البرهان والكيزان وتجليات عصر التفاهة !!
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
د. مرتضى الغالي
بالأمس تم انتشال 13 جثة لسودانيين قبالة سواحل تونس بعد غرق مركبهم وتم الإعلان عن فقدان 27 آخرين..وهو التوقيت الذي تم فيه مقتل وإصابة العشرات في الفاشر نتيجة للقصف الجوّي..!!
تزامن ذلك مع رسالة للبرهان يهنئ فيها قيادة قطر بفوز فريق كرة القدم بكأس آسيا..!
ولم نكن نعلم أن البرهان الذي يخوض الآن حرباً ضد وطنه.
نعم هذا ما حدث (صدق أو لا تصدّق)..ويقول البرهان في رسالته إنه ينقل للقيادة القطرية تهنئته وتهنئة “الشعب السوداني”..!! بنيل الكأس و”روعة تنظيم البطولة”..!
وقد تكفل إعلام “مجلس السيادة” بتدشين الرسالة وطباعتها على الورق الفاخر..!
هل أرسل البرهان برقية تعزية في الشباب الغرقى على سواحل تونس..أو النساء والأطفال والذين مزقهم القصف في الفاشر..بجانب برقيته حول كأس آسيا..؟!
ظلت عبارة (عصر التفاهة) توصيفاً سياسياً واجتماعياً للمجتمعات عندما تنقلب فيها المعايير ويحتل فيها الأسافل مكان الأعالي ويتولى التافهون زمام القيادة ويتم استبعاد
أهل المعرفة والضمير والجدارة..! ولكن هذه الأمثولة تجسّدت الآن في شرذمة الانقلاب وتوابعها من (نافخي الكير) الذين انغمسوا في عفن أسواق النخاسة وبورصة الارتزاق..!
الآن يحدث هذا (بالكربون) وتتحقق توصيفات عصر التفاهة تحت هذه الفئة من البشر التي يقف خلفها إرهاب الكيزان و(مظاريفهم) التي تبحث عن القابلين للشراء..! هذه الفئة الضالة تدعو إلى مواصلة الحرب رغم كل ما جرى ويجرى..وبعد كل هذا الخراب ثم تجد لها مناصرين من بعض الصحفيين والإعلاميين والمطبلين وأصحاب الهشاشة النفسية ومرضى السفسطة من المتعلمين الذين يضعون زخرف القول والبراعة في المجادلة في مرتبة أهم من موت البشر تحت عجلات الحرب التي لا ترحم..والدانات التي تتساقط على الرءوس فتقتل الأطفال والنساء والصبيان والفتيات والعجزة والكهول والمواليد والحوامل ..وتطرد الناس من بيوتهم ومدنهم وقراهم بلا رحمة..!ّ!
لقد ظهرت عورات هؤلاء المنادين بالحرب من فئة المطبلين وانكشف أمرهم عندما ظهر ما يبدو وكأنه خلاف بين البرهان والكباشي..فطفق فريق منهم يدافع باستماتة عن موقف الكباشي..وتسمّر الفريق الآخر مع البرهان يدافعون عنه بأسنانهم.. واتضح أن السبب في هذا الانقسام والمشاكسة بين الفريقين والذي يحدث لأول مرة.. سببه مصدر المصاريف والأعطيات التي تصلهم…فبعضهم يستلم (الحوالة) من جهة الكباشي..والبعض الآخر مقيّد في قوائم صرف البرهان..!
مع أن الفريقين تجمعهم رعاية شاملة من جماعة الكيزان وأموال سحت المؤتمر الوطني المسروقة من الخزانة العامة..وكلها أموال عامة تفرّقت بها السُبل في عصر التفاهة..!!
في هذا التوقيت من المفارقات السودانية المخجلة والمخزية والمهينة والملطخة بكل عار الأزل والأبد تُفجع الأمة السودانية برحيل رجل من أركان الوطن الذين يفزع الناس إليه في الملمات والجائحات..فيجدون صوت الحق ورجاحة العقل وقسطاط الضمير..فبالأمس برحيل الأستاذ محجوب محمد صالح “الرائد الذي لا يكذب أهله” ينهدم ذلك الركن الركين المكين..وينقضى عصر المرجعيات الوطنية وعصر خزائن المعارف ومظان الحكمة والتنوير.. وكأن رحيله-استغفر الله- ذهداً في التعايش مع عصر التفاهة الذي أطل على الحياة السودانية بوحوش الظلام وأئمة الغباء ومسوخ الأبالسة و(المعاتيه ناقصي النمو) الذي أشعلوا الحرب ودمروا الوطن وطردوا أهله..ولا يزالون يلعقون في تلذذ دماء الضحايا..!
العسكر للثكنات والجنجويد ينحل…! الله لا كسّبكم…!
الوسومحرب الجيش والدعم السريع لا للحرب
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: حرب الجيش والدعم السريع لا للحرب
إقرأ أيضاً:
لماذا يحتفي مؤسس ويكليكس بأطفال غزة الذين قتلتهم طائرات الاحتلال؟
في تضامن واسع مع الإبادة الجماعية الدائرة في غزة، فضل مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج الظهور وهو يرتدي قميصا طُبع عليه أسماء آلاف الأطفال الفلسطينيين، وفق ما أوردت وسائل إعلام متفرقة.
وقرر أسانج تذكر 4986 طفلًا فلسطينيًا دون سن الخامسة استشهدوا تحت وقع المجازر التي ترتكبها غارات الاحتلال.
ماذا يريد أسانج؟ويريد أسانج بفعلته لفت الانتباه العالمي إلى حجم الدمار والخراب والموت الذي قامت به إسرائيل في غزة.
وارتدى أسانج القميص خلال جلسة التصوير الخاصة بفيلم “رجل الستة مليارات دولار” في مهرجان كان السينمائي عام 2025، وعلى ظهر قميصه كتب “أوقفوا إسرائيل”.
ويدافع أسانج عن قيم الحرية والتداول المعلوماتي الحر، ويرى في شبكات المصالح الرأسمالية خطرًا داهما على العدالة.
ويقول مراقبون إنه باختلاف دوافعه فهو كان الأساس في إطلاق موقع ويكيليكس الذي أفشى آلاف الأسرار، وهو ما استدعى ملاحقته من أمريكا بشدة ليقضي سنوات طويلة من عمره مطاردًا.
يأتي ذلك فيما قالت وزارة الصحة بغزة إن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي ارتفع بشكل كبير، ففي تزايد كبير للحصيلة اليومية وصل عدد الشهداء إلى 53,655 شهيدا و121,950 مصابا منذ 7 أكتوبر 2023.