عشية انعقاد قمة آبيك.. محادثات أمريكية صينية في كوالالمبور لإنقاذ الهدنة التجارية
تاريخ النشر: 25th, October 2025 GMT
عبّر ترامب عن تفاؤله الحذر، قائلاً: "لدينا الكثير لنتحدث عنه مع الرئيس شي، ولديه الكثير ليقوله لنا. أعتقد أننا سنعقد اجتماعاً جيداً."
بدأت صباح السبت محادثات مكثفة في كوالالمبور بين وفدين اقتصاديين رفيعيْ المستوى من الولايات المتحدة والصين، في محاولة لاحتواء تدهور العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، وتمهيد الطريق للقاء مرتقب بين الرئيسين دونالد ترامب وشي جين بينغ على هامش قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (آبيك) المقرر انعقادها في كوريا الجنوبية.
ويترأس الوفد الصيني نائب رئيس مجلس الدولة هي ليفينغ، المقرّب من الرئيس شي جين بينغ، فيما يقود الوفد الأمريكي وزير الخزانة سكوت بيسنت، بمشاركة الممثل التجاري جاميسون جرير وكبير المفاوضين التجاريين الصينيين لي تشنغ قانغ.
هدنة نوفمبر على المحكوتسعى المحادثات إلى إنقاذ هدنة تجارية هشة، تم التوصل إليها في مايو الماضي خلال اجتماع أوّلي في جنيف، وتم تمديدها لاحقًا في لندن وستوكهولم. وتنصّ الهدنة على خفض التعريفات الجمركية إلى نحو 55% من الجانب الأمريكي و30% من الجانب الصيني، مع استئناف تدفق صادرت المغناطيسات التي تعتمد على المعادن الأرضية النادرة.
ومن المقرر أن تنتهي هذه الهدنة في 10 نوفمبر/تشرين الثاني ما لم يتم تمديدها. لكن الأسابيع الأخيرة شهدت تآكلاً سريعاً في الثقة المتبادلة، بعد أن أعلنت الولايات المتحدة في أواخر سبتمبر توسيع قائمة "الشركات المحظورة" لتشمل تلقائياً أي كيان تملكه شركات صينية مدرجة بنسبة تزيد عن 50%، مما أدى إلى حظر الصادرات الأمريكية على آلاف الشركات الإضافية.
تصعيد متبادل: من القوائم السوداء إلى المعادن النادرةوردّت الصين في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بفرض ضوابط صارمة على صادرات المعادن الأرضية النادرة، مشترطة استصدار تراخيص تسمح بتصدير أي منتج يستخدم هذه المعادن أو تكنولوجيا تكرير أو استخراج طوّرتها شركات صينية، بذريعة منع استخدامها في الأنظمة العسكرية.
ووصفت واشنطن هذه الخطوة بأنها "استيلاء على السلطة في سلسلة التوريد العالمية"، وتعهّدت بعدم القبول بها.
وأثار ترامب غضبه علناً من هذه الإجراءات، وهدّد بفرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 100% على السلع الصينية، بل وذهب إلى حد التلويح بإلغاء أول لقاء شخصي له مع شي منذ عودته إلى البيت الأبيض هذا العام.
Related وسط تصاعد الحرب التجارية.. الصين تدعو إلى "حوار متكافئ" مع الولايات المتحدةترامب يتوعد الصين بمهلة نهائية ورسوم جمركية قاسية... وشراكة جديدة مع أستراليا في المعادن والغواصاتترامب يستعد لجولته الآسيوية.. وقمة كوريا الجنوبية تختبر مستقبل الحرب التجارية بين واشنطن وبكين قضايا للنقاشقبل بدء المحادثات في كوالالمبور، قال ترامب إنه يعتزم مناقشة قضايا المزارعين خلال لقائه المرتقب مع شي، مضيفاً أنه سيتحدث عن تايوان، رغم تأكيده أنه لا يخطط لزيارة الجزيرة.
وفي تصريح أدلى به أثناء مغادرته البيت الأبيض، عبّر ترامب عن تفاؤله الحذر، قائلاً: "لدينا الكثير لنتحدث عنه مع الرئيس شي، ولديه الكثير ليتحدث عنه معنا. أعتقد أننا سنعقد اجتماعاً جيداً."
كما أشار ترامب إلى نيته طرح قضية إطلاق سراح قطب الإعلام المسجون في هونغ كونغ جيمي لاي، الذي بات رمزًا لحملة القمع الصينية في المركز المالي الآسيوي، معتبرًا أن قضيته تمثل "المثال الأبرز على تراجع الحقوق والحريات" هناك.
اجتماعات غير معلنة وغياب الشفافيةلم تقدّم الحكومة الماليزية أو الأطراف المشاركة في المحادثات تفاصيل حول جدول الأعمال أو ما إذا كانت ستُصدر أي بيانات علنية عقب انتهاء الاجتماع. ورغم غياب المعطيات الرسمية، فإن المصادر المطلعة تشير إلى أن الهدف المباشر هو تفادي دوامة تصعيد جديدة قد تُعقّد اللقاء المرتقب بين ترامب وشي يوم الخميس المقبل في كوريا الجنوبية.
ومن بين البنود التي قد تُناقَش في القمة: تخفيف مؤقّت للرسوم الجمركية، تيسير ضوابط التكنولوجيا، واستئناف الصين لشراء فول الصويا الأمريكي، بعد أن توقّفت عن الشراء تماماً في سبتمبر، ما يهدد قاعدة ترامب الانتخابية في صفوف المزارعين الأمريكيين.
رهانات عالية ومستقبل غامضوفي مؤشر على تصاعد الضغوط، أعلنت إدارة ترامب يوم الجمعة عن فتح تحقيق جمركي جديد في "فشل الصين الواضح" في الوفاء بالتزاماتها في اتفاق "المرحلة الأولى" لعام 2020، الذي تعهّدت بموجبه بزيادات كبيرة في مشتريات المنتجات الزراعية والصناعية والطاقة الأمريكية. وقد يمنح هذا التحقيق ترامب سلطة قانونية إضافية لرفع الرسوم الجمركية مجدداً.
في محاولة لتهدئة المخاوف، وفي خطوة غير معتادة، عقدت وزارة التجارة الصينية يوم الاثنين اجتماعاً مع شركات أجنبية في بكين، مؤكدة أن ضوابط التصدير الجديدة لا تستهدف "التجارة العادية"، بل تسعى إلى منع الاستخدام العسكري للمعادن النادرة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب غزة إسرائيل روسيا دراسة حركة حماس دونالد ترامب غزة إسرائيل روسيا دراسة حركة حماس شي جينبينغ سوق المعادن دونالد ترامب الصين محادثات مفاوضات ماليزيا دونالد ترامب غزة إسرائيل روسيا دراسة حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الرسوم الجمركية الصحة كندا الذكاء الاصطناعي الصين
إقرأ أيضاً:
مسؤول بالخزانة الأميركية: المحادثات التجارية مع الصين بناءة
قال مسؤول في وزارة الخزانة الأميركية إن المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في العاصمة الماليزية كوالالمبور اليوم السبت كانت "بناءة" في يومها الأول ومن المتوقع استئنافها صباح الغد.
وأضاف أن الجانبين تبادلا وجهات النظر حول الإجراءات التجارية الأخيرة، واتفقا على مواصلة المحادثات الفنية المتعلقة بتعديلات الرسوم الجمركية وتعزيز مرونة سلاسل التوريد.
وبيّن أن الوفد الأميركي أكد على أهمية توفير فرص متكافئة للشركات الأميركية، مشددا على أن أي إطار تجاري مستقبلي يجب أن يكون "عادلا وقابلا للتنفيذ".
سعي لتجنب تصعيد الحرب التجارية
وبدأ اليوم السبت كبار المسؤولين الاقتصاديين من الولايات المتحدة والصين محادثات في كوالالمبور في محاولة لتجنب تصعيد الحرب التجارية بينهما وترتيب اجتماع بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ.
وستسعى المحادثات على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي انطلقت اليوم إلى إيجاد سبيل للمضي قدما بعد أن هدد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 100% على السلع الصينية، وفرض مزيد من القيود التجارية بدءا من الأول من الشهر المقبل، ردا على توسيع الصين نطاق ضوابط تصدير المغناطيسات والمعادن الأرضية النادرة.
وأدت أحدث الإجراءات، التي تشمل أيضا قائمة سوداء أميركية موسعة متعلقة بالصادرات تضم آلاف الشركات الصينية الأخرى، إلى تعطيل هدنة تجارية هشة صاغها وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت والممثل التجاري الأميركي جيميسون جرير وخه لي فنغ نائب رئيس الوزراء الصيني على مدى 4 اجتماعات سابقة منذ مايو/أيار الماضي.
ولم تقدم الحكومة الماليزية ولا الجانبان الأميركي والصيني سوى القليل من التفاصيل حول الاجتماع الأميركي الصيني ولم يتضح ما إذا كان من المزمع إطلاع وسائل الإعلام على النتائج.
وسيحاول المسؤولون تمهيد الطريق أمام ترامب وشي للاجتماع يوم الخميس المقبل في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (آبيك) في كوريا الجنوبية.
إعلانوقبيل بدء المحادثات، غادر ترامب واشنطن لبدء جولة آسيوية وقال إنه يرغب في مناقشة عدة قضايا مع شي. وجولة ترامب تستغرق 5 أيام وتشمل ماليزيا واليابان وكوريا الجنوبية، وهي أول زيارة له إلى المنطقة وأطول رحلة خارجية له منذ توليه منصبه في يناير/كانون الثاني.
قال جوش ليبسكي رئيس قسم الاقتصاد الدولي في المجلس الأطلسي في واشنطن إن على بيسنت وجرير وخه أن يجدوا أولا طريقة لتخفيف حدة الخلاف بشأن القيود التي تفرضها الولايات المتحدة على تصدير التكنولوجيا الأميركية والضوابط الصينية على المعادن النادرة، والتي تريد واشنطن إلغاءها.
وأضاف "لست متأكدا من إمكانية موافقة الصينيين على ذلك. إنها وسيلة الضغط الأساسية التي يملكونها".
وقال سكوت كنيدي الخبير في الشؤون الاقتصادية الصينية بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن "إذا توصلوا إلى اتفاق، فستكون محاولتهم قد نجحت. أما إذا لم يكن هناك اتفاق، فسيتعين على الجميع الاستعداد لأن تصبح الأمور أكثر شراسة".
ويسعى أكبر اقتصادين في العالم إلى تجنب التصعيد في الرسوم الجمركية مجددا إلى مستويات بالغة الارتفاع على كلا الجانبين بعدما تفجر الوضع في أبريل/نيسان عندما فرض ترامب رسوما عالمية شاملة وردت الصين بقطع إمدادات المواد الأرضية النادرة عن المشترين الأميركيين.