غزة- ابتكرت مجموعة استثمارية فلسطينية مصكوكة مقدسية هي الأولى من نوعها من حيث الشكل والأوزان، تحمل على أحد وجهيها نقشاً لقبة الصخرة المشرفة وتحته اسم فلسطين، وعلى وجهها الآخر غصن الزيتون مع رقم يشير إلى وزن المصكوكة، ويبدأ من ربع غرام وحتى 20 غراما.

وتنطلق خلال الأسبوع الجاري وبالتزامن بين قطاع غزة وجمهورية اليمن هذه المصكوكة التي تنظر إليها صاحبة الابتكار "مجموعة مقدسية للاستثمار الدولي" على أنها نواة يمكن التأسيس عليها مستقبلاً لإطلاق عملة فلسطينية خاصة، وسيعقب ذلك بحث إطلاقها في عواصم أخرى حول العالم.

وتعرف "مقدسية" على أنها "إبداع فني بتجزئة الغرام إلى فئات صغيرة من ذهب عيار 21 مختوم من الجهات الرسمية المختصة، ويستطيع الجميع امتلاكها وادخارها والتعامل بها عبر آليات لا مثيل لها" حيث تعكف المجموعة حالياً -وبالتعاون مع مؤسسات مالية محلية- على افتتاح نقاط تداول مقدسية في جميع محافظات غزة، تعمل كوكيل بيع وشراء وتداول.

وحصلت "مقدسية" على براءة اختراع مسجلة بوزارة الثقافة في غزة كاختراع فني، بينما يجري العمل لحصولها على شهادة كعلامة تجارية مسجلة لدى وزارة الاقتصاد الوطني.

الفكرة والهدف

ويمزج الدكتور أحمد حمدان صاحب فكرة مصكوكة مقدسية ورئيس مجموعة "مقدسية للاستثمار الدولي" بين الاستثمار والبعد الوطني، عبر تعزيز الرموز الدينية الوطنية في نفوس الأجيال الشابة، وعلى المدى المستقبلي يرى في هذه المصكوكة خطوة يمكن البناء عليها خلال سنوات قليلة لإطلاق أول عملة وطنية فلسطينية.

الدكتور أحمد حمدان يعرض مصكوكة "مقدسية" من فئة غرامين (الجزيرة)

وتراعي المصكوكة -من بين أهداف كثيرة- الوضع الاقتصادي المتردي لشباب غزة، خاصة من هم في سن الزواج، ولا يمتلكون المهر وتكاليف الزواج الباهظة، أو أولئك الراغبين في الادخار ولا يمتلكون المال الكافي لشراء الذهب بغرض الادخار، حيث أصبح بإمكانهم امتلاك الذهب بالقليل من المال لشراء مصكوكة مقدسية بأوزان تتدرج من ربع ونصف وغرام واحد وغرامين و3 و5 غرامات و20 غراماً.

وقال حمدان اللاجئ المنحدر من بلدة "بشيت" المدمرة إبان النكبة عام 1948 إن "مقدسية" تمكن الشباب من الجنسين من الادخار من أجل الاستثمار، والحفاظ على مدخرات الفئات الهشة والفقيرة من التضخم، وحمايتها من سقوط قيمة العملات الأجنبية، وبذلك يتحقق الدعم النفسي من خلال امتلاك الذهب كملاذ آمن عبر سهولة الحصول عليه نظرا للأوزان التي تم توفيرها بطريقة إبداعية لأول مرة.

"مقدسية" تتيح للفئات الهشة ادخار الذهب من أجل الاستثمار (الجزيرة) ادخار للزواج

وسجل العشريني سائد أحمد اسمه كأول مقتن لمصكوكة مقدسية من فئة ربع غرام، وهي المرة الأولى في حياته التي يتمكن فيها من اقتناء الذهب بغرض الادخار، وقال للجزيرة نت: إن توفر مقدسية بأوزان بسيطة وبأسعار مناسبة تراعي ذوي الدخل المحدود والفئات الفقيرة تساعد وتشجع على اقتنائها.

كما يهدف أحمد (25 عاماً) إلى الادخار من أجل توفير تكاليف الزواج، في ظل عزوف الشباب في غزة عن الزواج لعدم قدرتهم المالية، وارتفاع التكاليف مع معدلات فقر وبطالة عالية أوساط الشباب، ناجمة عن عدم توفر فرص عمل، جراء سنوات طويلة من الحصار الإسرائيلي والانقسام الفلسطيني الداخلي.

وقال أحمد اللاجئ من "بربرة" داخل فلسطين المحتلة عام 1948، ويقطن حاليا في بيت لاهيا شمال القطاع، إنه اقتنع بفكرة "مقدسية" وأنها توفر وسيلة آمنة للادخار من أجل تحقيق الأهداف، وبرأيه فإن الحصول على المال صعب للغاية في غزة بفعل البطالة العالية، وصرفه بسهولة من دون تحقيق فائدة مستدامة، الأمر الذي يجعل من "مقدسية" فكرة خلاقة للادخار من أجل الاستثمار.

سائد أحمد بدأ مشوار ادخار "مقدسية" من أجل الزواج (الجزيرة) نصائح ذهبية

وفكرة الادخار الآمن أحد الأهداف التي وضعها الدكتور حمدان عند إطلاق "مقدسية" وقال إن العملة الورقية سهلة الصرف، فضلاً عن تردي الأسعار بأسواق المال، وهو ما يعرض الفئات الهشة إلى احتمالات تكبدها خسائر فادحة لا تقوى عليها.

وحرصاً منه على ألا تخل الأوزان الخفيفة بجودة العمل، استغرق عمل حمدان مع أحد معامل الذهب المحلية 3 شهور للخروج بمنتج يمزج بدقة عالية بين الوزن والجودة.

ومن حيث المواصفات والمحددات، أوضح حمدان أن قيمة مصكوكة "مقدسية" تخضع لقيمة الذهب من عيار 21 حسب التداولات العالمية والمحلية اليومية، ويمكن صرفه أو شراؤه من أي مكان في العالم، ويتم التحويل من الفئات الأقل إلى الأكثر مجانا، وفي حال التحويل لعملات ورقية يتم خصم نصف المصنعية فقط.

ومن منطلق التسهيل على المقبلين على الزواج، تتيح "مقدسية" لمن يمتلكون كمية من المصكوكة استبدالها بمصاغ ذهب مجانا، وللتخفيف عن كاهل الشباب والعائلات تتبنى مجموعة مقدسية برنامجا أطلقت عليه "زواج مبادرون مصلحون" سيبلغ بموجبه المهر 20 مصكوكة مقدسية من فئة غرام واحد.

وقال الدكتور حمدان إن 3 مصارف محلية في غزة وافقت على التعامل مع "مقدسية" للتداول، كما تتعامل مع العملات المالية التقليدية، ويتم حاليا البحث في إطلاق "محفظة مقدسية" للتعاملات التجارية اليومية، بحيث يمكن لحامل بطاقة مقدسية استخدامها في معاملات البيع والشراء بما يقابلها بالعملات الأخرى.

ولتحقيق الفائدة القصوى من فكرة "مقدسية" وضع حمدان نصائح أمام الراغبين خاصة من الفئات الهشة والفقيرة، بشراء فئات صغيرة من "مقدسية" شهرياً بشكل ثابت ووضعها في حصالة "مقدسية" للادخار والملاذ الآمن، وفتحها كل 3 شهور وتحويل الفئات الاصغر لفئات أكبر من "مقدسية مجانا" لتحقيق هامش ربح سعر الذهب المتصاعد مع المصنعية، ونهاية العام يتحقق الهدف الأكبر بالوصول إلى "ورقة مقدسية" الدولية فئة 20 غراما.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی غزة من أجل

إقرأ أيضاً:

البيت الأبيض يتهم علي بابا بدعم الصين في استهداف الولايات المتحدة

اتهمت الإدارة الأمريكية شركة التجارة الإلكترونية الصينية العملاقة "علي بابا" بتقديم دعم تكنولوجي للجيش الصيني في تنفيذ “عمليات” تستهدف أراضي الولايات المتحدة، وفقاً لما كشفته صحيفة فايننشال تايمز أمس الجمعة، استناداً إلى مذكرة أمن قومي صادرة عن البيت الأبيض.

وتتضمن المذكرة، بحسب تقرير صحيفة فايننشال تايمز، معلومات استخباراتية "بالغة السرية" جرى رفع السرية عنها، وتوضح كيف تزود مجموعة "علي بابا" جيش التحرير الشعبي الصيني بقدرات تكنولوجية تعتبرها واشنطن تهديداً مباشراً للأمن القومي الأمريكي.

الهيمنة التكنولوجية..لمن؟

ولم ترد كل من شركة علي بابا أو السفارة الصينية في واشنطن على طلبات للتعليق حتى لحظة نشر الخبر، فيما يثير الاتهام الجديد توتراً إضافياً في العلاقات الأمريكية–الصينية التي تشهد بالفعل خلافات حادة حول قضايا التكنولوجيا، الأمن السيبراني، وتايوان.

ويأتي هذا التطور بينما تتصاعد المواجهة بين واشنطن وبكين حول الهيمنة التكنولوجية، وشبكات الذكاء الاصطناعي، وقدرات المراقبة الرقمية، إذ أعلنت الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة حزمة من القيود الصارمة على الشركات الصينية بدعوى حماية الأمن القومي.

وتعد مجموعة "علي بابا" واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في الصين، وتدير منصات عملاقة للتجارة الإلكترونية والحوسبة السحابية، ما يجعل أي اتهامات لها بالضلوع في أنشطة عسكرية حساسة ذات تداعيات سياسية واقتصادية واسعة.

ولم يصدر حتى الآن تعليق رسمي من بكين على المذكرة، لكن من المتوقع أن ترفض الاتهامات، كما درجت العادة، وتصفها بمحاولات أمريكية لتقييد قدرات الشركات الصينية لأسباب سياسية.

طباعة شارك علي بابا الصين الولايات المتحدة الجيش الصيني واشنطن

مقالات مشابهة

  • بابا الفاتيكان يستقبل نجوما من هوليوود
  • محمود حمدان يبدأ تصوير مشاهده في مسلسل علي كلاي| تفاصيل
  • قبل قرار المركزي المصري.. أسعار الفائدة على شهادات الادخار في 7 بنوك
  • البيت الأبيض يتهم علي بابا بدعم الصين في استهداف الولايات المتحدة
  • وثائق استخباراتية: "علي بابا" تدعم بكين لاستهداف واشنطن
  • ديموغرافيا..
  • أحمد بن حمدان يتوج أبطال مهرجان الرياضات البحرية لأصحاب الهمم
  • علي بابا تطلق أول نظارة ذكية مطورة ذاتيا “Quark AI Glasses S1”
  • إيجابيات وسلبيات.. ما الدوافع وراء زواج المرأة من رجل أصغر منها سنا؟
  • تفاصيل 3 صفقات سوبر لـ الأهلي في الميكاتو الشتوي