية، وقال: “المكان الوحيد الذي يستحقه هذا التقرير هو سلة المهملات، وهذا بالضبط ما سنتعامل معه”، ليقوم بتمزيق التقرير أمام الحضور، ويستمر الاحتلال بتوجيه الإهانة تلو الأخرى للأمم المتحدة والمجتمع الدولي برمته، عبر وضع معظم قراراته في سلة المهملات، والتعامل مع الشعب الفلسطيني بخيارين إما القتل أو التهجير.
جمعة الجاسم – عاليا عيسى
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الأمم المتحدة للأمم المتحدة الأمین العام فی غزة
إقرأ أيضاً:
غوتيريش: لن نشارك في خطة لا تحترم القانون الدولي بغزة
شدد أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة على رفض المشاركة في أي خطة لا تحترم القانون والمبادئ الإنسانية في قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية من جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتأتي تصريحات غوتيريش ردا على إعلان إسرائيل، أنها تعاملت مع شركة أميركية لتوزيع المساعدات في القطاع، بدل ترك المهمة للوكالات الأممية المعنية.
وقال غوتيريش، إن "الأمم المتحدة لن تشارك في أي خطة لا تحترم القانون الدولي والمبادئ الإنسانية والنزاهة والاستقلال".
وأوضح أمين عام الأمم المتحدة، أن "80% من غزة مصنف، إما منطقة عسكرية إسرائيلية أو منطقة مأمور سكانها بمغادرتها".
ودعا إلى تسهيل إجراءات التفتيش في المعابر والعمل على توزيع المساعدات على سكان غزة.
وأضاف "دون إدخال المساعدات إلى غزة كثيرون سيلقون حتفهم".
وذكّر إسرائيل بأن عليها التزامات واضحة بموجب القانون الدولي، ويجب عليها معاملة المدنيين بإنسانية مع احترام كرامتهم.
متى يتحرك الاتحاد الأوروبي؟
أما كلاوديو فرانكا فيلا، المدير المساعد في هيومن رايتس ووتش فتساءل: متى سيتحرك الاتحاد الأوروبي لجعل إسرائيل تحترم القانون الدولي؟
وقال "لم يكن ضروريا مرور 80 يوما كي نتحرك لإنقاذ قطاع غزة".
إعلانمن جانبه دعا وزير التنمية الدولية النرويجي آشموند أوكورست إلى احترام القانون الدولي والسماح للمنظمات بإدخال المساعدات لغزة.
وقال في تصريحات للجزيرة "يجب وقف الحرب في غزة، وعلينا التحرك لأن عدد القتلى والجرحى يتزايد كل يوم.
وأضاف "ما يحدث في غزة انتهاك للقانون الدولي ويجب إيصال جميع المساعدات للقطاع.
ووصف الوزير النرويجي الوضع في غزة بأنه مخيب للآمال حيث تستخدم المساعدات الإنسانية كسلاح.