تمثل الحرب الإسرائيلية على غزة مرحلة جديدة في الانحدار الجيوسياسي المعروف للولايات المتحدة، بينما خلقت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الظروف اللازمة لزيادة أهمية إيران الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وفقا لتشارلز بينافورتي في تحليل بموقع "مودرن دبلوماسي" الأمريكي (Modern diplomacy).

وقال بينافورتي، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن "إيران تعمل حاليا على ترسيخ مكانتها باعتبارها لاعبا إقليميا مهما وحاسما، وتنشط من خلال جماعات مثل حماس (قطاع غزة) وحزب الله (لبنان) والحوثيين (اليمن)، فضلا عن الزيادة في قدراتها العسكرية".

واعتبر أن "كل الأهمية التي اكتسبتها إيران لها راعي هو واشنطن. قد يبدو هذا متناقضا، لكنه ليس كذلك؛ إذ أطلقت الولايات المتحدة موجة من التضامن الدولي مع الفلسطينيين، وخاصة في الشرق الأوسط".

بينافورتي أرجع ذلك إلى تصرفات واشنطن ومنها "دعم الإجراءات غير المتناسبة التي تقوم بها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة عبر القصف العشوائي للمدنيين، وخلق عقبات أمام وصول الإمدادات الطبية، والتسبب في نقص الطاقة والغذاء والمياه وكل شيء ضروري لبقاء السكان على قيد الحياة، ودعمها إسرائيل في مجلس الأمن، وعرقلة التوصل إلى وقف إطلاق النار".

وأردف: "مع مرور الوقت، أصبحت المجزرة أكثر وضوحا أمام الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، وبدأ الأوروبيون (...) ينتقدون على استحياء (ما يُسمى) "حق إسرائيل في الدفاع"، لكن واشنطن لا تمارس سلطتها للتوصل إلى وقف لإطلاق النار ينهي المجزرة في غزة".

اقرأ أيضاً

على عكس أمريكا.. تايم: النظرة سلبية تجاه إسرائيل في 42 دولة

مبدأ بوش

"وقد أنشأت الولايات المتحدة، أو على الأقل سرّعت البرنامج النووي لإيران وكوريا الشمالية، خلال إدارة (الرئيس الأسبق) جورج دبليو بوش (2001-2009)"، كما أضاف بينافورتي.

وأوضح أن "ما يُسمى بمبدأ بوش، الذي حدد "الدول المارقة" وحدد "أعداء" واشنطن وسط صدمات (هجمات) 11 سبتمبر (2001)، أشار إلى أهداف محتملة "لهجمات وقائية"، بينها إيران وكوريا الشمالية".

وتابع: "ولا يزال البلدان يُعاملان على أنهما يشكلان تهديدا.. واليوم، تمكنت الدولتان من زيادة قدراتهما العسكرية وتتجهان نحو الانضمام إلى النادي النووي، على الرغم من آلاف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليهما. وهذا يثبت أن  العقوبات الاقتصادية غير فعالة على الإطلاق في التشجيع على تغيير النظام".

واعتبر بينافورتي أن "إدارة بايدن خلقت الظروف اللازمة لتعزيز دور إيراني أكبر في الشرق الأوسط عبر استخدام المذبحة الفلسطينية كخطاب أساسي لحشد الدعم في المنطقة، على الرغم من التوازن الجيوسياسي للسعودية وتركيا".

اقرأ أيضاً

الضربات تزداد خطورة.. هل تقترب أمريكا وإيران من حافة الحرب؟

قنبلة نووية

كما زادت إيران قدرتها على تخصيب اليورانيوم، وفقا لتقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أواخر عام 2023.

وأفاد التقرير بأنه اعتبارا من 28 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كان لدى إيران 4.486 كجم من اليورانيوم، وهو ما يزيد 22 مرة عن 202.8 كجم المنصوص عليها في الاتفاق النووي لعام 2015، والذي انسحب منه في عام 2018 الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب.

وحاليا، تمتلك إيران نحو 128 كجم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%. وبحسب المعايير التي يستخدمها الروس والأمريكيون، لا بد من الوصول إلى 90% لإنتاج سلاح نووي.

وفي الربع الأول من عام 2023، أفادت تقارير بأن الوكالة الدولية عثرت على جزيئات من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء 84٪ تقريبا. ويبدو أن تطوير القنبلة النووية الإيرانية أصبح مسألة وقت، بحسب بينافورتي.

واعتبر أن "الصراع في غزة كان بمثابة اختبار لإدارة بايدن لتحسين وجودها في المنطقة عبر سياسة متماسكة، مما يخلق الظروف الملائمة لقيام دولة فلسطينية من شأنها أن تضعف التطرف بشكل كبير، ومن ثم تساعد في احتواء نفوذ إيران الجيوسياسي، لكن الرؤية قصيرة النظر لواشنطن وتل أبيب منعتهما من إدراك ذلك".

اقرأ أيضاً

ليست أمريكا.. كاتب بريطاني: لهذا إيران هي القوة المهيمنة في المنطقة

المصدر | تشارلز بينافورتي/ مودرن دبلوماسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حرب غزة إيران أمريكا بوش بايدن ترامب نووي

إقرأ أيضاً:

أوشاكوف: روسيا والولايات المتحدة تعملان على عقد لقاء ثنائي بين بوتين وترامب

روسيا – أكد مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف امس الخميس، أن روسيا والولايات المتحدة تعملان على عقد لقاء ثنائي بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب.

وقال أوشاكوف، في تصريح لصحفي قناة “روسيا 1” بافيل زاروبين، ردا على سؤال حول ما إذا كانت روسيا والولايات المتحدة تتجهان نحو عقد لقاء ثنائي بين زعيمي البلدين: “أعتقد أننا نتحرك [تجاه ذلك] رغم كل شيء”.

وأضاف مساعد الرئيس الروسي: “يبدو لي أن هناك تفاهمًا على مطالبنا، وما نطمح إلى تحقيقه نتيجةً لهذا الوضع. وإلى حد ما، لا تزال مطالبنا واعتباراتنا ومقترحاتنا تُؤخذ في الاعتبار. وإن لم تكن جميعها بالطبع. لكن العملية جارية”.

وقي هذا الصدد قال أوشاكوف إنه “من الواضح، كما يبدو لي، أن هناك فهمًا لما نطالب به، وما نريد تحقيقه نتيجة لهذا الوضع”.

ورأى مساعد الرئيس الروسي أن “هناك تصريحات عامة [من الولايات المتحدة] ذات طابع مختلف. إذا نظرتم إلى تصريحات نائب الرئيس أمس، تبدو لي مثيرة للاهتمام، وفيها، كما أقول، توجيهٌ بناء جاد”.

وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه من غير المرجح أن يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السعودية، ولكن اللقاء على الأغلب أن يتم بعد تلك الرحلة.

ومن جانبه، ذكر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في وقت سابق أن اللقاء بين الرئيسين الروسي والأمريكي ينبغي أن يكون مثمرا.

كما أفاد مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف في وقت سابق أنه لم يتم الاتفاق على موعد محدد للقاء بين بوتين وترامب، كما لم يتم الاتفاق على مكان اللقاء المحتمل.

ومن المقرر أن يقوم ترامب بزيارة إلى السعودية والإمارات وقطر في الفترة من 13 إلى 16 مايو المقبل.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • واشنطن: لسنا بحاجة إلى إذن إسرائيل لترتيب أي اتفاق مع الحوثيين
  • إيران تنفي وجود منشأة نووية سرية وتتهم إسرائيل بتعطيل المحادثات مع أمريكا
  • أوشاكوف: روسيا والولايات المتحدة تعملان على عقد لقاء ثنائي بين بوتين وترامب
  • (الحوثي) تعتبر الاتفاق مع واشنطن (انتصارا لليمن) وتتوعد إسرائيل
  • إيران غاضبة وترامب يقول أنه لا يرد أن يجرح مشاعر أحد.. ماذا يعني اعتماد واشنطن تسمية ''الخليج العربي''؟
  • إيران تكشف: واشنطن قبلت بتقييم الوكالة الدولية بعدم امتلاك طهران أسلحة نووية
  • كارني يؤكد من البيت الأبيض أن كندا ليست أبدًا للبيع وترامب يردّ: لا تقل أبدًا
  • صحيفة كيهان: إيران قويّة وترامب مُجبر على الإتّفاق
  • التوتر مع واشنطن.. هل خسر نتنياهو ورقة الدعم الأميركي ضد إيران؟
  • كيف تناولت الصحافة العالمية اتصال أردوغان وترامب الهاتفي؟