كشف عضو المجلس الوطني الفلسطيني والقيادي في حركة "فتح"، أحمد غنيم، أن "تحركات حثيثة ومكثفة تُبذل في الوقت الراهن من أجل إطلاق سراح القائد الأسير مروان البرغوثي"، مؤكدا أن "الجهود تسير بهدوء ومن دون ضجيج إعلامي لضمان تحقيق النتائج المرجوة".

وأوضح، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، أن "الاتصالات الجارية تشمل مسارات سياسية وقانونية متعددة، وتهدف إلى تفكيك الأسباب السياسية التي تقف وراء استمرار احتجاز البرغوثي، بعدما سقطت كل الذرائع الأمنية التي استخدمها الاحتلال لتبرير بقائه في الأسر حتى الآن".



وأضاف غنيم، وهو مدير حملة إطلاق سراح مروان البرغوثي، أن "فريقا وطنيا يعمل بشكل منظم لبناء ملف متكامل يُبرز مكانة البرغوثي كرمز وطني جامع، وليس كمعتقل أمني عادي"، مُشددا على أن إطلاق سراحه أصبح "ضرورة وطنية وسياسية في آن واحد".

وأشار إلى أن "البرغوثي يحظى بإجماع وطني غير مسبوق من مختلف الفصائل الفلسطينية، وأنه الأقدر على إعادة توحيد الصف الوطني الفلسطيني وبعث المشروع التحرري من جديد"، مؤكدا أن "هذه التحركات الجارية تعبّر عن إيمان عميق بأن الإفراج عنه لن يكون مكسبا شخصيا أو فصائليا، بل خطوة استراتيجية نحو استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية المأمولة".

وأكد غنيم أن "جهود إطلاق سراح البرغوثي مستمرة على أكثر من صعيد، ونحن لسنا متفرجين. لقد قمنا بما يجب القيام به، وسنواصل دورنا في هذا الاتجاه، وزوجته الأخت المناضلة فدوى البرغوثي تقوم بدور عظيم، ونحن معها ومع كل مَن بقي على العهد مع مروان. نتحرك في صمت لأننا نريد النتيجة لا الاستعراض".

وتابع: "نعمل على بناء ملف سياسي متكامل يُظهر أن مروان ليس معتقلا أمنيا بل أسيرا سياسيا، وإن كل الأسباب الأمنية التي يُتذرع بها الاحتلال لاحتجازه قد سقطت. نواجه الآن السبب السياسي المباشر، ونسعى لتفكيكه خطوة بخطوة"، متابعا: "لا توجد أي شخصية فلسطينية حالية أفضل من مروان البرغوثي خاصة أنه أعظم مَن يحمل مشروع الوحدة الوطنية والاستقلال الفلسطيني".

واستطرد قائلا: "نحن نتحرك بصمت لكن بسعي حثيث، لا نبحث عن شهرة ولا عن تصريحات هنا أو هناك، لأننا نعتبر أن قضية مروان البرغوثي هي قضية وطنية كبرى، تمس مستقبل الشعب الفلسطيني ووحدته، ونحن على ثقة كاملة أن مروان هو الوحيد القادر على نقل شعبنا من مرحلة الانقسام إلى مرحلة الوحدة والتحرير الحقيقي".



موقف الفصائل الفلسطينية من الإفراج عن البرغوثي
وأوضح القيادي الفلسطيني أن "الفصائل الفلسطينية، خصوصا فصائل المقاومة، فعلت كل ما بوسعها؛ فقد وضعت اسم مروان على رأس قوائم الأسرى المطلوب الإفراج عنهم، لكنها واجهت معادلات صعبة بين وقف الحرب والإفراج عن القادة. ومع ذلك، تمسكت بإدراج اسمه في كل مفاوضة وكل قائمة".

وقال غنيم: "الفصائل جميعها – بلا استثناء – تؤيد مروان البرغوثي، وترى فيه خيارا وطنيا جامعا، ولا أحد منهم يعارضه، لأنهم يعرفون أنه ديمقراطي، يؤمن بالانتخابات لا بالتعيين. هو لا يسعى إلى الحكم إلا بإرادة الشعب، والفصائل تريده من خلال صندوق الاقتراع، وليس لدينا أي شك أن سيفوز باكتساح في الانتخابات المقبلة".

وأضاف أن "فصائل المقاومة قدّمت كل ما تستطيع، وبعض قياداتها تركوا رفاقهم في السجون بسبب المعادلات المعقدة للحرب والتفاوض، مثل عباس السيد وإبراهيم حامد وحسن سلامة وعبد الله البرغوثي، لكنهم ظلوا مصرّين على أن يكون اسم مروان في مقدمة أي اتفاق تبادل".

شخصية تحظى بإجماع وطني نادر
وذكر غنيم أن لديه أملا كبيرا بإمكانية إطلاق سراح مروان البرغوثي قريبا، قائلا: "مَن تحدث عن إطلاق سراح مروان قبل أيام لم يكن شخصا هامشيا ولا ناشطا عاديا، بل الرئيس ترامب نفسه، اللاعب الأول في المعادلة الدولية. لذلك لدينا أمل حقيقي، لأن العالم كله يبحث عن عنوان فلسطيني قادر على توحيد الكلمة، ومروان هو هذا العنوان".

وقال دونالد ترامب إنه سيقرر ما إذا كان سيدفع باتجاه الإفراج عن مروان البرغوثي، الذي تعتقله إسرائيل منذ 23 عاما، والذي يرى كثيرون أنه قادر على توحيد الفلسطينيين خلف "حل الدولتين".

وفي مقابلة نشرتها مجلة "تايم" الأمريكية الخميس، قال ترامب إنه سيتخذ قرارا حيال مسألة الإفراج عن البرغوثي، مشيرا إلى أن "الرئيس محمود عباس ربما لن يكون الشخص المناسب لإدارة غزة بعد الحرب"، مع ترك الباب مفتوحا لإمكانية بحث ترتيبات جديدة للسلطة الفلسطينية.

وأردف غنيم: "مروان شخصية تحظى بإجماع وطني نادر؛ حماس تؤيده، والفصائل الوطنية كلها توافق عليه، وفتح تعتبره رمزا من رموزها. هو شخصية ديمقراطية لا تقبل إلا بالشرعية الشعبية، ولن يدخل أي موقع إلا عبر صناديق الاقتراع، وذلك باستثناء بعض الأشخاص الذين لديهم غيرة سياسية منه".

وتابع قائلا: "في أي انتخابات فلسطينية مقبلة، لن يقف أمام مروان أي اسم آخر؛ فهو الأقدر على توحيد الصف الوطني بحق، وإعادة الاعتبار للمشروع الفلسطيني التحرري. ولذلك نقول إن قضيته ليست شخصية، بل قضية استراتيجية تمسّ مستقبل النظام السياسي الفلسطيني برمته".

وشدّد غنيم على أن "الفلسطينيين لن يقبلوا بعد اليوم أن تُدار شؤونهم من غرف مغلقة في واشنطن أو تل أبيب أو حتى بعض العواصم العربية؛ فالمرحلة المقبلة يجب أن تكون مرحلة استعادة القرار الفلسطيني المستقل"، مضيفا: "مروان البرغوثي يمثل هذا المعنى العميق للاستقلال الوطني؛ لأنه يجمع بين شرعية المقاومة وشرعية الصندوق، وبين الثقة الشعبية والقدرة السياسية".

وقال إن ترامب يسعى إلى تسجيل إنجاز تاريخي في الشرق الأوسط ليقدّم نفسه كـ"صانع سلام"، وربما يطمح لترشيح نفسه مستقبلا لجائزة نوبل للسلام، مضيفا: "وأفضل من يجسّد هذا المشروع في الميدان هو إطلاق سراح مروان البرغوثي، لأنه الشخصية الوحيدة القادرة على توحيد الفلسطينيين وتمثيل روح التحرير والوحدة الوطنية، وترامب قادر تماما على ذلك إن أراد سلاما حقيقيا في فلسطين والمنطقة".

إعادة إنتاج الوحدة الوطنية الفلسطينية
وأشار القيادي الفلسطيني، إلى أن "هناك تأثيرا عميقا لا يقتصر على موازين القوى في الساحة الفلسطينية، بل يمتد إلى البعد الأهم، وهو نهوض النظام السياسي الفلسطيني من جديد بعد أكثر من عشرين عاما من الانقسام".

وأوضح أن "القيادات الوطنية الأسيرة، وفي مقدمتهم القائد مروان البرغوثي، يُمثلون اليوم رمزا حقيقيا للوحدة الوطنية الفلسطينية"، مشيرا إلى أن "انتماءهم الوطني العميق وتاريخهم النضالي يجعلهم في موقع متقدّم ليس فقط على المستوى الوطني، بل على المستويين الإقليمي والدولي أيضا".

وشدّد على أن "مروان البرغوثي بات يُشكّل ضرورة وطنية فلسطينية في المقدمة، وضرورة إقليمية ودولية كذلك، لما يمتلكه من ملكات سياسية، وإيمان راسخ، وثقة راسخة من جماهير الشعب الفلسطيني تؤهله لإعادة إنتاج الوحدة الوطنية الفلسطينية من جديد".

وبيّن عضو المجلس الوطني الفلسطيني، أن "التجربة العملية أثبتت هذا الأمر بوضوح، حتى وهو داخل الأسر، حين نجح في تحقيق توافق بين الأسرى الفلسطينيين من مختلف الفصائل عبر (وثيقة الأسرى) التي حملت روح الوحدة الوطنية ورسالتها".

واعتبر غنيم أن "هؤلاء القادة العظام، وفي مقدمتهم البرغوثي، هم الأمل الحقيقي في وجدان الشعب الفلسطيني وضميره لاستعادة وحدة وطنية طال انتظارها، بعد أن استعصت على عشرات اللقاءات التي جرت في مكة وبكين وموسكو وغيرها من العواصم".

وأشار إلى أن "الفلسطينيين يدركون تماما أن هذه القيادات تملك من الثقة والدعم الشعبي ما يؤهلها لإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على أسس وطنية جامعة، بعيدة عن الإقصاء أو التهميش أو المحاصصة الفصائلية؛ فتربيتهم قائمة على الانتماء للوطن قبل الانتماء لأي فصيل أو تنظيم، وعلى رؤية تؤمن بالشراكة لا بالإقصاء".

وأكد أن "هؤلاء القادة ضحّوا بأغلى سنوات عمرهم من أجل فلسطين؛ فالقائد مروان البرغوثي، على سبيل المثال، اُعتقل أول مرة وهو في الثالثة عشرة من عمره، وقضى معظم حياته بين الاعتقال والإبعاد وساحات النضال والكفاح، ومثله القادة: عبد الله البرغوثي، وعباس السيد، وحسن سلامة، وإبراهيم ملحم، وأحمد سعدات، وغيرهم من رموز الحركة الوطنية الفلسطينية الذين يُشكّلون اليوم – وكل يوم - الأمل المنتظر لجماهير الشعب الفلسطيني الباحثة عن قيادات توحّد لا تفرّق، وتبني لا تُقصي".



خلاف لجنة الإسناد المجتمعي
وحول الجدل المتعلق برئاسة لجنة الإسناد المجتمعي في غزة، قال عضو المجلس الوطني الفلسطيني، إن "ما يجري من نقاشات سياسية حول تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي في غزة أو الحكومة المقبلة، ليس صراعا على الأسماء أو المناصب، وإنما معركة على المرجعية الوطنية الفلسطينية"، مُشددا على أنه "لا يجوز القبول بأي ضغوط أمريكية أو إسرائيلية تحاول تقويض النظام السياسي الفلسطيني، أو فرض ممثلين خارج إطار منظمة التحرير والسلطة الوطنية".

وأضاف غنيم، في مقابلته الخاصة مع "عربي21"، أن "الاحتلال يسعى لخلق سابقة خطيرة تمكّنه من التدخل في البنية السياسية الفلسطينية، وتحديد مَن هو مقبول أو مرفوض داخل المنظومة الوطنية، بينما المطلوب أن يكون التوافق والتسمية داخل البيت الفلسطيني الواحد، وبالخصوص بين حركة حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية، لأن هذا التوافق يحصّن النظام السياسي ويمنع إسرائيل من فرض وصايتها على القرار الوطني". لجنة الإسناد المجتمعي

وأوضح غنيم أن الخلاف الذي يُثار بين حركتي فتح وحماس حول لجنة الإسناد المجتمعي في غزة ليس كما يصوره البعض، قائلا: "ليس صحيحا أن فتح تريد أن تتبع اللجنة للحكومة بشكل رسمي وأن حماس تضع فيتو على ذلك؛ فالمسألة أكثر عمقا من ذلك. هناك نقاش جاد بين الطرفين".

فتح مُطالبة باتخاذ خطوات كحماس
وزاد: "بعد اللقاء الأخير بين الحركتين (حماس وفتح)، تقدّمت حماس خطوات مهمة جدا وهائلة باتجاه الاعتراف الكامل بأن منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية هما المرجعية السياسية والإدارية لأي تشكيل إداري جديد يتم في غزة، وهذا لم يكن موجودا قبل توقيع الاتفاق الأخير، لكنها خلقت حالة جديدة، ولذلك حركة فتح مطالبة بان تحذو حذو حماس؛ فإما أن يختلف الفلسطينيون فيُفرض عليهم وصاية دولية ويأتي مجرم الحرب توني بلير ليضع عناوين لهم، وإما أن يتفقوا فيما بينهم فيسبقوا الآخرين بخطوة تحفظ القرار الوطني الفلسطيني”.

وشدّد غنيم على أن الموقف المصري متقاطع مع هذا التوجّه الوطني الفلسطيني، قائلا: "مصر لا تقبل بما تحاول إسرائيل فرضه؛ فهي ترفض أي تدخل إسرائيلي في الترتيبات الفلسطينية الداخلية، وتدعم موقف القوى الفلسطينية الساعي إلى الوحدة وإعادة المرجعية إلى المؤسسات الوطنية".

وأشار غنيم إلى أن "حركة حماس، برغم اختلافاتها السابقة، أظهرت مرونة وتقدما حقيقيا باتجاه حماية التمثيل الفلسطيني الوطني"، متابعا: "القضية ليست مَن يكون رئيس لجنة الإسناد المجتمعي وزيرا أو أميرا، وأرى أن هذا ليس شرطا أساسيا، بل مَن يسميه الإطار الوطني الجامع أو منظمة التحرير الوطني بمعنى أدق يمكنه تولي رئاسة اللجنة، وبالتالي على حركة فتح أن تكون على قدر المسؤولية الوطنية وتأخذ هي الأخرى خطوات على غرار خطوات حماس".

وأضاف: "التوافق هو جوهر المرحلة، ولا يجوز أن يتحول شكل التمثيل إلى سبب للخلاف. المهم أن يكون أي اسم يُطرح نابعا من إرادة وطنية فلسطينية مستقلة ودون تجاوز المؤسسات الوطنية الفلسطينية".

حكومة التوافق الوطني
وتطرّق غنيم إلى ما صرّح به الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، حول مساعي تشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة لكل من الضفة الغربية وقطاع غزة حكومة كفاءات وطنية مستقلة، فقال: "الأخ مصطفى البرغوثي صديق نحترمه كثيرا ونتعاون معه في لجنة المتابعة في المؤتمر الوطني الفلسطيني، وله رؤى ورغبات مشروعة، لكنّ الموقف الذي رفعناه نحن وهو معا هو تشكيل حكومة توافق وطني شاملة، وإذا كانت منظمة التحرير مستعدة لخطوة بهذا الاتجاه، فنحن جاهزون من الغد لتشكيلها، ولدينا تصور شامل لها".

وأضاف غنيم أن "العقبة ليست داخلية فقط، بل هناك رفض إسرائيلي وأمريكي واضح لأي حكومة توافق فلسطينية. ومع ذلك، فالسياسة لا تعرف المستحيل، والعالم يتغيّر. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شخصية متقلّبة، يبدّل رأيه كل ساعة، وقد يُفتح معه مسار سياسي غير تقليدي يُتيح فرصا لم تكن قائمة سابقا".

وواصل عضو المجلس الوطني الفلسطيني، حديثه قائلا: "من الممكن أن يقبل ترامب بعنوان فلسطيني جديد يجمع الفلسطينيين، وقد طُرح اسم مروان البرغوثي كخيار وطني جامع، سواء لرئاسة الحكومة الجديدة أو حتى لرئاسة الشعب الفلسطيني في انتخابات عامة".

وقال غنيم في هذا السياق إن "القضية ليست فقط تشكيل حكومة توافق أو لجنة إسناد، بل إعادة تعريف معنى الشرعية الفلسطينية بعد كل ما جرى من تهميش وإقصاء وتدويل للقرار الوطني".
وأضاف: "نحن لا نبحث عن سلطة شكلية، بل عن مشروع وطني جامع يعيد بناء المؤسسات على أسس ديمقراطية حقيقية، ويعيد الاعتبار للمنظمة باعتبارها المرجعية العليا لكل الفلسطينيين".



الإعلان الدستوري الأخير
وفي رده على سؤال حول الإعلان الدستوري الذي صدر عن الرئيس محمود عباس مؤخرا، قال غنيم: "الإعلان بحد ذاته هو خطوة استباقية لأي مرحلة قد يُطلق فيها سراح مروان البرغوثي، وربما يُفهم على أنه محاولة لقطع الطريق أمام عودة البرغوثي إلى المشهد السياسي بقوة. لكن الحقيقة أن مروان في أي انتخابات لن يقف أمامه أي أحد، وسيحظى بتأييد شعبي كاسح وجامع".

وأضاف: "نحن لا نريد أن ننتقل من استحواذ فرد إلى استحواذ فرد آخر. الشعارات حول الديمقراطية لا تعني شيئا إذا لم تُترجم فعلا. الرئيس عباس ألغى الانتخابات أكثر من مرة؛ 2021، ثم 2025، وكل مرة تعلل بحجج واهية. هذا النوع من العمل السياسي لم يعد يُقنع الشعب الفلسطيني، وبالتالي فقضية مروان البرغوثي هي قضية استراتيجية ومحورية وحاسمة في المشهد الفلسطيني برمته دون أدنى شك".

والأحد، أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس (89 عاما)، إعلانا دستوريا يقضي بأن يتولى نائبه حسين الشيخ مهام رئاسة السلطة الوطنية مؤقتا بحال شغور المنصب.

وينص الإعلان على أنه "إذا شغر مركز رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، في حالة عدم وجود المجلس التشريعي، يتولى نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، نائب رئيس دولة فلسطين (حسين الشيخ)، مهام رئاسة السلطة الوطنية مؤقتا، لمدة لا تزيد على تسعين يوما، تجري خلالها انتخابات حرة ومباشرة لانتخاب رئيس جديد، وفقا لقانون الانتخابات الفلسطيني".

كما ينص على أنه "في حال تعذر إجراء الانتخابات خلال تلك المدة لقوة قاهرة، تمدد تلك المدة بقرار من المجلس المركزي الفلسطيني لفترة أخرى، ولمرة واحدة فقط".

وتابع غنيم قائلا: "اليوم يجب أن نرى إسرائيل بعين جديدة وعميقة. لو كانت قادرة على تحقيق أهدافها العسكرية في غزة خلال العامين الماضيين، لما احتاجت من الأساس إلى المفاوضات ولا إلى اللجان الإدارية، لكنها فشلت عسكريا، ولذلك تبحث عن مخرج سياسي بمساعدة ترامب".

واختتم القيادي الفلسطيني، بقوله: "إسرائيل تتنفس من رئة أمريكية صناعية: سياسيا عبر الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن، وعسكريا عبر إمدادات السلاح والقذائف، واقتصاديا عبر المليارات التي ضُخت لإنقاذها، ولولا هذه الرئة لأصبحت في أزمة خانقة. تدخل ترامب لم يكن حبا بالفلسطينيين، بل لإنقاذ إسرائيل من الانهيار والعزلة الدولية بعد أن خسرت تأييد الديمقراطيين والجمهوريين معا".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية مقابلات فتح مروان البرغوثي الاحتلال غزة حماس حماس غزة الاحتلال فتح مروان البرغوثي المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عضو المجلس الوطنی الفلسطینی إطلاق سراح مروان البرغوثی النظام السیاسی الفلسطینی لجنة الإسناد المجتمعی الوطنیة الفلسطینیة الوطنیة الفلسطینی الشعب الفلسطینی الوحدة الوطنیة منظمة التحریر الإفراج عن على توحید على أنه د غنیم فی غزة إلى أن على أن ن یکون

إقرأ أيضاً:

هل سيصدر ترامب أمراً بالإفراج عن البرغوثي؟

من دون مقدمات، يكشف الرئيس الأميركي عن تلقيه طلبا بالإفراج عن مروان البرغوثي (لا ندري ممن ومن أين)، وأنه يدرس الأمر مع معاونيه، وأن القرار بشأنه في يده وحده (وليس في جيب نتنياهو).

وفي تصريحات لاحقة، سيبوح ترامب ببعض مما في جوفه، ومما جاء على لسانه، ويعكس جزءا من تفكيره، أنه كال مديحا مفاجئا للرئيس عباس، واعترف بحبه له، وعدد بعضا من مناقبه كالعقلانية والحكمة، مستدركا كعادته، بأن على السلطة أن تقطع مشوارا طويلا مع الإصلاح، وأن الشعب الفلسطيني يشكو غياب "قائد واضح" له، وأن عباس لن يعود لحكم غزة.

ولاحقا سيكشف مسؤولون أميركيون أنهم طلبوا من بعثاتهم في المنطقة، موافاتهم بتقارير وتقديرات حول هذه المسألة، ليبنوا على الشيء مقتضاه.

آخر كلام ترامب عن الرئيس عباس ينفي أوله، ومن المحزن أن السلطة، وعلى لسان الناطق "الأزلي" باسمها، لم ترَ سوى نصف الكأس الملآن بالمديح والثناء، أما نصفها الفارغ، والمسموم، فلم تلتفت إليه، وتجاهلته عن سبق الإصرار، رغم أنه يستبطن تجريدها من ولايتها وسيادتها على أحد جناحي وطنها وشعبها!

ما الذي جعل ترامب، يثير مسألة ظلت حتى فجر يوم إبرام الاتفاق موضع شد وجذب بين المتفاوضين؟

على الرغم من أن الإفراج عن مروان ليس في حكم "المسلم به" بعد، لكن ثمة ما يشي بأن وراء الأكمة ما وراءها، وأن الرئيس الذي يخضع لضغوط متعاكسة من أطراف عدة، بدأ يرجح كفة فريق من الوسطاء العرب والإقليميين.

يفضل هذا الخيار، باعتباره الأكثر ملاءمة لواقع غزة، والأكثر "براغماتية" للتعامل مع ثقل حماس والفصائل في القطاع، وهو أمر لا يمكن لأي اتفاق أو مبادرة، أن تسقطه بجرة قلم، أو بنزوة على شكل تصريح مدجج بالتهديد والوعيد.

لماذا والحالة كهذه، لم يضغط الوسيط الأميركي على نتنياهو للإفراج عن مروان البرغوثي في حمأة التفاوض على قوائم التبادل؟

إعلان

في ظني، وليس كل الظن إثما، أن الأمر قد يكون عائدا لواحد أو أكثر من أربعة أسباب:

الأول؛ أن واشنطن لا تريد لصورة نتنياهو أن تتهشم بالدبلوماسية بعد أن تهشمت بخسارة "النصر المطلق"، هنا نفتح الباب لاحتمال أن واشنطن أرادت تجريع نتنياهو كأس إنهاء الحرب قطرة قطرة، ونستحضر تسريبات، بأن الأمر قد لا يتوقف عند مروان، بل قد يشمل قادة آخرين، وإن بعد حين. الثاني؛ أن واشنطن أرادت للبرغوثي، إن صدقت التقديرات بشأن إفراج وشيك عنه، أن يكون مدينا لها بحريته، لا لحماس، مراهنة على أنه في حالة كهذه، سيكون أكثر تحررا من الحركة، معنويا وأخلاقيا، وأكثر قدرة على دفعها، إن لزم الأمر، للاستجابة لقيود مبادرة إنهاء الحرب بمراحلها المختلفة. والثالث؛ أن ثمة شعورا لدى واشنطن، بضعف قدرة السلطة على التعافي والإصلاح واستعادة شعبيتها، وأنها باتت بحاجة لجراحة (من خارجها)، ولكن على يد تيار منها، لتعود فتشكل "معادلا موضوعيا" لثقل حماس ونفوذها وشعبيتها، وليس ثمة أقدر من مروان البرغوثي على القيام بهذه المهمة. أما الرابع؛ فيتصل بشخص ترامب وشخصيته، فهو يفضل عادة أن تنسب إليه "الأفعال الكبيرة"، والإفراج عن مروان حدث كبير، وربما يكون تلقى تقارير بأن الرجل سيكون له "شأن عظيم" في النظام الفلسطيني المستقبلي، فآثر أن يطوق عنقه بـ"جميل" حريته، وتلكم مسألة مهمة في العلاقات الدولية كما في العلاقات بين الأفراد. موقف حماس

ليس خافيا على أحد، أن الخلاف بين وفدَي التفاوض، الفلسطيني والإسرائيلي، حول مروان البرغوثي ورفاقه القادة الأسرى، كاد أن يطيح بصفقة التبادل الأخيرة، ويهدد "وقف إطلاق النار".

حماس وضعت هؤلاء في صدارة قائمة المطلوبين للحرية. وفي المقابل، رسمت حكومة اليمين الأكثر تطرفا في إسرائيل، خطوطا حمراء حولهم، متعهدة بإبقائهم في زنازينهم حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.

قبلها، أخفقت محاولات عدة لحماس لإدراج مروان البرغوثي، وعبدالله البرغوثي، وأحمد سعدات، وآخرين، في لوائح المفرج عنهم في صفقات التبادل، حتى نظير إبعادهم عن أرضهم ووطنهم.

إسرائيل، منذ الإفراج عن الأسير الشهيد يحيى السنوار في صفقة شاليط، باتت تتصرف كـ"المقروص الذي يخشى جرة الحبل"، كما يقول المثل الشعبي الفلسطيني.

إصرار حماس على الإفراج عن عضو في اللجنة المركزية لحركة فتح، يسجل في ميزان مسؤوليتها الوطنية، وينبع من إدراك لمسناه من قيادتها مباشرة، بعد أسابيع قلائل من "الطوفان"، بأن مروان يمكن أن يلعب دورا استنهاضيا لحركة فتح، وأن يشكل جسر تواصل بين فصائل المقاومة والحركة والسلطة والمنظمة، وقد يكون سدا في وجه بدائل مصنعة في الخارج، على مقاس "الحل الإسرائيلي" و"دفتر الشروط" الأميركي، وتلكم اعتبارات تكاد تكون موضع إجماع وطني.

مروان البرغوثي، صاحب أعلى الأرقام في استطلاعات الرأي العام الفلسطيني المتواترة منذ سنوات طوال، رجل مصالحة ووحدة وطنية، وكان مع رفاقه القادة الأسرى من مختلف الفصائل، سباقون في تقديم وثيقة وفاق وطني، التي لو تمت الاستجابة لها، لما طال الانقسام واستطال، ولما كانت نمت على جذعه، شبكات من الحسابات والمصالح والمؤسسات المتناظرة والمتوازية، ولما كنا اليوم أمام أحاديث "اليوم التالي"، بل ولربما اتخذت الأحداث على المسرح الفلسطيني مسارا مغايرا، وقد نكون بصدد الإعداد لثالث أو رابع انتخابات تجري منذ انتخابات 2006.

إعلان

ينتمي الرجل إلى المدرسة العرفاتية في التفكير السياسي والكفاحي، والتي هي خليط من أوسلو و"حل الدولتين" من دون إسقاط أو "شيطنة" خيار المقاومة، وهو دفع من كيسه وكيس عائلته، ثمن انتقال ياسر عرفات، من منتجع كامب ديفيد إلى خندق الانتفاضة الثانية، ربع قرن في زنازين الاحتلال، أما "أبو عمار" فقد ارتقى "شهيدا، شهيدا، شهيدا، لا أسيرا ولا طريدا".

بهذا المعنى، يتفق الرجل ويفترق عن حركة حماس، مع أن التطورات التي طرأت على مواقفه ومواقف الحركة في السنوات العشر الفائتة، جعلت الفجوة أقل اتساعا.

وبهذا المعنى أيضا، يلتقي الرجل ويبتعد عن نهج السلطة والقيادة في رام الله، وثمة رهان من الطرفين، على اكتساب "الأسير المحرر"، إلى جانب كل منهما، أو أقله، أن يستحدث "بيضة قبان" يمكن أن ترجح كفة أحدهما على الآخر، وفي أحسن سيناريو أن يكون جسرا للتوافق الغائب.

رابحون وخاسرون

الخاسر الأكبر إن صدقت الرهانات، هو تيار اليمين الإسرائيلي الفاشي المتطرف، نتنياهو وصحبه، وأبرزهم بن غفير، صاحب الصيحات المتكررة لإعدام الأسرى وتدميرهم، وجعل حياتهم في السجون جحيما لا يطاق.

هؤلاء الذين لطالما تمنوا أن يتعفن القادة الأسرى في زنازينهم، ستسوؤهم رؤية الرجل وقد تنفس نسائم الحرية، وعاد إلى مسرح السياسة والجغرافيا الفلسطينيتين من أوسع بواباته، وسيسوؤهم أكثر، إن رأوا صوره على الشاشات، إلى جانب قادة دوليين، لطالما تسابقوا لالتقاط الصور مع قادة إسرائيل.

التيار المتنفذ في السلطة (وليس السلطة)، هو المتضرر الثاني من الصفقة المحتملة، فهؤلاء لم يظهروا حماسة يوما، للإفراج عن مروان، ولقد توفرت لهم الفرصة بعد تصريحات ترامب، لشن حملة "شعواء" للإفراج عن ابنهم وأحد قادتهم الكبار، لكنهم لم يفعلوا، وبدلا من ذلك، رأينا المراسيم الرئاسية تسابق موعد الاستحقاق، فتعمل على شراء الوقت، بتعيين هذا خلفا لذاك، إن شغر المنصب بالعجز أو الوفاة.

هؤلاء يدركون، كما تدرك المقاومة وحماس، أن الإفراج عن مروان لتولي شأن غزة، لن يقف عند حدود القطاع، إلا لمرحلة انتقالية فقط، فالرجل مرشح لدور أكبر من قطاع غزة حين تفتح مراكز الاقتراع أبوابها في أول انتخابات تشريعية ورئاسية، وغزة ستكون محطة تمهيدية/انتقالية في طريق مروان الراجحة، من زنزانة في سجن عوفر إلى "المقاطعة" في رام الله.

أما الرابحون، فهم فتح والسلطة والمنظمة والمقاومة والمصالحة والوحدة الوطنية والشعب الفلسطيني، فتح إن أرادت نهضة. السلطة إن أرادت تفعيلا.

المنظمة إن أرادت التجدد بالمصالحة، والشعب الفلسطيني الذي مل الانقسام، وتنتظر مشروعه وقضيته الوطنية، تحديات جسام.

ثمة طابور من الخاسرين "الثانويين"، يضم شخصيات قدمت كل ما بحوزتها من "أوراق اعتماد" لليوم التالي، وعواصم عربية رعت لسنوات عديدة، بدائل و"رؤوس جسور" للإمساك بالورقة الفلسطينية، يقابله طابور من الرابحين "الثانويين"، من شخصيات تحتسب نفسها على "تيار مروان" من دون أن تتمثل حقيقة أن مروان حالة وطنية أكبر وأوسع من "تياره"، وأن آفته ستكون في حبسه في حلقة ضيقة مفرغة من الأنصار والمريدين.

أما بعد!

لا ندري إن كان مروان سيتحرر قريبا، أم بعد حين من الدهر، ولا ندري كيف ستكون مواقفه وأداؤه في الظرف الفلسطيني النوعي الجديد، في زمن الطوفان وما بعده، وفي البيئة الإقليمية والدولية المتغيرة، ولا ندري كيف ستستقبل فتح والسلطة "الوافد الجديد-القديم".

لكننا على أتم يقين بأن "حجرا كبيرا" سيلقى في مستنقع الركود الذي أصاب النظام السياسي الفلسطيني الرسمي، أما كيف وإلى أين ستنتهي تفاعلات حدث كهذا، فوحدها الأيام، ستجيب عن هذه الأسئلة والتساؤلات.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

إعلان

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطبيان إمكانية الوصولخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • قيادي بحركة فتح لـعربي21: أبو مازن في القاهرة الخميس.. ولقاء قريب مع حماس
  • المجلس الوطني الفلسطيني: غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية
  • المجلس الوطني الفلسطيني: قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية
  • المجلس الوطني الفلسطيني: غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية
  • "الوطني الفلسطيني": غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية
  • هل سيصدر ترامب أمراً بالإفراج عن البرغوثي؟
  • نجل مروان البرغوثي يدعو ترامب للضغط على إسرائيل للإفراج عن والده
  • مفوضة أوروبية: مروان البرغوثي قد يكون “نيلسون مانديلا” الفلسطيني
  • قيادي فلسطيني يدعو حماس للالتحاق بالمنظومة الوطنية الفلسطينية