موقع النيلين:
2025-05-24@00:40:50 GMT

نريدها شرطة في الميدان قبل الديوان!

تاريخ النشر: 8th, April 2025 GMT

أتابع عن كثب، وباهتمام كبير، الجهد المضني والعمل المتواصل الذي تقوم به قيادة الشرطة، لا سيما في ولاية الخرطوم، من أجل إعادة الحياة الأمنية إلى طبيعتها، عبر إعادة فتح أقسام الشرطة التي بلغ عددها حتى الآن 18 قسماً من أصل 22، بنسبة تجاوزت الـ80٪، وهي نسبة تُعد ممتازة، بل واستثنائية، إذا ما قارناها بالظروف الأمنية واللوجستية المعقدة التي تمر بها البلاد.

لا شك أن هذا الجهد يتم وفق خطة مدروسة تراعي مختلف الجوانب الأمنية والإنسانية، وتسير بخطى حثيثة لإعادة بناء الثقة بين المواطن وجهاز الشرطة. وهو مجهود مقدر ومستحق، يعكس حرص القيادة على بسط هيبة الدولة وتفعيل مؤسساتها.

لكن، من وجهة نظر صاحب المصلحة المواطن متلقي الخدمة، أعتقد أن المرحلة الحالية تتطلب أولوية واضحة لا تحتمل التأجيل: نريدها شرطة في الميدان، قبل الديوان!
المواطنين في الخرطوم يريدون أن يروا الشرطة رأي العين، في الشوارع، في الأحياء، في الأسواق، عبر دوريات راجلة وراكبة، ليلية ونهارية، وقوات ضاربة تبث الطمأنينة وتفرض هيبة الدولة. “الشرطة ليست مجرد قوة للحفاظ على النظام، بل هي أداة لبث الطمأنينة في نفوس الناس.” هذه الصورة وحدها كفيلة ببث الأمان في النفوس، وإيصال رسالة قاطعة بأن الخرطوم ليست سائبة، وأن يد الدولة ما زالت قوية وحاضرة.

أما العمل الديواني في الأقسام من فتح البلاغات والتحريات فهو ضرورة لا جدال فيها، لكنه ينبغي أن يأتي لاحقاً. فالمواطن البسيط لا يطلب تعقيداً في الإجراءات أو كثافة في التقارير، بل يطلب شرطياً في الشارع يردع الجريمة قبل أن تقع، ويطمئنه على يومه وغده. “الأمن العام هو صمام الأمان لأي مجتمع، ولا يمكن أن يتحقق هذا إلا إذا كانت الأجهزة الأمنية قريبة من الناس، متواجدة في الشارع وفي قلب الحدث.”

إن الظهور العلني للشرطة في الميدان هو أول مؤشرات التعافي، وأقوى أدوات الردع، وهو ما يجعل الناس يشعرون بأن هناك من يحميهم ويرعى مصالحهم. فالثقة تُبنى بالأفعال، والميدان هو مسرح الأفعال الحقيقي. “إذا كانت الشرطة في الميدان، فالقلوب تطمئن، وإذا غابت فالتساؤلات تبدأ.” هذه العلاقة القوية بين الشرطة والمجتمع هي التي تضمن استقرار الوطن وطمأنينة المواطنين.

هذه رسالة لقيادات الشرطة: لقد عرفناكم في وقت الشدة، وراهنّا عليكم، وكنتم عند حسن الظن. فامضوا على هذا الدرب، وكونوا حيث يحتاج إليكم الناس، فالميدان ينتظر أبناءه، والقلوب تتوق إلى الأمان، والأمل معقود على شرطتنا السودانية التي لا تزال أحد أعمدة الدولة رغم كل التحديات.

عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان
7 أبريل 2025م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: فی المیدان

إقرأ أيضاً:

المنفي يستقبل وفداً من أعيان سوق الجمعة لبحث الأوضاع الأمنية بطرابلس

استقبل رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، صباح اليوم الخميس، بمقر إقامته في العاصمة طرابلس، وفدًا من أعيان وحكماء سوق الجمعة والنواحي الأربعة والمنطقة الغربية، في إطار جهود التهدئة وبحث مستجدات الأوضاع الأمنية الأخيرة.

ويأتي هذا اللقاء في ظل التطورات التي شهدتها العاصمة خلال الأيام الماضية، حيث أعرب الرئيس المنفي عن بالغ أسفه لسقوط ضحايا جراء الأحداث المؤسفة، مقدمًا تعازيه لأسرهم، ومؤكدًا أن الدولة ستلاحق كل من يعبث بأمن المواطنين ويعرض الاستقرار للخطر.

وأكد المنفي، أن كرامة المواطن وأمنه تمثلان أولوية قصوى، مشددًا على أن القيادة السياسية والعسكرية، وبصفته القائد الأعلى للجيش الليبي، تعمل بخطى ثابتة لفرض سلطة الدولة وضبط الأوضاع، مشيرًا إلى أن السلاح لن يكون وسيلة لحل النزاعات، وأن الحوار هو السبيل الوحيد نحو الاستقرار.

وفي ذات السياق، أشار المنفي، إلى القرار رقم (2) لسنة 2025، الصادر عن المجلس الرئاسي بشأن تثبيت وقف إطلاق النار وتفعيل الترتيبات الأمنية، تحت إشراف مباشر من رئيس الأركان العامة، الفريق أول ركن محمد الحداد، وذلك لضمان أمن المدنيين وعودة الحياة إلى طبيعتها في طرابلس.

من جانبهم، عبّر وفد الأعيان والحكماء عن دعمهم الكامل لمساعي رئيس المجلس الرئاسي في تهدئة الأوضاع وتعزيز سلطة الدولة، مثمنين جهوده في رعاية الحوار وتوحيد الصف الوطني.

مقالات مشابهة

  • 70 ألف متطوع في «كلنا شرطة» منذ انطلاقها
  • ألمانيا.. 12 مصاباً في هجوم بســ.كين داخل محطة للقطارات في هامبورج
  • خفر السواحل يتربع على عرش بطولة الشرطة للسباحة
  • الخرطوم: تأمين عودة المواطنين ونشر خدمات الأمن من أولويات حكومة الولاية
  • المنفي يستقبل وفداً من أعيان سوق الجمعة لبحث الأوضاع الأمنية بطرابلس
  • لمدة عامين.. شرطة نيو أورلينز استخدمت تقنيات التعرف على الأوجه بشكل غير قانوني
  • شارك في حركة حياة السود مهمة.. من هو منفذ الهجوم على موظفي سفارة إسرائيل؟
  • قتيلا سفارة إسرائيل بواشنطن.. معلومات تكشف تفاصيل "حزينة"
  • صرخ "فلسطين حرة".. تحديد هوية منفذ هجوم واشنطن
  • نصّاب عبر أنستغرام .. شرطة العاصمة توجه نداءً للجمهور