أبو لولو.. جزار وراءه قادة ومعه عشرات
تاريخ النشر: 31st, October 2025 GMT
أبو لولو.. جزار وراءه قادة ومعه عشرات
أحمد عثمان جبريل
❝ هل السماء ما تزالُ صافيةً فوق أرضِ السودان.. أم هؤلاء حجبوها بالأكاذيب؟ ❞
— الأديب الطيّب صالح
1في زمنٍ أصبح فيه الدم خبراً عابراً، خرجت علينا قوات الدعم السريع لتعلن اعتقال جزار يُدعى «أبو لولو». كل بيت سوداني ارتجف اسمه، كل عين شاهدت ذعر الفاشر تعرفه.
                
      
				
أبو لولو لم يكن شبحاً عابراً في الأزقة، بل رمزٌ لذهنية لا تعرف الرحمة، تسفك الدماء باسم القوة.. ظهرت الفيديوهات الموثقة، كل العالم شاهد برودة يديه تصفي الأبرياء بلا شعور بالذنب، بلا خوف من القانون.. كيف لميليشيا أن تتظاهر بالبراءة فجأة؟ أي خيال هذا؟ أي خداع؟.. اعتقاله المزعوم ليس أكثر من مسرحية سياسية، لإيهام العالم بأن هناك قانون، بينما هو مجرد ترس صغير في آلة ضخمة، يقودها قادة أوسع نفوذاً وأعمق جرماً.
3منذ دخول قوات الدعم السريع الفاشر، لم يكن الهدف حماية المواطنين، بل إخضاع المدينة لسلطة الرعب.. الذبح من الوريد للوريد، والتصفية بالرصاص، والقصف العشوائي، انتهاك البيوت، تشريد الآلاف، كل ذلك لم يكن صدفة، بل خطة منظمة.
اختزال كل هذه الجرائم في شخص واحد يُسمّى «أبولولو» محاولة قميئة لتزوير الحقيقة.. من أطلق له العنان؟ من غطى على جرائمه؟ أسئلة تقف على حافة الذاكرة السودانية، لا يمكن محوها.
4السودانيون يعرفون مسرحيات الجنجويد جيداً؛ وهذه الدماء التي سفكوها في كل ولايات السودان الخرطوم والجزيرة بالاجتياح وولايات الشرق ونهر النيل والشمالية بالمسيرات، هم بارعون في التمثيل، لكنهم عاجزون عن الإقناع.
بالأمس يزعمون حماية المدنيين، واليوم يدّعون محاكمة من قتلهم.. منطقهم مقلوب، من يحمل آلة القتل لا يستطيع أن يكون قاضياً.. والمحاكمة الحقيقية لا تبدأ بمفرد «أبولولو» بل تشمل من صنعوه وآخرين معه، من سمح لهم بالإجرام، ومن بنوا هذه المافيا المسلحة التي تحكم المدينة بالرعب.
5أبولولو ليس مجرد فرد، إنه مدرسة كاملة من الفكر والممارسة.. مدرسة ترى في القتل وسيلة للحكم، وفي الرعب سياسة للبقاء، وفي الإفلات من العقاب ضمانة للتمدد.. هذه ثقافة، لا جريمة عابرة، تُزرع وتُسقى يومياً في بنية ترى نفسها فوق القانون وفوق الوطن.. وما لم تُكسر هذه الدائرة، ستستمر البلاد بإنتاج آلاف «أبولولو» آخرين، لأن الحصانة حين تُترك بلا حساب تُنبت القتلة كما تُنبت الأرض الشوك بعد المطر.
6سيكتب التاريخ أن السودان واجه عصابة أرادت أن تصنع من القاتل بطلاً، ومن المأساة رواية للتطهير الذاتي، كما كتب من قبل أن عصابة كيزانية ولدتهم من رحمها وربتهم في كنفها ثم عاق الابن من ولده ورباه.
الذاكرة السودانية أطول من أن تُخدع، وأصدق من أن تُشترى بالدعاية.. أبولولو ليس كبش فداء، بل مرآة لوجه كامل من وجوه الجنجويد، وجه تتشقق فيه الإنسانية حتى تصير الدماء لونها الطبيعي.. وسيظل سؤال الطيب صالح معلقاً في السماء: هل لا تزال السماء صافية في السودان، أم أن دخان الأكاذيب قد غطّاها تماماً؟..
إنا لله ياخ.. الله غالب.
الوسومأبو لولو الأديب الطيب صالح الجزيرة الجنجويد الخرطوم السودان الشمالية الفاشر حماية المدنيين قوات الدعم السريع نهر النيلالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أبو لولو الأديب الطيب صالح الجزيرة الجنجويد الخرطوم السودان الشمالية الفاشر حماية المدنيين قوات الدعم السريع نهر النيل أبو لولو
إقرأ أيضاً:
الدعم السريع تعتقل “أبولولو” بعد تنفيذه إعدامات بالفاشر
قالت قوات الدعم السريع، الخميس، إنها إعتقلت القائد الميداني الفاتح عبد الله إدريس “أبولولو” بعد ظهوره في مقاطع مصوّرة وهو ينفذ عمليات إعدام بحق مدنيين في الفاشر، في خطوة تزعم إنها تهدف لإحقاق العدالة ومحاسبة المتورطين..
التغيير: الخرطوم
أعلنت قوات الدعم السريع، الخميس، توقيف عدد من منسوبيها، بينهم القائد الميداني الشهير “أبولولو”، عقب تداول مقاطع مصوّرة تُظهره وهو ينفّذ عمليات إعدام ميدانية بحق مدنيين في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
وأثارت هذه المقاطع المروّعة غضباً واسعاً في الداخل والخارج، حيث توالت الإدانات الدولية والإقليمية المطالبة بوقف الجرائم ومحاسبة المتورطين.
وبثّت منصات تابعة للدعم السريع مقطع فيديو يظهر نقل “أبولولو” إلى سجن شالا في الفاشر وهو مقيّد اليدين. ويُدعى القائد المعتقل الفاتح عبد الله إدريس، الشهير بـ“أبولولو”، ويُتهم بالضلوع في مجازر واسعة شهدتها الفاشر خلال الأشهر الماضية، إلى جانب مشاركته في عمليات مشابهة بمناطق أخرى سيطرت عليها قوات الدعم السريع.
وقال المتحدث باسم القوات في بيان، إنّه “تنفيذاً لتوجيهات القيادة والتزاماً بالقانون والانضباط العسكري، ألقت قواتنا القبض على عدد من المتهمين في التجاوزات بالفاشر، وعلى رأسهم المدعو أبولولو”، مضيفاً أنّ “اللجان القانونية المختصة باشرت التحقيق مع المتهمين تمهيداً لتقديمهم للعدالة”.
وأكد البيان أنّ القوات “تتعامل بمسؤولية كاملة لإحقاق العدالة، بعيداً عن أي توظيف دعائي أو تسييس”.
وأقرّ تحالف “السودان التأسيسي” الذي تقوده قوات الدعم السريع بوقوع انتهاكات ضد المدنيين في الفاشر، واصفاً إياها بأنها “تصرّفات فردية من عناصر غير منضبطة”، وأعلن رفضه القاطع لأي خرق للقانون الدولي الإنساني.
وأقر “أبولولو” في بث مباشر عبر منصة “تيك توك” في وقت سابف بقتل مئات الأشخاص، متعهداً بزيادة العدد إلى ألفي قتيل، مبرراً جرائمه بأنها “انتقام” لمقتل عدد من أفراد أسرته خلال الحرب الجارية.
وسبق أن ظهرت مشاهد لعناصر من قوات الدعم السريع وهم يرتكبون انتهاكات جسيمة بحق المدنيين في مناطق متفرقة، شملت القتل والاعتداء والنهب، بينما ظل المسؤولون الميدانيون بعيدين عن أي مساءلة أو محاسبة، ما يعكس استمرار الإفلات من العقاب وتجاهل القانون بشكل صارخ، ويظهر استهدافاً متعمداً للمدنيين وعجزاً تاماً في أي آلية للرقابة أو المساءلة.
وارتكبت قوات الدعم السريع بعد اقتحامها مدينة الفاشر وسيطرتها على مقر الفرقة السادسة مشاة، آخر مواقع الجيش في دارفور، انتهاكات جسيمة ضد المدنيين وعمليات قتل جماعي ما تسبب في كارثة إنسانية خانقة وعزلة كاملة للمدينة عن العالم الخارجي، وسط إدانات دولية متزايدة للوضع المتدهور.
ويشهد السودان منذ أبريل 2023 حربًا مفتوحة بين الجيش وقوات الدعم السريع، تسببت في مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من عشرة ملايين شخص، مع تفاقم الانتهاكات ضد المدنيين في دارفور والخرطوم وكردفان، وانهيار شبه كامل للمنظومة الصحية والخدمية في معظم الولايات.
الوسومالمجرم أبو "لولو" جرائم الدعم السريع حرب الجيش والدعم السريع قوات الدعم السريع الجالية المصرية في فرانكفورت تتابع باهتمام المتحف المصري الكبير عبر بث مباشر
الجالية المصرية في فرانكفورت تتابع باهتمام المتحف المصري الكبير عبر بث مباشر