الثورة نت:
2025-05-11@03:40:36 GMT

في قبضة الفكر الشمولي

تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT

 

النظرة الشمولية في الفكر والسياسة مكمن خطر شامل على حياة الفرد والمجتمع، وأهم أسرار عدم الاستقرار في البلدان المتخلفة، ونقصد الاستقرار المبني على أسس واضحة للسلام مشتقة من موجبات نظرية العقد الاجتماعي المؤسس للشرعية الدستورية التي تتقلص بموجبها مظاهر الاستبداد والتسلط ويتسع نطاق المطالبة بالحرية والعدالة، والخطر دائما ليس في الفكر – أي فكر – ولكنه في محاولة تحويل أي نظرية فكرية إلى برنامج عمل لسلطة ما تعتبر نفسها وصية على المجتمع، وهو عمل يمارسه كل المتسلطين في العالم بمختلف الصور والأشكال والادعاءات، ومن عجائب هيمنة قبضة الممارسات الشمولية الفولاذية المحكمة المتحكمة بحياة البشر – خاصة في البلدان التي يهيمن فيها الجهل ويساعدها في تقبل القرارات العشوائية التي تطال كل جوانب حياتنا أو معظمها – رأينا ذلك على سبيل المثال في حشد غالبية أبناء الجنوب والشمال للاندفاع العاطفي نحو الوحدة الاندماجية عام 1990م، الذي بني على الغريزة لا العقل لأن من يدير لعبة السياسة بروح التآمر والمصالح الشخصية غير المشروعة اعتمد على مخاطبة العاطفة الغوغائية القابلة للتحشيد، وحين اتخذ قرار الوحدة على ذلك النحو المتسارع فتغلبت العاطفة على العقل والحكمة وضاع الاهتمام ببناء وحدة قوية عصية على أي شكل من أشكال التآمر، ونفس النزعة مارسها ويمارسها اليوم من يدير نفس اللعبة السياسية، بمخاطبة غريزة الدعوة للانفصال بعد التجربة المريرة للوحدة الاندماجية الغوغائية لتصبح الغريزة نفسها سلاح الغوغائيين في الدعوة للانفصال وأبرز حاملي هذا السلاح قادة ما يسمى الانتقالي، ولهذا يعلنون – بين حين وآخر وبكل صفاقة – تبعيتهم للإمارات، ومن يتفحص تاريخ القسم الأكبر منهم يجدهم ممن شاركوا في الحشد الغوغائي للوحدة الاندماجية ودعوا إليها، إنها حالة من انعدام اللياقة وصلت حد التنصل عن أي صلة للجنوب اليمني باليمن.


لم أكن ممن استبشروا بالوحدة الاندماجية الغوغائية ورقصوا لها، وقد عبرت حينها عن رأيي كتابة وشفاهية في كل ندوة وحلقة نقاش شاركت فيها قبل أو بعد الحدث، ما أغضب بعض الفرحين الذين لا يحبهم الله، وليس لهم بالعقل علاقة، وقلت حينها: إن الوحدة الاندماجية بهذا الشكل ليست إلا كميناً ضد الوحدة الحقيقية التي تحتاج لسلطة سياسية ونخب بمستواها، فاعتبرني بعض دعاة التفاؤل والوحدة بأي ثمن متشائما موتورا من النظام الذي تصدَّر الدعوة إليها، بل وذهب بعض الجنوبيين الوحدويين جداً في ندوة أقامها اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع عدن وشارك فيها الأستاذ الوحدوي المناضل عمر الجاوي الذي قدم ورقة مضمونها ضرورة تحقيق الوحدة اليمنية في ظل أي نظام سياسي، وكاتب هذه السطور، حيث قدمت ورقة تحدثت فيها عن الآثار السلبية للثغرات التي تضمنها دستور دولة الوحدة وأنها تشكل خطراً على مستقبل الوحدة وأهم تلك الثغرات عدم تضمين الدستور الضمانات الكافية لحماية التعددية السياسية والحزبية التي قامت على أساسها الوحدة وضمان التداول السلمي للسلطة وتقليص سلطات الرئيس، ما دفع بعض المتداخلين إلى وصفي بالانفصالي المعارض المعادي للنظام في الشمال الذي اعتبروه منقذا لهم بالوحدة، هذه الديماغوجية تدعو للوقوف بمسؤولية أمام كل القضايا الوطنية وفتحها للنقاش بشجاعة ومسؤولية وحكمة، ومن ذلك: الوحدة – الثورة – أسباب هيمنة النظرة الشمولية على مركز القرار، ومبتدأ الحكمة تحصين الوحدة بالبناء المؤسسي للدولة وعدم الاستسلام لحكم الفرد والحكم الشمولي المستبد أيا كان نوعه ولونه.
وحدة اليمن بالتأكيد خيار كل من يدرك أهميتها في عالم اليوم القائم على تجميع القوى وحشد الطاقات وتوحيد الجهود والإمكانات في سبيل توسيع التفاهمات الإنسانية، تمهيداً لإيجاد نظام عالمي يؤمن بالتعددية الفكرية والثقافية والسياسية وحقوق الإنسان كوثيقة معاصرة ويسندها ويحميها باعتبارها إلى جانب ميثاق الأمم المتحدة نواة النظام العالمي المنشود.
الخطاب الواعي الجامع يعتمد على العقل والمنطق ويبني عليه المشروع الوطني القابل للبقاء والثبات الهادف إلى تحقيق السلام والوئام بين فئات المجتمع، وهو طريق الأمن والاستقرار، أما القبضة الأمنية الحديدية فليست سوى حالة أو محطة سياسية مؤقتة تخدم أجندة خاصة لفرد مستبد أو حزب أو جماعة مستبدة، فالعدالة تنافي الاستبداد وتناقضه بكل صوره وأشكاله، وأبرزها الحكم الملكي الوراثي أياً كان الأساس الذي يقوم عليه، فتوريث السلطة عدوان على فطرة الله، ولهذا فإن استخدام القوة المشروعة إنما يكون تنفيذا لمبدأ سيادة القانون وفي الحدود التي تحقق العدالة، وأي تجاوز لهذا المبدأ وهذه الحدود إنما هو اعتداء على حق الشعب في الحرية والعدالة والحياة الكريمة، وهي أكثر الجرائم شمولاً لأنها تمس كل فرد من أفراد المجتمع وكل مؤسسة من مؤسساته .
قصصت لنا بعض ما في ضميرك
قالوا تركت طريق الهداية
وخضت بحار التفلسف والزندقة
فماذا دهاك؟

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

أسير إسرائيلي في قبضة القسام: “توقفت عن الطعام.. ومصيرنا بأيديكم”

صراحة نيوز ـ بثّ الجناح العسكري لحركة حماس، كتائب القسام، مقطع فيديو جديدًا يظهر فيه أحد الأسرى الإسرائيليين لدى الحركة، والذي عرّف نفسه بـ”الأسير رقم 21″، موجّهًا رسائل حادة إلى الحكومة الإسرائيلية، المستوطنين، وطياري جيش الاحتلال، منتقدًا استمرار الحرب على قطاع غزة وعدم اتخاذ خطوات فاعلة لإطلاق سراح الأسرى.

وفي الفيديو، قال الأسير: “ماذا تنتظرون؟ أنا لا أفهم! لقد توقفت عن الطعام، ومصيرنا بأيديكم”، في إشارة إلى تجاهل الحكومة الإسرائيلية لمصير الأسرى المحتجزين في غزة منذ اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

ووجّه الأسير حديثه إلى طياري سلاح الجو الإسرائيلي، قائلاً: “أنا فخور بكم وبالعرائض التي وقعتموها لوقف الحرب والمطالبة بإطلاق سراحنا، لكنكم تواصلون التحليق والقصف علينا وعلى المدنيين، ماذا ستقولون لعائلاتنا؟”.

وأضاف موجّهًا حديثه إلى المستوطنين: “بقي القليل من الأسرى على قيد الحياة، وإذا أردتم معرفة عددهم، فاسألوا سارة نتنياهو بكل بساطة”، مشيرًا إلى أن قرارات الحكومة وزوجة رئيسها لها تأثير مباشر على مصيرهم، وقال مخاطبًا سارة نتنياهو: “ما هو عدد الأسرى الذين تريدين أن يموتوا؟ قولي لي”.

وأنهى رسالته بصرخة استغاثة قائلاً: “كيف لا تزال هذه الحرب مستمرة؟! هل جننتم؟! أياديكم ملطخة بالدماء.. كفى، كفى، حان الوقت لتتوقف الحرب”.

ويأتي هذا الفيديو في وقت تتكثف فيه الضغوط الداخلية في إسرائيل على الحكومة، وسط تصاعد الأصوات المطالبة بوقف الحرب والتوصل إلى صفقة تبادل تؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى من الجانبين، في ظل ظروف إنسانية ومعيشية متدهورة يعيشها المحتجزون داخل غزة.

مقالات مشابهة

  • شاهد بالفيديو.. بعد أن قدمت له الدعوة لحضور حفلها الجماهيري.. الفنانة هدى عربي تتفاعل مع أغنيات الفنان علي الشيخ بالرقص أعلى المسرح
  • أسير إسرائيلي في قبضة القسام: “توقفت عن الطعام.. ومصيرنا بأيديكم”
  • الأمراض التي قد يشير إليها الطفح الذي يصيب أكبر عضو في الجسم
  • مطاعم دمشق القديمة في قبضة الأمن العام: لا غناء ولا حرية ولا أمان!
  • مرقص: نأمل أن يتعاون معنا أهل الفكر وأحرار البلد في وزارة الإعلام
  • نقابة الصحفيين السودانيين تعرب عن بالغ قلقها إزاء الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها وزارة الإعلام
  • خطيب الأوقاف بالشرقية: أصحاب الفكر الضال حرفوا القرآن وأنزلوه في غير موضعه
  • حمدان بن محمد: على خطى محمد بن راشد تعلمنا أن المجتمع المتماسك هو الذي يبني الأمل
  • مداهمات في الشمال.. هؤلاء سقطوا في قبضة الجيش
  • عدن في قبضة الظلام و أزمة كهرباء تخنق الحياة