صحيفة صدى:
2025-05-14@21:02:39 GMT

اختر ما تقرأ ولمن تقرأ وأين تقرأ

تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT

اختر ما تقرأ ولمن تقرأ وأين تقرأ

تعتبر القراءة من الأدوات المهمة لتطوير الإنسان وتنمية مهاراته وتغيير سلوكه وتغذية عقله وتحسين ذاكرته واكتشاف ذاته ومعرفة الآخرين وتساعد على التفريق بين الخير والشر والتمييز بين الحق والباطل وهي البوابة الأولى للمعرفة والثقافة وزيادة المعلومات، بل وتساهم أيضا في تقوية مهارة التفكير النقدي وتنمية خيال الإنسان، أما في عصرنا الحاضر الذي تم فيه استبدال أغلب الكتب بالأجهزة الإلكترونية الذكية عن طريق الشبكة العنكبوتية (الانترنت) تراجعت القراءة تراجعاً ملموساً وواقعياً خاصة أن الأجيال الحالية تفضل المقاطع المرئية عن قراءة الكتب والمقالات رغبة في كل سريع ومختصر ومضحك ومثير.

ولا يخفى على الجميع أن هناك نقاط مهمة لابد أخذها في الاعتبار عند القراءة ومن أهمها اختيار الكاتب قبل الكتاب أو المقال الذي يُقدم دائماً ما يفيد بأسلوب تشويقي مميز وحضاري، ومن الضروري أيضاً معرفة الهدف من القراءة وتحديد موضوع القراءة، أما بالنسبة للكتب فيمكن قراءة ملخصات الكتب المرغوب قراءتها عن طريق فهرس الكتاب أو المواقع المعروض عليها الكتاب قبل قراءته مع عدم الاعتماد على الكتب الأكثر مبيعاً أو الأكثر قراءةً لأنه ليس مقياساً في هذا الزمان مع الخطط التسويقية الدارجة للنشر والترويج، بخلاف الروايات التي تعود لمزاج القارئ وقناعاته ورغبته في النوع والأسلوب الذي يميل إليه،

مع العلم أن من أهداف القراءة التنويع والتفتح الذهني ومعرفة تفكير الآخرين وطريقة حياتهم وأسلوبهم للتواصل معهم والاستفادة منهم بعد القيام بالتفكير والتحليل لموضوع القراءة لأن الكُتَّاب بشر وليسوا ملائكة يصيبون ويخطئون وقد يميل البعض منهم بآرائه لما يحب ويريد، كما أن تخصيص وقت يومي مُحدَّد للقراءة من الأمور الجيدة للتحفيز عليها والاستمرار فيها خاصة في الأماكن المناسبة والهادئة للحفاظ على التركيز والاستفادة الكاملة، واستغلال أوقات الفراغ.

ولا ننكر أن القراءة الإلكترونية لها فوائد وإيجابيات كثيرة مثل أن الكتب الإلكترونية خياراً اقتصادياً مناسبا لمعظم القراء، ويمكن توفير إصدارات صوتية ومرئية تجذب القراء لقراءة ممتعة وشاملة، وتعزيز استدامة البيئة بالتقليل من هدر الورق وجعلها صديقة للبيئة، وإمكانية التنقل بين الكتب الإلكترونية بسهولة وإراحة الطلاب والباحثين وتحسين تجربتهم التعليمية والمعلوماتية مع إمكانية الوصول لها في أي وقت وسهولة التقارب والتواصل مع الآخرين وتبادل المعلومات والأفكار إلكترونياً.

أما السلبيات والتحديات للقراءة الإلكترونية فهي كثيرة أيضاً ومن أهمها اشتراط وجود اتصال بالإنترنت ووجود أجهزة إلكترونية ذات جودة عالية، قد يجد كبار السن وغير المُلمِّين بالتكنولوجيا صعوبة في التعامل مع هذه الأجهزة وإجهاد العين بسبب التعرض للضوء الأزرق المنبعث من الشاشات لمدة طويلة، وحقوق الملكية للقراءة الإلكترونية وكثرة الإعلانات والرسائل، وكثرة الكُتَّاب غير المعروفين والمعلومات المضللة في كافة المجالات التي تحتل المرتبة الأولى على مستوى العالم على المدى القريب والمرتبة الخامسة على المدى البعيد خاصة في المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي.

وأختم بنصيحة عامة وخاصةً لشباب هذا الجيل الذي نشأ على القراءة الإلكترونية ويعتمد على المواقع وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي أختر ما تقرأ على المواقع الإلكترونية وأختر لمن تقرأ حتى تحصل على قراءة فعالة ومفيدة ومسلية وهادفة لفكرك وحياتك على المدى البعيد مع العلم أن تنمية المهارات تتطلب التقليل من الاستخدام الزائد للأجهزة الإلكترونية والاهتمام بالتفكير والقدرة على حل المشكلات واتخاذ القرارات والتعاون مع الآخرين حيث يتم تنميتها بالتفاعل الحركي أو التطبيقات المكتوبة وليس بالاعتماد على التكنولوجيا بشكل كبير.

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

«السويس تاريخها العمراني وتراثها المعماري».. أحدث إصدارات هيئة الكتاب

صدر مؤخرًا عن وزارة الثقافة، متمثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتاب «السويس تاريخها العمراني وتراثها المعماري في عصر الأسرة العلوية» للدكتور أحمد محمود عبد الغني، وتقديم الدكتور محمد عبد الستار عثمان، وذلك ضمن إصدارات سلسلة تاريخ المصريين.


يمثل هذا الكتاب دراسة علمية رصينة تغوص في التاريخ العمراني والمعماري لمدينة السويس، واحدة من أهم المدن المصرية على خليج السويس بالبحر الأحمر، ويبرز الكتاب موقع السويس الجغرافي كمنفذ حيوي إلى بلاد الحجاز، وانطلاقة لرحلات التجارة والحج إلى الهند والصين، مما جعلها محطة أساسية على طرق الربط بين الشرق والغرب.


يتمتع هذا العمل بمزايا علمية كبيرة، أبرزها المنهج الدقيق، والأسلوب الرصين، والتغطية الشاملة، حيث يقدم المؤلف قراءة تراكمية لبنية المدينة وتطورها عبر العصور، بدءًا بالنشأة الأولى، مرورًا بمختلف المراحل التاريخية، وصولًا إلى عصر الأسرة العلوية، الذي يشكل نقطة التحول الحاسمة في تطور المدينة المعماري والعمراني.


يركز المؤلف على تطورات المدينة في تلك الحقبة من خلال مشروعات عمرانية كبرى، ويعرض بالتفصيل الآثار المعمارية الباقية في المدينة، من منشآت دينية مثل المساجد والزوايا، إلى منشآت مدنية وتجارية وسكنية، فضلًا عن المنشآت التي أنشئت لتخدم الموظفين والعمال الأجانب العاملين بقناة السويس، وخاصة في منطقة بورتوفيق.

ويتميز الكتاب بتفصيله المعمق للفروق بين الطراز المحلي والطراز الأوروبي في عمارة المدينة، حيث حلل المؤلف عناصر التخطيط والتصميم والزخرفة المعمارية، كاشفًا عن أصولها التاريخية ومكانتها ضمن تطور العمارة في القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين.


كما يُعد الكتاب وثيقة مهمة في تاريخ العمارة المصرية، حيث يجمع بين التوثيق والوصف والتحليل، ويقدم رؤية تطبيقية على عمائر السويس الباقية، ويبرز بوضوح الوظيفة التجارية والدينية للمدينة، وموقعها في قلب النشاط الملاحي العالمي عقب افتتاح قناة السويس.


يُعتبر هذا الكتاب من الدراسات النادرة التي تناولت مدينة السويس من منظور آثاري ومعماري شامل، وأنه يعيد الاعتبار لدور المدينة في التاريخ المصري الحديث، ويؤسس لرؤية جديدة نحو إدماج التراث في التنمية الثقافية والسياحية المستدامة.

طباعة شارك وزارة الثقافة الهيئة المصرية العامة للكتاب الدكتور أحمد بهي الدين كتاب «السويس تاريخها العمراني عصر الأسرة العلوية

مقالات مشابهة

  • التعليم: طباعة الكتب بناء على الأجزاء و ليس الفصول الدراسية
  • مجلة الدوحة.. من الورق إلى الرقمنة في جلسة نقاشية بمعرض الكتاب
  • التربية تدشن الكتب التفاعلية لمادة اللغة الإنجليزية
  • هيئة الكتاب تُعيد إصدار مسرحية «الناس اللي فوق» لـ نعمان عاشور
  • كيف نظم الإسلام سلوك المسلم في مجلسه مع الآخرين؟.. علي جمعة يوضح
  • ترامب: ضرباتنا المكثفة خلال 50 يوماً ضد الحوثيين حققت مالم يحققه الآخرين خلال 10 سنوات
  • لا تقلقوا حول”خور عبد الله”:فهي ورطة لمن باع ولمن اشترى !
  • «السويس تاريخها العمراني وتراثها المعماري».. أحدث إصدارات هيئة الكتاب
  • شيخة الجابري تكتب: العالم على صفيح ساخن