القراءة تفتح أمام الإنسان أبواباً جديدة لفهم العالم من حوله، وتساعده على تطوير التفكير النقدى والإبداعى، فعبر القراءة، يمكننا التعرف على ثقافات مختلفة وتاريخ الشعوب، ومواكبة أحدث التطورات العلمية والتكنولوجية، ورغم الأهمية البالغة التى تمثلها القراءة فى بناء الفرد والمجتمع، فإن الإقبال عليها فى عصرنا الحالى يشهد تفاوتاً كبيراً، خاصة بين فئات الشباب، وفى هذا الإطار، استطلعت «الوطن» آراء عدد من الشباب عن تفضيلاتهم فى القراءة، سواء على مستوى نوعية الكتب المفضلة، أو وسيلة القراءة.

«علي»: أُفضل الاستماع إلى البودكاست لأنه أكثر تسلية ويأخذني إلى أجواء القصة أو الموضوع بطريقة أسرع

الشاب مصطفى على، صاحب الـ23 عاماً، خريج كلية الآداب جامعة بنها، أكد أن الكتب والمؤلفات الحالية لم تعد تستهويه كما كانت فيما سبق، وقال: «معظم المواضيع المطروحة فى الكتب الحديثة أصبحت بلا قيمة أو أهمية بالنسبة لى، بينما فى السابق كنت أقرأ بشكل متقطع كتباً فى مجالات علم النفس والقصص التاريخية والوثائقية، ولكننى لم أكمل الكثير منها، على الرغم من أننى كنت أستمتع بتلك المواضيع فى فترات معينة، إلا أننى لم أتمكن من الاستمرار فى القراءة بشكل مستمر»، وأضاف بقوله: «أصبح لدىّ ميل أكبر للاستماع إلى المحتوى بدلاً من القراءة، خاصة فى المواضيع التى تهمنى، مثل القصص التاريخية وكتب البيزنس، وهى مرتبطة بشكل مباشر بمجال عملى، وأُفضل الاستماع إلى البودكاست لأنه أكثر تسلية، ويأخذنى إلى أجواء القصة أو الموضوع بطريقة أسرع، كما أن البودكاست يمكننى الاستماع إليه فى أى وقت، بينما القراءة تتطلب تركيزاً كاملاً وقد تصبح مملة فى بعض الأحيان»، وأضاف أنه «رغم ذلك، لا تعنى كل الكتب المسموعة أنها جذابة بالنسبة لى، فعلى الرغم من أننى أحب الاستماع، فإننى أفضل البودكاست، الذى يُقدم الكتاب بشكل مختصر وجذاب، وليس مجرد تلخيص روتينى»، واختتم بقوله: «ما يهمنى هو طريقة تقديم المحتوى، والطريقة التى تجذب انتباهى، وهذا ما يجعلنى أستمتع به أكثر».

«آية»: أحرص على القراءة باستمرار لأنها تنقلني إلى عوالم مختلفة وتساعدني على التخلص من الضغوطات اليومية

وقالت آية يسرى رمضان، 23 سنة، خريجة جامعة القاهرة: «أجد فى القراءة ما يثير اهتمامى ويساعدنى على التخلص من الضغوطات التى أواجهها خلال اليوم»، مشيرةً إلى أنها تحرص على القراءة بشكل مستمر وبصورة يومية تقريباً، وأضافت: «كنت دائماً أميل إلى روايات الفانتازيا والرعب، فهى تتيح لى الهرب من واقع الحياة اليومية، التى تكون مليئة بالروتين، سواء فى الجامعة أو العمل، فمن وجهة نظرى، الكتابات الخيالية تعطينى الفرصة لفصل عقلى عن الواقع، مما يتيح لى التمتع بتجارب تثير الخيال وتكسر الملل، وتمنحنى شعوراً بالانتعاش حتى لو كان ذلك بشكل مؤقت».

وتابعت: «أكثر ما يعجبنى فى هذه الكتب هو قدرتها على تغيير المشاعر، وتقديم تجارب جديدة، تجعلنى أعيش فى عوالم مختلفة تماماً، وقد تأثرت بأعمال بعض الكتاب المبدعين مثل حسن الجندى، وعمرو عبدالحميد، والدكتور أحمد خالد توفيق، فهؤلاء الكتاب قدموا لى عوالم من التشويق والإثارة، لا يمكن العثور عليها فى أى مكان آخر»، وأكدت «آية» أنها ترى أن القراءة شىء مختلف تماماً، خاصة القراءة الورقية، التى لا يمكن تعويضها، وأضافت: «أحب ملمس الورق بين أصابعى، وأجد أن الكتاب بين يدىّ يوفر لى نوعاً من الراحة لا أستطيع الحصول عليها من خلال الأجهزة الإلكترونية، أو الوسائل الأخرى، لذلك الكتاب الورقى يحمل سحراً خاصاً يجذبنى ويشعرنى بالانغماس الكامل فى عالمه».

«شهد»: أفضّل القراءة بصيغة «بي دي إف» لأنها توفر الراحة والمرونة في الوصول إلى الكتاب المطلوب في أي وقت

وقالت شهد فريد، 19 عاماً، طالبة فى جامعة الأزهر، إنها تلجأ إلى القراءة عندما تحتاج إلى معرفة معلومة معينة، أو عندما يكون لديها شغف بالتعرف على شىء جديد، وأضافت: «أستمتع بشعور اكتساب المعرفة، وأحياناً أشعر أن المعلومة التى أقرأ عنها لا يعرفها أحد غيرى، وهذا يدفعنى للاستمرار فى القراءة أكثر»، وأشارت إلى أن هناك مجموعة من الكتب تتمنى قراءتها، منها كتاب «فن اللامبالاة»، وكتاب «البسى واسع»، وأوضحت فى هذا الصدد: «أعتقد أن هذه الكتب ستثرى فكرى وتوسع آفاقى، وأستمتع بها، فأنا أميل إلى المغامرات، وكتب السيرة النبوية، وحياة الصحابة، إضافة إلى الروايات التى تحمل فى طياتها قصصاً مثيرة»، أما عن كاتبها المفضل، فقالت إنها معجبة بأعمال أحمد خالد توفيق، لأنها تجمع بين التشويق والفكر العميق فيما يتعلق بوسائل القراءة، واختتمت «شهد» حديثها لـ«الوطن» بقولها: «أفضّل القراءة بصيغة بى دى إف، لأنها توفر لى الراحة والمرونة فى الوصول إلى الكتب التى أريدها فى أى وقت، ما يجعلنى أستمتع بالقراءة أكثر».

«حسام»: القراءة رحلة فكرية تساعد على تنمية الخيال وتعزيز التفكير النقدي وليست وسيلة لتمضية الوقت

وقال حسام الطوخى، 24 عاماً، إنه بالرغم من انشغاله الدائم بسبب عمله، فإنه يحاول تخصيص وقت للقراءة بين الحين والآخر، مشيراً إلى أنه يقبل على قراءة كتب متنوعة بين الفلسفة والأدب الكلاسيكى والتاريخ، بالإضافة إلى كتب العلوم والتكنولوجيا، والروايات الخيالية، وأضاف: «تمنحنى القراءة فرصة للهرب من الواقع، وتجربة أفكار وأحاسيس مختلفة»، واعتبر أن «القراءة ليست وسيلة لتمضية الوقت، بل هى رحلة فكرية تساعد على تنمية الخيال وتعزيز التفكير النقدى، وتوسع معرفتنا وثقافتنا»، وقال إن كل كتاب بالنسبة له هو تجربة فريدة من نوعها، حيث يتعرف من خلالها على شخصيات وأفكار متنوعة، ويشعر بالتعاطف مع هذه الشخصيات، التى تتجسد فى أبطال الروايات، أو المفكرين فى مجالات متنوعة، سواء كانت الكتب عربية أو أجنبية، كما أنه يجد لكل كاتب أسلوبه الخاص، الذى يجعله منجذباً إليه، وتابع «حسام» قائلاً: «بخلاف تفضيلى للكتب الورقية، حيث أستمتع بلمس الصفحات، ورائحة الكتاب الجديد، إلا أننى أقدر أيضاً القراءة الرقمية، التى توفر لى وصولاً سريعاً إلى مكتبة ضخمة من الكتب فى أى وقت وأى مكان، لكن بالنسبة لى دائماً المهم هو المحتوى نفسه، سواء كان فى كتاب ورقى أو إلكترونى، فكل ما يهم هو أننى أستفيد وأستمتع بما أقرأ».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: وسائل التكنولوجيا الجيل الرقمى فى القراءة

إقرأ أيضاً:

ما حكم قراءة القرآن من المصحف في الصلاة.. الأزهر للفتوى يوضح

تلقى مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية سؤالا مضمونه: ما حكم قراءة القرآن من المصحف في الصلاة؟


وأجاب مركز الأزهر عبر موقعه الرسمى عن السؤال قائلا: إنَّ قراءةَ بعض آيات القرآن بعد الفاتحة سُنَّة في الركعتين الأُولَيَيْن من الصلاة، وذلك للإمام، قال الله تعالىٰ: {... فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ... } [المزمل:20]، ولو تُرِكَتِ القراءة بعد سورة الفاتحة فالصلاة صحيحة.

وأشار الى ان الأصل في الصَّلاةِ أن تكون قراءةُ القرآن فيها عن ظَهْرِ قَلبٍ وليست من المصحف؛ لذا جعل النَّبِيُّ ﷺ معيار التفضيل في الإمامة الحفظ والإتقان للقرآن؛ لظاهر قوله ﷺ: «لِيَؤُمّكُمْ أَكْثَركُمْ قُرْآنًا» رواه البخاري.

هل تجوز أضحية هدية من والدي أو شقيقي؟ .. الإفتاء توضحهل يجوز الإحرام للحج من الفندق أم يشترط من المنزل ؟ .. أمين الفتوى يجيبماذا يفعل من فاتته تكبيرة الإحرام مع الإمام؟.. الأزهر للفتوى يجيبهل يجوز الوقوف بعرفة لو ساعة فقط؟.. دار الإفتاء تجيب

وتابع: أما قراءةُ المُصَلِّي من المصحف، فقد اختلف الفقهاء فيها؛ فذهب الشافعية، والحنابلة - في المعتمد- إلىٰ جواز القراءة من المصحف في الصلاة سواء كانت الصلاة فرضًا أم نفلًا. 
وقد استدلُّوا بما ورد أن أم المؤمنين السيدة عَائِشَةَ رضي الله عنها: «كان يَؤُمُّهَا عَبْدُهَا ذَكْوَانُ مِن المُصْحَفِ» رواه البخاريُّ مُعَلَّقًا بصيغة الجَزم.

ونوه بأن  المالكية فرقوا بين الفرض والنفل، فَرَأَوا كراهةَ قراءة المصلِّي في المصحف في صلاة الفرض مطلقًا، وكذلك يكره في النافلة إذا بدأ في أثنائها؛ لاشتغاله غالبًا، ويجوز ذلك في النافلة إذا ابتدأ القراءة من المصحف من غير كراهةٍ؛ لأنه يُغتفَرُ فيها ما لا يُغتفَرُ في الفرض.

بينما يرى الحنفية أنَّ القراءةَ من المصحف في الصلاة تفسدها، وهو مذهب ابن حزم من الظاهرية؛ لأنَّ حمل المصحف، والنظر فيه، وتقليب الأوراق، عملٌ كثير.

وأوضحت أنه بناءً علىٰ ما سبق: فإنَّ الأفضلَ والأَولَىٰ للمصلِّي أن يقرأ القرآن من حفظه؛ فقد امتدح الله ﷻ المؤمنين بحفظهم لكتابه الكريم، فقال تعالى: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ... } [العنكبوت:49]، ولأن السُّنة المحفوظة عن النبي ﷺ وأصحابه القراءة عن ظهر قلب. فإن عجز عن ذلك، وكانت القراءةُ طويلة كما في صلاة القيام؛ فعندئذٍ يجوز له القراءةُ من المصحف، ولا حرج عليه في ذلك.

طباعة شارك حكم قراءة القرآن من المصحف في الصلاة قراءة القرآن من المصحف في الصلاة الصلاة قراءة القرآن

مقالات مشابهة

  • وفد برئاسة نقيب الكتاب يزور الروائي الكبير صنع الله إبراهيم في مستشفى معهد ناصر
  • ما حكم قراءة القرآن من المصحف في الصلاة.. الأزهر للفتوى يوضح
  • موقع حملة ثقافة المحبة والسلام في دار الكتب والوثائق يواصل تحديث منشوراته
  • مهندس سابق بغوغل: التواطؤ التكنولوجي بإبادة غزة يضاهي تسليح الاحتلال
  • تمبروولفز يفرض التعادل على ووريرز في غياب «ملك الثلاثيات»
  • محافظ بني سويف ووزير الشباب والرياضة يتفقدان أنشطة متنوعة بمركز التنمية الشبابية
  • 9 ملاعب لـ 6 رياضيات.. وزير الرياضة يفتتح مشروعات نادي الزهور
  • شارع المتنبي.. مخاوف الأفول بضياع الكتاب والقارئ ومكتبات خجولة في القيصيرات
  • جمعية القصة والرواية في اتحاد الكتاب تستعيد نصوصاً قديمة عن مآسي العهد البائد
  • دبلوماسي سابق: التطور التكنولوجي فضح جرائم الاحتلال في غزة