بوابة الفجر:
2025-12-11@06:52:27 GMT

إخوان السنوار في طريقهم للسيطرة

تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT


بعد نحو أسبوع على استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية فاجأت الحركة العالم باختيار يحيى السنوار خلفا للشهيد هنية.

فقد اعتبرت هيئة البث الإسرائيلية اختيار السنوار "رسالة لإسرائيل بأنه حي وأن قيادة حماس بغزة قوية وقائمة وستبقى".

تعرف إسرائيل أن السنوار يعرفها أكثر مما تعرفه هي، وهو يحمل رمزية كبيرة في الوعي الإسرائيلي صنعته هي بنفسها، وفقا للدكتور مهند مصطفى الخبير في الشأن الإسرائيلي، فمنذ طوفان الأقصى خرج الكثيرون من رجال الأمن في إسرائيل للحديث عن السنوار وذكرياتهم معه.

كما أجمع كافة المتحدثين الإسرائيليين على أن السنوار "رجل ذكي جدا وصلب جدا والأهم من ذلك رجل يمتلك قدرات تنظيمية كبيرة جدا ويفهم الإسرائيليين"، ويضيف مصطفى متهكما أن كل مسؤول سابق "كان يريد أن يصبح مشهورا كان يخرج للإعلام ويقول إنه جلس مع السنوار".

ويرى محللون أن الهدف من كل ذلك التوصيف وإضفاء هذه الهالة على الرجل هو تحقيق إسرائيل فيما لو نجحت في اغتياله انتصارا بأنها قضت على "الإرهاب" وتظهر للجمهور أنها انتصرت على "الشيطان والشبح".

صعود الإخوة السنوار إلى السلطة
بعد اغتيال إسماعيل هنية، وجدت حماس نفسها في حالة فراغ قيادي خطير. يحيى السنوار، الذي يمتلك خلفية عسكرية قوية وكان قد أمضى سنوات في السجون الإسرائيلية، وجد نفسه في مقدمة الحركة. لم يكن توليه القيادة مفاجئًا، إذ كان السنوار جزءًا أساسيًا من الجناح العسكري لحماس لفترة طويلة. ومع تقلده لهذا المنصب، عمل بهدوء وبكفاءة على تعزيز سلطة الحركة في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.

في هذا السياق، شقيقه الصاعد في التسلسل القيادي ساعده في تعزيز قبضته على الحركة. من خلال إعادة ترتيب الصفوف وإزالة المعارضين المحتملين، أصبح الإخوة السنوار القوة المهيمنة داخل حماس. في ظل هذه الظروف، يمكن القول إن الأخوين السنوار قادا انقلابًا داخليًا هادئًا داخل الحركة، مما أثار جدلًا حول أهدافهما الحقيقية وأثر هذه السيطرة على مستقبل غزة.

ثمن الصعود إلى السلطة
يأتي صعود الإخوة السنوار إلى قمة هرم حماس بثمن باهظ. فغزة التي تشهد حربا مستمرة منذ سنة تعاني من تبعات الصراع المستمر مع إسرائيل. يحيى السنوار بات يواجه اتهامات باستخدام الشعب الفلسطيني كوقود لصراعه من أجل السلطة. فالثمن الذي يدفعه سكان غزة نتيجة هذا الصراع الداخلي والاحتلال الخارجي يشمل آلاف النازحين، وارتفاع عدد الضحايا من المدنيين، وتفاقم الوضع الإنساني إلى مستويات كارثية.

الأمراض تنتشر، والظروف المعيشية تزداد سوءًا مع استمرار الحرب، بينما تتجه الحركة نحو مزيد من الصدام مع إسرائيل، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية والصحية. بات من الواضح أن سكان غزة هم الأكثر تضررًا من هذا الصراع المستمر، فهم يعيشون تحت حصار شديد ويعانون من نقص الموارد الأساسية، فيما يبدو أن القيادة مشغولة بتثبيت قبضتها على الحكم.

جنون العظمة أم استراتيجيا متعمدة؟
يطرح سلوك يحيى السنوار سؤالًا جوهريًا: هل يعاني من جنون العظمة؟ يبدو أن سيطرته الشاملة على حماس، واعتماده على القمع الداخلي لإحكام قبضته، قد تكون علامات تشير إلى نزعة جنونية للسلطة. ومع ذلك، قد يراه البعض كرجل يسعى لتحقيق استقرار الحركة بعد سلسلة من الاغتيالات التي هزت قيادتها.

الواقع يشير إلى أن السنوار يمارس نوعًا من البراجماتية القاسية. فهو يدرك أن الحفاظ على السلطة يتطلب سحق أي معارضة داخلية، وإظهار القوة في مواجهة إسرائيل. لكنه في الوقت ذاته يضع شعب غزة في موقف لا يحسد عليه، حيث يدفعون ثمنًا باهظًا للسياسات العدوانية التي تنتهجها الحركة.

مستقبل غزة: إلى أين؟
مع استمرار الإخوة السنوار في بسط نفوذهم على حركة حماس، يبقى مصير غزة غامضًا. على الرغم من أن حماس نجحت في الحفاظ على بقائها كقوة رئيسية في المشهد الفلسطيني، إلا أن تكاليف ذلك كانت ضخمة. النزوح الجماعي، تدهور الأوضاع المعيشية، تفاقم الأمراض والموت كلها تدفع إلى التساؤل: إلى أين سينتهي الحال بغزة تحت حكم الإخوة السنوار؟

إن مستقبل غزة قد يكون مرهونًا بقدرة القيادة على التحلي بالحكمة وإيجاد توازن بين الحفاظ على الحركة وضمان مستقبل أفضل لسكان القطاع. إذا استمرت هذه السياسة الحالية دون أي تحولات جذرية، فقد تجد غزة نفسها في دوامة لا نهاية لها من العنف والدمار، دون أي أفق حقيقي لتحقيق السلام أو الازدهار.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: یحیى السنوار

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تتجسس على أمريكا فى غزة.. و«حماس» مستعدة لتجميد سلاحها

كشفت أمس مصادر عبرية وبريطانية عن فضيحة تجسس إسرائيلية على الولايات المتحدة الأمريكية فى الأراضى الفلسطينية.

 أكدت المصادر قيام الاحتلال الإسرائيلى بجمع معلومات استخباراتية عن القوات الأمريكية داخل قاعدة التنسيق المشترك فى «كريات غات» وسط فلسطين المحتلة.

وقالت القناة 12 العبرية، نقلاً عن صحيفة الجارديان البريطانية إن الجيش الأمريكى أعرب عن قلقه الشديد من هذه الممارسات، وطالب حكومة الاحتلال بوقفها فوراً.

وأوضحت المصادر أن الأمور وصلتإلى حد قيام قائد القاعدة الأمريكية فى كريات غات بمطالبة مسئولين إسرائيليين بشكل مباشر بوقف أعمال المراقبة

ووفقاً لتصريحات الأمريكيين تبين أن جهات إسرائيلية قامت بعمليات مراقبة واسعة للقوات الأمريكية ولحلفائها، بما فى ذلك تسجيلات صوتية، علنية وسرية، لمحادثات واجتماعات داخل مركز التنسيق المدني– العسكرى.

ويعمل ضباط أمن عرب ودبلوماسيون غربيون وعاملون إنسانيون، داخل القاعدة مع مئات الجنود الأمريكيين والإسرائيليين على رسم مستقبل غزة، بدون حضور أو وجود أى تمثيل للفلسطينيين.

وكشفت الجارديان والإعلام العبرى عن مغادرة العشرات من الخبراء لموقع العمل فى «كريات غات» بعد أسابيع قصيرة من بدء العمل فيه، بسبب استمرار القيود الإسرائيلية على حركة دخول المساعدات إلى القطاع.

وأعرب موظفون وزوار من دول أخرى عن مخاوفهم بشأن تجسس إسرائيل داخل مركز مراقبة الأسلحة الكيميائية، وطُلب من بعضهم تجنب مشاركة معلومات حساسة خشية جمعها واستغلالها.

ورفض الجيش الأمريكى التعليق عن أنشطة المراقبة الإسرائيلية، كما رفضت تل أبيب التعليق على طلب الجنرال الأمريكية بالقاعدة بوقف التجسس،

وأشار إلى أن المحادثات داخل مركز التنسيق العسكرى غير سرية.

 وادعى الاحتلال فى بيان له أنه يوثق ويلخص الاجتماعات التى يحضرها من خلال البروتوكولات، كما تفعل أى منظمة مهنية من هذا النوع بطريقة شفافة ومتفق عليها.

ووصف الاحتلال الاتهامات له بأنه يجمع معلومات استخباراتية عن شركائه فى اجتماعات يشارك فيها بشكل نشط، بأنه «ادعاء سخيف».

وأُنشئ مركز تنسيق المساعدات الإنسانية الأمريكى فى «كريات غات»، فى أكتوبر الماضى، لمراقبة وقف إطلاق النار، وتنسيق المساعدات، ووضع خطط لمستقبل غزة، بموجب خطة ترامب لوقف حرب الإبادة.

وأسندت للجنود العاملين فى القاعدة مهمة دعم زيادة الإمدادات الأساسية إلى غزة، كجزء من الاتفاق، بعد أن تعمدت إسرائيل تقييد أو منع شحنات الغذاء والدواء وغيرها من السلع الإنسانية إلى غزة، إذ أدى الحصار الشامل إلى انتشار المجاعة فى القطاع.

وبعد شهرين من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، أصبحت واشنطن تتمتع بنفوذ كبير، لكن «تل أبيب» لا تزال تسيطر على محيط غزة وما يدخل إليها، وفق ما نقلت «جارديان» عن مسئول أمريكى.

وتقول الصحيفة إن الجنود الأمريكيين كانوا راغبين فى تعزيز تدفق المساعدات إلى قطاع غزة، لكنهم سرعان ما اكتشفوا أن القيود الإسرائيلية على البضائع الداخلة إلى غزة تُشكل عائقًا أكبر من التحديات الهندسية، وفى غضون أسابيع، غادر العشرات منهم.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين قولهم إن المناقشات فى مركز التنسيق كانت أساسية فى إقناع إسرائيل بتعديل قوائم الإمدادات الممنوع دخولها إلى غزة بزعم أنها مزدوجة الاستخدام أو يمكن إعادة استخدامها لأغراض عسكرية وإنسانية.

وتشمل هذه المواد مواد أساسية مثل أعمدة الخيام والمواد الكيميائية اللازمة لتنقية المياه، كما منع الاحتلال إدخال مواد أخرى، مثل الأقلام والورق اللازمين لإعادة فتح المدارس، دون إبداء أسباب.

وقالت الصحيفة إن إسرائيل تدعى أن وقف إطلاق النار لن ينتقل إلى المرحلة التالية قبل نزع سلاح حركة حماس.

وأضافت أنه ليس لدى الولايات المتحدة أو حلفاؤها خطة لكيفية تحقيق شىء لم تتمكن قوات الاحتلال من تحقيقه على الرغم من عامين من الهجمات الوحشية.

وتواصل كتائب القسام الجناح العسكرى لحماس برفقة طواقم الصليب الأحمر البحث عن آخر جثة لأسير إسرائيلى فى غزة.

وكشفت مصادر أمريكية عن أن إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامبعرضت على حماس عامين لنزع سلاحها فيما يطالب نتنياهوبنزع السلاح الكامل فوراً.

ونقلت المصادر بقولها إنه استعداداً لاجتماع دراماتيكى بين ترامب ونتنياهو فقعد عرض مسئولون أمريكيون كبار يعرضون على حماس مهلة عامين لنزع سلاحها، فيما حذرت إسرائيل من أن مثل هذا الجدول الزمنى الطويل سيؤدى فى النهاية إلى ضياع إنجازات الحرب.

وأوضحت أن القلق الرئيسى أن حماس ستستخدم هذه الفترة لإعادة بناء قوتها القتالية، وبدلاً من نزع السلاح ستحصل على ترسانة صاروخية متجددة.

وأعلن القيادى فى حماس باسم نعيم وفى تصريحات لوكالة لأسوشيتد برس استعداد الحركة لمناقشة مسألة «تجميد أو تخزين» أسلحتها ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.

كما رحب نعيم بقوة أممية على الحدود للإشراف على الاتفاقومنع التصعيد.

وكشفت وسائل إعلام عبرية، عن أن وزير المالية والوزير فى وزارة الحرب بتسلئيل سموتريتش، قرر تخصيص ميزانية ضخمة لتعزيز الاستيطان الإسرائيلى فى الضفة المحتلة، واصفة هذه الخطة بتحول جذرى فى سياسة حكومة الاحتلال تجاه تعزيز الاستيطان فى الضفة المحتلة. 

وتتضمن الخطة تخصيص 1.1 مليار شيكل لتأسيس مستوطنات جديدة وتعزيز أخرى قائمة، إلى جانب 660 مليون شيكل للمستوطنات الـ17 التى أقرتها حكومة الاحتلال مؤخراً، من بينها معالوت حلحول وصانور وجبل عيبال.

كما ستخصص 338 مليون شيكل لـ36 مستوطنة وبؤرة قيد التنظيم، تشمل تمويل مشاريع البنية التحتية الأساسية: المياه والصرف الصحى والكهرباء والمبانى العامة، بما فيها المعابد الدينية والمراكز المجتمعية.

أما فى المستوطنات الجديدة، فسوف يجرى إنشاء «تجمعات استيعابية» تضم نحو 20 كرفاناً فى كل موقع، لتسهيل انتقال العائلات الإسرائيلية وتشكيل نواة استيطانية فورية.

كما سيتم تحويل حكومة الاحتلال نحو 300 مليون شيكل للمستوطنات الجديدة، منها 160 مليوناً كمنح تأسيس أولية، و140 مليوناً لعمليات التنظيم والنشاط الميدانى.

كما سيوزع 434 مليون شيكل على المستوطنات القائمة لإعادة تأهيل البنية التحتية، إلى جانب 300 مليون شيكل للمجالس الإقليمية والمحلية الاستيطانية فى الضفة المحتلة.

ومن بين أخطر البنود، تخصيص 225 مليون شيكل لإنشاء وحدة إسرائيلية خاصة لتسجيل الأراضى فى الضفة، بعد نقل السجلات من الإدارة المدنية التابعة للاحتلال إلى سجل إسرائيلى مباشر. وتهدف الوحدة إلى تسجيل 60 ألف دونم بحلول عام 2030، عبر طاقم يضم 41 موظفاً.

وتتضمن الخطة أيضا تخصيص 140 مليون شيكل لشق طرق جديدة تخدم الاحتلال والمستوطنات، إضافة إلى 150 مليون شيكل خلال السنوات الثلاث المقبلة لتحديث الحافلات المدرعة فى الضفة، بواقع 50 مليوناً سنوياً، وهو ما يعادل أربعة أضعاف الاستثمار السابق فى هذا المجال.

كما سيحول وزير الحرب، إسرائيل كاتس، ميزانيات إضافية لتطوير الأنظمة الأمنية فى المستوطنات، بما يشمل الأسوار الذكية ومواقع المراقبة والكاميرات.

 

مقالات مشابهة

  • سيناتور أمريكي: ابن سلمان لن يطبع مع إسرائيل دون ثمن للفلسطينيين
  • ساعر: إسرائيل ملتزمة بإنجاح خطة ترمب
  • ما الذي أخر التنفيذ؟.. الكشف عن مخطط اجتياح غزة واغتيال السنوار والضيف قبل 7 أكتوبر
  • إسرائيل تتجسس على أمريكا فى غزة.. و«حماس» مستعدة لتجميد سلاحها
  • شهادات خطيرة: خطط لاغتيال السنوار والضيف أُهملت قبل الهجوم .. ونتنياهو أصرّ على إبقاء حماس في السلطة
  • صحيفة عبرية تكشف عن مخطط إسرائيلي لاغتيال قيادات حماس قبل هجوم 7 أكتوبر
  • خطط إسرائيلية لاغتيال السنوار والضيف رُفضت سياسياً قبل "طوفان الأقصى"
  • يديعوت أحرونوت: الشاباك دعم اغتيال السنوار والضيف في 2023 ورئيس الأركان عارض
  • حماس تتهم إسرائيل بخرق اتفاق وقف النار
  • بعد انسحاب إسرائيل .. حماس تعيد بناء سلطتها في غزة