من مقر الأمم المتحدة بنيويورك: الرابطة تُسمع العالم صوت الشعوب المسلمة في يوم مكافحة “الإسلاموفوبيا”
تاريخ النشر: 14th, March 2025 GMT
استضافت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في مقرّها بنيويورك، اليوم، معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، ليكون متحدثاً رئيسيًّا لإحياء اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام.
وعقد فضيلة الدكتور العيسى في إطار استضافته من قبل الجمعية، مباحثاتٍ ثنائية مع رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، السيد فيليمون يانغ، تناولت ما بات يعرف بـ “رُهاب الإسلام”، وعددًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وتعكس دعوة الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي للحضور، وإلقاء كلمة الشعوب الإسلامية “حضورياً” ، في مقرّ الأمم المتحدة، ثقلَ الرابطة الدولي، وما تحظى به من احترام في كبرى المنظمات في العالم، وكذلك تأتي الدعوة اعترافًا بتأثير الرابطة في مكافحة “الإسلاموفوبيا” وخطابات الكراهية عمومًا، وبجهودها وتحالفاتها الدولية الواسعة في هذا السياق.
وفي كلمته الرئيسية في احتفاء الأمم المتحدة باليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام، أكد الدكتور العيسى، أن (رُهاب الإسلام) يأتي في مقدمة النماذج المُقلِقة لتصاعد خطاب الكراهية وممارساته الخطرة، مشدِّدًا على أنه لا يضر المسلمين وحدهم، بل يعزز التطرف والانقسامات داخل المجتمعات ذات التنوع الديني، ويعتبر -وفق مفاهيم الكراهية- في طليعة مهدِّدات تحقيق المواطنة الشاملة، التي تنص عليها الدساتير المتحضرة والقوانين والمبادئ والأعراف الدولية، منبِّهًا إلى ما أدى إليه من أضرار وجرائم ضد المسلمين، لا تزال تمارس حتى اليوم بتصاعد مقلِق، وذلك وفق الإحصائيات الموثوقة، إضافة إلى عدد من حالات تهميش بعض المجتمعات المسلمة، وعرقلة اندماجها، أو منعها من الحصول على حقوقها الإنسانية.
وتحدَّث معاليه بإسهاب عن أسباب نشوء (رُهاب الإسلام)، كما شدّد على أن المسلمين الذين يناهزون اليوم نحو ملياري نسمة، يمثلون الصورة الحقيقية للإسلام، وهم يتفاعلون بإيجابية مع ما حولهم من العالم بتنوعه الديني والإثني والحضاري، منطلِقين من نداء الإسلام الداعي للتعارف الإنساني، كما في القرآن الكريم إذ يقول الله تعالى: ((يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)).
وشدَّد على أن (رُهاب الإسلام) ليس قضية دينية فحسب، بل هو قضية إنسانية تهدّد التعايش والسلم المجتمعي العالمي، مضيفًا: “وعندما نتحدث من هذه المنصة الدولية لا ندافع عن الإسلام وحده، بل ندافع كذلك عن المبادئ الإنسانية”.
اقرأ أيضاًالمملكةأمير القصيم يشارك منسوبي الصحة بالمنطقة طعام الإفطار
وأضاف الشيخ العيسى: “ولذلك نقول: “لا”لجعل أتباع الأديان في مرمى الكراهية والعنصرية والتصنيف والإقصاء، و”لا” للشعارات الانتخابية المؤجِّجة للكراهية، و”لا” لمن يزرع الخوف ليحصد الأصوات، و”لا” للسياسات التي تبني مستقبلها على الخوف والانقسام، و”لا” للإعلام الذي يغذي العنصرية، و”لا” للمنصات التي تروج للفتنة، و”لا” للأكاذيب التي تزور الحقائق، وأيضا: “لا” لربط الإرهاب بدين يعتنقه حوالي ملياري إنسان، و”لا” للمتطرفين الذين يخطفون الدين، والإرهابِ الذي يشوه حقيقة الدين، وفي المقابل: “لا” لمن يرفض أن يرى الحقيقة”.
وتابَع: “كما نقول أيضًا: ” لا ” للخوف من الآخر لمجرد اختلافه معنا في دينه، أو عرقه، فمن يتفق معك في الدين أو العرق قد تكون لديه مخاطر على مجتمعه الديني أو العرقي تفوق أوهامك حول الآخرين”.
وحمَّل فضيلتُه المجتمعَ الدوليَّ مسؤولية بناء عالم يسوده التسامح والمحبة، مؤكِّدا في الوقت ذاته أن على مؤسساته التعليمية والثقافية، مسؤوليةَ أداء دور حيوي وملموس في تعزيز الوعي حاضرًا ومستقبلًا، وبخاصة في عقول الصغار والشباب.
بعد ذلك تتالت كلماتُ وفود الدول الأعضاء في الأمم المتحدة متحدثةً بالنيابة عن جهود مؤسساتها الحكومية في محاربة “الإسلاموفوبيا”.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
كيف استغل إعلان عقاري لتشويه صورة المسلمين في المملكة المتحدة؟
تداولت حسابات رقمية، أمس الاثنين، مقطع فيديو أثار جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، تحت عنوان "المسلمون يطالبون بتطبيق الشريعة في المملكة المتحدة".
ويظهر في الفيديو -الذي لا يتجاوز 10 ثوان فقط- 3 أشخاص، بينهم سيدة منتقبة، وهم يطلقون عبارات في سياق غير معلوم، من بينها: "لا بيكيني ولا ملابس كاشفة، لا مشروبات كحولية ولا حانات ولا نوادي رقص ليلية، لا وجود لمثليين".
ونشر الفيديو لأول مرة على حساب إسرائيلي موثق على منصة "إكس"، مرفقا بعبارة: "المسلمون يريدون تطبيق الشريعة، لكن إذا انتقدتهم، سيتم وصمك بالإسلاموفوبيا"، مما أشعل هجوما رقميا سريعا ضد المسلمين، دون التحقق من حقيقة المقطع.
pic.twitter.com/tVMnilg376
— ammavuru (@JechieM) October 6, 2025
وحصد الفيديو تفاعلا واسعا رافقه خطاب معاد للمسلمين في المجتمع البريطاني، فضلا عن وصفهم بـ"المتطرفين".
New York or so I gotta love this the women there they all have to cover up now it’s gonna get really good no bars no dancing no music only Islamic music you know prayer. All the other bars in nightclubs are gonna be closed so you get what you vote for. pic.twitter.com/qdheoTRf10
— Tara (@Tara15482537174) October 6, 2025
وكتب أحد المدونين: "إذا كان المسلمون في المملكة المتحدة يريدون تطبيق الشريعة، فلماذا جاؤوا إلى هنا؟ عليهم احترام القوانين، ولا يمكنهم فرض آرائهم المتطرفة علينا".
If Muslim people want Sharia law,why come here in the first place or if you are here please keep to the laws of this https://t.co/bWIc04zmSg not dictate to us about your extreme views. https://t.co/lyXZRRBGRA
— wilma ashe (@weewilma) October 6, 2025
وسرعان ما توالت التغريدات التي استهدفت المسلمين، ومنها حسابات داعمة لإسرائيل ربطت الفيديو بفكرة أن المسلمين إذا أرادوا تطبيق الشريعة يجب عليهم العودة إلى الشرق الأوسط، بينما وصفتهم حسابات أخرى بأنهم "حمقى وجهلة"، مطالبة بطردهم من بريطانيا.
If they want Sharia Law, then they can fuck back off to the Middle East https://t.co/4utGGXKNG5
— Werda Ruusaar ???????? (@IceboundMidas98) October 6, 2025
You backward, uneducated retard fuck off to a country that accepts the mentally ill! https://t.co/1oU0ItHlay
— Burt (@BurtBt) October 6, 2025
إعلانوانتشر الفيديو على منصات أخرى مثل "إنستغرام"، إذ أكد العديد من المستخدمين أن محتواه لا يعكس قيم الإسلام الحقيقي.
View this post on InstagramA post shared by Alex & Mick (@niceboysinthecountry)
الحقيقةلكن فريق "الجزيرة تحقق" تتبع أصل وسياق الفيديو الأصلي، ووجد الحقيقة مغايرة تماما لما روج له ناشرو المقطع المجتزأ.
ومن خلال البحث وتحليل عناصر الفيديو المتداول، تمكن فريقنا من تحديد موقع تصوير الفيديو بدقة، إذ تبين أنه التقط من أمام مسجد النور المطل على بحيرة خالد في الشارقة بالإمارات.
وبإجراء فريقنا بحثا عكسيا على لقطات من الفيديو، توصلنا إلى النسخة الأصلية له المنشورة على صفحة لشركة عقارات بمنصة "يوتيوب"، تحت عنوان: "لماذا يختار المسلمون الشارقة بدلا من دبي؟".
ويتضح من السياق الأصلي للفيديو المنشور باللغة الإنجليزية أن الشركة روجت إلى الشارقة كإمارة بها مساجد بارزة وتوفر الأمان والقيم المناسبة للعائلات، وتقديمها باعتبارها مثالا محافظا للحياة.
ويؤكد الفيديو الأصلي أن الحساب الإسرائيلي تعمّد اقتطاع جزء منه وتجاهل النص المرفق به حتى يسهل استخدامه كأداة لتشويه صورة المسلمين.