بوابة الوفد:
2024-06-12@09:31:36 GMT

باب جدة ولا باب سواه

تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT

عين الصواب هو القرار الذى صدر أول هذا الأسبوع فى السودان، عن اجتماع ضم مجلس السيادة الانتقالى ومجلس الوزراء معًا.

كان المجلسان قد عقدا اجتماعهما برئاسة الفريق عبدالفتاح البرهان، وكانا قد انتهيا إلى أنه لا حوار لوقف الحرب فى السودان إلا من خلال منبر جدة، وأنهما لن يلتفتا إلى أى منبر سواه، ولن يذهبا إلى أى منصة أخرى.

وهذا القرار له خلفية، وخلفيته هى رغبة المجلسين فى ألا تكون الحرب فى السودان، بابًا تتدخل من خلاله أطراف خارجية فى شئون البلاد.. فمن قبل كانت هناك محاولات لجمع البرهان مع محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتى، قائد قوات الدعم السريع، التى تقاتل الجيش منذ ١٥ أبريل ٢٠٢٣، وكانت الخرطوم تكتشف فى كل مرة، أن الجهة التى تحاول جمعهما فى لقاء لا تفعل ذلك لوجه الله، ولا لوجه السودان، وإنما لوجه أشياء أخرى.

وهذا ما جعل اجتماع المجلسين يغلق كل باب خارجى، باستثناء باب جدة الذى دخل منه الطرفان من قبل مرات، واتفقا على أشياء، ثم لم تكن محل التزام من جانب قوات الدعم السريع بالذات.. ولا بد أن اطمئنان مجلس السيادة الانتقالى، ومجلس الوزراء، إلى منبر جدة دون غيره من المنابر له أسبابه الوجيهة.

وليس المرء فى حاجة إلى ذكاء كبير ليدرك أن من بين هذه الأسباب، بل وفى المقدمة منها، أن المملكة العربية السعودية التى أتاحت هذا المنبر لعقد لقاءات بين الطرفين، لا أطماع لها فى السودان، ولا تنحاز إلى طرف دون طرف، ولكنها تسعى إلى ما يحقق صالح الطرفين معًا، وبالأدق تسعى إلى ما يحقق صالح السودان كله فى مجمله، وما يحقق صالح الشعب السودانى فى المقام الأول والأخير.

تمامًا كما كان الحال لدى القاهرة حين دعت ذات يوم إلى مؤتمر فيها لدول الجوار مع السودان، ولم تكن وقتها، ولا اليوم، ولا سوف تريد شيئًا فى الغد، إلا أن يكون السودان مستقرًا، وإلا أن تتوقف هذه الحرب بسرعة وبأى طريقة.

إن مصر والسعودية تشاركان السودان العضوية فى تجمع إقليمى اسمه دول البحر الأحمر، وبحكم هذه العضوية فإن المصلحة تظل مشتركة، وتظل القاهرة والرياض حريصتين على أن يهدأ الوضع فى السودان، وأن يقطع الطرفان الطريق على كل طرف خارجى طامع أو طامح، وأن يكون جهدهما من أجل السودان الذى لا بد أن يتسع لكل أبنائه، وألا تستقوى فيه جماعة على البلد، وأن يظل الولاء للوطن الذى يسع الجميع.

وهذا يمكن أن يكون له ألف طريق، ولكن الطريق الأول إليه هو وقف الحرب، وما بعد وقفها يبقى فى حكم التفاصيل.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سليمان جودة خط أحمر السودان الفريق عبدالفتاح البرهان الحرب في السودان فى السودان

إقرأ أيضاً:

"الصحفيين" تهنئ الجماعة الصحفية بـ "يوم الصحفي".. وتؤكد: سيظل عيدًا سنويًا لحرية الصحافة

وجّه مجلس نقابة الصحفيين فى اجتماعه اليوم برئاسة خالد البلشى نقيب الصحفيين، التهنئة لجميع الزملاء بمناسبة "يوم الصحفى"، وهو اليوم الذى اختارته الجمعية العمومية التاريخية للنقابة عام 1995م؛ ليكون عيدًا سنويًا لحرية الصحافة.

وقال مجلس النقابة إنه إذ يحيى صناع هذا اليوم المجيد، الذى يواكب ذكرى انتفاضة الصحفيين، وجمعيتهم العمومية التاريخية ضد القانون رقم (93) لسنة 1995م، المعروف بـ "قانون اغتيال الصحافة"، وهى الجمعية التى كانت بداية لمواجهة امتدت لأكثر من عام انتهت بانتصار الصحفيين وإسقاط القانون المشبوه، فإنه يستغل هذه الذكرى ليوجه التحية، لمجلس 1995م، الذى اتخذ قراره التاريخى فى اجتماعه الطارئ يوم 29 مايو عقب إقرار القانون المشبوه بالدعوة للجمعية العمومية فى 10 يونيو، كما يوجه التحية لجموع الصحفيين، الذين خاضوا معركة الدفاع عن المهنة والحرية، وحق المواطن فى المعرفة.

ووجّهت النقابة، التحية لكل المدافعين عن الحق والحرية، وفى مقدمتهم الشعب الفلسطينى، والزملاء الصحفيون فى غزة، الذين دفعوا من دمائهم أثمانًا غالية من أجل الانتصار للوطن وللحقيقة، وضربوا بصمودهم نموذجًا فذًا فى النضال الإنسانى، والعمل الصحفي.

وأعلن المجلس تضامنه مع كل الإعلاميين، ووسائل الإعلام، التى تنتصر للحق الفلسطينى، ويشدد على إدانته للهجمة الشرسة ضد عدد من الإعلاميين، ووسائل الإعلام العربية والمصرية والدولية، التى تنتقد الوحشية الصهيونية تجاه الشعب الفلسطينى، والعدوان الصهيونى الهمجى، وتصفها بالمعاداة للسامية، ويعتبر المجلس أن ذلك امتدادًا للموقف الغربى المنحاز للكيان الصهيونى، وهو الموقف الذى جسدته قطاعات من وسائل الإعلام الغربية.
والمجلس إذ يستلهم أحداث "ثورة الصحفيين المجيدة" فى مواجهة قانون اغتيال الصحافة، فى ذكراها التاسعة والعشرين، فإنه لا يسعه إلا تجديد مطالبه، التى ما دام رفعها خلال العام الأخير، والتى يأتى على رأسها:

أولًا.. إطلاق سراح جميع الصحفيين المحبوسين، وإصدار قانون للعفو الشامل عن سجناء الرأى، كما يعلن المجلس انضمامه لكل المطالبات بإطلاق سراح كل المواطنين المحبوسين "بسبب دعمهم للقضية الفلسطينية"، خاصة طلاب الجامعات.

ومجلس نقابة الصحفيين إذ يتمنى إغلاق هذا الملف المؤلم فى أسرع وقت، فإنه يأمل أن تكون البداية فى عيد الأضحى القادم، مشددًا على أن الإفراج عن الصحفيين المحبوسين لا بد أن يأتى ضمن حزمة إجراءات تمنع حبس آخرين، وتؤكد قدرة الصحفيين على أداء عملهم بأمان دون خوف من النيل من حريتهم.

ثانيًا.. رفع الحَجب عن المواقع، التى تم حجبها خلال السنوات الماضية، ومراجعة القوانين، التى تفتح الباب للحَجب.

ثالثًا.. إصدار قانونى حرية تداول المعلومات، وإلغاء العقوبات السالبة للحرية فى قضايا النشر والعلانية، إنفاذًا للمادتين (68)، و(71) من الدستور.

رابعًا.. تعديل التشريعات المنظِّمة للصحافة والإعلام، وعلى رأسها "قانون تنظيم الصحافة والإعلام"، بما يرسخ استقلال المؤسسات الصحفية، ويسهّل أداء الصحفيين لواجبهم المهنى، ويرفع القيود التى فرضتها بعض مواد تلك القوانين على حرية الرأى والتعبير، ويحسّن أجور العاملين فى المهنة بما يتناسب مع طبيعة الواجب الملقى على عاتقهم، ومعدلات التضخم الأخيرة.

خامسًا.. تعديل مواد الحبس الاحتياطى، التى حولت الإجراء الاحترازى إلى عقوبة تم تنفيذها على العديد من الصحفيين، وأصحاب الرأى خلال السنوات الماضية.

سادسًا.. اعتماد كارنيه نقابة الصحفيين بوصفه تصريح العمل الوحيد المعتمد دستوريًا للزملاء من أعضاء النقابة (صحفيين ومصورين)، دون الحاجة لأى تصاريح أخرى، واعتماد خطابات الصحف والمواقع المعتمدة لبقية الزملاء ممن لم يتسن لهم الحصول على عضوية النقابة، وأن يتم ذلك على الفور حتى إجراء التعديلات على النصوص، التى فتحت الباب لذلك القيد بقانون تنظيم الصحافة والإعلام.

سابعًا.. السعى لإقرار لائحة أجور عادلة، وإلزام المؤسسات الصحفية بتطبيق الحد الأدنى للأجور، وتسوية الموقف التأمينى لمئات الصحفيين المتعطلين.

ثامنًا.. مراجعة القيود والضوابط القانونية المفروضة على حرية الإصدار بالمخالفة للدستور، وإعادة النظر فى تركز ملكية المؤسسات الإعلامية بيد عدد من الشركات بما يتعارض مع مواد قانون منع الاحتكار، وقانون تنظيم الصحافة والإعلام.

وأكد مجلس نقابة الصحفيين أن الاحتفال بالذكرى 29 ليوم الصحفى يأتى بينما يستعد الصحفيون لمؤتمرهم السادس، وهو المؤتمر الذى يعد فرصة لمناقشة كل قضايا المهنة، موجهًا الدعوة لجموع الصحفيين للمشاركة فى المؤتمر من أجل صحافة حرة ومتنوعة قادرة على مواجهة التحديات.

وشدد مجلس نقابة الصحفيين على أن حرية الصحافة لا تنفصل عن حرية الوطن، وحق المواطن فى التعبير عن رأيه، مؤكدًا أن مطالبه تأتى ضمن سياق عام، عماده الحلم بوطن يتسع للجميع، وبمساحات أكثر رحابة للحركة، وباستعادة دور ما دام مارسته الصحافة فى التنوير والتثقيف، وكشف مكامن الخطر، التى تواجه الدولة المصرية، كسلطة رابعة تراقب وتحذر، وتبشر بمستقبل يليق بنا جميعًا.

وشدد المجلس على أن إعادة الاعتبار للتنوع فى المجتمع من خلال صحافة حرة ومتنوعة عبر تحرير الصحافة والصحفيين من القيود المفروضة على عملهم، وعلى حريتهم فى ممارسة مهنتهم ستظل ضمانة رئيسية ليس للصحفيين وحدهم، ولكن للمجتمع بكل فئاته، فحرية الصحافة ليست مطلبًا فئويًا، ولا ريشة توضع على رأس ممارسى المهنة، ولكنها طوق نجاة للمجتمع بأسره، وساحة حوار دائمة مفتوحة للجميع لمناقشة كل قضايا الوطن والمواطنين.

مقالات مشابهة

  • البرزخ ولصوص التاريخ «الأخيرة»
  • ايقاف الحرب كلمة طيبة
  • الأوضاع الاقتصادية تسهم في تشكيل النظام العالمي الجديد.. ابحث عن الصين
  • «ماكرون» يحل البرلمان ويدعو للانتخابات ٣٠ يونيو
  • «رشيد» بلد الأحباب ١_٢
  • "الصحفيين" تهنئ الجماعة الصحفية بـ"يوم الصحفى" وتؤكد: سيظل عيدًا سنويًا لحرية الصحافة
  • عمال النظافة من النسيان إلى «حياة كريمة»
  • الوزير والمحافظ السياسى
  • "الصحفيين" تهنئ الجماعة الصحفية بـ "يوم الصحفي".. وتؤكد: سيظل عيدًا سنويًا لحرية الصحافة
  • محمد فودة يكتب: ارفعوا أيديكم عن عمرو دياب