أدلى صحفيان فلسطينيان شهادات حية تكشف تفاصيل اللحظات الأولى لقصف الاحتلال الإسرائيلي، الذي استهدفت الليلة الماضية، خيمة لعدد من الصحفيين قرب مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد الصحفي حلمي الفقعاوي والشاب يوسف الخزندار، إلى جانب إصابة عدد من الصحفيين.

وحصلت "عربي21" على شهادة المصور الصحفي عبد الرؤوف شعث والمصور الصحفي بدر طبش، واللذين كانا متواجدين قرب المكان لحظة القصف الإسرائيلي، وتحدثا عن هول المشهد والتهاب النيران بجسد أحد الصحفيين، وهو أحمد منصور الذين أصيب بحالة حرجة.



وقال شعث: "لم أتخيّل أن تأتي لحظة أهرع فيها إلى إنسان والنار تلتهم جسده، لا لإنقاذه من الغياب، بل من الاحتراق"، مشيرا إلى أنه "عندما استهدفت طائرات الاحتلال خيمة الصحفيين في مخيم ناصر، انفجر كل شيء من حولنا: الصوت والنار والغبار والذهول، فإذا بالزميل أحمد منصور يشتعل أمامي، لا مجازا بل حقيقة تُفطر القلب".

فطرة إنسانية
وتابع قائلا: "لم أفكر، اندفعت إليه بكل ما فيّ من خوف ومحبة وفطرة إنسانية، حاولت دون شعور ولا أعرف ماذا فعلت ولا أدري كيف تحركت، كأنّي أطفئ النار المشتعلة في قلبي، كان يصرخ، وعيناه تبحثان عن النجاة في وجهي، لم يكن ذلك مشهدًا من فيلم، كان وجعًا حيًّا، حقيقيًّا، يحترق".

واستكمل شهادته بالقول: "نحن صحفيون.. نحمل الكاميرا، لا السلاح، نروي الحقيقة، لا نشارك في القتال، فلماذا نُقصف؟".



وأكد شعث أن "تلك اللحظات ستبقى محفورة في ذاكرتي ما حييت، أحمد، زميلي، لا أملك وعدًا لك إلا أني حاولت بكل ما أستطيع.. وأنك ستبقى في قلبي، وفي عيوننا جميعًا. سامحني إن خذلتك لحظة، وسامح هذا العالم الذي لم يمنحك حق الحياة، ولا حتى حق النجاة من لهيب الظلم".

وأردف بقوله: "لقد كان المشهد قاسيًا إلى حدّ يعجز عنه الوصف؛ جسد يحترق، صرخاتٌ تخترق الدخان، وقلوبٌ تتفتت على أصدقاء لا نستطيع إنقاذهم بقدر ما نتمنى".

ولفت إلى أنه "في تلك اللحظات، لا يملك الإنسان إلا ردّ فعل غريزي، بين الهرب، أو الاندفاع، أو الجمود التام، البعض أمسك بالكاميرا، لا لأنه أراد التصوير بدل الإنقاذ، بل لأنه شُلّت حركته، وفعل ما استطاع فعله في لحظة الرعب".

لحظة خارجة عن كل تصور
وشدد على أنه "لا أحد يختار أن يرى إنسانا يحترق ثم يلتقط له صورة بقلب بارد، لكننا نذكّر من يهاجم دون أن يشهد، أن الله لا يكلّف نفسًا إلا وُسعها، والحمد الله أنّ الله ألهمني المحاولة، وأن للذهول حدودًا لا تُقاس من خلف الشاشات، ما حدث لا يُنسى، ومن كان هناك لن يشفى بسهولة، لا من الحريق، ولا من العجز، ولا من قسوة الأحكام".



من جانبه، ذكر المصور الصحفي طبش تفاصيل ما حدث، قائلا: "ما حدث لحظة خارجة عن كل تصور، من لحظة القصف في المخيم وحتى رؤية زميلنا الذي كان يحترق، والمكان كله كان نار ودخان وصراخ، والكل مصدوم، والكل بيحاول يفهم ما يحدث، وأنا كنت واحد من الناس".

وأشار إلى أنه بشكل غير إرادي أمسك كاميرته وقام بتصوير المشهد المرعب، لكي يرى العالم هذا الوجع، منوها إلى أن زميله شعث امتلك شجاعة فردية وسارع إلى المشاركة في عملية الإنقاذ.

ولفت إلى أن الصحفي يحاول توثيق جرائم الاحتلال رغم الخطورة الكبيرة التي يواجهها، منوها إلى أن ما وثقه هو ثانية واحدة من لحظة طويلة مليئة بالفوضى والعجز والخوف والدم.

وختم بقوله: "الصحفي يحمل روحه على كفه لكي يوثق الحقيقة، ويعرض نفسه للخطر أكثر من مرة، ومؤمن أن الصورة أداة مقاومة، والكاميرا أقوى من الرصاصة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الاحتلال الصحفيين غزة جرائم غزة الاحتلال جرائم الصحفيين حرب الابادة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى أن

إقرأ أيضاً:

“الإعلام الحكومي”: ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين في غزة إلى 255 بعد استشهاد الجعفراوي

#سواليف

أعلن “المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع #غزة”، عن ارتفاع عدد #الشهداء #الصحفيين إلى 255 صحفيًا منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، وذلك بعد استشهاد الصحفي #صالح_الجعفراوي الذي عمل مع عدة وسائل إعلام محلية ودولية.

وأكد المكتب في بيانٍ صحفي، اليوم الإثنين، أن #الاحتلال الإسرائيلي يواصل استهداف وقتل و #اغتيال_الصحفيين الفلسطينيين ضمن سياسة ممنهجة لإسكات الحقيقة والتعتيم على جرائمه في قطاع غزة.

وجاء في البيان: “ندين بأشد العبارات هذه الجرائم الوحشية التي تستهدف الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين، وندعو الاتحاد الدولي للصحفيين، واتحاد الصحفيين العرب، وكافة المؤسسات والهيئات الإعلامية في العالم إلى إدانة جرائم الاحتلال الممنهجة ضد الجسم الصحفي الفلسطيني”.

مقالات ذات صلة إعدام عدد من العملاء والخارجين عن القانون بغزة / فيديو 2025/10/13

وحمل المكتب الإعلامي الحكومي الاحتلال الإسرائيلي وعصاباته الإجرامية ومعهم الإدارة الأمريكية والدول المتواطئة في جريمة الإبادة الجماعية، مثل المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا، المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم التي وصفها بأنها امتداد لعدوان شامل يستهدف الشعب الفلسطيني بأسره.

وطالب البيان المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والمؤسسات المعنية بحرية الصحافة في مختلف دول العالم إلى التحرك الفوري لإدانة هذه الجرائم وملاحقة مرتكبيها أمام المحاكم الدولية، إلى جانب الضغط الجاد لتثبيت وقف الإبادة الجماعية وتوفير الحماية للصحفيين والإعلاميين في قطاع غزة.

واختتم المكتب بيانه بالقول: “نسأل الله تعالى الرحمة والقبول لجميع الزملاء الصحفيين الشهداء، ولذويهم وللأسرة الصحفية الفلسطينية الصبر والسلوان، ونتمنى الشفاء العاجل للصحفيين الجرحى الذين واصلوا أداء رسالتهم رغم المخاطر والتضحيات”.

وترتكب “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 -بدعم أميركي أوروبي- إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا واعتقالا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة أكثر من 238 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين معظمهم أطفال، فضلا عن الدمار الشامل ومحو معظم مدن القطاع ومناطقه من على الخريطة.

مقالات مشابهة

  • بينهم 31 يمنيا ..حماية الصحفيين”: إسرائيل مسؤولة عن 95% من جرائم قتل الصحفيين
  • “الإعلام الحكومي”: ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين في غزة إلى 255 بعد استشهاد الجعفراوي
  • عاجل | بالفيديو .. لحظة الإفراج عن ناجي الجعفراوي شقيق الصحفي الشهيد صالح
  • عاجل.. وصول الدفعة الثانية من المعتقلين إلى خان يونس جنوب قطاع غزة
  • ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 255 منذ بدء العدوان على غزة
  • ملحقش يفرح.. اللحظات الأخيرة في حياة الصحفي الفلسطيني صالح الجعفراوي
  • الصليب الأحمر يستلم الدفعة الثانية من الأسرى الإسرائيليين جنوب غزة
  • صفقة تبادل الأسرى – تغطية مباشرة لحظة بلحظة
  • كان فرحان بانتهاء الحرب.. تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة صالح الجعفراوي
  • تفاصيل صادمة حول استهداف الصحفي صالح الجعفراوي ومحاولة طمس صوته بعد استشهاده