أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن المؤسسات الدينية لها دور محوري في تعزيز الأمن بمعناه الشامل، سواء الفكري أو المجتمعي، موضحًا أن دورها لا يقتصر فقط على الترغيب والترهيب أو التبشير والإنذار، بل يتجاوز ذلك بمراحل، حيث تعمل على توضيح الأحكام الشرعية وبيان مقاصد الشريعة، مما يجعلها فاعلة في صناعة الحياة وحمايتها من الانحرافات الفكرية والسلوكية.

 

وأوضح المفتي في تصريح له، أن هذه المؤسسات تتحمل مسؤولية كبرى في مواجهة الأفكار الشاذة والمصطلحات المتطرفة التي يتم فهمها بعيدًا عن سياقها ومقاصدها، مما يؤدي إلى ويلات كبيرة مثل استباحة الأرواح والأعراض، والتطاول على الأموال، وانفلات الدين بجميع جوانبه.  

هل يجوز صيام الجمعة منفردا بنية قضاء أيام من رمضان؟.. دار الإفتاء تردهل يجوز نشر أسرار البيوت على السوشيال من أجل التربح؟ أمين الفتوى يجيب

وفيما يتعلق بمفهوم التطرف، ولفت إلى أن الشريعة الإسلامية جاءت لتنفي الغلو والمبالغة في الدين، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "يسروا ولا تعسروا"، مؤكدا أن التطرف لا ينحصر فقط في التشدد الديني، بل هناك تطرف فكري أو لاديني، يتمثل في التحرر من الضوابط الشرعية بزعم أن الدين يضع قيودًا على الإنسان، في حين أن الدين في جوهره جاء لتنظيم علاقة الإنسان بربه وبالكون من حوله.  

وأضاف أن هذا النوع من التطرف الفكري قد يكون مقدمة للتطرف الديني، حيث يظهر في الدعوات التي تبدو ظاهريًا رحيمة ولكنها تحمل في باطنها العذاب، مثل دعوات المساكنة والتحرر المطلق التي تتجاهل الحدود الشرعية.  

وشدد على أن المؤسسات الدينية يجب أن تتصدى لكلا النوعين من التطرف، لأن إغفال أحدهما قد يؤدي إلى هلاك المجتمعات، مؤكدًا أن هذه المؤسسات تسعى جاهدة للحفاظ على التوازن الفكري والمجتمعي بما يضمن سلامة البلاد والعباد من الانحرافات الفكرية والسلوكية.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مفتي الديار المصرية المساكنة التحرر المزيد

إقرأ أيضاً:

باحث فرنسي: التنديد بالإخوان المسلمين في البلاد هدفه إشاعة الذعر

قال الباحث فرانك فريغوسي إنه يشعر بالقلق من المناخ الصعب المتزايد الذي يعيشه المسلمون في فرنسا، وذلك بعد استجوابه حول التقرير الذي قدم أمس إلى مجلس الدفاع عن الإخوان المسلمين والإسلام السياسي".

وأوضح فريغونسي، وهو مدير المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي -في مقابلة مع موقع ميديا بارت- أن الأمر يعود إلى طلب تقدم به وزير الداخلية جيرالد دارمانان قبل أكثر من عام؛ أنه يريد تقريرا عن جماعة الإخوان المسلمين، مشيرا إلى معرفته السابقة بما سيتضمنه هذا التقرير، وهو ما أزعج الباحثين الذين رفض بعضهم إجراء المقابلات.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2فورين بوليسي: سمعة الجنرالات الباكستانيين تحسنت بشكل ملحوظlist 2 of 2إسرائيل تواجه عزلة دولية وضغوطا محلية متزايدة من أجل السلامend of list

وقال فريغوسي -حسب التقرير الذي أعدّته لوسي ديلابورت عن المقابلة- إنه قبل المقابلة لأنه يرى من المشروع أن تقوم السلطات العامة بتوثيق الديناميكيات التي تؤثر على مجال الإسلام في فرنسا، ومن الجيد أنها لجأت إلى العالم الأكاديمي، بالإضافة إلى مصادر الاستخبارات.

وذكر الباحث أن هناك اختلافات في التحليل بين الباحثين حول هذه المواضيع، مع تأكيد المقررين أنهم سوف يضعون هذا الاختلاف في الاعتبار، مشيرا إلى أنه لا يعلم إلى أي مدى تم تعديل التقرير المقدم، مع تفهمه لأن تتم إزالة المعلومات الحساسة.

إعلان

حديث مزعج

وقال فريغوسي إن التقرير لا يقدم الكثير، فهو يتحدث عن تراجع جماعة الإخوان المسلمين في العالم وفي الشرق الأوسط، وذلك أمر صحيح تماما، إلا أنه يعود بشكل خاص إلى القمع السياسي للحركة.

ويذكر التقرير أن جماعة الإخوان المسلمين بدأت في ترسيخ وجودها في أوروبا في الخمسينيات من القرن العشرين، وشاركت في عملية كاملة تهدف إلى إعادة ربط السكان المهاجرين بالمبادئ الأساسية للإسلام، وبرؤيتهم المحافظة.

ورأى الباحث أنه من المهم أن يوضح أن ما نطلق عليه "الإخوان المسلمين" في ذلك الوقت ليسوا هم الذين يشار إليهم اليوم باعتبارهم ينتمون إلى الحركة، خاصة أنه لا وجود لمنظمة في فرنسا تدّعي ذلك صراحة.

ومع أن هناك قدرا كبيرا من التعددية في هذه الحركة اليوم، وأن قدرتها على تعبئة الشباب تناقصت كثيرا، فإن وزير الداخلية برونو ريتايو يتحدث -استنادا إلى هذا التقرير- للرأي العام الذي يجهل غالبيته الحقيقة الدينية الإسلامية، عن حركة تريد فرض "الشريعة" في فرنسا و"إقامة الخلافة"، بصيغة صارخة للغاية ومزعجة تماما، مع أن التقرير لا يقول شيئا عن هذا ولا يتحدث عنه.

إثارة الذعر

ففي فرنسا، لم يتحدث أتباع فكر الإخوان المسلمين عن إنشاء قانون للأحوال الشخصية، وتخلّوا عن الخلافة في أوروبا منذ زمن بعيد، واستحضار هذا الأمر -حسب الباحث- من شأنه أن يثير نوعا من الذعر الأخلاقي، وهو لدى بعض الشخصيات العامة يعزز فكرة أن وجود المسلمين في الفضاء الأوروبي غير شرعي.

وذكر الباحث أن تقديم هذا التقرير، مع التصريحات المدوية التي رافقته، جاء بعد أسابيع قليلة من اغتيال الشاب المالي أبو بكر سيسي في أحد المساجد، وتساءل: هل ذلك يؤكد الأطروحة المثيرة للجدل حول الربط المستمر بين الإسلام السياسي والجهادية؟

وخلص فريغوسي إلى أن الإخوان المسلمين، حتى عندما يعملون ضمن إطار قانوني ويرفضون العمل العنيف، يظلون خطيرين بالنسبة لبعض التحاليل التي تركز على النصوص التأسيسية التي يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من قرن من الزمان، وليس على السياق الحالي الذي تتطور فيه الأمور.

إعلان

مقالات مشابهة

  • ماجد سامي: وادي دجلة ليس هدفه حصد البطولات
  • وزيرة التضامن الاجتماعي تبحث خطة تطوير مؤسسات الدفاع الاجتماعي على مستوى الجمهورية
  • التضامن تستعرض خطة تطوير مؤسسات الدفاع الاجتماعي على مستوى الجمهورية
  • مفتي الجمهورية يعزي المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية السابق في وفاة شقيقه
  • وزير الخارجية المصري: ندعم المؤسسات الشرعية في ليبيا  
  • باحث فرنسي: التنديد بالإخوان المسلمين في البلاد هدفه إشاعة الذعر
  • خطب الجمعة الموحدة في المغرب.. تنظيم للشّأن الديني أم تقييد رسمي؟
  • مفتي الجمهورية يدين استهداف وفد دبلوماسي بنيران الاحتلال في جنين
  • مفتي الجمهورية يُدين استهداف وفد دبلوماسي دولي بنيران قوات الاحتلال خلال زيارته إلى جنين
  • «العالمي للتسامح»: العيش بكرامة وسلام حق للشعوب