السومرية نيوز – محليات

أفصحت وزارة العمل والشؤون الاجتماعيَّة عن تسجيل 80 ألف شركة خاصة بقانون التقاعد والضمان الاجتماعي الجديد، بينما طلبت من مجلس الوزراء شمول العمال المضمونين بعيديَّة عيد الفطر المبارك.
وأفاد المتحدث باسم الوزارة نجم العقابي بأنَّ قانون التقاعد والضمان الاجتماعي الجديد يعد من أهمّ القوانين التي شُرّعت، لكونه يحوي العديد من المميزات التي تخدم القطاع الخاص، بيد أنه لم يفعّل بشكل حقيقي، كما أنَّ ثقافة العامل في فهم القانون لم تزل دون المستوى الذي تطمح إليه الوزارة، مشيراً إلى ضرورة تفعيل القانون ونقل تجارب الدول المتقدمة إلى البلاد، فضلاً عن تفاعل المواطنين العاملين في القطاع الخاص مع القانون، بحسب صحيفة الصباح الرسمية.



وأضاف أنَّ الوزارة أطلقت تطبيقاً إلكترونياً يتيح للعمال وأصحاب الشركات التسجيل لغرض الشمول بهذا القانون، ما دعا الآلاف من أصحاب المشاريع والشركات في القطاع الخاص إلى التسجيل، مبيناً أنَّ 80 ألف شركة سجلت حتى الآن، لافتاً إلى أنَّ الوزارة تعمل على تثقيف وتوعية العمال بمميزات القانون المذكور، لاسيما أنه يحوي فقرات جديدة تتعلق بإجازة الأمومة والضمان الاختياري وغيرها من التي تضاهي المميزات في القطاع العام.

ونوّه العقابي بأنَّ وزير العمل أحمد الأسدي طلب من مجلس الوزراء شمول العمال المضمونين بمبلغ (العيدية) الخاصة بعيد الفطر المبارك والبالغة 100 ألف دينار، مفيداً بأنه حال الموافقة سيتم إطلاقها مع الراتب التقاعدي للعمال.

المصدر: السومرية العراقية

إقرأ أيضاً:

التفاوت في الرواتب بين المؤسسات الحكومية.. إلى متى؟

 

 

 

حمود بن سعيد البطاشي

 

لا شك أن العدالة في الرواتب والمزايا بين الموظفين الحكوميين تُعدّ أحد ركائز الاستقرار الوظيفي والإنتاجية العالية. ولكن ما نراه على أرض الواقع في مؤسساتنا ويلاحظه الجميع، هو وجود فارق شاسع وغير مُبرَّر في الرواتب بين مؤسسات الدولة الحكومية، رغم أن الوظيفة واحدة، والمؤهلات متماثلة، والتدريب متقارب!
مثلًا: تجد موظفًا في وزارة يعمل بمسمى "أخصائي موارد بشرية" يحصل على راتب أساسي لا يتجاوز 700 ريال، في حين أن زميله في جهة حكومية أخرى (هيئة أو شركة حكومية) يتقاضى ضعف هذا الراتب أو أكثر، مع نفس المؤهل، ونفس المهام تقريبًا. ما الرسالة التي توصلها هذه الفجوة للعاملين في القطاع العام؟ إنها ببساطة تقول: "العدالة ليست أولوية".
هذا التفاوت لا يُضعف فقط من الروح المعنوية للموظف؛ بل يُغريه لترك موقعه والبحث عن فرص في الجهات الأعلى دخلًا؛ مما يخلق حالة من النزيف الوظيفي، والتكدّس في جهات معينة، وندرة الكفاءات في أخرى.
ويرجع سبب هذا التفاوت إلى غياب إستراتيجية وطنية موحدة للرواتب والمزايا في القطاع الحكومي؛ حيث تتبع كل جهة جدولها الخاص، بناءً على وضعها القانوني أو استقلالها المالي. وبعض الهيئات تستند إلى أنظمتها الخاصة، وشركات حكومية أخرى تعتمد على لوائح مُنفصلة تشبه القطاع الخاص، في حين تبقى الوزارات الخدمية مقيدة بنظام الخدمة المدنية الموحد.
لكن السؤال: هل من العدالة أن يعمل موظفان لنفس الحكومة، ويحملان نفس الشهادة، ويؤديان نفس المهمة، ويتقاضيان راتبين مختلفين؟ بالطبع لا!
وهذا التفاوت في الرواتب يؤثر سلبًا على الإنتاجية، ويخلق شعورًا بالغبن والإجحاف. فالموظف الأقل راتبًا قد يشعر بعدم التقدير، مما ينعكس على أدائه. كما أنه يقوّض الجهود الحكومية لتحفيز الشباب على الانخراط في الوظائف العامة، ويشجع على التسرب إلى القطاع الخاص أو الهجرة الخارجية.
المطلوب اليوم من الجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة العمل، إجراء مراجعة شاملة لهيكل الرواتب في القطاع الحكومي، ووضع إطار عادل ومنصف يراعي المؤهل، وسنوات الخبرة، والمهام الفعلية. كما يجب إنشاء قاعدة بيانات مركزية لمقارنة الرواتب، ونشرها بشفافية لتوضيح الفوارق، ومعالجتها تدريجيًا.
وفي الختام.. العدالة في الرواتب ليست رفاهية؛ بل ضرورة لخلق بيئة عمل صحية، ورفع الإنتاجية، وتحقيق الرضا الوظيفي، ولا يمكن لحكومة أن تُطالب موظفيها بالولاء والانضباط، بينما تُفرّق بينهم في الأجور لأسباب غير منطقية.. وقد آن الأوان لردم الفجوة، وإعادة بناء الثقة في هذا الجانب.

 

مقالات مشابهة

  • تعهد حكومي بقانون جديد لضبط النشر في وسائل التواصل الاجتماعي و"حماية القيم المجتمعية"
  • وزير الاقتصاد يلتقي المواطنين خلال اليوم المفتوح
  • 5 اختصاصات للمجلس القومي للأجور بقانون العمل الجديد.. اعرفها
  • برلماني: قانون التصالح الجديد يعالج أبرز الموانع التي عطلت تطبيقه في السابق
  • شما المزروعي: «وزارة التمكين» تعيد صياغة منظومة العمل الاجتماعي
  • وزير الإنتاج الحربي: طفرة صناعية في مصانع الوزارة ونهتم بمشاركة القطاع الخاص
  • برلماني: الدولة تتحمل جزءًا من تأمينات العمالة غير المنتظمة بقانون العمل الجديد
  • وزيرة التنمية: نولي اهتماماً كبيراً لتشجيع الاستثمار ودعم دور القطاع الخاص
  • الجديد يبحث أوضاع القطاع التعليمي في زلة
  • التفاوت في الرواتب بين المؤسسات الحكومية.. إلى متى؟