التعتيم الإعلامي جريمة بحق الحقيقة والحرية
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
لم يأت العدو بجديد، وهذه ليست المرة الأولى التي يقوم تحالف العدوان على اليمن فيها بالعمل على حذف وحجب وإغلاق وسائل الإعلام اليمنية الوطنية الحرة المختلفة سواء في اليوتيوب أو الفيسبوك أو في وسائل التواصل الاجتماعي بشكل عام بل وحتى القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية بهدف التعتيم الإعلامي الشامل على ما يجري في اليمن من ظلم وعدوان واستعمار تمارسه دول تحالف العدوان على اليمن منذ أكثر من ثمان سنوات وهذه الحرب الإعلامية التي يمارسها تحالف العدوان على اليمن هي تأتي في إطار العدوان الإجرامي الشامل على اليمن الذي يشمل كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والإعلامية والإنسانية كما أنها تؤكد للجميع أن تحالف العدوان يعيش حالة فشل وهستيريا ويخشى من الحقيقة ويخاف من أن يفتضح أمره وتظهر للرأي العام العالمي مخططاته وأهدافه الاستعمارية التي باتت واضحة ومكشوفة للجميع، لأن الأحداث والمستجدات والمتغيرات والمعطيات على الساحة اليمنية تتحدث عن نفسها وتفضح تحالف العدوان وتشهد على زيف وبطلان ادعاءاته وتصريحاته التي طالما حاول من خلالها تزييف الحقائق.
هذا التعتيم الإعلامي الذي تفرضه دول تحالف العدوان على اليمن يهدف إلى التغطية على الجرائم الوحشية التي يرتكبها بحق الشعب اليمني هو بحد ذاته عدوان وجريمة كبرى لأنه يعمل على إخفاء الحقائق وتزييفها وحجبها عن الرأي العام العالمي بحيث لا يعرف الجميع ما تفعله دول العدوان في اليمن وما هي مخططاتها الاستعمارية التي باتت مكشوفة للجميع وتشهد على حقيقتها القواعد العسكرية في سقطرى ومختلف الجزر والموانئ والمطارات والمحافظات المحتلة والمواقع الاستراتيجية اليمنية التي حولها تحالف العدوان إلى مستعمرات له وإلى ميدان وساحة لممارسة أهدافه وأعماله الاستعمارية الإجرامية التي تهدف إلى الهيمنة الشاملة على اليمن وشعبه ومصادرة حقوقه ونهب ثرواته واستعمار أرضه ويريد العدو بل ويعمل أن يكون ذلك بعيدا عن أسماع ونظار العالم.
ويمكن القول ان الحرب الإعلامية والتعتيم الإعلامي الذي يمارسه تحالف العدوان بحق الإعلام اليمني بشتى أنواعه هو جريمة بحق الحقيقة وجريمة بحق حرية الرأي وجريمة بحق الكلمة وتحالف العدوان على اليمن لا يستهدف الإعلام اليمني الوطني الحر فحسب بل يستهدف ويعتدي على الإنسان اليمني وعلى أرضه وعلى حقوقه وعلى كل جوانب حياته المادية والمعنوية ومع ذلك لن يصل إلى النتيجة التي يطمح اليها ومصيره الفشل والهزيمة إن شاء الله تعالى.
يعمل تحالف العدوان على أن تكون الساحة الإعلامية في العالم بشكل عام وفي اليمن بشكل خاص فيما يتعلق بالشأن اليمني على المستوى السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري والواقع العام بكل أحداثه ومتغيراته المشحونة بالظلم والطغيان الذي يصنعه تحالف العدوان منذ أكثر من ثمان سنوات ويريد بل ويعمل على أن تكون جرائمه ومخططاته وأعماله الاستعمارية مغيبة ومحجوبة عن الرأي العام العالمي فلا يسمع بها أحد ولا يعرف العالم عنها شيئاً ويعمل على أن تكون الساحة الإعلامية العالمية خالية من الحقيقة والمصداقية بخصوص ما يفعله في اليمن من ظلم وعدوان ويعتمد العدو بشكل كبير على تعتيم الجانب الإعلامي وإخفاء الحقائق ويمارس في نفس الوقت أسلوب التضليل والتشكيك وخلق الشائعات والترويج للأكاذيب ويحاول بما يستطيع من خلال عناصره الاستخباراتية ووسائل إعلامه ومرتزقته أن يوجد حاله من القلق والإرباك داخل أوساط المجتمع اليمني بما يساعده على تحقيق أهدافه ومخططاته الاستعمارية، فلا يريد أن يعرف العالم ما يجري في اليمن من استعمار وظلم وعدوان ويعمل على أن تكون وسائل إعلامه هي التي تتحدث باسم اليمن وشعبه وفق ما يريد وحسب سياسته الخبيثة فيبذل ما بوسعه لحذف وتهكير وإغلاق كل وسيلة إعلامية يمنية تفضحه وتكشف مخططاته.
في مواجهة هذه الهجمة الشاملة التي يشنها تحالف العدوان على اليمن لا بد من التحلي بالوعي لأن الوعي هو اقوى الأسلحة التي إذا امتلكها الإنسان اليمني وهو يمتلكها فقد حصل على ما يمكنه من خوض غمار الصراع بشتى أنواعه في مواجهة كل التحديات والأخطار بحكمة ومسؤولية وبصيرة عالية والوعي في مواجهة الهجمة الإعلامية التي تستهدف الشعب اليمني من خلال وسائلا الإعلام التي تنشر الكذب والزيف وتحاول أن تستهدف عقول ونفوس وقلوب اليمنيين فكرياً وثقافياً وسياسياً عبر وسائل الإعلام المختلفة التي تبرر جرائم العدوان وتلمع الاحتلال والاستعمار وتقول بشكل مباشر وغير مباشر انها تعمل على تحرير اليمن بينما أعمالها ومواقفها الاستعمارية والإجرامية تؤكد للجميع انها تمارس اعمالا طاغوتية استعمارية على أرقى مستوى من الخبث والمكر حيث وصل بها الأمر إلى درجة انها تريد ان تصل بالشعب اليمني الى حالة التيه والجهل بحقيقة ما تفعله وما تسعى اليه وتنشر الشائعات وتتهم الداخل اليمني المناهض له وتحمله مسؤولية ما تقوم به ومع ذلك فقد فشلت دول العدوان في تضليل الشعب اليمني وإبعاده عن الحقيقة لأنه يتحلى بالوعي ويعرف ويميز بين الصدق من الكذب والحقيقة من الزيف ويمكن القول بكل ثقة أن إغلاق العدو للقنوات الإعلامية في يوتيوب وللحسابات في تويتر وفي فيسبوك يعبر عن فشله وخوفه من الحقيقة وهذا بفضل الله وبفضل وعي الشعب اليمني.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: تحالف العدوان على الیمن الشعب الیمنی على أن تکون الیمن من فی الیمن
إقرأ أيضاً:
السيد القائد: العدوان الإسرائيلي على غزة جريمة القرن وتفريط الأمة له عواقب
وقال السيد القائد في خطاب له اليوم الخميس حول آخر التطورات والمستجدات إن العدوان الإسرائيلي تسبب في استشهاد أكثر من 40 ألف طفل وإبادة عوائل كاملة، موضحاً أن حالات الجوع الشديد وصلت إلى حد منع إدخال حليب الأطفال، مشيراً إلى أن أكثر من 66 ألف طفل يعانون من سوء التغذية، وأن هذا الحقد والإجرام يستهدف كل العرب والمسلمين، وأنه لو تمكن العدو من حسم المعركة في فلسطين لارتكب هذه الجرائم في بقية البلدان العربية الأخرى.
وبين السيد أن العدو الإسرائيلي يقتل أعداداً كبيرة من أبناء الشعب الفلسطيني يوميًا في مجازر وحشية، وأن الكثيرين يموتون جوعًا بسبب استهداف العدو لطعامهم وشرابهم ومنعهم من الحصول على القوت الضروري وفرض النزوح المستمر عليهم، منوهاً إلى أن العدو يستهدفهم بالأسلحة الأمريكية الفتاكة حتى في خيامهم وفي المنشآت الصحية والطبية، مؤكداً أن كل أشكال المعاناة والظلم بأشد مستوياته تُمارس ضد أبناء قطاع غزة.
ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي يواصل لـ 19 شهرًا عدوانه الهمجي على غزة ويستمر في جريمة القرن، والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، معبراً عن أسفه من أن تكون "جريمة القرن في غزة" في عمق البلاد الإسلامية وتجاه جزء من هذه الأمة وبمرأى ومسمع من كل العالم.
واعتبر أن جرائم الإبادة في غزة لها تبعات كبيرة تتعلق بالمسؤولية على الأمة الإسلامية وفي مقدمتها العرب، مشدداً على المسؤولية التاريخية التي تتحملها الأمة الإسلامية والعربية تجاه هذه الجرائم وتقصيرها المخزي في نصرة الشعب الفلسطيني، ومحذراً في الوقت ذاته من عواقب وخيمة في الدنيا والآخرة نتيجة هذا التفريط.
وأوضح السيد القائد أن جريمة القرن" أسفرت عن أكثر من 180 ألف شهيد وجريح ومفقود في نطاق جغرافي محدود، معرباً عن أسفه الشديد لوقوع هذه الجريمة في عمق البلاد الإسلامية، أمام مرأى ومسمع من العالم أجمع، مشيراً إلى أن جرائم الإبادة الجماعية في فلسطين تُشاهد عبر البث المباشر، على عكس جرائم مماثلة في التاريخ التي عرف الناس بها لاحقاً.
وأكّد أن هذه الجرائم لها تبعات كبيرة تتعلق بمسؤولية الأمة الإسلامية، وفي مقدمتها العرب، معتبراً أن التفريط في هذه المسؤولية المقدسة والعظيمة في الجهاد في سبيل الله والوقوف ضد الظلم "ليس له مبرر عند الله سبحانه وتعالى، ويترتب عليه مقت الله وسخطه".
وحذّر من أن حالة مقت الله وسخطه على الأمة الإسلامية ستكون لها نتائج خطيرة عليها في الدنيا والآخرة، مشيراً إلى أن الاعتبارات التي تحرك الأمة، سواء كانت مخاوف أو أطماعًا أو تربية أفقدتها الإنسانية والكرامة، ينتج عنها تفريط في المسؤوليات ومخاطر كبيرة ونتائج عكسية.
وشدد على أنه كلما زاد الإجرام، كبرت معه المسؤولية والوزر والعواقب عند الله، مذكراً بالآيات القرآنية الكثيرة التي تأمر بتقوى الله وتحذر من التفريط في أوامره ومسؤوليات الأمة الجماعية المقدسة، مؤكداً أن لهذا التفريط عواقب وخيمة في الدنيا.
واعتبر السيد القائد أن المتخاذلين يعتبرون أنفسهم حكماء، وأن اطمئنان البعض إلى خيارات التنصل عن المسؤوليات المهمة قد يجلب لهم ما هو أخطر وأسوأ، منوهاً إلى أن نقص إيمان البعض بوعد الله ووعيده يقف وراء المواقف والتوجهات المختلفة والمخالفة لما وجه الله إليه.
وأوضح أن العدو الإسرائيلي يستهدف الفلسطينيين بالتعذيب والاضطهاد ومصادرة الأموال والأراضي منذ تأسيس العصابات الصهيونية، وأن مخططه واضح ضد الأمة، ونظرته واحدة حتى لمن يطبع معه، حيث يعتبرهم أدنى من الكلاب والحمير وفقاً للنصوص في التلمود، وأنهم في أشكال شبه بشر للاستغلال فقط، مبيناً أن ترسيخ هذه النظرة هي في مناهجهم الدراسية وتحويلها إلى منهج عملي.
وبيَّن أن الأطماع والمخاوف والتأثيرات السلبية أفقدت الأمة حسَّها الإنساني وشعورها بالمسؤولية والضمير والقيم والأخلاق، وأن لديها "الصهيونية الدينية" و"الصهيونية العلمانية" اللتين تتفقان على ثقافة العداء تجاه الأمة بهدف السيطرة عليها وتحقيق مشروع "إسرائيل الكبرى" من خلال خطوات ترويضية للسيطرة على المسجد الأقصى وتدميره.
وأشاد السيد القائد بعمليات المجاهدين في قطاع غزة التي تؤكد فاعلية موقفهم وصمودهم واستبسالهم، معتبراً أن هذا المستوى يستحق التفاف الأمة وتقديم كل أشكال الدعم للشعب الفلسطيني الذي يمتلك مقومات الصمود المعنوي لكنه يحتاج إلى المساندة.
وتساءل عن سبب عدم وقوف الأمة موقف الحق في إطار مسؤوليتها في مقابل الدعم الغربي الهائل للعدو، محذراً من أن التفريط في هذه المسؤوليات سيؤدي إلى عواقب أخطر مما يخافه الناس في الدنيا والآخرة.
وتطرق إلى الجرائم المتعددة التي يرتكبها العدو في الضفة الغربية من قتل وتجريف وتدمير، وتركيزه على مدينة القدس والمسجد الأقصى، مؤكداً أن هذه الأفكار تمثل مخططاً عملياً يسهل لهم السيطرة على الأمة.
وشدد على أن المسؤولية كبيرة جداً على الأمة الإسلامية تجاه الشعب الفلسطيني، وأن التجاهل لن يعفها أبداً من نتائج تفريطها وعواقبه الوخيمة، مشدداً على أن المخطط الصهيوني واضح تجاه العرب والمسلمين، وأن نظرتهم واحدة للجميع حتى لمن يطبّع معهم، وأن عقيدتهم تقوم على استباحة المسلمين، وأن القاسم المشترك بين "الصهيونية الدينية" و"الصهيونية العلمانية" هي السيطرة على الأمة لتحقيق مشروع "إسرائيل الكبرى".