أذكار النوم الصحيحة من السنن النبوية العظيمة التي تحفظ المسلم وتمنحه الطمأنينة طوال الليل، فهي ليست مجرد كلمات تُردد قبل النوم، بل هي عبادة قلبية ولسانية تُحيط المؤمن بحفظ الله ورعايته، وتُعينه على نومٍ هادئٍ وسكونٍ مطمئن.

 

 أذكار مأثورة تحمي من كل سوء

حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على الالتزام بأذكار النوم، لما فيها من حفظٍ وطمأنينة، ومن أبرز ما ورد في السُّنة قوله صلى الله عليه وسلم:«بِاسْمِكَ رَبِّـي وَضَعْـتُ جَنْـبي، وَبِكَ أَرْفَعُـه، فَإِن أَمْسَـكْتَ نَفْسـي فارْحَـمْها، وَإِنْ أَرْسَلْتَـها فاحْفَظْـها بِمـا تَحْفَـظُ بِه عِبـادَكَ الصّـالِحـين».


ويُقال هذا الدعاء مرة واحدة قبل النوم، كما يُستحب الإكثار من الاستغفار، ومنه:«أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه» ثلاث مرات.

 

 آيات قرآنية كان النبي يرددها قبل النوم

إلى جانب الأذكار، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ آياتٍ محددة قبل أن يخلد إلى النوم، لما فيها من حفظٍ من الله سبحانه وتعالى، ومنها:

آية الكرسي: «اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ...».

سور الإخلاص والفلق والناس، وكان يرددها ثلاث مرات وينفث في كفيه ويمسح بهما جسده الشريف.

قال العلماء: من حافظ على هذه الآيات نال حفظًا من الله لا يزال معه حتى يصبح.

 

 دعاء لمن يستيقظ من الليل

كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم من يستيقظ في جوف الليل أن يقول:«لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير...»،
فمن دعا بهذا الدعاء واستغفر غفر الله له، وإن توضأ وصلى قُبلت صلاته، كما جاء في صحيح البخاري.

 

 دعاء قبل النوم لجلب الرزق والبركة

ومن رحمة الله أن جعل الدعاء بابًا مفتوحًا في كل حال، حتى قبل النوم. ومن الأدعية النبوية التي تُقال لطلب الرزق قبل النوم:«اللهم سخر لى رزقى، واعصمنى من الحرص والتعب فى طلبه، ويسر لى رزقًا حلالًا عاجلًا يا نعم المجيب».

«اللهم إن كان رزقي في السماء فأهبطه، وإن كان في الأرض فأظهره، وإن كان بعيدًا فقربه، وإن كان قريبًا فيسره، وإن كان قليلًا فكثره، وبارك اللهم فيه».

 

 الأذكار.. عبادة وسكينة للنفس

أذكار النوم ليست طقوسًا شكلية، بل صِلة بين العبد وربه، وبها يختم يومه بالتوحيد والاستغفار والتسليم لله، لينام على طاعة ويستيقظ على نور.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: افتتاح المتحف المصري الكبير الأزهر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية مركز الأزهر الحضارات الإسلام المتحف المصري الكبير الأذكار أذكار النوم دعاء قبل النوم أذكار

إقرأ أيضاً:

بين الدعاء والقدر.. وصفة روحية لتيسير الزواج

قضية تأخّر الزواج واحدة من أكثر القضايا التي تمسّ مشاعر الفتيات وتختبر إيمانهنّ وثقتهنّ بالله، ومع كل ليلة جمعة، تُحيي بعض القلوب رجاءً جديدًا، ترفع الأكفّ إلى السماء، وتبحث عن “الوصفة المجربة” التي تُقرّب الفرج وتفتح باب النصيب.

 

وصفة روحية لا “سحرية” لتيسير الزواج

يؤكد الداعية الإسلامي الشيخ محمد أبو بكر أن المسألة لا تتعلق بسحرٍ أو طلاسم، بل هي أبواب روحية مناجاة بين العبد وربه، مشيرًا إلى وصفة مجرّبة قالها مشايخ السلف، تُردّد كل ليلة جمعة، وتتكوّن من خمس خطوات روحانية:

الاستغفار مئة مرة، لأنه مفتاح الأرزاق وممحاة للذنوب.

الصلاة على النبي ﷺ مئة مرة، فهي تجلب الرحمة وتفرّج الكرب.

قراءة سورة يس، لما فيها من بركة وتيسير.

قراءة سورة مريم، التي تُذكر فيها قصص الفرج بعد العُسر.

ثم الدعاء بالزوج الصالح، مع قول: “اللهم اختر لي ولا تخيّرني، وارضني بما قسمت لي”.

ويضيف الشيخ أبو بكر: “هذه وصفة جُرّبت، ليس لأنها تُغيّر القدر، ولكن لأنها تفتح أبواب الرضا، ومن رضي عن الله رضي الله عنه”.

 

 الدعاء بابٌ لا يُغلق

ومن زاوية فقهية، يقول الدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الدعاء لا يُردّ ما دام خالصًا لله، موضحًا أن تأخر الزواج ليس حرمانًا، بل اختبار للإيمان والتوكل.


ويتابع: “كثرة الاستغفار، والإلحاح على الله، والمحافظة على الطاعات، والصلاة على النبي ﷺ — كلها أسباب يُفتح بها باب الرزق. والزواج أحد أنواع الأرزاق التي كتبها الله في وقت معلوم”.

ويستشهد عثمان بقول النبي ﷺ:«من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب» [رواه أبو داود].

 

هل تأخر الزواج عقاب من الله؟

أجاب الدكتور عبدالله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، قائلًا: “ليس تأخر الزواج عقابًا من الله، فالزواج رزق مكتوب في كتاب الله قبل أن نُخلق، لكن الله أمرنا بالأخذ بالأسباب والسعي دون يأس أو حزن”.

وأوضح أن بعض الفتيات يرفضْنَ من يتقدّم لهنّ دون تعرّف أو تفكير واقعي، بحثًا عن “المثالي”، قائلًا: “لا يوجد إنسان كامل، القبول هو المعيار، فإن حدث فالحمد لله، وإن لم يحدث فليس في الأمر خسارة، فكل تأخير له حكمة، والزواج مثل المال، كلاهما أرزاق”.

 

بين الانتظار والدعاء.. دروس من مريم ويعقوب

يرى علماء النفس أن الجانب الإيماني في الانتظار يبعث الطمأنينة ويُقلّل من التوتر الناتج عن ضغط المجتمع. فالله تعالى علّمنا في سورة مريم أن الفرج يأتي بعد طول دعاء، كما علّمنا في قصة يعقوب عليه السلام أن الحزن لا يُنافي الرجاء.

ولهذا، لا يكون الدعاء فقط طلبًا للزوج، بل طلبًا للرضا والسكينة، ليكون الزواج إن أتى رحمة، وإن تأخر حكمة.

 

دعاء لتيسير الزواج

 

اللهم يا جامع الناس ليومٍ لا ريب فيه، اجمع بيني وبين من ترضاه لي في خير، واجعل بيننا مودة ورحمة، وبارك لنا في أقدارنا.

اللهم ارزقني زوجًا صالحًا يكون لي عونًا على طاعتك، وراحةً لقلبي، وسكنًا لنفسي.

اللهم ارزق كل من تنتظر الفرج قلبًا راضيًا، وصبرًا جميلاً، ونصيبًا طيبًا.

مقالات مشابهة

  • ما أفضل سورة قبل الفجر للرزق واستجابة الدعاء؟.. لا يعرفها كثيرون
  • نصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تحري الذكر
  • الثلث الأخير.. فضل الدعاء في جوف الليل
  • في جوف الليل تُفتح أبواب السماء.. دعاء الفرج القريب
  • بين الدعاء والقدر.. وصفة روحية لتيسير الزواج
  • لا تنسوا الدعاء فهو عبادة يحبها الله
  • هل تأخر قبول دعائك؟.. عجائب الصلاة على النبي في استجابة الدعاء
  • الإفتاء توضح حكم الدعاء على الميت الظالم
  • حكم تأخير الحج مع الاستطاعة