صحيفة البلاد:
2025-10-29@02:37:55 GMT

التعلم وأزمة المعايير الجاهزة

تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT

التعلم وأزمة المعايير الجاهزة

حوّلت موضة الاختبارات التي نشهدها الآن التعليم إلى عملية مملة، لا تسمح بأي نوع من الإبداع لدى الطلاب والطالبات، خاصة وقد تحوّل كل شيء فيها إلى معايير جاهزة، ومؤشرات مسبقة يجب تحقيقها؛ لذلك يتوقّع الطالب أن تكون أسئلة الاختبار من “داخل المنهج”- كما يقولون. أي أن سؤالًا يتناول معارف أو مهارات لم يدرسها الطلاب في كتبهم المقررة، أو لم تكن موجودة في مخطط المقرر وتوصيفه، الذي اعتمدته هيئات التقويم والاعتماد الأكاديمي فهي ممنوعة في الاختبار، أي أن الطالب هنا يخضع لعملية قولبة قاسية، أو تعليب قاس لا علاقة لها بالتعليم والتعلّم.


في عام 1988، قبل عالم الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، كان الطلاب في قسم اللغة الإنجليزية بجامعة الملك سعود يستعدون لخوض اختبار مقرر الترجمة النهائي؛ حيث يعرفون أن أستاذهم الذي عُرِف بصرامته الأكاديمية لا يلتزم بمفردات المقرر، أو الأشياء التي درسوها طوال الفصل الدراسي؛ بل هو يقدّم لهم آليات ومهارات الترجمة ومبادئها الصحيحة وكيفية تركيب الجملة في السياق العربي، بعد نقل النص من اللغة الإنجليزية، أما المحتوى والمفردات والمعجم اللفظي فهذه خاصة بالطالب وقدراته ومهاراته اللغوية. حاول الطلاب تكهّن محتوى الاختبار من خلال محاولة القراءة في اهتمامات الأستاذ السياسية والاجتماعية، الذي كان يدرّسهم، لكن محاولاتهم باءت في الفشل؛ إذ كان محتوى الترجمة الذي صدمهم في الاختبار في مجال لم ينتبه له الطلاب أبدًا. كان الاختبار يطلب ترجمة لخبر طازج جديد حدث خلال نفس أسبوع الاختبار، أوردته وكالات الأنباء العالمية، ونشرته جريدة إنجليزية مرموقة يتحدث عن فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل للأدب، وهو العربي الوحيد الذي فاز بها حتى الآن. كان اسم ماجد عبد الله ويوسف الثنيان أكثر شهرة من نجيب محفوظ، الذي عرفه الطلاب لأول مرّة، وهم يراجعون إجاباتهم مع بعضهم البعض في مقهى كلية الآداب بعد نهاية الاختبار. لم يفلح الطالب الذي كان يهتم بمراجعة كل شيء ورد في مسودة المقرر التي يتناقلها الطلاب فيما بينهم؛ في الوقت الذي كان الطالب الذي كان يتابع التلفزيون أو الصحف كنوع من الترفيه أوفر حظاً في النجاح في ذلك المقرر، والإجابة بشكل أفضل في ذلك الاختبار. لا يمكن لأي طالب، مهما كانت الفروق الفردية بينه وبين الآخرين، أن ينسى اسم نجيب محفوظ أو المجال الذي يكتب فيه بعد ذلك الاختبار منذ ذلك التاريخ.
اختلف الأمر الآن، وأصبحت عملية التعلم طعامًا معلّبًا يشتريه الطالب من قرطاسية أو مكتبة، ويعرف أن مسألة نجاحه في الاختبار تتعلّق بمدى حفظه لمفردات المقرر، أو معرفته بآليات وحيل ومهارات تجاوز الاختبار، أو حضوره لدورة تدريبية تطوّر من قدراته في إتقان مهارات الاختبارات التي تطارده في كل مكان، سواء تلك التي تعقدها هيئة تقويم التعليم والتدريب، أو تلك التي تعقدها منظمة OECD التي لا يعرفها المعلّمون، ولا يدركون طبيعتها. هذا النوع من التعليم الذي يعيشه الطلاب اليوم يحدّ من قدراتهم الإبداعية، ويحوّلهم إلى مجرد أرقام مزيّفة تنشرها تلك المنظمة الباريسية كل عام أو عامين؛ لترويج أجندتها الغامضة.

khaledalawadh @

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الذی کان

إقرأ أيضاً:

محافظ المنيا: مناقشة الظواهر والسلوكيات الطلابية السلبية وتصحيح المفاهيم المغلوطة لدى الشباب

أكد اللواء عماد كدواني محافظ المنيا، أهمية تنفيذ لقاءات وندوات تثقيفية مع الشباب والطلاب، لمناقشة الظواهر والسلوكيات الطلابية السلبية والخاطئة، والعمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة، من خلال برامج تنموية تستهدف تنمية مهارات الطلاب وتقويم سلوكياتهم وبناء شخصيتهم المتكاملة، بما يسهم في إعداد جيل واعٍ قادر على تحمل المسؤولية والمشاركة الإيجابية في المجتمع.

 

وفي هذا الإطار، نفذت إدارة الشباب والطلاب بديوان عام المحافظة، بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم، سلسلة من اللقاءات استهدفت نحو 300 من الأخصائيين الإجتماعيين والنفسيين والإعلاميين التربويين بالمدارس، بهدف مناقشة أبرز الظواهر والسلوكيات السلبية التي بدأت تظهر بين الطلاب في مختلف المراحل الدراسية، لما لها من تأثير مباشر على البيئة التعليمية وتطور الطالب نفسيًا وسلوكيًا.

 

وتناولت اللقاءات عددًا من الموضوعات الهامة من بينها التنمر المدرسي، والإبتزاز الإلكتروني للفتيات، وسوء استخدام وسائل التواصل الإجتماعي، ومخاطر التدخين والإدمان وتعاطي المواد المخدرة، مع التأكيد على دور الأخصائيين في رصد هذه الحالات مبكرًا وتقديم الدعم النفسي والتربوي اللازم للطلاب، وتعزيز أساليب الإرشاد والتوجيه السليم، بما يضمن التعامل مع مشكلات الطلاب بمرونة واحترافية .

 

وتأتي هذه اللقاءات ضمن برنامج متكامل يجري تنفيذه تدريجيًا بالتعاون مع الإدارات التعليمية على مستوى المحافظة ويستمر طوال العام الدراسي، بهدف تعزيز القيم الأخلاقية والسلوكيات الإيجابية بين الطلاب، وخلق بيئة تعليمية صحية وآمنة تساعد على تنمية شخصية الطالب المتوازنة والواعية والقادرة على الإبداع والمشاركة المجتمعية الفعالة.

مقالات مشابهة

  • تلميذ يكسر أسنان زميله بمدرسة في القليوبية بسبب تكليف من معلمة
  • موقع الطالب المعاصر.. بوابتك الأولى نحو التفوق الدراسي
  • ورشة عمل لذوي الإعاقة بجامعة مطروح لعلاج صعوبات التعلم
  • 4 طلاب يعتدون على زميلهم بمدرسة ببني سويف.. ووالده يستغيث بوزير التعليم
  • تفاصيل مواد سنة أولى بكالوريا.. ماذا يدرس الطلاب هذا العام؟
  • وكيل تعليم الدقهلية يكرم الطلاب المتميزين في مجال الرياضة والبرمجيات
  • محافظ المنيا: مناقشة الظواهر والسلوكيات الطلابية السلبية وتصحيح المفاهيم المغلوطة لدى الشباب
  • محافظ المنيا: نعمل على إعداد جيل واع من خلال تصحيح المفاهيم المغلوطة
  • محافظ المنيا يدق ناقوس الخطر: مواجهة فورية للتنمر والمفاهيم الخاطئة لدى الطلاب