مقدسية تفتح باباً لفقراء غزة لادخار الذهب وتؤسس مستقبلاً لعملة فلسطينية
تاريخ النشر: 24th, July 2023 GMT
غزة- ابتكرت مجموعة استثمارية فلسطينية مصكوكة مقدسية هي الأولى من نوعها من حيث الشكل والأوزان، تحمل على أحد وجهيها نقشاً لقبة الصخرة المشرفة وتحته اسم فلسطين، وعلى وجهها الآخر غصن الزيتون مع رقم يشير إلى وزن المصكوكة، ويبدأ من ربع غرام وحتى 20 غراما.
وتنطلق خلال الأسبوع الجاري وبالتزامن بين قطاع غزة وجمهورية اليمن هذه المصكوكة التي تنظر إليها صاحبة الابتكار "مجموعة مقدسية للاستثمار الدولي" على أنها نواة يمكن التأسيس عليها مستقبلاً لإطلاق عملة فلسطينية خاصة، وسيعقب ذلك بحث إطلاقها في عواصم أخرى حول العالم.
وتعرف "مقدسية" على أنها "إبداع فني بتجزئة الغرام إلى فئات صغيرة من ذهب عيار 21 مختوم من الجهات الرسمية المختصة، ويستطيع الجميع امتلاكها وادخارها والتعامل بها عبر آليات لا مثيل لها" حيث تعكف المجموعة حالياً -وبالتعاون مع مؤسسات مالية محلية- على افتتاح نقاط تداول مقدسية في جميع محافظات غزة، تعمل كوكيل بيع وشراء وتداول.
وحصلت "مقدسية" على براءة اختراع مسجلة بوزارة الثقافة في غزة كاختراع فني، بينما يجري العمل لحصولها على شهادة كعلامة تجارية مسجلة لدى وزارة الاقتصاد الوطني.
الفكرة والهدفويمزج الدكتور أحمد حمدان صاحب فكرة مصكوكة مقدسية ورئيس مجموعة "مقدسية للاستثمار الدولي" بين الاستثمار والبعد الوطني، عبر تعزيز الرموز الدينية الوطنية في نفوس الأجيال الشابة، وعلى المدى المستقبلي يرى في هذه المصكوكة خطوة يمكن البناء عليها خلال سنوات قليلة لإطلاق أول عملة وطنية فلسطينية.
وتراعي المصكوكة -من بين أهداف كثيرة- الوضع الاقتصادي المتردي لشباب غزة، خاصة من هم في سن الزواج، ولا يمتلكون المهر وتكاليف الزواج الباهظة، أو أولئك الراغبين في الادخار ولا يمتلكون المال الكافي لشراء الذهب بغرض الادخار، حيث أصبح بإمكانهم امتلاك الذهب بالقليل من المال لشراء مصكوكة مقدسية بأوزان تتدرج من ربع ونصف وغرام واحد وغرامين و3 و5 غرامات و20 غراماً.
وقال حمدان اللاجئ المنحدر من بلدة "بشيت" المدمرة إبان النكبة عام 1948 إن "مقدسية" تمكن الشباب من الجنسين من الادخار من أجل الاستثمار، والحفاظ على مدخرات الفئات الهشة والفقيرة من التضخم، وحمايتها من سقوط قيمة العملات الأجنبية، وبذلك يتحقق الدعم النفسي من خلال امتلاك الذهب كملاذ آمن عبر سهولة الحصول عليه نظرا للأوزان التي تم توفيرها بطريقة إبداعية لأول مرة.
وسجل العشريني سائد أحمد اسمه كأول مقتن لمصكوكة مقدسية من فئة ربع غرام، وهي المرة الأولى في حياته التي يتمكن فيها من اقتناء الذهب بغرض الادخار، وقال للجزيرة نت: إن توفر مقدسية بأوزان بسيطة وبأسعار مناسبة تراعي ذوي الدخل المحدود والفئات الفقيرة تساعد وتشجع على اقتنائها.
كما يهدف أحمد (25 عاماً) إلى الادخار من أجل توفير تكاليف الزواج، في ظل عزوف الشباب في غزة عن الزواج لعدم قدرتهم المالية، وارتفاع التكاليف مع معدلات فقر وبطالة عالية أوساط الشباب، ناجمة عن عدم توفر فرص عمل، جراء سنوات طويلة من الحصار الإسرائيلي والانقسام الفلسطيني الداخلي.
وقال أحمد اللاجئ من "بربرة" داخل فلسطين المحتلة عام 1948، ويقطن حاليا في بيت لاهيا شمال القطاع، إنه اقتنع بفكرة "مقدسية" وأنها توفر وسيلة آمنة للادخار من أجل تحقيق الأهداف، وبرأيه فإن الحصول على المال صعب للغاية في غزة بفعل البطالة العالية، وصرفه بسهولة من دون تحقيق فائدة مستدامة، الأمر الذي يجعل من "مقدسية" فكرة خلاقة للادخار من أجل الاستثمار.
وفكرة الادخار الآمن أحد الأهداف التي وضعها الدكتور حمدان عند إطلاق "مقدسية" وقال إن العملة الورقية سهلة الصرف، فضلاً عن تردي الأسعار بأسواق المال، وهو ما يعرض الفئات الهشة إلى احتمالات تكبدها خسائر فادحة لا تقوى عليها.
وحرصاً منه على ألا تخل الأوزان الخفيفة بجودة العمل، استغرق عمل حمدان مع أحد معامل الذهب المحلية 3 شهور للخروج بمنتج يمزج بدقة عالية بين الوزن والجودة.
ومن حيث المواصفات والمحددات، أوضح حمدان أن قيمة مصكوكة "مقدسية" تخضع لقيمة الذهب من عيار 21 حسب التداولات العالمية والمحلية اليومية، ويمكن صرفه أو شراؤه من أي مكان في العالم، ويتم التحويل من الفئات الأقل إلى الأكثر مجانا، وفي حال التحويل لعملات ورقية يتم خصم نصف المصنعية فقط.
ومن منطلق التسهيل على المقبلين على الزواج، تتيح "مقدسية" لمن يمتلكون كمية من المصكوكة استبدالها بمصاغ ذهب مجانا، وللتخفيف عن كاهل الشباب والعائلات تتبنى مجموعة مقدسية برنامجا أطلقت عليه "زواج مبادرون مصلحون" سيبلغ بموجبه المهر 20 مصكوكة مقدسية من فئة غرام واحد.
وقال الدكتور حمدان إن 3 مصارف محلية في غزة وافقت على التعامل مع "مقدسية" للتداول، كما تتعامل مع العملات المالية التقليدية، ويتم حاليا البحث في إطلاق "محفظة مقدسية" للتعاملات التجارية اليومية، بحيث يمكن لحامل بطاقة مقدسية استخدامها في معاملات البيع والشراء بما يقابلها بالعملات الأخرى.
ولتحقيق الفائدة القصوى من فكرة "مقدسية" وضع حمدان نصائح أمام الراغبين خاصة من الفئات الهشة والفقيرة، بشراء فئات صغيرة من "مقدسية" شهرياً بشكل ثابت ووضعها في حصالة "مقدسية" للادخار والملاذ الآمن، وفتحها كل 3 شهور وتحويل الفئات الاصغر لفئات أكبر من "مقدسية مجانا" لتحقيق هامش ربح سعر الذهب المتصاعد مع المصنعية، ونهاية العام يتحقق الهدف الأكبر بالوصول إلى "ورقة مقدسية" الدولية فئة 20 غراما.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
تكاليف حفلات الزواج.. بين إكرام الضيوف واستغلال الصالات والمطاعم
مع دخول الإجازة الصيفية تنشط المناسبات الاجتماعية بمختلف أشكالها، وعلى رأسها حفلات الزواج، التي باتت حديث المجتمع من حيث التكلفة والالتزامات.
وفي استطلاع ميداني، التقت ”اليوم“ عددًا من المواطنين لرصد آرائهم حول تأثير الإجازة على المناسبات الاجتماعية، ومدى رضاهم عن تكلفة الزواج، وهل آن الأوان لتغيير بعض العادات المرتبطة بها.
أخبار متعلقة في ندوة "الإجازة الصيفية وأثرها على الطلاب".. خبرءا يؤكدون لـ "اليوم" أهمية استغلال الوقت لتنمية القدراتمع انطلاق الإجازة الصيفية.. مختصون يقدمون عبر "اليوم" نصائح لاستثمار وقت الطلابرغم تجاوز الحرارة 47.. ”نصف القمر“ وجهة سكان الشرقية مع انطلاق الإجازة الصيفيةوقال ”علي حسين“، إن هناك أشياء مبالغ فيها في المناسبات الاجتماعية، خاصةً في الزيجات، وهناك استغلال من مقدمي الخدمة، وبالتحديد في أسعار الصالات والبوفيهات والمطاعم والمصورين، حيث أصبحت المناسبة الاجتماعية عبئًا كبيرًا.
علي حسين
وأضاف: من الحلول الناجحة هي التوجه إلى الزيجات الجماعية، مثل زواجات الإخوان، وهذا الشيء يقلل التكلفة، ويجعل العريس في وضع مالي جيد، واستقرار نفسي، أفضل من بداية الزواج بديون والتزامات.تكلفة مرتفعةوذكر ”عبدالرحمن الشمري“ أن ما يحدث في المناسبات الاجتماعية شيء لابد منه، فهو حق وواجب، وأن ما يُقدم للضيوف هو نوع من الإكرام وليس الإسراف، ولكن يجب الحذر من المبالغة في بعض المناسبات، مثلما يحصل في الزواجات، حيث أصبح الزواج يتسم بالتعسير، وهذا ما جعل كثيرًا من الشباب يعزف عن الزواج.
عبدالرحمن الشمري
وأكدت ”أميرة محمد“، أن المبالغه في المناسبات الاجتماعية هي إسراف من البعض، وأن الزواجات في السابق كانت أفضل من اليوم، وأن الوضع حاليًا أصبح فيه منافسة في المبالغة في الفرحة، وأصبح كل شيء بتكلفة عالية، مثل وضع أركان للتصوير، أو أركان للعطور، وغيرها من الأشياء المستحدثة.
أميره محمد
وذكر ”محمد علي“ أن بعض المناسبات تشهد بذخًا، وأشياء ليست لها أهمية، وأنه من الأفضل الحرص على النعم والحفاظ عليها، وأن يقدم الإنسان الشيء الذي يكرم به الجميع، دون أي تبذير.
محمد علي
وقال ”مصطفى هلال“: نحن عرب والعرب معروفين بالكرم، ومن صفاتنا العطاء، وحين نقدم لشخص، فذلك يكون من باب الحب، وهذا يعتبر واجب، ويتفاوت عطاء الإنسان حسب إمكانياته المادية، ولكن تبقى السمات العربية تجاه الضيف حاضرة، وكل شخص يقدم ما لديه.
مصطفى محمد هلال
واختتم: هناك حلول للمناسبات الكبيرة، مثل المشاركة، والزواجات الجماعية، فهي تخفف العبء على الجميع، فالقسمة على مجموعة أشخاص، أفضل من أن التكلفة تكون على شخص واحد.