مع المواجهات المسلحة في البحر الأحمر بين التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، وجماعة الحوثي اليمنية، "يواجه الحليف الأعز للإنسانية، الطبيعة، خطرا شديدا لا يمكنه الدفاع عن نفسه في مواجهته"، بحسب إليزابيث بولتون في مقال بموقع "مودرن دبلوماسي" الأمريكي (Modern diplomacy) ترجمه "الخليج الجديد".

وتضامنا مع غزة، التي تتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة بدعم أمريكي، استهدف الحوثيون بصواريخ وطائرات مسيرة سفن شحن في البحر الأحمر مرتبطة بدولة الاحتلال، وهو ما ردت عليه الولايات المتحدة وبريطانيا بقصف أهداف ساحيلة للحوثيين.

وقالت بولتون إن "النظام البيئي تحت الماء في البحر الأحمر موطن لأكثر من 300 نوع من المرجان و2100 نوع من الأسماك، 10% منها لا توجد في أي مكان آخر في العالم.. والدلافين الدوارة وأبقار البحر والسلاحف وأسماك القرش ليست سوى بعض من الأنواع البحرية التي تعتبر هذه المياه موطنا لها".

وتساءلت: "ما هو تأثير الحرب، بصواريخها وهجمات الطائرات بدون طيار والحرب الإلكترونية والألغام البحرية وإطلاق نار من سفينة هليكوبتر وغيرها من الأسلحة المتنوعة، على الحياة البحرية في البحر الأحمر؟".

وتابعت: "ماذا سيحدث إذا تم قصف ناقلة نفط وتسرب نفطها إلى الشعاب المرجانية الشهيرة في البحر الأحمر ومشاتل الأسماك؟".

ومحذرة، أجابت بأنه "مع تقدم القرن الحادي والعشرين، فإن الحروب الكبرى تعني على الأرجح الإبادة البيئية".

اقرأ أيضاً

وزير الخارجية السعودي يطالب بوقف التصعيد بالبحر الأحمر: قلقون للغاية

انهيار النظام البيئي

و"بصرف النظر عن الآثار السلبية المحتملة بعيدة المدى على محيطات الأرض الأوسع والأنظمة البيئية، فإن تدمير الحياة البحرية في البحر الأحمر من شأنه أن يؤدي إلى تأثيرات محلية على البشر، من حيث الأمن الغذائي وفقدان سبل العيش في صيد الأسماك والسياحة"، كما زادت بولتون.

وأردفت: "من شأن حرب كبرى في المنطقة أن تؤثر حتما على جميع المستوطنات الساحلية على البحر الأحمر والشركات والزراعة. وقلة الغذاء والدخل والأماكن الآمنة للعيش ستجعل مزيدا من السكان في حالة يأس".

وأضافت أن مثل هذه الأوضاع "ستضع ضغطا أكبر على السلطات المحلية، وقد يبحث الناس عن خيارات أخرى، مثل الهجرة والجريمة ونهب الموائل البيئية المتبقية، مثل المناطق البحرية المحمية، بل والانضمام إلى جماعات إرهابية".

و"الصراع المتقطع، ولكنه مستمر في البحر الأحمر، هو صراع أقل حدة ولكنه أطول أمدا وقد يخفف من شدة التأثيرات ووتيرة التراجع، ولكنه قد يؤدي أيضا إلى تآكل القدرة على اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنقاذ الحياة البحرية على المدى الطويل"، بحسب بولتون.

اقرأ أيضاً

توترات البحر الأحمر.. بلومبرج: الحركة بقناة السويس وصلت لأدنى مستوياتها منذ أزمة إيفر جيفن

استراتيجية أمنية شاملة

بولتون قالت إن "أي استراتيجية أمنية تتجاهل الحالة المحفوفة بالمخاطر التي يعيشها الكوكب هي استراتيجية ضيقة الأفق للغاية وخطيرة جدا".

وتابعت: "إذا فقدت الاستراتيجية الأمنية الحالية اتجاهاتها، فإن الخبر السار هو أن البشرية لديها خيارات أخرى، إذ توجد استراتيجية أمنية بديلة مصممة لتناسب وقت الأزمات البيئية والمناخية".

و"يُطلق على هذا النهج الجديد اسم "الخطة إي " (PLAN E)، وهي تقترح أن الأولوية الأمنية الأولى هي الحفاظ على الكوكب صالح للسكن عبر حماية الحياة بجميع أشكالها"، وفقا لبولتون.

وأضافت أنها "تتخذ نهجا أمنيا متشابكا، إذ تأخذ في الاعتبار أمن الكوكب والإنسان والدولة في وقت واحد".

و"طريقة التفكير الجديدة هذه تعتبر أن أمن الحياة غير البشرية، مثل أبقار البحر الأحمر وأسماك القرش والسلاحف، لا يقل أهمية عن أمن البشر، وهو ما يعيد إرساء الأسس الأخلاقية للاستراتيجية الأمنية"، كما ختمت بولتون.

اقرأ أيضاً

الجارديان: هجمات البحر الأحمر تنذر بمخاطر اقتصادية تهدد انتخاب بايدن وسوناك

المصدر | إليزابيث بولتون/ مودرن دبلوماسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

ماذا يحدث مع طائرات إيرباص وهل حياة المسافرين في خطر؟

اضطرت آلاف طائرات "إيرباص إيه 320″ الأوروبية في العالم إلى التوقف عن الطيران لإجراء تحديثات برمجية عاجلة، بعد اكتشاف أن الإشعاع الشمسي الشديد قد يتداخل مع أجهزة الحاسوب المسؤولة عن التحكم في الطيران.

وأعلن العديد من شركات الطيران تعليق أو تأجيل بعض رحلاتها اليوم السبت، عقب تلقي تحذير فني من شركة "إيرباص" يوصي باستبدال برنامج إلكتروني مرتبط بأنظمة التحكم لما يقارب 6 آلاف طائرة من طراز "إيه 320".

ويأتي الإجراء ضمن خطوات احترازية تهدف إلى ضمان أعلى معايير السلامة الجوية ريثما يُحدّث البرنامج ويُعالج الخلل المحتمل في منظومة التحكم، وفقاً للشركة.

كيف بدأت المشكلة؟

في 30 أكتوبر/تشرين أول الماضي، واجهت طائرة "إيرباص إيه 320" تابعة لشركة "جيت بلو" الأميركية في رحلتها بين كانكون ونيويورك الأميركيتين مشكلة مفاجئة في التحكم بسبب عطل في الحاسوب.

وكانت الطائرة تحلّق على ارتفاع 35 ألف قدم عندما انحرفت مقدمتها نحو الأسفل دون تدخل الطيار، ما أدى إلى انخفاض قصير ومؤلم في الارتفاع، قبل أن تضطر إلى هبوط اضطراري في تامبا بولاية فلوريدا.

مشكلة فنية في نظام "إيلاك" تضع عائلة "إيرباص إيه 320" في ضغط غير مسبوق في تاريخ الشركة (الفرنسية)

وأوضحت وكالة سلامة الطيران الأوروبية أنها رصدت حادثا لطائرة من طراز "إيه 320" شهدت هبوطا مفاجئا ومحدودا في الارتفاع بينما ظل نظام الطيار الآلي يعمل. ورغم استكمال الرحلة طبيعيا، دفعت الواقعة السلطات إلى فتح تحقيق معمق.

وأظهر التقييم الفني الأولي الذي أجرته "إيرباص" أن المشكلة تعود إلى جهاز كمبيوتر "إيلاك" المسؤول عن إرسال أوامر المصاعد التي تتحكم بحركة مقدمة الطائرة صعوداً وهبوطاً، وترجمة أوامر الطيار إلى حركات دقيقة في الذيل والأجنحة لضبط الاتزان.

وأشارت الوكالة الأوروبية إلى أن استمرار الخلل دون معالجة قد يؤدي، في أسوأ السيناريوهات، إلى حركة غير مقصودة للمصعد تتجاوز قدرة الهيكل على التحمل، ما يشكل تهديدا مباشرا لسلامة الطائرة.

إعلان

وكشفت الشركة المصنّعة أن الإشعاع الشمسي الشديد يمكن أن يفسد برنامج "إيلاك" المطور حديثاً، فيؤثر على أجزاء البيانات الحساسة ويعرض المناورات غير المأهولة لاضطراب قد يزيد الضغط على هيكل الطائرة.

كيف سيصلح الخلل؟

وتختلف إجراءات الإصلاح بحسب طرازات عائلة "إيه 320″، إذ تعتمد كل فئة على أنظمة إلكترونية مختلفة. ففي الطائرات الأحدث، وعددها نحو 4 آلاف، يقتصر الحل على العودة لإصدار برمجي أقدم أو تحميل تحديث جديد يعالج الخلل ويمنح النظام مقاومة أفضل للتشويش الناتج عن الإشعاع الشمسي. وتستغرق العملية بضع ساعات، وفقاً لـ"الغارديان" و"تايمز أوف إنديا".

أما الطرازات الأقدم، البالغ عددها نحو ألف طائرة، فتتطلب استبدال وحدة "إيلاك" بالكامل وإعادة اختبارها، ما قد يبقي الطائرة خارج الخدمة أسابيع.

ويزيد هذا الاستدعاء من التحديات القائمة في قطاع الطيران، حيث تعاني الشركات نقصاً في ورش الصيانة ومئات طائرات إيرباص المتوقفة بانتظار إصلاح المحركات. ويضاعف الاستدعاء المفاجئ الضغط على الموارد خلال فترة موسمية حساسة، ما قد يؤدي إلى تأخيرات ملحوظة في جداول التشغيل، وفقاً لرويترز.

شركات الطيران تجد نفسها في اضطراب مفاجئ يفرض إلغاء وتأجيل عشرات الرحلات في العالم (الفرنسية)ما تأثير المشكلة على حركة الطيران العالمية؟

وأثرت المشكلة على شركات طيران عديدة في العالم، إذ سارعت إلى تعليق أو تأجيل رحلاتها كخطوة احترازية بعد الاستدعاء الفني العاجل. ووصف خبير طيران لشبكة "سي بي سي نيوز" الاستدعاء بأنه "غير مسبوق" نظراً لاتساع نطاقه وضرورة تنفيذ الإصلاح قبل أي رحلة تجارية.

وإليكم أبرز الشركات المتأثرة وفقاً لـ"سي بي سي نيوز" وتقرير سابق للجزيرة نت:

الخطوط الجوية الأميركية: أكبر مشغل لطائرات "إيه 320″، ذكرت أولاً أن 340 طائرة من أصل 480 تحتاج تحديث البرمجيات، ثم خفضت العدد إلى 209 بعد توضيحات من إيرباص. أفيانكا الكولومبية: أوقفت بيع التذاكر حتى 8 ديسمبر/كانون الأول لتأثر أكثر من 70% من أسطولها. دلتا للطيران (أميركية): تتوقع إكمال التحديث لطائراتها المتأثرة صباح اليوم السبت. طيران ترانسات (كندا): قد تواجه "ضربة موجعة" لتأثر جزء من أسطولها. طيران نيوزيلندا: تعلن عبر "إكس" إلغاء وتعطيل عدد من الرحلات اليوم السبت. طيران كندا: لا تتوقع تأثيرا كبيرا كون عدد محدود من طائراتها يستخدم البرنامج المتأثر. إيه إن إيه هولدينغز اليابانية: ألغت 65 رحلة عقب إعلان الاستدعاء. جت ستار الأسترالية: أكدت تأثرها بعملية الاستدعاء. الشركات المتضررة تشمل مشغلين كبارًا في أميركا وأوروبا وآسيا وأوقيانوسيا (الفرنسية)ما أبرز الحوادث في تاريخ إيرباص؟

ومنذ عام 2000، سُجلت 33 حادثة كبرى لطائرات إيرباص، أبرزها وفق منصة "1001 كراش":

22 مايو/أيار 2020: تحطّم طائرة "إيه 320" الباكستانية ووفاة 97 من أصل 99 راكباً. 19 مايو/أيار 2016: فقدان طائرة "إيه 320" لمصر للطيران ووفاة ركابها الـ66. 31 أكتوبر/تشرين أول 2015: تحطّم طائرة "إيه 321" التابعة لميتروجيت الروسية ومصرع 244 شخصاً. 24 مارس/آذار 2015: سقوط "إيه 320" لجيرمان وينغز (ألمانيا) ووفاة 150 شخصاً. 1 يونيو/حزيران 2009: تحطّم "إيه 330" للخطوط الفرنسية ووفاة 228 شخصاً. إعلان

وبلغت القيمة السوقية لإيرباص 193.7 مليار دولار في 31 أكتوبر/تشرين أول 2025، لكنها تراجعت إلى 187.29 مليار دولار يوم السبت 29 نوفمبر/تشرين ثاني بعد الأزمة، ما يضعها في المرتبة 89 عالمياً وفق "كامبانيز ماركت كاب".

ما تداعيات الأزمة على أداء الشركة

وتواجه إيرباص تحديا غير مسبوق بعد الاستدعاء الواسع لطائرات عائلة "إيه 320″، الأكثر انتشارا عالميا بواقع أكثر من 11 ألفا و300 طائرة قيد التشغيل، منها 6400 من طراز "إيه 320" الأساسي. وتضم قائمة أكبر المشغلين شركات أميركية وصينية وأوروبية وهندية، وفق منصة "إنفستنغ دوت كوم".

وتُعد هذه الأزمة واحدة من أكبر عمليات الاستدعاء في تاريخ الشركة الممتد لـ55 عاماً، وتكتسب حساسيتها من توقيتها، إذ جاءت بعد أسابيع قليلة من تفوق "إيه 320" على "بوينغ 737″ كأكثر الطائرات تسليماً.

وتشتد المنافسة بين إيرباص وبوينغ في فئة الطائرات ذات الممر الواحد، وهي العمود الفقري للرحلات منخفضة ومتوسطة التكلفة. وقد اكتسبت "إيه 320" مكانتها بوصفها أول طائرة نفاثة تعتمد بالكامل على التحكم الإلكتروني، ما جعلها رائدة في تقنيات الطيران.

وتتنافس مع "بوينغ 737 ماكس" التي عانت إيقافاً طويلاً بعد حوادث 2018 و2019 المرتبطة ببرنامج التحكم.

ورغم الأزمات، ظل الطلب العالمي على الطائرات من الشركتين في ارتفاع بفعل النمو السريع في آسيا، ما أضاف عشرات الملايين من المسافرين الجدد، وجعل الطائرات ذات الممر الواحد حجر أساس في اقتصاد الطيران الحديث.

وفي ضوء التطورات الأخيرة، تبدو إيرباص في اختبار حقيقي لقدرتها على معالجة الخلل بسرعة وشفافية دون خسارة زخمها التنافسي. ورغم احتمال تأثر جداول التشغيل وثقة بعض المشغلين، فإن الاستجابة الفورية قد تعزز صورة الشركة وتُظهر قوة بنيتها التقنية.

مقالات مشابهة

  • ماذا يحدث لجسمك عند تناول الأفوكادو
  • ترامب يعتقد أن هناك فرصة جيدة لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا وويتكوف يلتقي بوتين اليوم
  • ماذا يحدث بالاسكندرية ... كلاكيت ثانى مرة مسن يعتدى على طالبة
  • ماذا يحدث للجسم عند تناول القهوة المغشوشة؟
  • ماذا يحدث عند تناول كوب لبن يوميا
  • استراتيجية الحياة الصحية في أبوظبي تعتمد 20 مبادرة
  • ماذا يحدث عند تناول الشاي الأخضر يوميًا لمدة شهر؟
  • ماذا يحدث مع طائرات إيرباص وهل حياة المسافرين في خطر؟
  • ماذا يحدث للجسم عند تناول الشاي الأخضر كل يوم لمدة شهر؟
  • استراتيجية الحياة الصحية في إمارة أبوظبي تسهم في تعزيز صحة وعافية المجتمع