مع استمرار ضبابية المشهد في الحرب الدموية الدائرة الآن في قطاع غزة، تستمر التداعيات العالمية لتلك الحرب، ومع دخول المعركة ليومها الـ30، حذر عدد كبير من كبار المستثمرين في وول ستريت من الحرب تسبب ركودا عالميا، وهو ما حذر منه أيضا صندوق النقد الدولي حين تحدث عن تداعيات وعواقب سلبية لتلك الحرب على التجارة والسياحة.

 

وبحسب ما نشرته صحيفة كالكاليست العبرية، فإن كبار رجال الاقتصاد في العالم أمثال جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورغان ولاري فينك الرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك ومحمد العريان يعبرون عن قلقهم بشأن أضرار الحرب على الاقتصاد العالمي، وقال الرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك، إن هناك مخاوف أكثر في جميع أنحاء العالم، وأمل أقل على الاقتصاد في ظل استمرار الحرب، بينما حذر صندوق النقد الدولي من العواقب السلبية على التجارة والسياحة، استمرار الحرب في غزة يمكن أن تؤدي إلى ركود عالمي.

 

 

العالم على مشارف أزمة اقتصادية مدمرة 

 

 

وفي مقابلة مع صحيفة صنداي تايمز، قال فينك، الذي يرأس أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم، إن الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر، والرد الإسرائيلي، والغزو الروسي لأوكرانيا العام الماضي، دفع العالم "أقرب إلى أزمة"، فمستقبل مختلف تماما ينتظر البشرية مع استمرار تلك الأوضاع، ووفقا له، تشكل المخاطر الجيوسياسية عنصرا أساسيا في تشكيل حياتنا.

وأوضح أن هناك مخاوف أكثر في جميع أنحاء العالم، وأمل أقل، وهذه الزيادة في المخاوف تؤدي إلى تباطؤ الاستهلاك والإنفاق، وبعبارة أخرى، على المدى الطويل، تسبب المخاوف الركود، فإذا استمر الخوف، فإن احتمالات الركود في أوروبا تتزايد، وكذلك احتمالات الركود في الولايات المتحدة.

 

 

نعيش أخطر فترة شهدها العالم منذ عقود 

 

 

وبالمثل، قال ديمون، الرئيس التنفيذي لأكبر بنك أمريكي، إن الحرب الإسرائيلية على حماس والحرب في أوكرانيا "مخيفة للغاية وغير مقبولة"، وأضاف أيضًا أن ما يحدث الآن على الجبهة الجيوسياسية "هو أهم شيء بالنسبة لمستقبل العالم - الحرية والديمقراطية والغذاء والطاقة والهجرة".

وسبق أن حذر ديمون قبل نحو شهر من أن هذه "أخطر فترة شهدها العالم منذ عقود"، وقال إنه إذا تصاعد الوضع، فسيكون له "تأثير واسع النطاق" على أسعار الطاقة والغذاء والتجارة العالمية والعلاقات الدبلوماسية.

 

نفط الشرق الأوسط 

 

ووفقا لما جاء بالصحيفة العبرية، فأحد أسباب الخوف من أن تضر الحرب في غزة بالاقتصاد العالمي هو اعتماد العالم على نفط الشرق الأوسط الذي يمثل نحو ثلث السوق، وبحسب خبراء اقتصاديين فإن التصعيد قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط الأسعار، والتي بدورها ستؤدي إلى ركود عالمي، وعلى سبيل المثال، حذر إنديرميت جيل، كبير الاقتصاديين في البنك الدولي، الأسبوع الماضي من أن أي تغيير في سوق الطاقة سيضر بالقوة الشرائية للأسر والشركات ويؤدي إلى انكماش اقتصادي، وكذلك زيادة في أسعار إنتاج الغذاء، حتى أن البنك نشر توقعات تشير إلى أن أسعار النفط سترتفع في أسوأ الأحوال إلى 150 دولارًا للبرميل.

 

فيما صرحت كريسلينا جوجريفا، رئيسة صندوق النقد الدولي، أن الحرب سيكون لها أيضًا تأثير سلبي على "التجارة والسياحة وتكلفة التأمين" في الدول المجاورة، كما حذر محمد العريان، كبير الاقتصاديين في شركة أليانز، من المخاطر التي يتعرض لها الاقتصاد العالمي من استمرار وانتشار القتال. 

 

 

توسع القتال لصراع إقليمي له عواقب على أسواق رأس المال

 

 

وقال العريان الأسبوع الماضي، في مقابلة مع شبكة CNBC، إنه كلما طال أمد القتال، زاد خطر التصعيد إلى صراع إقليمي له عواقب على أسواق رأس المال العالمية، وأوضح أنه مع زيادة فرصة التصعيد، تزداد أيضًا فرصة حدوث عواقب اقتصادية ومالية على بقية العالم، وأضاف أن الصراع يضخم إلى حد ما كل المشاكل الموجودة في الاقتصاد العالمي والتي كانت كبيرة بالفعل"، مثل ركود النمو وارتفاع التضخم.

 

وقال استراتيجي الأسعار العالمية في "كولومبيا ثريدنيدل" إد الحسيني، وفقاً لتقرير لـ"بلومبرغ إيكونوميكس"، إن تدهور البيئة الاقتصادية الكلية، إلى جانب التقلبات الحادة في أسعار الفائدة، "مهد الطريق" لتزايد التقلبات العالمية، وأضاف أن المستثمرين العالميين يراقبون عن كثب ما إذا كانت الحرب بين إسرائيل وحماس ستمتد إلى بقية المنطقة، ولكن، في الوقت الحالي، يظل المستثمرون أكثر تركيزا فيما يتعلق بقرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي المتعلقة بالفائدة.

 
 

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

النفط يتراجع ولحظات حاسمة تنتظر أسواق الطاقة العالمية

تراجعت أسعار النفط اليوم الأربعاء بعد ارتفاعها 4% في الجلسة السابقة، إذ قيّمت الأسواق احتمال انقطاع الإمدادات نتيجة الهجمات الإسرائيلية والإيرانية، بالإضافة إلى قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي بشأن الفائدة، والذي قد يؤثر على الطلب على الخام.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.18% إلى 75.55 دولارا للبرميل في أحدث تعاملات، كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.12% إلى 74.01 دولارا للبرميل.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مواجهة إسرائيل وإيران ترفع أسعار الغاز في أوروباlist 2 of 2ماذا يعني اندلاع المواجهة بين إسرائيل وإيران للاقتصاد العالمي؟end of list

جاء ذلك بعد أن ارتفع الخامان في التعاملات المبكرة بما بين 0.3% و0.5%.

ونقلت رويترز عن مصادر في السوق قولها إن علاوة خام برنت فوق خام دبي -وهو خام القياس في الشرق الأوسط- قفزت بما يزيد على 3 دولارات للبرميل اليوم الأربعاء، لتصل وفق بيانات مجموعة بورصات لندن إلى أعلى مستوى لها منذ أواخر سبتمبر/أيلول 2023.

ودعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران أمس الثلاثاء إلى "استسلام غير مشروط".

لحظات حاسمة في سوق النفط

من جانبه، قال الخبير الاقتصادي ومؤرخ النفط دانييل يرغن إن التطورات التي ستتكشف في الصراع بين إسرائيل وإيران على مدى الأيام الثلاثة إلى الخمسة المقبلة ستكون حاسمة لأسواق الطاقة العالمية رغم عدم تعطل إمدادات النفط والغاز من منطقة الخليج بعد.

وقال إن "إدارة ترامب تبعث إشارات شديدة الوضوح، مغادرة الرئيس اجتماع مجموعة السبع مبكرا رسالة واضحة، هذا موقف غير مسبوق".

النفط فقد مكاسبه الصباحية (شترستوك) مضيق هرمز

في المقابل، أفادت صحيفة وول ستريت جورنال اليوم الأربعاء نقلا عن مسؤول أميركي لم تكشف هويته بأن إسرائيل تعاني من نقص في أنظمة الدفاع الصاروخي الاعتراضية "آرو"، مما يثير مخاوف بشأن قدرتها على مواجهة الصواريخ الباليستية بعيدة المدى من إيران.

وقال محللون إن السوق قلقة بشكل كبير انقطاع الإمدادات في مضيق هرمز الذي يمر عبره خُمس النفط المنقول بحرا في العالم على إثر تطورات المواجهة الحالية.

إعلان

وإيران هي ثالث أكبر منتج في أوبك، وتستخرج نحو 3.3 ملايين برميل يوميا من النفط الخام، لكن الطاقة الإنتاجية الفائضة لدى منتجي منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها تكفي لتغطية هذا الاستهلاك بسهولة.

الضغط على الأسعار

وقال محللون في "فيتش" بمذكرة للعملاء "إن أي انقطاع جوهري في البنية التحتية للإنتاج أو التصدير في إيران سيزيد الضغط على الأسعار".

وتابعوا "مع ذلك، حتى في حال فقدان جميع الصادرات الإيرانية -وهو أمر مستبعد- يمكن تعويضها بطاقة إنتاجية فائضة من منتجي أوبك بلس، نحو 5.7 ملايين برميل يوميا".

وفي غضون ذلك، حافظ بعض المحللين على تفاؤلهم، وقال كيلفن وونغ كبير محللي السوق لدى أواندا إن ثمة توجها صعوديا لخام غرب تكساس الوسيط على المدى القريب نظرا لتزايد المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط.

يضاف ذلك إلى تراجع نسبي في إقبال المستثمرين على شراء عقود النفط الأميركي المستقبلية طويلة الأجل، على حد قوله.

وتتطلع الأسواق إلى اليوم الثاني من مناقشات مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي، ومن المتوقع أن يبقي سعر الفائدة القياسي لليلة واحدة عند نطاق 4.25% إلى 4.50%.

احتمالات خفض الفائدة

ومع ذلك، صرّح توني سيكامور محلل السوق لدى "آي جي" بأن الصراع في الشرق الأوسط وخطر تباطؤ النمو العالمي قد يدفعان الاحتياطي الفدرالي إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في يوليو/تموز المقبل، أي قبل الموعد المتوقع حاليا للسوق في سبتمبر/أيلول.

وأضاف سيكامور "قد يصبح الوضع في الشرق الأوسط حافزا للاحتياطي الفدرالي ليُظهر موقفا أكثر اعتدالا كما فعل عقب 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023".

ويعزز انخفاض الفائدة عموما النمو الاقتصادي والطلب على النفط.

ومع ذلك، فإن ما يربك قرار الاحتياطي الفدرالي هو احتمال أن يؤدي التصعيد في الشرق الأوسط إلى مصدر جديد للتضخم من خلال ارتفاع أسعار النفط، كما أن البيانات الأخيرة أظهرت تباطؤ الاقتصاد الأميركي مع تفاقم حالة عدم اليقين بسبب أسلوب ترامب غير المنتظم في صنع السياسات، وفق رويترز.

مقالات مشابهة

  • عبدالله بن زايد: حريصون على بناء شراكة اقتصادية مع المكسيك
  • اقتصادي: استمرار ارتفاع أسعار النفط ومخاوف من انقطاع سلاسل الإمداد العالمية
  • “الدراسة طيلة فترة الحرب لم تتوقف”.. والي الخرطوم يستقبل مدير جامعة النيلين ويستمع لجهود تأهيل مقارها
  • القاهرة للدراسات الاقتصادية: الحرب الإسرائيلية الإيرانية تهدد نمو الاقتصاد العالمي
  • روسيا: العالم "على شفا كارثة" بسبب إسرائيل
  • النفط يتراجع ولحظات حاسمة تنتظر أسواق الطاقة العالمية
  • مصر ضمن الـ10 الكبار اقتصاديا: رؤية إسلامية لنهضة اقتصادية شاملة (2)
  • رمضان أبو العلا: الحرب الإيرانية الإسرائيلية أثرت على أسعار الطاقة
  • استقرار أسعار الذهب في التعاملات المبكرة اليوم
  • «شعبة المصدرين»: الحرب الإيرانية الإسرائيلية تؤثر على الاقتصاد العالمي.. ومصر قادرة على استيعاب تداعياتها