الشبالي … شباليهم … وشبالينا ..
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
الشبالي … شباليهم … وشبالينا ..
الجيش يسميهم القصر ويحاول أن يكسب إعتراف المجتمع الدولي بإنسانيته ..
ومجتمعهم البدوي يسميهم الشبالي ومؤكد أنهم تجندوا بعلم آبائهم وأمهاتهم ، وهؤلاء الشبالي كانوا كثيرين في أفواج الذين سافروا لليمن لقتال الحوثيين.
لو كان شبالي أمدرمان والخرطوم وبحري مدربين على حمل واستخدام السلام الناري لما تجرأ عليهم وعلى بيوتهم شبالي البادية.
أخبرني أحد أبناء الأهل وهو في عمر الرابعة عشرة أي عمر الشبالي عن قصته وهو ينزح مع أسرته من بيتهم في الخرطوم لمكان آمن أنهم في أحد الإرتكازات إقترب من سيارتهم أحد هؤلاء الشبالي.
بادره شبلينا قائلا :
كيف عاملين مع الحرب ديه ؟
رد شبلي البادية ويبدو أن السؤال الإنساني لمس منه وترا : أهو تعبانين زي ما إنت شايف ، ماشين وين ؟
ماشين أم درمان.
ربنا يحفظكم.
سألته : هل شعرت أن تقارب السن كان له دور في التفاهم السلس بينكم ؟ قال نعم.
ثم أنصرف شبلينا عن المجلس إلى غرفته للأتاري والواتساب مع أصدقائه طوال الليل كما أخبرني والده.
ولعل شبل البادية ذاك كان في نفس اللحظة ينام فوق تاتشر او يتعرض لقصف من مسيرات إنتحارية نتفرج فيها كما نتفرج في ألعاب الأتاري التي يقضي شبلينا ليله مساهرا فيها.
أضاع الذين خططوا لهذه الحرب المؤامرة أعظم فرص التواصل والتلاقح الثقافي بين شبالينا وشباليهم.
#كمال_حامد ????
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
حين تُقصف العواصم… أين تختبئ الدبلوماسية؟
1 منذ أن دخلت الطائرات المسيّرة ميدان الحرب في السودان، تغيّر شكل المعركة، وانتقلنا من حرب داخلية إلى نمط جديد من العدوان الخارجي المباشر. هذا العدوان لم يعد مجرد دعم لوجستي أو تسليح سري، بل أصبح مشاركة فعلية من دولة لها قواعدها وطائراتها وأجندتها. فهل تواكب دبلوماسيتنا هذا التحول الخطير؟ وهل يرتقي خطابنا الإعلامي إلى مستوى هذا التهديد الوجودي؟.
إذا كانت الدبلوماسية تنحصر أدواتها في اصدار بيانات الإدانة أو استصدارها من هنا وهناك، فإن ذلك قد تم، ونشكر عليه وزارة الخارجية السودانية ، لا سيّما مسارعتها بدعوة مجلس الأمن للانعقاد للنظر في العدوان الإماراتي قبل يومين.
كما ينبغي أن نشكر الدول التي أصدرت بيانات إدانة، والتي بلغت حتى الآن إحدى عشرة دولة، من بينها: قطر، ومصر، والسعودية، والصومال، والإمارات (أكاد لا أصدّق!).
أما المنظمات التي أصدرت بيانات فهي الاتحاد الإفريقي، والجامعة العربية – تلك الجنازة الباهتة – بالإضافة إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي!
لكن الملاحَظ أن جميع تلك البيانات صيغت بالمبني للمجهول؛ أدانوا الفعل وتركوا الفاعل يفلت بجريمته، رغم أنهم جميعًا يعرفونه جيدًا!
ولو كان السودان هو المعتدي، لتصدّر اسمه نشرات الأخبار، ولفُرضت عليه العقوبات، وتسابق الجميع لإدانته بأقسى العبارات.
نعم، نعيش في عالم ظالم وتافه لا يُقيم عدلًا ولا يُحقّ حقًا!
2
على العموم، هذا ما فعله الآخرون، أو ماقدروا عليه: أصدروا بيانات. وهي، وإن عجزت عن نصرة الضحية، تبقى مفيدة في الحد الأدنى لكشف العدوان.
لكن السؤال الأهم:
ماذا بمقدور الدبلوماسية السودانية أن تفعل أكثر؟ وكيف؟.. وأين تختبئ الآن، ولماذا.؟
3
منذ وقوع العدوان قبل نحو أسبوع، كان من الممكن – بل من الواجب – أن تدعو وزارة الخارجية كبار السفراء المخضرمين، ممن عملوا في المنظمات الإقليمية والدولية، إلى جانب خبراء إعلاميين، للتفاكر حول كيفية الرد.
ومن ثم، تُشكّل لجنة طوارئ دبلوماسية وإعلامية تضع خطة عاجلة للرد على العدوان، وتوزّع المهام على فرق عمل صغيرة:
فريق يتولى الاتصال بالدول الصديقة، ويعدّ وثائق تثبت دور دولة الإمارات في العدوان، ثم يتواصل معهم مباشرة لتوضيح حجم ما تعرّض له السودان.
فريق ثانٍ يخاطب المنظمات الإقليمية، مثل الإيقاد، والاتحاد الإفريقي، والجامعة العربية، ومجلس التعاون الخليجي.
فريق ثالث يتوجه إلى المنظمات الدولية، وعلى رأسها مجلس الأمن، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة.
تبدأ هذه الفرق بصياغة رسائل رسمية عاجلة باسم الحكومة السودانية لكل من يعنيهم الأمر، ثم تتحرّك عبر الاتصالات المباشرة، فالزيارات الميدانية.
والأهم أن يُؤطَّر هذا العدوان بوصفه عدوانا على دولة عضوة في الامم المتحدة وتهديدًا للأمن الإقليمي والدولي، وليس مجرد صراع داخلي.
4
إلى جانب هذا الجهد الدبلوماسي، يجب أن تُشكّل لجنة إعلامية تُحدّد الخط العام للتغطية الإعلامية، عبر كافة الوسائط، وتجند لها كل الكفاءات الإعلامية والأقلام الوطنية.
ويُسعى بالتوازي إلى استقطاب أقلام ومؤسسات خارجية لفضح العدوان، وكشف المعتدين، وأسلحتهم، وتوثيق حجم الأضرار.
بمعنى آخر:
نحتاج إلى حملة تسويق إعلامي دولي، تبدأ بدعوة وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية لتوثيق الهجمات، وعرض الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية.
كما ينبغي التأكيد على مسؤولية الدول التي قدّمت الدعم العسكري للميليشيا، والتي باتت معروفة للجميع.
فبينما تسعى الدبلوماسية لحشد الموقف الدولي والإقليمي لصالح السودان، يقوم الإعلام بتوفير المعلومات والحقائق التي تنير الرأي العام المحلي والدولي.
5
باختصار:
نحتاج إلى مزيج من الردود العسكرية والدبلوماسية والإعلامية في مواجهة هجمات الطائرات المسيّرة.
وخاصة أننا في مواجهة حرب نوعية جديدة، تخوضها دولة الإمارات هذه المرة بنفسها، عبر قواعدها وسفنها في البحر الأحمر.
المطلوب اليوم ليس فقط لجنة طوارئ، بل إرادة سياسية حاسمة تعي أن هذه الحرب لا تُخاض فقط في الجبهات، بل في العواصم، وفي المنصات الإعلامية، وفي دهاليز المنظمات الدولية. آن الأوان أن نتحرك بعقل الدولة، لا بردّ الفعل، وأن نضع الخطط لا أن ننتظر المعجزات.
فمن يا تُرى سيتّخذ قرار تشكيل لجنة الطوارئ الدبلوماسية والإعلامية؟ ومتى؟
أخشى أننا سنبقى ننتظر “غودو”… كما نفعل دائمًا؟
الله غالب على أمره.
عادل الباز
إنضم لقناة النيلين على واتساب