قال الكاتب والسيناريست محمد السيد عيد، إنّ الدراما التاريخية محاولة للهروب من الالتزام بالتاريخ، موضحًا أن "التاريخ به نوعان من المعلومات.. معلومات متفق عليها، وأخرى مسكوت عنها".

وأضاف "عيد"، في حواره مع الإعلامي محمد الباز، مقدم برنامج "الشاهد"، على قناة "إكسترا نيوز": "نلتزم بالمعلومات المتفق عليها، لكن هناك معلومات مسكوت عنها ومختلف عليها، وهو أمر متروك للمعالجة الدرامية".

وتابع: "قد تكون لدينا شخصية تاريخية مختلف حول اسم زوجته، وبالتالي يمكن للدراما أن تسميها ما تشاء، ولكن المعلومات والأمور المتفق عليها يجب أن نلتزم بها، كما أن بعض الشخصيات لا نلتزم بها في التاريخ، فشخصية والي عكا في فيلم صلاح الدين مخالفة للحقيقة، لأن قراقوش كان حاكما عسكريا عظيما ومن رجال صلاح الدين الأوفياء ولم تصدر منه أي خيانة".

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

جدول الضرب

العالم يتحول بوتيرة سريعة، وتغيراته تطال جميع مجالات الحياة وعلى رأسها التعليم. بينما كنت أتصفح موقع فيسبوك، ظهرت أمامي صورة لجدول الضرب التقليدي الذي لطالما رافق دفاترنا المدرسية في الطفولة. لم تكن مجرد صورة، بل كانت بوابة لذكريات مؤلمة حين كنا نحفظه تحت التهديد والضرب، إذ كان الفشل في ترديده عن ظهر قلب، يعني التعرض لعقوبة جسدية قاسية كالضرب بالعصاة علي أطراف الأصابع من ظاهر الكفوف . لم يكن الأمر مقتصرًا على الرياضيات، بل امتد إلى جميع المواد تقريبًا . من الدين إلى التاريخ الخ. حيث كان يُطلب منّا الحفظ الميكانيكي، بلا فهم أو تحليل، وكان الضرب بالعصاة أو حافة المسطرة هو الوسيلة “التربوية” السائدة لترسيخ هذه المعرفة في أذهاننا .
هربت من تلك الذكريات عبر قلب الصفحة، لأصادف مقابلة للعالم الفيزيائي ميتشيو كاكو تحدث فيها عن مستقبل التكنولوجيا وتأثيرها على حياتنا. شدني حديثه عن الشرائح الذكية التي ستكون منتشرة في كل شيء من أجسامنا وأدمغتنا إلى منازلنا والفضاء من حولنا، وستحول عالمنا إلى بيئة فائقة الذكاء. لن نكون بحاجة لحفظ المعلومات لأنها ستكون متاحة لحواسنا وأدمغتنا بانزال مباشر من سحب المعلومات عبر تقنيات متطورة كالخوزات والنظارات والمجسات والعدسات الذكية، وسننتقل من الحفظ إلى الفهم، ومن التلقين إلى الإبداع .
التعليم التقليدي القائم على الضرب والترهيب والتكرار والحفظ بدأ يختفي لتحل محله نماذج تعليمية تفاعلية قائمة على التكنولوجيا والذكاء الإصطناعي. أصبح التعليم اليوم أكثر مرونة يعتمد على الفهم والتجربة، وعلى تصميم محتوى يتوافق مع قدرات كل طالب بشكل فردي.
تخيلوا مستقبلًا يكون فيه لكل طالب نظام تعليمي ذكي خاص به: يفهم طريقة تفكيره ويعلمه بأسلوب يناسب قدراته وامكاناته .
لم نعد بحاجة إلى ترهيب الأطفال من أجل التعلم ، بل إلى بيئة تحفّز عقولهم وتمنحهم حرية الاكتشاف. الذكاء الإصطناعي سيساعدنا في هذا التحول، ليس فقط عبر الأدوات، بل بإعادة تشكيل مفهوم التعليم نفسه .
وبينما نحن جيل لن ينسى قسوة الماضي، فإننا نملك الآن فرصة لتصميم مستقبل تعليمي أكثر إنسانية فالتحول لا يتعلق فقط بالتقنيات، بل بالبيئة التعليمية والعقلية التي تديرها .
علينا أن نعدّ أبناءنا لمستقبل لا تحفظ فيه جداول الضرب وغيرها بالعصا، بل تُكتشف فيه بالتحدي وبالمعرفة التقنية والرغبة في التعلم بشغف وسعادة.

مقالات مشابهة

  • جدول الضرب
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • الكشف عن فساد كبير ''مسكوت عنه'' في منفذ الوديعة
  • بعد إطلاق اسمه على المسابقة العالمية الـ32 للقرآن.. 10 معلومات عن الشحات أنور «أمير النغم»
  • عرض مجنى عليه على الطب الشرعي لبيان إصابته بعد شروع 9 متهمين في قتله بطوخ
  • صلاح يصدم الجميع ويختار ميسي “الأفضل عبر التاريخ” بقدم يسرى ساحرة.. فيديو
  • جائزة حاز عليها 3 مرات.. أرقام محمد صلاح تحكي الانجاز
  • البحوث الفلكية: لا نتدخل في تحديد موعد عيد الأضحى والأمر متروك للسعودية
  • محمد صلاح يواصل صناعة التاريخ بجائزة جديدة مع ليفربول
  • قبل عيد الأضحى 2025.. ما هي شروط الأضحية والمبطلات؟