أميركا تدعو رعاياها إلى مغادرة مالي بسبب هشاشة الوضع
تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT
دعت السفارة الأميركية في باماكو، الثلاثاء، جميع المواطنين الأميركيين الموجودين في مالي إلى مغادرة البلاد "دون تأخير" عبر الرحلات الجوية التجارية، في ظل تدهور الأوضاع الأمنية والمعيشية.
وقالت السفارة في بيان، إن مطار باماكو الدولي لا يزال مفتوحا وتتوافر فيه عدة رحلات، لكنها شددت على أن التنقل برّا نحو الدول المجاورة "غير آمن" بسبب ارتفاع مخاطر الهجمات على الطرق الوطنية.
وحذّرت البعثة الدبلوماسية من أنها غير قادرة على تقديم خدمات قنصلية أو مساعدة طارئة خارج العاصمة، داعية من يختارون البقاء إلى إعداد خطط طوارئ تشمل احتمال "البقاء في أماكنهم فترات طويلة".
خلفيات القراروأوضحت السفارة أن توصيتها بمغادرة مالي تعود إلى جملة من التحديات المتفاقمة التي تزيد من هشاشة الوضع الداخلي.
فالأزمة المتواصلة في إمدادات الوقود أدت إلى شلل في قطاعات حيوية، بينما تسببت إغلاقات متكررة للمؤسسات العامة، بما فيها المدارس والجامعات، في تعطيل الحياة اليومية وزيادة شعور المواطنين بعدم الاستقرار.
وإلى جانب ذلك، يشهد محيط العاصمة باماكو تصاعدا في المواجهات بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة، وهو ما يضاعف من حالة عدم اليقين ويجعل البيئة الأمنية أكثر هشاشة وتقلبًا.
تهديد يتسعوجددت السلطات الأميركية تحذيرها من السفر إلى مالي، مشيرة إلى أن الصراع الذي كان يتركز سابقا في شمال البلاد ووسطها أصبح يمتد إلى مناطق أخرى، بما فيها محيط العاصمة، حيث تتعرض مواقع اقتصادية ولوجيستية وعمرانية متزايدة للهجمات.
ويرى مراقبون أن الأزمة الحالية لا تقتصر على الجانب الأمني، إذ إن أزمة الوقود والطاقة تكشف عن "هشاشة إستراتيجية" جديدة، حيث تتحول الاضطرابات اللوجيستية إلى أدوات ضغط تهدد استقرار الدولة.
إعلانوبينما يواجه الجيش المالي تحديات ميدانية متصاعدة، يجد البلد نفسه أمام ضغوط متعددة الأبعاد، تجمع بين الانهيار الخدمي والتصعيد العسكري، ما يضع مؤسسات الدولة في اختبار صعب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات
إقرأ أيضاً:
تعليق الدراسة بمالي أسبوعين بسبب أزمة وقود
أعلنت السلطات المالية تعليق الدروس في المدارس والجامعات على امتداد البلاد لمدة أسبوعين، في خطوة تعكس حجم الأزمة التي تعيشها الدولة جراء شح الوقود الناتج عن حصار يفرضه مسلحون مرتبطون بتنظيم القاعدة.
وقال وزير التعليم المالي، أمادو سي سافاني، في كلمة بثها التلفزيون الرسمي، إن "الدروس ستتوقف في جميع أنحاء البلاد من الاثنين 27 أكتوبر/تشرين الأول 2025 حتى الأحد التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني، على أن تُستأنف في العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني".
وأوضح أن القرار جاء نتيجة اضطراب إمدادات الوقود الذي أثر على حركة تنقل الكوادر التعليمية، مؤكدا أن وزارته ستتخذ إجراءات لتعديل الجداول الدراسية والجامعية بما يضمن استكمال البرامج المقررة.
ويأتي هذا القرار في ظل أزمة وقود خانقة يعيشها البلد منذ أن فرض مقاتلو جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" -الموالية لتنظيم القاعدة- حظرا على دخول شحنات الوقود من الدول المجاورة مطلع سبتمبر/أيلول الماضي.
وقد أدى هذا الحصار إلى شل حركة مئات الشاحنات المحملة بالمحروقات عند الحدود، مما فاقم معاناة الاقتصاد المالي الهش وأثر بشكل مباشر على مختلف القطاعات الحيوية.
وتخوض مالي، إلى جانب جارتيها بوركينا فاسو والنيجر، حربا مفتوحة ضد جماعات مسلحة بعضها يدين بالولاء لتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، إضافة إلى تمردات محلية متفرقة.
ويعكس تعليق الدراسة أحدث تداعيات هذا الصراع المستمر، إذ باتت تبعاته تمتد من الجبهات العسكرية إلى تفاصيل الحياة اليومية للمواطنين.