أبوظبي في 31 أكتوبر / وام/ أكد سعادة الدكتور محمد حمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات أن دولة الإمارات تعد نموذجا للاستدامة المناخية.

وقال خلال جلسة حوارية أقيمت بعنوان "الاستدامة المناخية والأمن السيبراني" ضمن برنامج الزمالة التقنية للشباب العربي، التابع لمركز الشباب العربي" إن الاستدامة المناخية والأمن السيبراني، وجهان لعملة واحدة، لكونهما يعتمدان على بعضهما البعض لتحقيق مستقبل آمن ومستدام مشيرا إلى أهمية الأمن السيبراني في تسهيل عملية اتخاذ القرارات، وصياغة سياسات مستدامة.

وجمعت الجلسة، أعضاء برنامج الزمالة التقنية للشباب العربي، بنسخته الثالثة، الذي أطلقه مركز الشباب العربي، مؤخراً، بمشاركة 30 شاباً وشابة من 12 دولة عربية، بهدف تمكينهم من مهارات تطبيقات الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي، ضمن 3 محاور أساسية تركز على التكنولوجيا والاستدامة وتغيّر المناخ، في ظل استعداد الإمارات لاستضافة مؤتمر الأطراف "كوب28" في نهاية نوفمبر المقبل.

وتحدّث الكويتي عن المبادرات الإماراتية لتعزيز الاستدامة، ومنها استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء، ومشروع مدينة مصدر، واستراتيجية الإمارات للطاقة 2050، ومبادرة الطاقة المتجددة.

وسلط الضوء على مفهوم وأهداف وتحديات الاستدامة المناخية، مشيراً إلى أن العالم يواجه تحديات كبيرة في هذا المجال، مثل تغيّر المناخ والكوارث الطبيعية ونقص الموارد، والتي تحتاج إلى نهج شمولي يعمل على إدارة الموارد الطبيعية والاقتصادية والاجتماعية بطريقة مستدامة على المدى الطويل، من أجل تحقيق التنمية المستدامة التي تلبي احتياجات الحاضر من دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها.

وشدد على أهمية تعزيز الاستدامة المناخية، من خلال تعزيز الصحة العامة والحّد من التلوث وتقليل انتشار الأمراض، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وأن يتمتّع الجميع بفرص الوصول إلى الموارد الطبيعية، وخلق فرص عمل جديدة في القطاعات الخضراء، وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة، وتعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص استثمارية جديدة وتحسين الكفاءة، وحماية كوكبنا من الآثار المدمرة لتغيّر المناخ، مثل ارتفاع سطح البحر وتغيّر أنماط الطقس.

وذكر أن التحديات التي تواجه الاستدامة منحصرة في التحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، مشيراً إلى أن مواجهة التحدي الاقتصادي، تتطلّب التحوّل إلى اقتصاد مستدام واستثمارات كبيرة في الطاقة المتجددة والنقل المستدام والبنية التحتية الخضراء، وقد تعاني الدول، ذات الدخل المنخفض والمتوسط، تبعات هذا الأمر، بحيث قد يتسبب تغيّر المناخ في حدوث كوارث طبيعية متكررة، وبالتالي انخفاض الاستثمار الأجنبي المباشر، وصعوبة استثمار الشركات والمؤسسات في المستقبل.

وأوضح أن عدم المساواة في التأثيرات، أي تأثير تغيّر المناخ على الفئات الأكثر فقراً وضعفاً بالمجتمع، وانخفاض جودة الحياة، والهجرة الجماعية، والصراعات والنزاعات، كلها نقاط رئيسة تساهم في التحديات الاقتصادية التي تواجه المناخ.
وحذر من التحديات الأمنية الأربعة التي تواجه المناخ، كاستخدام المخرّبين وسائل الإعلام من أجل تضليل الجمهور حول تغيّر المناخ، واعتماد البنية التحتية الخضراء على التكنولوجيا الرقمية، مما يجعلها عرضة للتهديدات السيبرانية، واستخدامهم أيضاً المعلومات المتعلقة بتغيّر المناخ للتلاعب بالرأي العام أو زعزعة استقرار الحكومات، واستخدام المهاجمين السيبرانيين تغيّر المناخ كذريعة لشن الهجمات على الأنظمة والشبكات المتعلقة بالاستدامة المناخية.

وتطرّق الكويتي إلى قوانين ولوائح الأمن السيبراني، والجهود التي بذلتها دولة الإمارات بتطوير العديد من السياسات لإدارة وحماية الأمن السيبراني للتقنيات الناشئة، مشيراً في الوقت نفسه إلى مبادرة النبض السيبراني، الهادفة إلى تحسين معايير وممارسات الأمن السيبراني في الإمارات، والعمل على حماية البنية التحتية الرقمية، وخلق بيئة سيبرانية آمنة وصلبة تمكّن الأفراد والمؤسسات من الاستخدام الآمن للتقنيات الحديثة، وتعمل على تعزيز الأمن الرقمي في الدولة.

وعن استراتيجية تعزيز الأمن المناخي سيبرانياً، ذكر الدكتور الكويتي أهمية امتثال الأجهزة المستخدمة في القطاع الصناعي بالضوابط والسياسات وتأمينها، وضمان حماية الاتصال بين الروبوتات والآلات من الهجمات السيبرانية، والتحقق من صحة وضوابط حماية النُظم الإلكترونية للسيارات وشبكات الاتصال، والتحقق من صحة وضوابط حماية نُظم الطاقة المتجددة وبُنيتها، وتوفير سلسلة إمداد آمنة لتحديد وإدارة المخاطر الأمنية للبنية التحتية، وتفعيل نُظم تتبع ورصد انبعاثات الكربون.
واختتمت الجلسة بتسليط الضوء على أهمية تضافر الجهود وحشد الإمكانات من أجل دعم الحلول السيبرانية، والتي تساهم في توفير عالم أفضل للأجيال المقبلة، وتقديم الحلول المرنة وتسريع وتيرة التقدم لاستدامة العمل المناخي، ومكافحة التغيرات المناخية.

زكريا محي الدين/ أحمد جمال

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: الاستدامة المناخیة الأمن السیبرانی تغی ر المناخ

إقرأ أيضاً:

4 مسارات لتعزيز برنامج الأمن السيبراني في موسم الحج

البلاد ــ الرياض
تواصل الهيئة الوطنية للأمن السيبراني تنفيذ خطة “برنامج تعزيز الأمن السيبراني لموسم حج 1446هـ”، في تعزيز الجاهزية السيبرانية للأنظمة التقنية والخدمات المقدمة خلال موسم حج هذا العام، وتطوير مهارات القدرات الوطنية المتخصصة في مجال الأمن السيبراني، ورفع مستوى الوعي بالأمن السيبراني لدى ضيوف الرحمن ومنسوبي الجهات الوطنية، بما يُسهم في تعزيز الأمن السيبراني خلال موسم الحج، ودعم الجهود الوطنية الرامية إلى تسخير جميع الإمكانات لتقديم أفضل الخدمات لضيـوف الرحمـن.
وأوضحت الهيئة أن برنامج تعزيز الأمن السيبراني لموسم حج 1446هـ، يتضمن أربعة مسارات رئيسة هي: التقييمات السيبرانية الفنية، والرصد والاستجابة للتهديدات السيبرانية، ورفع كفاءة القدرات السيبرانية، ورفع الوعي بالأمن السيبراني، كما يشتمل على إنشاء غرفة للعمليات السيبرانية تعمل على مدار الساعة لرصد وتحليل التهديدات السيبرانية ومشاركتها مع الجهات الوطنية، إضافة إلى تخصيص فرق الاستجابة للحوادث السيبرانية، ومساندة الجهات في أعمال التقييمات السيبرانية التي تستهدف قياس المخاطر السيبرانية للأصول والأنظمة الحساسة لدى الجهات الوطنية.
ويتضمن البرنامج إجراء تمرين الأمن السيبراني لموسم حج 1446هـ؛ الهادف إلى تنمية مهارات المختصين بالأمن السيبراني لدى الجهات الوطنية، وتمكين مختصي الأمن السيبراني في الجهات الوطنية من الإلمام بأحدث الأساليب المستخدمة في الهجمات السيبرانية والتزود بإستراتيجيات التعامل معها على النحو الذي يسهم في تقديم خدمات تتسم بأعلى معايير الجودة والكفاءة لضيوف الرحمن.
كما يشمل البرنامج تنفيذ مجموعة من المبادرات والأنشطة التوعوية الميدانية لرفع مستوى الوعي بالأمن السيبراني لدى ضيوف الرحمن ومنسوبي الجهات الوطنية تتمثل في عقد جلسات متخصصة للتوعية بالأمن السيبراني لمنسوبي الجهات الوطنية المشاركة في موسم الحج، وتنظيم المعرض التفاعلي للتوعية بالأمن السيبراني لضيوف الرحمن في مجمع صالات الحج والعمرة بمطار الملك عبدالعزيز الدولي، وتخصيص مجموعة من مواد التوعية السيبرانية المتنوعة في مرافق الضيافة السياحية بمكة المكرّمة ومقدمي خدمات الحج والعمرة.

مقالات مشابهة

  • تيمور بن أسعد يفتتح معرض ومؤتمر عُمان للبترول و"أسبوع الاستدامة".. غدًا
  • 4 مسارات لتعزيز برنامج الأمن السيبراني في موسم الحج
  • الإمارات تصدر قرارا بشأن الرعايا السودانيين على أرضها
  • زروقي: الاستعمال السيئ للأنترنت من التحديات التي يفرضها الفضاء السيبراني
  • القومي للمرأة: 600 ألف سيدة شاركت في مبادرات التوعية المناخية
  • نظارة عموم قبائل دار بكر تؤيد قرار مجلس الأمن والدفاع بقطع العلاقات مع الإمارات
  • رئيس جامعة حلوان يلتقي وزير الطيران قبل مناقشة ماجستير عن الأمن السيبراني
  • دور الحكومات «السيبراني» يتصدر مناقشات «جيسيك جلوبال»
  • لولو للتجزئة القابضة تُطلق مبادرة «التوفير من أجل الاستدامة»
  • وزيرة البيئة: دعم الدول النامية وتحقيق العدالة المناخية أولوية رئيسية لتمويل المناخ