السوداني يعود إلى بغداد بعد اختتام زيارته لذي قار
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
بغداد اليوم -
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
في ظل زيارته للمنطقة.. التوتر بين ترامب ونتنياهو إلى أين؟
القدس المحتلة- في خضم زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، سلطت قراءات وتقديرات المحللين الإسرائيليين ومراكز أبحاث الأمن القومي في تل أبيب الضوء على تحولات جذرية في أولويات السياسة الأميركية بالمنطقة.
وتشير هذه التحليلات إلى أن إدارة ترامب تسعى لإعادة تشكيل النظام الإقليمي بما يخدم مصالح واشنطن، ويُعزِّز نفوذها عبر تحالفات جديدة، أبرزها التحالف مع السعودية، في حين تراجعت مكانة إسرائيل بوصفها شريكا إستراتيجيا مركزيا.
ورغم التصور السائد سابقا عن "شهر عسل" سياسي بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإن المحللين في إسرائيل يجمعون على أن هذه العلاقة شهدت "فتورا سريعا"، وتمر حاليا "بأزمة" غير معلنة، ويرون أن نتنياهو يشكل عقبة أمام المساعي الأميركية لإعادة رسم خريطة التحالفات في الشرق الأوسط، بسبب تمسُّكه بمواقف متشددة ورفضه الانصياع الكامل لتوجهات واشنطن.
نتنياهو عائقفي مقال بعنوان "إدارة ترامب تريد شرقا أوسط جديدا، وتشعر أن نتنياهو يقف في طريقها" -نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت- يتناول المحلل السياسي نداف إيال تدهور العلاقة بين واشنطن وتل أبيب، مبينا أن "شهر العسل" بين ترامب ونتنياهو قد انتهى.
إعلانوحسب إيال، فإن إدارة ترامب تسعى لتشكيل نظام إقليمي جديد، لكنها تعتبر سياسات حكومة نتنياهو عائقا أمام هذا الهدف. وأن ترامب، الذي يطمح لتحقيق إنجاز كبير خلال زيارته للمنطقة، كتحرير محتجزين، يرى أن "نتنياهو لا يواكب المتغيرات، ويتمسك بمواقف تجاوزها الزمن".
وفي المقابل، تحظى زيارة ترامب إلى السعودية وقطر بزخم رسمي يعكس تقاربا متناميا مع واشنطن، بينما تمر العلاقة مع إسرائيل بمرحلة توتر وإعادة تموضع. ورغم أن المشهد يتغير باستمرار، فإن الغموض يُخيِّم على مستقبل هذا التحالف.
ويقول إيال إن "إسرائيل تستعد لتنفيذ عملية عسكرية واسعة في غزة ضمن خطة جديدة تشمل احتلالا جزئيا، ومحاولة لتحرير رهائن"، بالاعتماد على جنود الاحتياط لتعويض النقص في الجيش النظامي، ويضيف "رغم الرهانات العسكرية، فإن حماس لا تبدو على وشك الاستسلام".
ويخلص المحلل إلى أن العلاقة بين ترامب ونتنياهو تبقى هشة، وقابلة للانتعاش أو الانهيار، في وقت تسعى فيه واشنطن لرسم ملامح شرق أوسط جديد، حتى لو استدعى ذلك تجاوز شركاء تاريخيين مثل إسرائيل.
أهداف الزيارةوتحمل زيارة ترامب للسعودية دلالات اقتصادية وإستراتيجية، إذ تركز على تعزيز الشراكة الاقتصادية، وتوقيع اتفاقيات دفاعية كبرى، والتعاون في مجالات الأسلحة التقليدية والنووية، مما يعكس سعي واشنطن لترسيخ دور الرياض بوصفها حليفا محوريا في النظام الإقليمي الجديد الذي تعمل الإدارة الأميركية على تشكيله.
وفي هذا السياق، يرى المحللون الإسرائيليون أن ترامب -بشخصيته غير المتوقعة وتصريحاته المتقلبة- ينظر إلى قضايا الشرق الأوسط بمنطق تجاري محض، إذ يعطي الأولوية للمصالح الأميركية المباشرة، ولا يتوانى عن الضغط على أقرب الحلفاء إذا تعارضت مواقفهم مع رؤيته.
ويبدو أن الإدارة الأميركية لم تعد تعتبر إسرائيل، وتحديدا حكومة نتنياهو، الشريك الأكثر موثوقية في تنفيذ هذه الرؤية، بل إنها باتت تنظر إليها على أنها طرف يجب أن يخضع للتوجيهات الأميركية، لا العكس.
إعلانويرى محللون أن ترامب يسعى عبر الزيارة لتحقيق إنجاز ملموس، كتحرير محتجزين أو التوصل إلى اتفاق رمزي، لتعزيز صورته كقائد صانع صفقات، لكن تحقيق ذلك يتطلب مرونة أكبر من إسرائيل، وهو ما يصعب تحقيقه في ظل تمسك نتنياهو بمواقفه، رغم الضغوط الأميركية المتزايدة.
وفي مقاله بعنوان "زيارة ترامب للمنطقة تبدأ على قدم خاطئة بالنسبة لنتنياهو"، أشار يوسي فيرتير محلل الشؤون الحزبية في صحيفة هآرتس إلى أن زيارة ترامب تأتي في وقت حساس لنتنياهو، خاصة بعد الاتفاق الأميركي مع الحوثيين والاتفاق النووي السعودي، مما يعكس تحولا في المنطقة.
ويرى فيرتير أن نتنياهو في حالة "فراغ سياسي"، ولا يهتم بمصير المحتجزين في غزة بقدر ما يطمئن الإسرائيليين في تصريحاته اليومية، بينما تبقى قضايا مثل صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار غير واضحة.
ويعتقد فيرتير أن الأسئلة الكبرى بالنسبة للإسرائيليين تتعلق حول إذا ما كانت زيارة ترامب ستسفر عن اتفاقات ملموسة أم مجرد وعود، ويشير إلى أن تلميحات الأخير حول توسيع "اتفاقيات أبراهام" قد تهمش القضايا الأخرى.
ورغم التوترات، فإن فيرتير يرى أنه لا داعي لاستعجال إعلان نهاية العلاقة بين ترامب ونتنياهو، فكل منهما مدفوع بدعمه لقاعدة جماهيرية مشابهة، رغم أن هذه العلاقة ربما لا تبشر بمستقبل جيد. ومع دخول ترامب إلى رئاسته الثانية، أصبح واضحا استيائه من نتنياهو، وقد يحاول الطرفان تحسين العلاقة مع اقتراب الانتخابات، لكن الأمور دائما ما تسير بشكل غير متوقع.
تحولات مفصليةفي المحصلة، تعكس التقديرات الإسرائيلية حالة من القلق المتصاعد إزاء موقع إسرائيل في الإستراتيجية الأميركية الجديدة، التي يبدو أنها تنقل مركز الثقل نحو الخليج العربي، وتحديدا السعودية، مما قد يؤدي إلى تحولات إستراتيجية طويلة الأمد في موازين القوى الإقليمية.
إعلانوتظهر هذه التطورات، وفقا لمركز أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، تحولا كبيرا في موقع إسرائيل ضمن العلاقات الأميركية بالمنطقة.
وصدر عن المركز تقدير موقف بعنوان "بين الاتفاق النووي والهجوم العسكري على إيران – نحو الحسم"، أعده الباحثان تمير هيمان وراز تيميت، وتناول مستقبل البرنامج النووي الإيراني في ضوء المحادثات التي انطلقت في أبريل/نيسان 2025 بوساطة سلطنة عمان، بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف.
ويرى التقدير أن هذه المحادثات تمثل لحظة مفصلية قد تفضي إما إلى اتفاق دبلوماسي يقي المنطقة من التصعيد، أو إلى تدخل عسكري أميركي إسرائيلي مشترك، إذا فشلت المفاوضات في منع إيران من الاقتراب من السلاح النووي.
ورغم تفضيل كل من طهران وواشنطن للمسار السياسي، فإن التقدير يؤكد أنه في حال اللجوء للخيار العسكري، فإن على إسرائيل تنسيق خطواتها مع أميركا، لضمان الردع، وتقليل تداعيات الهجوم، والمساهمة في إحباط أي محاولة إيرانية لإعادة بناء البرنامج النووي.
كما يشدد المركز البحثي على ضرورة أن يكون الهجوم جزءا من حملة أوسع لا تقتصر على المنشآت النووية فقط، بل تشمل تقويض نفوذ إيران الإقليمي، وتقييد برنامجها الصاروخي، ويرى أن النجاح العسكري يجب أن يستكمل بمسار سياسي يرسخ الأهداف الإستراتيجية ويمنع تجدد التهديد في المستقبل.