فعالية ثقافية في مديرية جهران بذمار احتفاء بذكرى جمعة رجب
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
الثورة نت / أمين النهمي
نظمت فروع مكاتب الصحة والتخطيط والسياحة في مديرية جهران بمحافظة ذمار، اليوم، فعالية ثقافية وتوعوية، إحتفاء بذكرى جمعة رجب وتأصيل الهوية الإيمانية.
وفي الفعالية التي حضرها الأمين العام للمجلس المحلي بالمديرية خالد الفلاحي، ومسؤول التعبئة العامة بالمديرية يحيى الكبسي، ومدراء شرطة المديرية المقدم ضيف الله الخطيب، و مكتب مدير المديرية محمد عبدالمغني، والصحة محمد أبوحمرا، والإرشاد محمد الضبياني، والسياحة محمد الجيه، ونائب مدير المؤسسة المحلية للمياه بمعبر حميد دوبل، وقيادات محلية وتنفيذية ألقيت كلمات تطرقت إلى أهمية إحياء ذكرى جمعة رجب وتأصيل الهوية الإيمانية ومواجهة الثقافات الخاطئة والحرب الناعمة التي تستهدف الأمة في دينها.
وبينت الكلمات عظمة وقدسية ذكرى جمعة رجب التي تعد من أهم المناسبات في تاريخ الشعب اليمني، ومن الصفحات البيضاء في التاريخ الإسلامي، لافتة إلى أن الاحتفاء بهذه المناسبة يأتي من باب الشكر لله على نعمة الهداية، ويسهم في ترسيخ الهوية الإيمانية خصوصا في ظل المرحلة المفصلية التي تمر بها الأمة.
وتطرقت الكلمات إلى ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة من مجازر إبادة وتهجير قسري وتطهير عرقي وحصار أمام مرأى ومسمع العالم.. منوهة بالموقف اليمني المشرف في نصرة الأقصى، وإسناد المقاومة الفلسطينية من خلال قصف أهداف للعدو الصهيوني، ومنع السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة من عبور البحرين الأحمر والعربي.
وحذرت من مؤامرات ومساعي العدو للنيل من قيم وأخلاق المجتمع وهويته، من خلال الترويج للأفكار الهدامة والعقائد الباطلة، وغيرها من وسائل الحرب الناعمة.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: ذكرى جمعة رجب جمعة رجب
إقرأ أيضاً:
العميد محمد احمد جمعة 1930–2009 (2–7 )
ms.yaseen5@gmail.com
لم يكن سياسيا يمارس الاكاذيب والمخاتلة واهتبال الفرص وكان يمقت عشرة السياسيين ومجالستهم فقد جمع في مخياله الكثير من حكاوي الساسة والسياسيين فقد رآهم يحملون جوالات السكر وطاقات الدمورية يوزعونها لاهل القرية املا في كسب ودهم واستمالتهم في ايام الانتخابات فيملؤون الفضاء اوهاما واكاذيب واماني خلب يدغدغون بها قلوب العامة والسوقة والسذج ولم يكن شخصاً منظماً سياسياً أو له أي التزام حزبي كنا نحن في ميعة الصبا حين تفتحت اعيننا علي الحياة كنا نراه افنديا شديد الالتزام بمهنته كان كثير الصمت دائم التفكير كان حياؤه وادبه جعله محبوبا عند الجميع فقد كانت لاناقته وطريقة مظهره الجاذبة نصيب من حديثه وقديما قيل جمال لسان الرجل بجمال ثيابه ومظهره وكانت العرب اذا رات رجلا جميل الثياب يتحدث حديثا قبيحا يقاطعونه ويقولون له تحدث علي قدر ثيابك
كان العميد هو احد عقاقيرارواحنا المتعطشة للمعرفة والتعلم كنا نحن الاربعة في مقعد واحد في السنة الاولي يجلس من اليمين الاخ ابوذر احمد ابوالبشر وشقيقة ضياء الدين وثالثهم شخصي ثم الاخ الفاضل احمد جمعة وهو اخ العميد فكثير ما كان يستدعينا في المكتب ويوبخنا لسؤ تصرفاتنا واهمالنا لواجباتنا كنا ننصت اليه وبصوته الوقور يا أولاد احسن تبطلو ا الاهمال والشغب والازعاج داخل الفصل فيعاقبنا بكتابة الحرف ( س ) وتكراره علي النوته وعلي صفحاتها الثلاثة كان عقابا قاسيا نبدأ في تنفيذه منذ نهاية الدوام وحتي فجر اليوم الثاني فقد كنت استعجل كتابة الحرف وفي احيانا كثير انسي احدي نبرات الحرف سين فاكتبها بواحدة فيعاقبني بتكرارها مرات ومرات كان العميد رحمه الله لايؤمن بالعقوبة البدنية ولا يستخدمها ولم اره يوما يعاقب تلميذ ويجلده كما كان يردد علي مسامعنا بقية الاساتذة ( الضرب ينفعكم والعلم يرفعكم ) كنت وأثناء مرور العميد بنا ونحن جلوس في الهواء الطلق نكتب الحروف ونمسحها كان يمر علينا ونحن في الدائرة جلوس يراقب ماكتبناه فيقف خلفي ويمسك با اصبعي ويستكتبني الحرف فقد كنت غير ابه بما يكتبه اصبعي فقد كنت اتعجب من ساعته الفاخرة ماركة ( السيكو فايف) ولونها مينتها الازرق الذي ينعكس مع اشعة الشمس وقد همت بتلك الساعة وماركتها وتمنيت ان اقتني ساعة (السيكو فايف ) او احدي صويحباتها من ماركة (رومر او چوڤيال ) وطالما ان المنايا لقايا فقد اقتنيتها في احدي الايجازات المدرسية وانا في المرحلةالوسطي فقد عملت فيها كعامل رش في فترة الخريف بادارة الصحة الوقائية فقد منحي مدير الصحة بالمنطقة ( ابراهيم حسب الله )هذه الوظيفة وكنت اقوم برش الزيوت في البرك والمستنقعات في شرق امكدادة وكنت مسئولا عن القطاع الشمال الشرقي الذي يبدا من فولة اوحفير قرية ام ستوية ورهد الركبة ورهد قرية شق التبلدي وبعض البرك الموجودة علي سطوح الجبال الشرقية وكنا نعمل بالاجر اليومي اذا نكسب ثلاثون قرشا في اليوم فوفرت مبلغ عشرة جنيها اشتريت بها ساعة جوڤيال وهي ماركة عالمية قريبة من ماركة السيكو فايف
لم يحترف العميد السياسة في سني عمره الباكر لكنه كان مُلماً بتعقيدات المَشهد السياسي في البلاد مثله ومثل عامة الناس يحملُ على عاتقهِ ومن موقعهِ الوظيفي هموم التعليم والمعلم كان يحمل اثقال وهموم المنطقة
كان كلما شاهد موقفا يستحق تدخله عالجه وقومه حتي وان لم تطال مسؤليته فقد تعلم في بخت الرضا ان المعلم ليست تنحصر مسؤليته داخل الفصل فقط
كان العميد شديد الايمان باهمية دور المعلم في خدمة مجتمعه فقبل ان يدخل وينخرط في عالم السياسة كان يقود المبادرات الطوعية التي تعزز قيم التعاون والتضامن لتحقيق تاثير ايجابي حول المجتمع الذي يعيش فيه واستطاع ان يترك تاثيرا ايجابيا علي التلاميذ ومجتمعاتهم المحلية وذلك بفضل الجهود الاستثنائية التي بذلها لتطوير قدرات الطلاب
كان من أوائل المعلمين السودانيين الذين عملوا بجنوب السودان في منطقة انزارا في تلك السنين الغابرة، فقد استطاع أن يخترق الحواجز النفسية التي خلقها الاستعمار بين السودانيين الشماليين والجنوبيين، لا بخطب رنانة ولا بشعارات سياسية، بل بتواضعه الجم، وإنسانيته الصافية، وإيمانه العميق بوحدة الإنسان قبل وحدة الجغرافيا.
كانت الأستاذ سر الختم الخليفة رئيس الوزراء هو مدير التعلم بجنوب السودان فالتقي به العميد وعرفه بنفسة فطلب منه ان يتعلم لغة الدينكا حتي يستطيع ان يتواصل مع المجتمع المحلي وقد ذكر الأستاذ عمر تريبو وهواحد زملائه الذين عملوا سويا في انذارا بجنوب السودان ان العميد استطاع في فترة وجيزة ان يتقن لغة أهل المنطقة بل تجاوزها ووضع منهجا للتلاميذ زاوج فية بين اللغة العربية ولغة أهل المنطقة فاكتسبت محبة أهل المنطقة واحترامهم له وكان يقضي معظم وقته مع التلاميذ في المدرسة ويمارس معهم الأنشطة الرياضية والثقافية
ذكر لي الأستاذ عمر تريبو ان شخصة العميد وطوله الفارع وسمرته وسماته الشخصية هي التي أكسبته حب التلاميذ وأولياء امورهم
بني جسورا من المحبة. لم يكن أهل المنطقة معتادين عليها فقد قد اعتادوا على أن يأتيهم معلم مثل رجل جامع الـضرائب او كمندوب للحكومة البريطانية الذي يحمل بين بردية عجرفة البيض الذين يمارسون الأبرتهايد فاهل انزارا مازالوا حديث عهد بالاستعمار ولم يمضي علي استقلال البلاد ساعتئذ إلا اشهر قلائل فصورة الرجل الأبيض وجبروته ماثلا في مخيلتهم ولأول مرة شعر التلاميذ وأهل إنذار ان معلما جاء ليشاركهم الحياة ويمسح عنهم درن الجهالة لا ليُعلمهم فحسب بل ليرتقي بحياتهم وطرق كسب عيشهم كانّ يناقشهم ويقنعهم بأهمية تغير ملابسهم وفي ذلك العام وقبل نهايته زار سر الختم الخليفة المدرسة ووجد التلاميذ قد تغيرت اشكالهم وملابسهم فاعجب بجهود العميد وقد كتبت صحيفة الرأي العام عن الجهود التي بذلها العميد حتي استطاع ان يغير البيئة الدراسية والاجتماعية للتلاميذ والمجتمع فقد جلس على الحصير مع الأطفال وشارك الأهالي أكل كسرة الباخرة والسمك المجفف، وساعدهم في جني المحاصيل حتى صار جزءًا من النسيج اليومي للقرية. كانت دروسه تبدأ بالحكايات وتنتهي بالأغاني يُعلّمهم الحساب عبر عدّ حبات المانجو ويشرح الجغرافيا من خلال رسم مجرى النيل وبركه المتقطعة امامهم
وشيئًا فشيئا بدأ الطلاب يرونه أبًا ثانيًا وأضحى اسمه يتردد في أفراحهم ومجالسهم بل لأول مرة في تاريخ إنذار وجنوب السودان يطلق الجنوبيون اسم جمعة علي موالديهم في ذلك العام فكان سلاطين الدينكا يرونه كما لو كان واحدًا من أبنائهم ونواصل