بحرا وجوا وبأسلحة فتاكة.. التفاصيل الكاملة للضربة الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
استيقظ العالم فجر الجمعة على ضربة أمريكية بريطانية على مواقع تابعة للحوثيين، في مفاجأة من واشنطن ولندن تعد توسيعا للصراع الإقليمي الذي حذرت منه مصر مرارا وتكرراا.
القرار جاء بعد مناقشات دامت لـ10 أيام من انعقاد الاجتماعموقع «بوليتيكو» الأمريكي، كشف كواليس القرار الذي بموجبه شنت واشنطن وحلفاؤها هجوما مركزا ضد أهداف للحوثيين في اليمن، موضحًا أن مناقشات القرار استمرت لأيام؛ إذ أبدى بايدن رغبته في استنفاد الخيارات الدبلوماسية، فيما انقسمت الآراء بين إدارته ووزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، بشأن الرد على هجمات الحوثيين الملاحة الدولية، وأكد الموقع أن القرار جاء بعد مناقشات دامت لـ10 أيام من انعقاد الاجتماع.
واستخدمت الولايات المتحدة وحلفاؤها أسلحة مختلفة ومتعددة في الضربة التي وجهتها شاركت فيها طائرات مقاتلة واستعملت فيها صواريخ توماهوك، وقال بايدن، إن القوات الأمريكية بالتعاون مع بريطانيا وبدعم من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا نفذت ضربات متعمدة على أكثر من 60 هدفا في 16 موقعا للحوثيين.
وبحسب «بي بي سي» فانه لم يتم تقديم أرقام محددة لعدد الصواريخ التي تم إطلاقها، بينما أعلنت واشنطن إنه تم استخدام أكثر من 100 ذخيرة موجهة بدقة من أنواع مختلفة.
وأعلنت بريطانيا إنها أرسلت أربع طائرات تايفون تابعة لسلاح الجو الملكي من قبرص، تحمل قنابل موجهة من طراز Paveway IV، ولم تحدد عدد القنابل التي تم إطلاقها.
واستهدفت أمريكا وبريطانيا، 60 هدفا في 16 موقعا تابعا لجماعة الحوثيين في اليمن، باستخدام أسلحة مختلفة جوا وبحرا.
أبرز الأسلحة المستخدمة في الهجومواستخدمت القوى الغربية أسلحة مثل الغواصة فلوريدا وهي واحدة من 4 غواصات تعمل بالطاقة النووية ومزودة بصواريخ موجهة (SSGNs) في أسطول البحرية الأمريكية، وشاركت في الهجوم الأمريكي على الحوثيين في اليمن، وتحمل 154 صاروخا كروز من طراز توماهوك.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، إطلاق مدمرات صواريخ توماهوك أيضا، وتعتبر مدمرة الصواريخ الموجهة من طراز «Arleigh Burke»، ويوجد منها نحو 70 سفينة في الخدمة، ووزنها يصل إلى 9 آلاف و700 طن، وتحمل هذه السفن أيضا مجموعة من الأسلحة الدفاعية والهجومية.
كما استخدمت واشنطن صواريخ توماهوك للهجوم الأرضي (TLAM) تتبع صواريخ توماهوك البحرية الأمريكية.
وشاركت بريطانيا بمقاتلات تايفون من سلاح الجو الملكي وهي طائرة حربية نفاثة ذات محركين وتعد الدعامة الأساسية للأسطول الجوي في المملكة المتحدة، وهي تعد مقاتلة متعددة المهام، وقادرة على حمل مجموعة من صواريخ جو-جو وجو-أرض، والقنابل الموجهة بدقة.
كما استخدموا ذخائر «بيفواي 4» (Paveway IV) الموجهة وهي قنابل برؤوس حربية تزن 226 كيلوجراما.
كما جرى دعم مقاتلات تايفون البريطانية، بواسطة طائرات فوييجرفوييجر، للسماح لها بالتحليق لمسافات أطول.
ردود أفعال دولية على تصاعد التوتراتأدانت روسيا الضربات الجوية على أهداف للحوثيين في اليمن، مؤكدة إنها تؤدي إلى تصعيد التوترات في الشرق الأوسط، وتظهر تجاهلا تاما للقانون الدولي.
وأعربت مصر عن قلقها إزاء الغارات الجوية على مواقع باليمن، وجددت تحذيرها من مخاطر توسيع رقعة الصراع نتيجة استمرار الحرب في غزة.
وأكدت الخارجية السعودية في بيان أهمية الحفاظ على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر، حيث أن حرية الملاحة فيها مطلب دولي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: اليمن الحوثيين القصف الأمريكي القصف البريطاني البحر الأحمر صواریخ توماهوک فی الیمن
إقرأ أيضاً:
اليمن يُسقِطُ الهيمنة الأمريكية.. الحاملة [ترومان] أُنموذجًا
يمانيون../
تغادر حاملة الطائرات الأمريكية [يو إس إس هاري ترومان] البحر الأحمر، مثقلة بهزيمة كبيرة لم تعهدها واشنطن منذ الحرب العالمية الثانية.
كانت الحاملة وهي تتموضع في البحار والمحيطات تشكل رعبًا حقيقيًّا لدول العالم، لكن هذا كله انتهى في اليمن، فنيران القوات المسلحة كانت لها بالمرصاد، وعلى مدى أسابيعَ معدودة فضَّلت الحاملة الهروب، ومعها مُنِيَ الأمريكيون بأول هزيمة لهم في تاريخ الحروب البحرية.
وتبرز أهميّة حاملات الطائرات في كونها تمثل قاعدة عسكرية متنقلة يمكن توجيهُها وتحريكُها إلى أية منطقة في العالم وفق الحاجة، كما تشكل نسبة 50 % مما تملكه القوى العالمية من السلاح ذاته.
وتمتلك الولاياتُ المتحدة الأمريكية تمتلك 11 حاملة طائرات، فيما لا تمتلك الصين وإيطاليا والمملكة المتحدة سوى حاملتي طائرات، وتمتلك كُـلٌّ من روسيا والهند وفرنسا وإسبانيا حاملة طائرات واحدة لكل دولة؛ ما يدل على أن واشنطن تستحوذ على العدد الأكبر من الحاملات، وبفارق كبير جِـدًّا عن الدول العظمى.
وترتبط العبارة الشهيرة “دبلوماسية 100 ألف طن” بالدور الخفي لحاملات الطائرات الأمريكية حول العالم بوصفها أدَاةً قويةً لتعزيز الدبلوماسية وممارسة الضغط وتعزيز الردع، وتعود جذورُها إلى القرن التاسع عشر، عندما استخدمت القوى الاستعمارية الغربية أُسلُـوبا خاصًّا لتأمين مصالحها الاستعمارية.
ومن خلال حاملات الطائرات كان السياسيون والتجار الأمريكيون يفرضون إملاءاتهم على الدول الأُخرى بدعم من الأسطول البحري دون الحاجة إلى الاستخدام العملياتي للسفن.
وفي الوقت نفسه، كانت السفن الحربية تتمركز بالقرب من سواحل الدولة المستهدفة، وكانت الدولة المضيفة تُبلَّغ بوجود السفن الحربية على شواطئها.
وفي هذا السياق يؤكّـد الخبير في الشؤون العسكرية العميد مجيب شمسان، أن “معركة البحر الأحمر أسقطت هيبة الأسطول البحري وقضت على عبارته الشهيرة المتمثلة في (دبلوماسية الـ 100 ألف طن)”.
ويوضح في حديث خاص لقناة “المسيرة” أن “القوة البحرية الأمريكية بدأت تتآكل أمام الإبداع والابتكار اليمني”، لافتًا إلى أن “التكنولوجيا العسكرية اليمنية المعاصِرة مثّلت صدمةً مدويةً للعدو الأمريكي والإسرائيلي على حَــدٍّ سواء”.
ويبيّن أنه “في الجولة الأولى من العدوان الأمريكي على اليمن والذي تزعَّمت خلالها واشنطن تحالفًا سُمِّيَ بـ “حارس الازدهار” واجهت القوات المسلحة اليمنية بعض الصعوبات في التصدي للعدوان، غير أن استمرار المواجهة أسهم في تطوير القدرات العسكرية اليمنية وجعلها أكثر قدرة وكفاءة في التصدي للعدوان؛ ما دفع غالبية الدول الأُورُوبية والغربية إلى الانسحاب من التحالف التي تقوده أمريكا وبريطانيا.
وبعد انتهاء الجولة الأولى من المواجهة لم تحقّق أمريكا أيًّا من أهدافها المرسومة بالرغم من تنفيذها قرابة 1200 غارة ضد البلد، وفي المقابل أسقطت القوات اليمنية 14 طائرة إم كيو9 وأرغمت من خلال العمليات العسكرية حاملات الطائرات [أيزنهاور، وروزفلت وإبراهام] على المغادرة”.
وحول هذه الجزيئة يؤكّـد العميد شمسان أن “القوات البحرية الأمريكية أطلقت في المرحلة الأولى من العدوان على اليمن 80 صارخًا من نوعية إس إم 3 و40 صاروخًا إس إم 6 وأكثر من 130 صاروخًا توماهوك”.
وبعد توليه للمرة الثانية منصب الرئاسة الأمريكية تعهد ترامب بتأمين ملاحة العدوّ الإسرائيلي في البحر الأحمر، وحمايتها من الضربات اليمنية، والقضاء الكلي على القوات اليمنية، حَيثُ بدأ في منتصف مارس 2025م جولة ثانية من العدوان الأمريكي على اليمن.
وعلى الرغم من استمرار التصعيد العدواني على اليمن لقرابة ثلاثة أشهر، واستخدام القوات الأمريكية أحدث ترسانتها العسكرية، إلا أنه أخفق في منع العمليات العسكرية أَو الحد من القدرات العسكرية اليمنية.
ولم تقتصر المسألة عند هذا الحد، بل مثلت العمليات العسكرية اليمنية تحديًا كَبيرًا للقوات الأمريكية أسهم في إسقاط 10 طائرات من طراز إم كيو9، وكذا سقوط طائرات إف 18 سوبر هورنت، وبلغ عددها 3.
ويرى شمسان أن “الأمريكي استخدم نصفَ أسطوله البحري في العدوان على اليمن؛ بهَدفِ تحقيق أهدافه المرسومة؛ وحفاظًا على الهيمنة الأمريكية في المنطقة، غير أن اليمن استطاع بفضل الله خلال الجولتين من مواجهة أمريكا إسقاط هيبة الردع الأمريكي وتكريس هزيمتها في المنطقة”.
ويلفت إلى أن “الغطرسة الأمريكية وإصرارَها على مواصلة العدوان ضاعف من الخسائر الاقتصادية للعدو الأمريكي، وعمّد هزيمتَه في أهمِّ الأسلحة التي بحوزته وتفاخر بها عالميًّا، موضحًا أنه كان على العدوّ الأمريكي الاستفادة من درس هزيمة وفرار حاملات الطائرات “أيزنهاور”، غير أن إصراره على المواجهة أسهم في تكرار الهزائم لحاملات الطائرات الخمس بدءًا بـ “أيزنهاور” وختامًا بـ “هاري ترومان”.
وبحسب خبراء التسليح فَــإنَّ كُـلّ حاملة طائرات تحمل تسعة أسراب من المقاتلات ويتضمن السرب الواحد من (12) إلى (24) طائرة، وبالتالي فَــإنَّ استخدام العدوان الأمريكي لخمس حاملات طائرات يوحي لنا أن تلك الحاملات احتوت على 45 سربًا من المقاتلات الأمريكية؛ ما يثبت المساعيَ الأمريكية في تثبيت هيبة الردع الأمريكية.
ويؤكّـد العميد شمسان أن “أمريكا استنفدت كُـلَّ خياراتها في سبيلِ استعادة هيبة الردع التي سقطت أمام القوات المسلحة اليمنية”، مُشيرًا إلى أن “التكتيكَ اليمني الجديدَ دفع العدوَّ لاستخدام أسلحته الاستراتيجية التي كانت مخبأةً لمواجهة الدول العظمى أمثال روسيا والصين وإيران”.
وفي المجمل، فَــإنَّ هزيمة القوات الأمريكية واستمرار العمليات العسكرية في عمق العدوّ الإسرائيلي تعكس التطوير المتنامي في القدرات العسكرية للقوات اليمنية، وتترجم عمليًّا مصاديق وعود السيد القائد -يحفظه الله- بقوله: إن “كُلّ اعتداء على اليمن يسهم في تطوير القدرات العسكرية”.
محمد ناصر حتروش| المسيرة