عمرها يصل الى الفي سنة.. اكتشاف ” كهاريز” حمرين بديالى
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
كشف الباحث في الشان التاريخي احمد القيسي، عن اكتشاف ما اسماها كهاريز حمرين اقصى شمال شرق ديالى.
وقال القيسي في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ان” المسح الاثري الذي قامت به مفتشية اثار وتراث ديالى لمنطقة حمرين بين ناحيتي جلولاء وقره تبه (90كم شمال شرق بعقوبة) بالكشف عن 3 مجاميع لما يعرف بالكهاريز”.
واضاف،ان” الكهريز هو احد انظمة الري القديمة والتي تعتمد بالاساس على مجموعة من الابار تتصل فيما بينها من خلال قناة تحت سطح الارض بعمق يتراوح من 20-30م وهي انتشرت في العالم القديم في 9 مناطق منها العراق”.
واشار الى ان” المجموعة الاولى من الكهاريز تكونت وفق المتابعة من 24 بئر مرتبطة فيما بينها بقناة بعمق يتجاوز الـ10م فيما تكون الثانية من نفس عدد الابار وبطول قناة يصل مداها الى اكثر من 13كم اما الثالثة فهي تتألف من 9 ابار فقط لافتا الى ان ” الابار تعود وفق ما اكتشف الى نحو الفي سنة”.
وتضم ديالى الكثير من اسرار العالم القديم غير المكتشفة حتى الان نظرا لغزارة المواقع الاثرية التي تدلل على هوية حضارات وممالك قديمة نشات قبل الاف السنين”.
المصدر: وكالة تقدم الاخبارية
إقرأ أيضاً:
تكية هيران بأربيل.. كنز مخطوطات نادرة عمرها 7 قرون
تحتفظ تكية "هيران" التاريخية الواقعة في منطقة شقلاوة بمحافظة أربيل في إقليم كردستان شمالي العراق، بمخطوطات وكتب نادرة يعود تاريخ بعضها إلى 7 قرون، من بينها قصائد للشاعر الفارسي الشهير "أنوري"، وكتب مطبوعة بعناية فائقة باسم السلطان العثماني عبد العزيز، وذلك في مشهد يعكس عراقة هذا الموروث الثقافي في مواجهة الزمن والحروب.
ولطالما لعبت تكية هيران دورا دينيا وروحيا بارزا في المنطقة، حيث يمتد تاريخها إلى نحو 400 عام، إلا أن هذا الإرث لم يسلم من نيران النزاعات، إذ تعرضت التكية ومقتنياتها لعدة هجمات عنيفة خلال العقود الماضية، مما ألحق أضرارا جسيمة بالمخطوطات النادرة المحفوظة داخلها.
وأوضح المسؤول عن التكية هنا كاكي هيران، أن المنطقة كانت ذات أهمية دينية وصوفية وعلمية منذ قرون، مشيرا إلى الجهود التي تُبذل لحماية المخطوطات المتبقية التي تُحفظ الآن في غرفة خاصة داخل مكتبة التكية.
وأشار هيران في حديثه لوكالة الأناضول إلى أن النظام العراقي قصف تكية هيران عام 1961، مما أدى إلى احتراق وفقدان عدد كبير من المخطوطات والوثائق، ثم تعرّضت التكية مجددا لقصف آخر في عام 1987 خلّف دمارا جديدا في مقتنياتها، مما جعل النجاة التي حققتها بعض الصفحات والمجلدات بمثابة معجزة تاريخية.
وتعدّ أبرز المخطوطات التي لا تزال محفوظة، وإن جزئيا، صفحة يتيمة من ديوان الشاعر الفارسي أنوري. وتعود هذه الصفحة إلى عام 696 هـ (1297 ميلادي)، وتحتوي على رباعيات فارسية تُعد من أقدم النصوص الأدبية المكتشفة في المنطقة.
إعلانيُعد أنوري، واسمه الكامل عین الفضلاء أبو النجم علي بن أبي بکر أنوری، واحدا من أبرز شعراء العصر السلجوقي في القرن السادس الهجري/الـ12 الميلادي، وقد نال شهرة واسعة بفضل أسلوبه المركّب وموسوعيته الأدبية. وُلد أنوري في مدينة طوس في خراسان الكبرى، وامتاز بشعره الفلسفي والصوفي، كما عُرف باستخدامه الرموز الكونية واللغة المتقنة التي تتطلب من القارئ إلماما بالعلوم والآداب.
اشتُهر بديوانه الذي يُعد من أعمدة الشعر الفارسي الكلاسيكي، وتنوّعت مضامينه بين المدائح التي نظمها لسلاطين السلاجقة، وبين التأملات الوجودية والحكم. ورغم قربه من بلاط السلطان سنجر السلجوقي، فقد عانى أنوري في أواخر حياته من خيبة أمل سياسية ونفسية، وعُرف عنه ميله إلى العزلة والزهد، وقد انعكس ذلك في بعض قصائده ذات النفس الصوفي الحزين.
يعتبر النقاد أن أنوري مهّد الطريق لمدرسة شعرية أكثر عمقا وتعقيدا في الأدب الفارسي، وكان له تأثير واضح على شعراء لاحقين مثل خاقاني ونظامي.
إلى جانب ديوان أنوري، تضم التكية أيضا قصائد ومخطوطات مكتوبة بـ3 لغات: العربية والفارسية والتركية، مما يعكس التنوع الثقافي والتاريخي للحياة العلمية والدينية في شمال العراق خلال العصور الإسلامية المتعاقبة.
وتضم التكية كذلك وثائق عثمانية بارزة، منها مخطوطة تاريخية نادرة مكتوبة عام 1731 بطول 6 أمتار، ورد فيها اسم العلّامة الصوفي عبد القادر الجيلاني، أحد أبرز رموز التصوف الإسلامي في القرنين الخامس والسادس الهجريين.
كما تحتفظ التكية بنسخ من كتب دينية وعلمية طُبعت باسم الجيلاني خلال عهد السلطان العثماني عبد العزيز (الذي حكم بين 1861 و1876)، وتتناول هذه الكتب موضوعات في النحو والبلاغة والفقه، وقد طُبعت قبل نحو 170 عاما.
إعلانورغم ما واجهته من محن وتدمير، تواصل تكية هيران جهودها في حفظ هذا الإرث الثقافي النادر، الذي يعكس عمق التاريخ الديني والفكري في منطقة كردستان العراق. وفي ظل محدودية الموارد وتكرار التهديدات، تبقى هذه المخطوطات بحاجة ماسة إلى دعم مؤسسي وعلمي لحمايتها من التآكل والنسيان.