الأسبوع:
2025-05-09@10:58:30 GMT

ذكرى لا تغيب

تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT

ذكرى لا تغيب

الخميس الماضى حلت الذكرى المئوية لميلاد قداسة البابا الراحل "شنودة الثالث" بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. ومع ذكراه العطرة أستعيد لقاءاتى العديدة مع قداسته و حواراتي مع هذا الإنسان الذي يمتلك تراثا هائلا من الثقافة الموسوعية الفكرية والدينية، ولهذا تم تصنيفه دوما بوصفه موسوعة العطاء النادر.

كان قداسته حريصًا على تعزيز قيم التسامح الديني، ولطالما دعا إلى التمسك بالوحدة والانصهار الوطنى والقومى، وحث على نبذ التعصب والتطرف، بالإضافة إلى دعوته إلى أن يسود السلام والمحبة والعدل والبُعد عن كل ما يثير التوتر وإشعال الحروب.

كان لقداسته رؤى وطنية رائعة، دافع خلالها عن قضايا الوطن العربي، وفى القلب منها القضية الفلسطينية. وفى هذا الإطار قال لي: "يجب أن تتذكر إسرائيل أن وجودها فى الأساس كدولة جاء من خلال قرار صادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبالتالي فإن للفلسطينيين الحق الكامل في أن يسعوا للاعتراف بدولتهم من خلال الأمم المتحدة".وفى معرض رده على مطالبة" نتنياهو" الفلسطينيين بالاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، وهو المطلب الذي بادر الرئيس الأمريكي "أوباما" وقتئذٍ إلى ترسيخه، وطالب الفلسطينيين بالاعتراف بإسرائيل كوطن قومي لليهود، قال قداسته: "لا يمكن الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، لأن هذا يعني إسباغ شرعية نهائية على اغتصاب فلسطين، ويترتب عليه ترحيل قسري للفلسطينيين من أراضيهم، ويترتب عليه إسقاط حق العودة للأبد.إسرائيل تطلب المستحيل، لأن هذا مطلب غير قانوني وغير إنساني، وهذا يعنى الالتصاق بنظام الفصل العنصري وهو الذى سبق أن دعا إلى تفكيكه وإسقاطه فى جنوب أفريقيا".

إنه الراهب الحكيم الذى لطالما دعا إلى أن تتعمق المحبة بين الجميع، فالحب الحقيقى ينتصر على كل شىء، والشك لا تزيله المحبة فقط، وإنما يزيله العدل والتروي والتحقق، ولهذا قالها الحكيم " شنودة الثالث": "نريد أن نجتمع معا حول حب هذا الوطن الذي نحرص جميعا على سمعته وتاريخه ووحدته ومحبة مواطنيه بعضهم لبعض، لا سيما أن التدين الحقيقي يدعو إلى المسالمة. وإن كانت المسيحية تدعو إلى السلام، فإن الإسلام يقول من خلال الحديث الشريف " المسلم من سلم الناس من لسانه ويده".

إنه قداسة البابا " شنودة الثالث" نجم فى سماء النجاح، وضوء مبهر لا يمكن أن يغيب، وذكرى عطرة ستبقى معى ومع كل من التقى به، وكل من استمع إلى قداسته. إنه نور رباني ستبقى ذكراه دوما فى قلب كل مصرى أصيل. من الصعب على المرء أن ينسى هذا الطيف الحكيم. إنه ثقل ووزن لا يُستهان به، ولا أدل على ذلك من هذا الحزن العام الذى شعر به الجميع بعد وفاته، وكانت جنازته أكبر دليل على الثقل الذي يتمتع به لدى شعبه، فهو القديس الذى أحبه الجميع، لما تمتع به من قيمة وقامة دينية ووطنية وسياسية، ولهذا شعر الكثيرون، وكنت منهم، بأننا فقدنا عن حق عملة نادرة. وجاء رحيله فى وقت عصيب، فترك فراغا هائلا فى حقبة غلفتها ضبابية الأحداث.

إنه قداسة البابا صمام الأمن والأمان للمصريين جميعا، مسيحيين ومسلمين. وضع الوحدة الوطنية فى مركز الصدارة، فهي شغله الشاغل. أما حب الوطن فهو غريزة تجرى فى دم هذا القديس الذي ملك المعرفة وعبق الروحانية والشفافية والبساطة والتواضع. لن ينسى أحد له إسهاماته القيمة فى شرح أبعاد العطاء الروحي والفكري الذي قدمته الكنيسة القبطية للعالم عبر مراحل التاريخ الإنساني والديني. رحم الله قداسته كان، عن حق، عملة نادرة.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: فاقد الشىء لا يعطيه !!

 

لايمكن أن نطلب من فاقد الأهلية أن يكون – "أهل " لثقة أو لقرار أو لتنفيذ مهام بعينها جادة أو محترمة – ففقدان الأهلية تدخل تحت وصف العبث أو الجنون أو الإتصاف بالخروج عن المعقول ولا يمكن أبداَ أن نطالب " ثعبان " مثلاَ – حينما يتم " دفئه " بألا "  يلدغ " من حوله – أو " عقرب " حينما يترعرع فى صحراء أو فى حديقة بأن يمتنع عن ضرب "ذنبه" فيما يصادفه من أجسام سواء كانت لإنسان أو حيوان، ولكن من الطبيعى جداَ أن تتعايش هذه المخلوقات مع أمثالها دون ضرر – كما قرأنا وكما عرفنا – إلا الضرر الذى يمكن أن يقع فى الخلاف أو الشجار للفوز "بأنثى"  من نفس النوع أو فريسة من الذكور الضعيفة – وأيضًا تعلمنا ذلك على الأقل من المشاهدة لبرامج "  جيوجرافيك تشانيل، أو "أنيمال بلانت " أو عالم الحيوان فى التليفزيون المصرى، وهذه الصفات التى تؤكد بأن فاقد الشىء لا يعطيه تنطبق أيضاَ على البشر الذى يُنْتَزَع ْمن قلوبهم الرحمة – فلا يمكن أبداَ أن تطمأن أو تطمع لدفىء فى العلاقات معهم أو حتى بينهم، ولعل ما يصادفنا فى الحياة أيضاَ – هؤلاء الجهلة الذين يتبوءون مراكز علمية أو قيادية فى البلد – فنجد نتاجهم شىء غير منتظر- شىء لا يصدقه العقل، حيث فاقدى لأدوات 
الإدارة فى وظائفهم – وفاقدى العلم فى مسئولياتهم العلمية سواء كانت فى جامعات أو مدارس أو حتى مراكز للبحوث –وهؤلاء الفاقدين لخواص ومواصفات مؤهلة لتولى مهامهم – أكثر ضرراَ على المجتمع من تلك الزواحف أو الحشرات التى أشرنا إليها فى مبتدىء المقال – حيث الضرر الواقع من الحشرة سوف يؤلم ويؤدى لإيذاء فرد ولكن الإيذاء والضرر الذى ستحصده نتيجة إدارة "جاهل" أو إشراف علمى "لمتخلف عقلياَ" على رسالة علمية أو تولى إدارة بحثية أو تولى سيئون مستقبل أمة فى التعليم سوف يأخذ بنا إلى الدرك الأسفل -سوف يَهزِمْ فى نفوسنا أملًا لمستقبل نحاول بكل ما نستطيع أن نزيد من تراكم النجاح فيه والخبرات ولكن من ( حظنا الهباب ) أن يأتى إلينا إختيارًا، وسوء سبيل - وأعتقد عن دون قصد من صاحب الإختيار وأيضاَ عن دون قصد من الشخص الذى تم إختياره – حيث يرى ذو الفاقد للأهلية – بأنه أحكم وأعقل وأندر الشخصيات على بساط الخليقة، ولكن هو "حظنا الهباب"، ويجب أن نتدراك هذا الأمر – وبسرعة – فى اتخاذ القرار بالإستبعاد مثلما كانت السرعة فى اتخاذ قرار الإختيار دون أسباب واضحة أو دون مبررات وحيثيات مقبولة أو يمكن تجربتها أو إختبارها – وليكن الأدب الشعبى نبراسًا فى هذا -فاقد الشىء لا يعطيه – وكفى المؤمنين شر القتال – وروح ياسيدى الفاضل ربنا يسامحك !!

  أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد 
  Hammad [email protected]

مقالات مشابهة

  • تراث متجذر وهوية لا تغيب.. معرض الدوحة للكتاب يحتفي بفلسطين
  • جهود أمنية لكشف غموض تغيب فتاة عن منزلها في بنها
  • في ذكرى رحيله.. أحمد مظهر فارس الشاشة الذي خيّل له الفن والفروسية (بروفايل)
  • قداسة البابا يعود إلى أرض الوطن بعد زيارة رعوية استمرت أسبوعين
  • عودة البابا تواضروس بعد زيارة رعوية بأوروبا استمرت أسبوعين
  • التماس 10 سنوات حبسا نافذا لسعيدة نغزة وبلقاسم ساحلي وحمادي عبد الحكيم
  • جهود لكشف غموض تغيب فتاة عن منزلها منذ عدة أيام بالقليوبية
  • البابا تواضروس يصل دولة التشيك والسفارة المصرية تقيم حفل استقبال رسمي لقداسته
  • د.حماد عبدالله يكتب: فاقد الشىء لا يعطيه !!
  • خلال لقائه مفتي نوڤي بازار.. البابا تواضروس: الأقباط مواطنون مصريون نعيش مع إخوتنا المسلمين في وطن واحد