الثورة نت:
2025-05-15@06:15:16 GMT

ضربة يمنية قاصمة .. وأمريكا تلتزم الصمت

تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT

 

 

أعلنت قواتنا المسلحة في بيان ناطقها الرسمي نهاية الأسبوع الماضي عن استهداف سفينة أمريكية، كانت تقدم الدعم للكيان الصهيوني بعدد كبير من الصواريخ الباليستية والصواريخ البحرية والطائرات المسيَّرة، وهو ما يشير إلى أنها عملية نوعية كبيرة، وأشار البيان أيضا إلى أن هذا الاستهداف هو الرد الأولي على اعتداء القوات الأمريكية على قواتنا البحرية، مؤكدا أن القوات المسلحة لن تتردد في التعامل المناسب مع كافة التهديدات المعادية وانها مستمرة في منع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن إخواننا في غزة.


هذه العملية نفذتها قواتنا المسلحة وأعلنت عنها بالتزامن مع حراك دبلوماسي أمريكي له ثلاثة اتجاهات، الأول دولي في محاولة لإقناع دول أوروبية بالانضمام إلى مؤامرة أمريكا المعنونة بـ “حارس الازدهار ” ولا يزال الإخفاق الأمريكي في هذه المساعي هو سيد الموقف.
الاتجاه الثاني أممي في أروقة مجلس الأمن وحصلت بعد جهودها على قرار نفاق هزيل بإدانة عمليات صنعاء في البحر الأحمر وهذا القرار لا يلبي طموحها بتشكيل حلف عسكري دولي ضد اليمن ولم تنجح به حتى الآن.
أما الاتجاه الثالث فهو في المنطقة يخوضه وزير خارجيتها بلينكن وهدفه التهيئة لتنفيذ مؤامرة التهجير للغزاويين إلى خارج قطاع غزة من خلال البحث عن دول عربية توافق على فتح أراضيها لأهالي غزة وابرز تلك الدول هي تلك المتواطئة مع الكيان الصهيوني المجرم كمصر والأردن والسعودية هذا من جهة وفي محاولة البحث عن وساطة لإقناع صنعاء بالتهدئة وخفض التصعيد في البحر الأحمر من جهة أخرى، وهو ما يشير إلى أن صنعاء اختارت التوقيت المناسب لتنفيذ هذه العملية المباركة وفي ظل هذا الحراك الأمريكي لتأكيد ثباتها على موقفها عبر توجيه رسائل عديدة من هذه العملية المباركة لكل الأطراف، وأولى تلك الرسائل موجهة للنظام الأمريكي والمجتمع الدولي مفادها إنه لا تهدئة من صنعاء إلا بوقف العدوان الصهيوني على غزة ورفع الحظر كليا عنها وهذا هو السبيل الوحيد والسهل الذي يضمن اختفاء التوتر في البحر الأحمر، ما يعني أن قرار مجلس الأمن لن يغير من الأمر شيئا في حال حصلت أمريكا عليه.
أما رسالة صنعاء الثانية فهي التأكيد على أن أي تواجد عسكري أجنبي في البحر الأحمر سيكون هدفا لقواتنا المسلحة مثله مثل التواجد الأمريكي، سواء كان بقرار من مجلس الأمن أو بدونه.
الرسالة الثالثة فهي ان دافع القرار اليمني هدف إنساني بحت وأن المفترض أن يحظى هذا القرار بتأييد المجتمع الدولي لا الوقوف ضده وأن الواجب على مجلس الأمن أن يصدر قراراً ملزماً لإسرائيل بوقف العدوان ورفع الحظر وليس العكس.
الرسالة الرابعة: موجهة للعدو الأمريكي أيضا مفادها أن هذه العملية هي بداية الرد اليمني على الجريمة الأمريكية بحق قواتنا البحرية، وأن عمليات الرد ستستمر ما دام التواجد العسكري الأمريكي في البحر الأحمر باقيا.
الرسالة الخامسة: رسالة موجهة للعالم أجمع مفادها أن التواجد الأمريكي هو أكبر خطر يهدد التجارة العالمية في البحر الأحمر وأن التماهي مع الغطرسة الأمريكية والانجرار وراء مؤامرتها في البحر الأحمر سيفاقم حجم المخاطر على التجارة العالمية وعلى مصادر الطاقة وسيلحق اضراراً كبيرة بكل دول العالم.
وأسفرت هذه العملية المباركة عن ضربة قاسية جدا تلقاها النظام الأمريكي والتزم الصمت حيال العملية، فلم يعلن عنها ولا عن نتائجها، وموقفه هذا له عدة تفسيرات محتملة، ومن وجهة نظري الشخصية إن أقرب تفسير للصمت الأمريكي تجاه العملية هو أنه ادرك أخيرا أنه وقع في ورطة كبيرة باستعجاله وتواجده منفردا لحماية السفن الصهيونية في البحر الأحمر وفي عدوانه على قواتنا البحرية، ولم يعد أمامه إلا 3خيارات :
– إما الانسحاب منكسرا بفضيحة عظمى في تاريخ الاستكباري.
– أو أن يكابر ويستمر منفردا في مواجهة القرار اليمني الإنساني والعادل محاولا حماية السفن الصهيونية وفي هذه الحالة ستكون نتائج بقائه وتصعيده كارثية عليه في كل الأحوال.
– اما الخيار الثالث فهو خياره الاستراتيجي ويعمل بكل قوته على تحقيقه ويتمثل في الحصول على قرار من مجلس الأمن يشرعن تشكيل تحالف عسكري دولي تحت مؤامرة حارس الازدهار ضد اليمن والسعي بكل إمكانياته لإقناع دول أوروبا بمشاركته في محاولة حماية السفن الصهيونية ولم يحقق أي تقدم عملي في ذلك حتى الآن فيما عدا موقف إعلامي لبعض الدول الأوروبية فقط.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

اليمن تُرعب واشنطن ..

عبدالحكيم عامر

في لحظة فارقة من مسار الصراع الإقليمي، سجّل اليمن واحدة من أهم وأقوى الضربات الاستراتيجية في معركة الصراع العربي الصهيوني، عندما أجبر واشنطن على الانكفاء العسكري من المشهد الحربي الداعم للعدوان الإسرائيلي على غزة، لم يكن هذا التراجع الأمريكي وليد ضغط دبلوماسي، ولا نتيجة حسابات داخلية، بل كان استجابة قسرية أمام واقع فرضته صنعاء بالصواريخ والطائرات المسيّرة، والثبات الشعبي والميداني والسياسي في وجه أعتى تحالف عسكري على وجه الأرض.

منذ أن دخلت القوات المسلحة اليمنية في مواجهة مباشرة مع أمريكا وتحالفها، تحت عنوان حماية السفن المرتبطة بإسرائيل، ردًا على العدوان الوحشي على قطاع غزة، لكن ما بدأ بعمليات عسكرية من البحر الأحمر، سرعان ما تحوّل إلى تصعيد متسارع وعمليات نوعية امتدت حتى المحيط الهندي، وصولًا إلى باب المندب، في تحوّل أربك أمريكا وأفشل رهاناتها، ورغم الضربات الجوية والقصف المستمر، ظل الموقف اليمني صلبًا، وصاعدًا في استراتيجياته، ورافضًا للمساومة أو التراجع.

مفاجأة العالم كانت صادمة: الطرف الذي طلب وقف التصعيد هي أمريكا، وليس اليمن، والأهم من ذلك، أن قرار الحرب والسلم لم يكن في البيت الأبيض، بل في اليمن، هذا التحول يكشف حجم الانتصار اليمني، الذي لم يكن عسكريًا فقط، بل سياديًا، فرض على أمريكا إعادة التموضع والانسحاب من ساحة كانت تراها حديقتها الخلفية.

في هذا الإطار، جاء إعلان صنعاء تعليق عملياتها البحرية كمبادرة حرة لا تعني التراجع عن الدعم لفلسطين، بل كرسالة مضادة أن الحرب تُدار من اليمن، وأنه قادر على التهدئة أو التصعيد بحسب مصلحة القضية المركزية.

المفارقة أن واشنطن التي كانت تتفاخر بفرض إرادتها على الممرات البحرية، تجرّعت مرارة الفشل حينما تحولت من “شرطي البحر الأحمر” إلى طرف عاجز، يبحث عن وساطة للخروج من المستنقع اليمني، إن إيقاف العمليات العسكرية الأمريكية لم يكن خيارًا تكتيكيًا، بل هزيمة استراتيجية، لأنها اعترفت ضمنيًا بأن فاعلية اليمن العسكرية وشراسته الميدانية أقوى من كل ترسانتها.

في خطابه الأخير، فضح السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي “حفظة الله” تفاصيل اللقاءات الإقليمية التي نقلت رسالة أمريكية عبر سلطنة عمان، تعلن فيها واشنطن رسميًا وقف دعمها العسكري لإسرائيل في اليمن، متخلية عن الكيان الإسرائيلي الذي كانت مصممة بوقف اليمن عن إسنادة لغزة، وذلك بعدما استشعرت خطورة الموقف وفعالية الرد اليمني، هذا التصريح وحده يكفي لتدوين اليمن في قائمة القوى المؤثرة على السياسات الأمريكية في المنطقة.

ولم يكن لافتًا فقط مضمون الرسالة، بل رد السيد القائد على أكاذيب ترامب، الذي زعم أن اليمن “توسّل” لوقف الضربات، فجاء الرد حاسمًا: هذا الحديث “أبعد من عين الشمس”، نافضًا عن اليمن تهمة الانكسار، ومثبتًا أن الموقف مبني على وعي ديني وقرآني راسخ، يرى في مواجهة المستكبرين فريضة لا تقبل التأجيل.

الحرب النفسية التي شنّها الإعلام الأمريكي والإسرائيلي، وراهنت على تقزيم دور اليمن أو إظهاره كحالة تمرد معزولة، سقطت بمجرد أن اعترفت أمريكا بأن الضربات اليمنية هي ما دفعتها للتوقف، لم يكن تأثير اليمن في حدود البحر فقط، بل امتد ليصيب كيان العدو مباشرة، كما حدث في الضربة الصاروخية الدقيقة لمطار “بن غوريون”، والتي دشّنت مرحلة جديدة في الردع الاستراتيجي.

وفي الأخير، إن الانتصار اليمني اليوم اصبحت تقاس بالتحول الكبير في موقع اليمن داخل الخارطة الجيوسياسية، حيث بات “بوابة الردع” في البحر الأحمر، وقبلة للمقاومة السياسية والعسكرية.

وبينما تراهن بعض الأنظمة على الانبطاح لحماية مصالحها، وكانت فيه العواصم تتسابق للتطبيع، وترتجف من مجرد شجبٍ خافت، اختار اليمن خيار الكرامة، وبنى مشروعه التحرري على أسس إيمانية راسخة، تجمع بين وضوح الهدف وصلابة الموقف، وحكمة القيادة.

ما جرى هو إعلان نصر سياسي وعسكري وأخلاقي، فأن تُجبر أمريكا على وقف الدعم العسكري لـ”إسرائيل”، وتعيد تموضعها هربًا من الميدان، فهذا إنجاز يُسجّل لليمن لا كقوة عسكرية فقط، بل كمشروع تحرري متكامل.

لقد فرض اليمن معادلته: لا أمن للمحتل، ولا أمن للمصالح الغربية في البحر الأحمر، ولا استقرار لها، ما دام الدم الفلسطيني يسفك، وما دام الحصار على غزة مستمرًا.، وفي طريق القدس، تتقدم صنعاء، حاملة الصواريخ والإيمان، لتقول للعالم: اليمن ليس تابعًا، بل قائدًا، وفي زمن الغدر والتواطئ العربي، يبقى “يمن الإيمان والحكمة” شعلةً لا تنطفئ، في وجه الطغيان الأمريكي والصهيوني.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل مستاءة من ترامب لكنها تلتزم الصمت
  • مدير شباب البحر الأحمر: رفع كفاءة مركز شباب رأس غارب بملاعب وصالة أنشطة ومبنى إدارى
  • سلطنة عُمان تشيد بالدور الأمريكي في إنهاء الصراع باليمن وعودة الملاحة الآمنة في البحر الأحمر
  • ترامب: وجهنا ضربة قوية للحوثيين لاستهدافهم السفن في البحر الأحمر
  • ترامب: الحوثيين استهدفوا الملاحة بالبحر الأحمر ووجهنا لهم ضربة قوية
  • الصين تجدد موقفها الداعم لليمن وحرصها على أمن البحر الأحمر
  • NYT : ترامب حرص على وقف الحرب ضد الحوثيين.. هل اكتشف كلفة العملية الباهظة؟
  • بالتنسيق مع واشنطن.. اليمن يوجه ضربة موجعة لشبكات تهريب السلاح للحوثيين
  • مئات من نجوم السينما العالمية يدينون الصمت حيال الإبادة الجماعية في غزة
  • اليمن تُرعب واشنطن ..