في 7 أكتوبر.. لماذا غابت وحدة استخبارات إسرائيلية عن مواقعها؟
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
كشف تقرير إسرائيلي أن "قرارا شخصيا" لقائد عسكري كان وراء عدم عمل وحدة استخبارات عسكرية قرب غزة، خلال شن حركة "حماس" هجوم "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بحسب هيئة البث الرسمية الإسرائيلية (كان).
في ذلك اليوم، وردا على اعتداءات الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، شنت "حماس" هجوما في مستوطنات غلاف غزة، فقتلت 1200 إسرائيلي وأسرت نحو 239، بدأت في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري مبادلتهم مع الاحتلال، الذي يحتجز في سجونه أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، في التقرير المنشور على موقعها، إن وحدة الاستخبارات العسكرية "8200" لم تكن تعمل في صباح 7 أكتوبر، بعد قرار اتُخذ قبل عامين بتقليص عدد أفرادها ووقف عملها خلال الليل وفي عطلات نهاية الأسبوع.
وبحسب صحيفة "ذا تايمز أوف إسرائيل" (The Times of Israel)، فإن هذا القرار ترك الجيش دون وسائل "تنصت وفك شفرات الاتصالات"، ما زاد من حالة الارتباك والفوضى التي تسببت في تأخير الرد العسكري ضد "حماس" في بلدات جنوبي إسرائيل.
اقرأ أيضاً
صدمة البنتاجون.. تحقيق مطول عن هزيمة حماس لتكنولوجيا إسرائيل
طرق كلاسيكية
و"بعد مشاورات مكثفة، قرر ضابط رفيع المستوى في الاستخبارات العسكرية قبل عامين، خفض عدد أفراد الوحدة 8200؛ بعدما اعتبر أن طرقها في جمع المعلومات الاستخباراتية لن تساعد في اكتشاف التهديدات المحتملة من غزة في وقت مناسب"، بحسب التقرير.
وقال الضابط، وفقا للتقرير، إن "الإنذار بشأن خطر قادم من غزة لن يأتي بالطرق الكلاسيكية".
و"على الرغم من أن هذه الوحدة لم يكن من المتوقع أن تتمكن وحدها من منع هجوم 7 أكتوبر، إلا أنها كانت ستقدم صورة أوضح عما كان يحدث في صباح ذلك اليوم، وربما حددت مواقع قوات النخبة التابعة لحماس التي تسللت إلى جنوبي إسرائيل تحت غطاء من آلاف الصواريخ"، كما زاد التقرير.
وفي الأسابيع التي تلت 7 أكتوبر، بحسب الصحيفة، أكدت عدة تقارير أن كبار المسؤولين في الجيش تجاهلوا تحذيرات مرؤوسيهم بشأن "أنشطة مشبوهة على طول حدود غزة".
وقالت الصحيفة إن تقارير إسرائيلية تفيد بأن "حماس" مارست لسنوات عملية خداع أقنعت إسرائيل بأنه يمكن استرضاء الحركة بحوافز اقتصادية للحفاظ على حكمها في غزة مقابل الهدوء النسبي.
ومن المرتقب إجراء تحقيقات في إسرائيل بعد الحرب بشأن المسؤولية عن الفشل الاستخباراتي والعسكري في 7 أكتوبر، وسط توقعات بالإطاحة بمسؤولين عسكريين وسياسيين في مقدمتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وبعد هجوم "حماس"، ولمدة 48 يوما حتى 23 نوفمبر الجاري، شن جيش الاحتلال حربا مدمرة على غزة، خلّفت 14 ألفا و854 شهيدا فلسطينيا، بينهم 6 آلاف و150 طفلا وما يزيد على 4 آلاف امرأة، بالإضافة إلى أكثر من 36 ألف جريح، بينهم أكثر من 75% أطفال ونساء، إلى جانب دمار مادي هائل و"أزمة إنسانية غير مسبوقة"، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.
ومنذ اليوم التالي، تتواصل هدنة إنسانية تستمر 6 أيام وتتضمن تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية وإغاثية وطبية إلى مختلف مناطق غزة، حيث يعيش نحو 2.3 مليون فلسطيني تحاصرهم إسرائيل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في عام 2006.
اقرأ أيضاً
جثة سياسية تتحرك.. تغريدة منتصف الليل قد تعجل بدفن نتنياهو
المصدر | ذا تايمز أوف إسرائيل- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: 7 أكتوبر إسرائيل طوفان الأقصى حماس غزة
إقرأ أيضاً:
إندبندنت: لماذا تأخرت حكومة ستارمر باتخاذ إجراءات ضد إسرائيل؟
قال المحرر السياسي لصحيفة "إندبندنت" ديفيد مادوكس إن حكومة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لم تتخذ إجراءات حازمة مباشرة ضد إسرائيل بسبب ما سماه "شعورها بالخزي" من فترة زعامة جيريمي كوربين لحزب العمال، والتي شهدت اتهامات واسعة بمعاداة السامية وتوترا كبيرا مع الجالية اليهودية في بريطانيا.
وأضاف أن تلك المرحلة جعلت قيادة الحزب الحالية حريصة على تأكيد دعمها لـ"حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، على الرغم من تصاعد الضغوط من نواب داخل حزب العمال ومن قطاعات واسعة من الرأي العام البريطاني.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2باحث فرنسي: التنديد بالإخوان المسلمين في البلاد هدفه إشاعة الذعرlist 2 of 2فورين بوليسي: سمعة الجنرالات الباكستانيين تحسنت بشكل ملحوظend of listولفت مادوكس إلى أن هذا الحذر السياسي أدى إلى تباطؤ الحكومة في اتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه ما وصفه المجتمع الدولي بأنه أزمة إنسانية متفاقمة في غزة.
ويرى الكاتب أن "خطورة وفظاعة" الوضع الذي يواجهه الشعب الفلسطيني في غزة الآن تشكلان نقطة تحول حيث تتفوق الكارثة المحدقة على "عار الماضي السياسي".
وأوضح أن التردد لم يعد ممكننا في ظل الكارثة الإنسانية في غزة، وهو ما دفع الحكومة أخيرا إلى اتخاذ بعض الإجراءات الرمزية مع إسرائيل، رغم أن "العقوبات" لا تزال بعيدة عن المطالبات المتكررة بتجميد جميع مبيعات السلاح وفرض عقوبات شاملة على الحكومة الإسرائيلية.
إعلان العقوبات البريطانيةوذكرت مراسلة صحيفة "إندبندنت" أثينا ستافرو في تقرير منفصل العقوبات الجديدة التي أعلنها وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الثلاثاء، والتي تضمنت وقف مفاوضات التجارة مع إسرائيل، وفرض عقوبات على 3 أفراد و4 جهات مرتبطة بالحركة الاستيطانية.
ووصف لامي تصرفات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنها "غير متناسبة أبدا" و"عقيمة" وينقصها بعد إستراتيجي يبررها، وندد بـ"الحصار الوحشي" الذي استمر 11 أسبوعا وتجدُّد العمليات العسكرية في قطاع غزة، حسب التقرير.
وشملت قائمة العقوبات قيودا مالية وحظر سفر ضد شخصيات بارزة منها دانييلا فايس، التي وُصفت بأنها "قيادية متطرفة بارزة في الاستيطان"، بالإضافة إلى منظمتين اتُهمتا بالتحريض على العنف ضد الفلسطينيين، وفق التقرير.
وأشار التقرير إلى أن بريطانيا سبق أن علقت نحو 30 ترخيصا من أصل 350 لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل في سبتمبر/أيلول 2024، ولم تقدم "معدات فتاكة أو عسكرية" للجيش الإسرائيلي منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ولفت إلى أن التعليق لم يشمل أجزاء الطائرات المقاتلة، وهو ما دفع منظمات حقوقية إلى رفع دعوى أمام المحكمة العليا تطعن في قانونية استمرار تصدير هذه الأجزاء.