البودكاست.. انتشار واسع وآفاق جديدة للحوار وتبادل الأفكار
تاريخ النشر: 30th, October 2025 GMT
يُعد "البودكاست" من أبرز المنصات الإعلامية التي تشهد انتشارًا بين الشباب، لما يتيحه من تواصل مباشر ومرن مع الجمهور، ولما يوفره من مساحة حرة للحوار والتعبير عن الرأي بعيدًا عن قيود البث التقليدي. وفي هذا الإطار، عبر عدد من صُناع المحتوى والمهتمين عن آرائهم حول تجربة "البودكاست" في سلطنة عُمان، مؤكدين أن التجربة فتحت آفاقًا للحوار وتبادل الأفكار ووسيلة لاكتساب المعرفة.
وفي هذا السياق، أوضح أحمد الشبلي أحد صناع المحتوى أن توجهه للبودكاست جاء من رغبته في الالتقاء بالمتخصصين والمفكرين في مختلف المجالات، مؤكدًا أن هذه التجربة فتحت أمامه آفاقًا واسعة للحوار وتبادل الأفكار، وأشار إلى أن نبرة الصوت تلعب دورًا مهمًا في جذب المستمع، بالإضافة إلى جودة الصوت العالية التي تسهم في تجربة استماع مريحة، ويرى أن اختيار الضيف والموضوعات تجعل منه تميزًا حقيقيًا، وهو ما يمنح كل حلقة طابعها الفريد ويجعلها تحظى بانتشار واسع بين الجمهور، مشيرًا إلى أن العديد من الكتب والمذكرات وحتى السير الذاتية باتت تُروى اليوم بصيغة البودكاست، ما يجعله " كتاب العصر".
أما عن توجهات المستمعين في الوقت الحالي، يرى أن الجمهور يميل إلى القصص والسير الذاتية المشوقة، نظرًا لما تحمله من عناصر الإثارة والتجارب الواقعية التي تلهم المستمع وتدفعه للتأمل في تجارب الآخرين، بينما يتسع الاهتمام بالبودكاست يومًا بعد يوم، ويذكر أن هذه المنصة تواصل ترسيخ مكانتها باعتبارها أهم أدوات الإعلام الجديد، تجمع بين المتعة والمعرفة، وتفتح أمام الجمهور أبوابًا جديدة للاستماع والتفكير.
بدوره، وصف حفيظ جعبوب تجربته مع البودكاست، أنها امتداد طبيعي لمسيرته الإعلامية ونقلة نوعية في أسلوب التواصل مع الجمهور، وسعى لتقديم محتوى يتجاوز الإطار التقليدي للحوار، ليصبح مساحة حرة تنبض بالحياة، تضم القصص الملهمة والتجارب الإنسانية العميقة، والحوارات الفكرية التي تلامس وجدان المتلقي.
وحول التحديات التي تواجه صُنّاع المحتوى، أشار جعبوب إلى أن اختيار الضيف والموضوع، مرورًا بالتحضير الفني، وصولًا إلى مرحلة ما بعد الإنتاج، هما أبرز التحديات. موضحا أن الموضوع والضيف هما حجر الأساس، فلا يقتصر على الحوار، بل يتطرق حول قضايا تمس المجتمع وتثير التساؤلات، ويشير إلى أهمية الإعداد الفني فيجب اختيار بيئة هادية وملهمة، بإضافة إلى الحاجة لوجود مختصين في تحليل المحتوى ليلخص عمق الحوار، صانع المحتوى الحقيقي هو من يستمع قبل أن يتحدث.
ووضح أن الاطلاع على تجارب أبرز مقدمي البودكاست، محليًا وعالميًا، يثري التجربة ويمنح المذيع أدوات لفهم الإيقاع الصوتي وفنون إدارة الحوار، مضيفًا أن القراءة المستمرة في مجالات متنوعة تزود المقدم بعمق معرفي، بالنسبة للموضوعات التي يختارها، فيقول: إنه يميل إلى استضافة شخصيات تركت أثرًا في المجتمع من مسؤولين ومثقفين إلى فنانين ومبتكرين بهدف كشف الجوانب الإنسانية في حياتهم وتجاربهم. وأكد أن لكل ضيف كتابا مفتوحا ولكل موضوع نافذة جديدة على تجربة إنسانية.
وختم حفيظ جعبوب حديثه بأن نمط الحياة الحديث ساهم في ازدهار هذا النوع من المحتوى، موضحًا أن تسارع وتيرة الحياة والحاجة إلى محتوى يمكن استهلاكه، كما دعا إلى تعزيز برامج التدريب في سلطنة عُمان في مجال صناعة البودكاست، ليصبح هذا المحتوى الإبداعي الحديث مرآةً صادقة لقضايا المجتمع، وصوتًا معبّرًا عن الناس بوعي ومسؤولية.
وعبر عدد من المستمعين عن رأيهم تجاه الأعمال البرامجية "للبودكاست" التي تقدم في سلطنة عُمان، حيث قالت آمنة بنت مبارك الفارسية: "إنها مع فكرة الاستماع جزئيًا، فالقراءة فعل ذهني أعمق يتطلب تركيزًا بصريًا وعقليًا في وقت واحد، ومن الجانب الآخر يعتمد الاستماع على الإنصات وتخيّل الفكرة. ومع ذلك، لا يمكن القول: إن الاستماع لا يحتاج إلى تركيز إنما يتطلب بدوره حضورًا ذهنيًا لفهم المضمون نشاطًا". وترى بالبودكاست وسيلة ممتازة لاكتساب المعرفة، خاصة في الموضوعات البسيطة أو الحوارية، لكنه لا يغني عن القراءة، فالبودكاست يفتح الأبواب بينما القراءة تدخلنا إلى داخل العمق. حيث إنه ما يجذب للبودكاست أسلوب المقدم وطريقته في إيصال فكرة ما - نبرته وهدوؤه، وصدقه - إلى جانب المحتوى الذي لا يمس الواقع أو يقدم شيئًا جديدًا وملهما. وأكدت أن المقدم يتحاور مع المستمع لا يقرأ عليه، ليكون بينهم التواصل بسيطا وصادقًا.
وتحدثت زلفى بنت محسن المنذرية عن بودكاست "يوميات رئيس تنفيذي"، الذي غير نظريتها للحياة والنجاح، فقد كانت تظن أن النجاح مرتبط بالحظ أو الذكاء، لكن من خلال القصص التي استمعت إليها أدركت أن معظم الناجحين مروا بلحظات ضعف وشك، إلا أنهم واصلوا الطريق رغم كل شيء. وأشارت إلى أن البعض يفضلون الاستماع للبودكاست في أوقات العمل أو بالطرقات، مما يساعد للتأمل وتعلم بعض الجمل التي نسمعها لتبقي في الذهن وتغيير المزاج أو طرق التفكير نحو الأفضل، إضافة إلى ذلك وضحت بأن الصوت طاقة لا توصف، فحين يتحدث المقدم بشغف وهدوء وثقة، يجعل المستمع ينزل للعمق ويعيش اللحظة معه، ويتحول البودكاست من مجرد صوت إلى تجربة تلهم وتدفع نحو التغيير.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
سناب تطلق تحديثات جديدة لمشتركي “+Snapchat”
صراحة نيوز -أعلنت شركة سناب عن سلسلة من التحديثات لمشتركي باقة “+Snapchat” المدفوعة، تهدف إلى تعزيز تجربة التخصيص داخل التطبيق وزيادة تفاعل المستخدمين. وتشمل الميزات الجديدة توسيع “Bitmoji Pets” لإنشاء حيوانات أليفة رمزية بالذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى إمكانية تخصيص خلفيات المحادثات الفردية والجماعية بشكل موسع.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تواجه فيه سناب منافسة شرسة من منصات مثل تيك توك وإنستغرام، وتسعى الشركة عبر الميزات المخصصة إلى زيادة الاحتفاظ بالمشتركين وجذب مشتركين جدد لباقة “+Snapchat”.
وأكد الرئيس التنفيذي إيفان شبيغل أن الشركة تمر بـ”مرحلة حرجة”، وتسعى لتسريع نمو الإيرادات وتحسين هوامش الربح، مشيرًا إلى أن “+Snapchat” يمثل فرصة لتعزيز الإيرادات المباشرة وجعلها محركًا مستدامًا للنمو بمليارات الدولارات.
وتشير البيانات إلى أن عدد مشتركي “+Snapchat” تجاوز 16 مليون مشترك، وأكثر من نصفهم بعمر 21 عامًا أو أكثر. كما أظهرت التحليلات أن المستخدمين الذين يستفيدون من ميزات التخصيص، مثل أيقونات التطبيق وخلفيات الدردشة، يظهرون معدلات احتفاظ أعلى بنسبة تتجاوز 10% مقارنة بالمستخدمين الآخرين.
وأوضحت مديرة منتجات “+Snapchat” سويثا دامودهاران أن الشركة تركز على تعزيز الميزات الناجحة واستكشاف فرص جديدة، مشيرة إلى أن المشتركين سيتمكنون قريبًا من تسمية وعرض Bitmoji Pets الخاصة بهم على الحساب، بما يعزز تجربة التعبير عن الذات والتفاعل الاجتماعي داخل التطبيق.