السودان.. محاكمة كوشيب تجدد جدل "مكان" البشير
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
جددت جلسات المرافعات الختامية التي بدأتها هيئات المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، يوم الأربعاء، لمحاكمة علي كوشيب المتهم بجرائم ضد الانسانية في إقليم دارفور بغرب السودان، الجدل حول مكان وجود الرئيس السوداني المعزول عمر البشير الذي تطالب المحكمة منذ العام 2009 بتسليمه، لكن مجموعة في حزبه فاجأت الأوساط السودانية وأكدت في بيان يوم الثلاثاء أن البشير سيظهر للعلن قريبا.
وبعد فترة من اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023، نقل البشير من مدينة أم درمان حيث كان يتعالج بمستشفى عسكري نقل إليه قبل الحرب من سجن كوبر الذي احتجز فيه عقب الإطاحة به في ثورة شعبية في أبريل 2019. ولم تكشف السلطات السودانية حتى الآن عن المكان الذي نقل إليه البشير، لكن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أكد في تصريحات سابقه أنه "في مكان آمن".
وفي مارس الماضي بررت السلطات السودانية عدم تسليم البشير للمحكمة الجنائية، بصعوبات ناجمة عن الحرب، لكن في الجانب الآخر يرى مراقبين أن هنالك العديد من المؤشرات التي تؤكد تحرك البشير ومساعده أحمد هارون وعدد من المطلوبين الآخرين، بحرية في مناطق سيطرة الجيش.
ضغط مستمر
قال فادي العبد الله، الناطق باسم المحكمة الجنائية الدولية إن رفض السودان التعامل مع المحكمة يعتبر خرق واضح لقرارات مجلس الأمن الدولي التي تم بموجبها إصدار مذكرة القبض على البشير والمطلوبين الآخرين في القضايا المتعلقة بارتكاب جرائم حرب في دارفور.
وأكد العبد الله في تصريحات صحفية على هامش جلسات محاكمة كوشيب، أن المحكمة عازمة على السعي نحو تحقيق العدالة لضحايا انتهاكات دارفور.
ويواجه البشير وهارون، تهما أمام المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال حرب دارفور التي اندلعت في العام 2003 واستمرت نحو 17 عاما، وشهدت أعمال قتل واغتصاب وحرق ونزوح ولجوء طالت أكثر من مليوني شخص.
حجج واهية
أكدت المحكمة الجنائية الدولية مرارا أنها تواجه صعوبات كبيرة في الحصول على معلومات حقيقية عن مكان تواجد البشير والمطلوبين الآخرين. وفي مارس الماضي، اتهم وفد زار بورتسودان - المقر المؤقت للحكومة - السلطات السودانية بالتستر على المطلوبين وتقديم حجج واهية لتبرير عدم القبض عليهم.
لكن البيان الأخير، الصادر يوم الثلاثاء، عن أحد الأجنحة المتصارعة على رئاسة حزب "المؤتمر الوطني" المحلول الذي ظل يتزعمه البشير لأكثر من 30 عاما، كشف عن تواصل علني مع البشير ومساعده أحمد هارون المطلوب للمحكمة أيضا.
وأكد البيان أن البشير أبلغ قيادات في مجلس شورى الحزب أنه سيخرج قريبا من المعتقل ويتخذ قرارات مهمة. كما كشف البيان عن أن هارون ظل منذ إخراجه من السجن عقب اندلاع الحرب، يشرف على عمليات تنسيق الاستنفار لصالح الجيش.
وفي حين بررت وزيرة العدل المكلفة هويدا عوض الكريم، عدم القبض على البشير وهارون المطلوبين الآخرين، بالقول بإن "قوات الدعم السريع عطلت الأجهزة المكلفة"، بحسب ما نقلته عنها وكالة الأنباء السودانية، يؤكد المعز حضرة عضو هيئة الاتهام في قضية انقلاب 1989 التي كان يحاكم فيها البشير وأعوانه قبل اندلاع الحرب، عدم منطقية تلك المبررات، مشيرا إلى أن تواصل البشير مع عناصر حزبه، وتحرك أحمد هارون العلني في مناطق الاستنفار وتواجدهما في مناطق سيطرة الجيش يعني أن هنالك تستر فعلي عليهم.
وأوضح حضرة في حديث لموقع سكاي نيوز عربية "هم يتمتعون بحماية الجيش ويتحركون بحرية وأكبر دليل على ذلك مخاطبة البشير لمجلس شورى حزبه الشهر الماضي".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الجيش وقوات الدعم السريع البشير المحكمة الجنائية الدولية حزب المؤتمر الوطني عمر البشير علي كوشيب الجنائية الدولية الجيش وقوات الدعم السريع البشير المحكمة الجنائية الدولية حزب المؤتمر الوطني أخبار السودان المحکمة الجنائیة الدولیة
إقرأ أيضاً:
إن بي سي: معارضة الحرب تتصاعد بصفوف الجيش الإسرائيلي
أوردت شبكة "إن بي سي" الأميركية شهادات لجنود إسرائيليين، قالت إنها تظهر اتساع نطاق المعارضة للحرب على غزة في صفوف الجيش الإسرائيلي مع تصاعد العمليات العسكرية.
وقالت الشبكة إن هناك شعورا متعاظما لدى الجنود بأن ما يحدث في غزة "حرب انتقامية"، وأن "أبرياء كثيرين يقتلون دون داع".
ونقلت عن جندي احتياط يدعى يوفال بن آري قوله: "أرفض ارتكاب جرائم حرب"، داعيا الحكومة الإسرائيلية إلى الكف عن تجويع مليوني إنسان في غزة، ومؤكدا أنه يشعر بالخزي والذنب، لأن "الناس في غزة يموتون جوعا".
كما نسبت الشبكة إلى طيار إسرائيلي متقاعد قوله إن زملاءه يطالبون بإنهاء الحرب "لا لشعورهم بالتعب، بل لإيمانهم بأن الحرب غير شرعية وأن إسرائيل باتت رهينة شركاء نتنياهو المتطرفين الذين يبتزونه مقابل بقائه السياسي".
"وزراء بلا أخلاق"
في السياق نفسه، قال جندي بالقوات الجوية الإسرائيلية إن سلوك الوزراء في حكومة بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب- وتصريحاتهم بشأن غزة "لا تصدر عن مسؤولين ذوي أخلاق".
واتهم الجندي نتنياهو وائتلافه بالتخلي عن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة من أجل الحفاظ على حكومتهم.
إعلانفي تلك الأثناء، نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن رئيس أركان الجيش إيال زامير قوله إنه إذا كانت هناك فرصة لعقد صفقة لتبادل الأسرى، فيجب وقف الحرب لإبرامها، حتى لو كانت صفقة جزئية.
وشدد زامير على ضرورة "ألا تنجر إسرائيل إلى حرب أبدية" في قطاع غزة.
وأطلق الجيش الإسرائيلي يوم 18 مايو/أيار الجاري عملية عسكرية جديدة سماها "عربات جدعون"، ضمن حرب الإبادة المستمرة في قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتتضمن الخطط الجديدة احتلال القطاع بالكامل، وفقا لما صرح به نتنياهو.