عربي21:
2025-05-11@18:51:29 GMT

عقليات بلفورية

تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT

يبدو أن الكيان الصهيوني يعتمد كليا على عقلية تستند إلى مبدأ "وعد بلفور" الذي قدّمه وزير الخارجية البريطاني "آرثر جيمس بلفور"، والمتعلق بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، فقد اشتهر عن هذا الوعد بأنه "وعد من لا يملك لمن لا يستحق"، إذ إنه قفز على المعطيات الموجودة في الواقع، وتعامل مع أرض فلسطين باعتبارها فارغة من السكان، وبالتالي يمكنه منحها لمن يريد.



شيء من هذا القبيل يحدث حاليا في العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، فالمسؤولون الإسرائيليون ومن ورائهم الولايات المتحدة، يتجاهلون المعارك الضارية التي تجري حاليا في غزة بين جيش الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية، ويتحدثون عن مستقبل غزة "ما بعد حماس"، وكأنهم تمكنوا من تحقيق أهدافهم ولم يتبق سوى مناقشة الخطوات التالية، رغم أن إسرائيل لم تستطع تحقيق أي من أهدافها المعلنة حتى الآن؛ فلم تهزم حماس ولم تقض عليها، ولم تقتل أيا من قادتها، ولم تستعد أسراها.

لكن يبدو أن طريقة التفكير هذه مسيطرة بشدة على مسؤولي الكيان، لدرجة أن الأمر وصل إلى حدوث خلافات علنية في وجهات النظر بين واشنطن وتل أبيب حول هذا الأمر الذي لم يحسم بعد. فبينما تحدث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن تولي السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة والضفة الغربية "في اليوم التالي للقضاء على "حماس"، يرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذه الفكرة، مبديا إصراره على استمرار تل أبيب في السيطرة على الأمن في غزة، قائلا إن السلطة الفلسطينية بشكلها الحالي لا ينبغي أن تتولى مسؤولية القطاع، ويضيف: "لن تكون هناك سلطة مدنية تعلم أبناءها القضاء على دولة إسرائيل، ولا يمكن أن تكون هناك سلطة تدفع رواتب عائلات القتلة". وتابع: "لا يمكن أن تكون هناك سلطة يرأسها شخص لم يدن المذبحة (في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر)"، في إشارة لهجوم حماس. وقد أدت هذه التصريحات إلى تواصل إدارة البيت الأبيض مع مسؤولين إسرائيليين لطلب توضيح منهم بشأن ما يعنيه نتنياهو بكلامه.

لم يقتصر هذا الحديث على مستوى السياسة الخارجية الإسرائيلية، بل تخطاه إلى حد أنه أصبح محورا لنقاشات داخلية في إسرائيل، فقد كتب كل من رام بن باراك وداني دانون، النائبان بالكنيست، مقالا في صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، يقترحان فيه تشريد شعب غزة في جميع دول العالم، عن طريق استقبال كل بلد 10 آلاف فلسطيني وتوطينهم، مقابل حوافز ومبالغ مالية لتلك الدول، وهو ما يحل المشكلة من وجهة نظرهما!

وبغض النظر عن وقاحة هذا الاقتراح الذي يصدر عن مغتصبي الأرض الذين يتصرفون فيما لا يملكون، فإن المثير للسخرية أكثر كان رد فعل وزير المالية الإسرائيلي، اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الذي أعرب عن تأييده لهذا الاقتراح وترحيبه به، قائلا إن "الهجرة الطوعية لسكان قطاع غزة إلى دول العالم هي الحل الإنساني الصحيح"، بعدما وصفها بأنها "75 عاما من اللجوء والفقر والمخاطر"، دون أن يسترسل ويتحفنا بالكشف عن الجهة التي تسببت في "اللجوء والفقر والمخاطر" للشعب الفلسطيني طوال هذه العقود.

تبدو هذه النقاشات وكأنها تتم في كوكب آخر غير الذي نعيش فيه، من قبل مسؤولين يعانون من حالة إنكار، فموازين القوى على الأرض لم تتغير كثيرا حتى الآن، لكن الإصرار الغريب على الاستمرار في مثل هذه الأحاديث، يجعلنا نتساءل عما إذا كان هؤلاء يخفون عنا أخبار انتصارات ساحقة تمكنوا من تحقيقها على المقاومة في غزة، وأنهم ربما سيفاجئوننا بها في يوم من الأيام! وهو ما لا يوجد أي مظهر له حتى تاريخ كتابة هذه السطور.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه فلسطين الإسرائيلي غزة حماس إسرائيل فلسطين حماس غزة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

سفير أمريكا في إسرائيل يدعم تهجير الفلسطينيين من غزة ويلوم حماس

جدد السفير الأمريكي لدى دولة الاحتلال، مايك هاكابي، السبت، دعم بلاده تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، رغم الرفض الإقليمي والدولي الواسع، في ظل استمرار حرب الإبادة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وقال هاكابي، في مقابلة مع قناة (12) العبرية، إن الإدارة الأمريكية لا تملك حتى الآن خطة مفصلة لمرحلة "اليوم التالي" في قطاع غزة، لكنها تدعم فكرة إتاحة المجال أمام من يرغب بمغادرة القطاع، وفق تعبيره.

وأضاف أن إعادة إعمار غزة ستكون بمشاركة دول الخليج العربي.

وألقى السفير هاكابي، اللوم على حركة حماس في تأخير إبرام صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، معتبرًا أنها "العقبة الوحيدة"، على حد زعمه.


وفيما يخص الجولة المرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشرق الأوسط، والتي ستشمل دولًا في المنطقة دون المرور بإسرائيل، قال هاكابي إن "الزيارة تركز على الفرص الاقتصادية".

ونفى وجود أي دلالات سياسية وراء تجاهل "إسرائيل"، مؤكدًا أن ترامب أمضى وقتا مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أكثر من أي زعيم آخر.

ومنذ كانون الثاني/ يناير الماضي، يروج ترامب لمخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.

وفي المقابل، طرحت مصر خطة عربية وإسلامية لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، لكن ترامب ونتنياهو رفضا الخطة.

مقالات مشابهة

  • خطة تخالف المبادئ الإنسانية
  • وزير خارجية ألمانيا يصف إبادة غزة بـالصراع ويدعو لحل سياسي
  • حماس: يجب رفع كلمة لا لحرب التجويع بوجه نتنياهو
  • مفاوضات غزة: عرض أميركي لحماس ينتهي بمشاركتها في الحكم
  • جدعون ليفي : قتل رجال غزة لن يمنع عودة المقاومة جيلًا بعد جيل
  • مزاعم إسرائيلية عن مواصلة حماس توسيع وترميم شبكة أنفاقها في غزة
  • سفير أمريكا في إسرائيل يدعم تهجير الفلسطينيين من غزة ويلوم حماس
  • الأونروا: إطالة أمد حصار غزة يزيد الضرر الذي لا يمكن إصلاحه
  • ترامب يضغط على إسرائيل للتوصل إلى هدنة مع حركة حماس في قطاع غزة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جنديين في غزة