بوابة الوفد:
2025-05-09@06:08:24 GMT

باب جدة ولا باب سواه

تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT

عين الصواب هو القرار الذى صدر أول هذا الأسبوع فى السودان، عن اجتماع ضم مجلس السيادة الانتقالى ومجلس الوزراء معًا.

كان المجلسان قد عقدا اجتماعهما برئاسة الفريق عبدالفتاح البرهان، وكانا قد انتهيا إلى أنه لا حوار لوقف الحرب فى السودان إلا من خلال منبر جدة، وأنهما لن يلتفتا إلى أى منبر سواه، ولن يذهبا إلى أى منصة أخرى.

وهذا القرار له خلفية، وخلفيته هى رغبة المجلسين فى ألا تكون الحرب فى السودان، بابًا تتدخل من خلاله أطراف خارجية فى شئون البلاد.. فمن قبل كانت هناك محاولات لجمع البرهان مع محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتى، قائد قوات الدعم السريع، التى تقاتل الجيش منذ ١٥ أبريل ٢٠٢٣، وكانت الخرطوم تكتشف فى كل مرة، أن الجهة التى تحاول جمعهما فى لقاء لا تفعل ذلك لوجه الله، ولا لوجه السودان، وإنما لوجه أشياء أخرى.

وهذا ما جعل اجتماع المجلسين يغلق كل باب خارجى، باستثناء باب جدة الذى دخل منه الطرفان من قبل مرات، واتفقا على أشياء، ثم لم تكن محل التزام من جانب قوات الدعم السريع بالذات.. ولا بد أن اطمئنان مجلس السيادة الانتقالى، ومجلس الوزراء، إلى منبر جدة دون غيره من المنابر له أسبابه الوجيهة.

وليس المرء فى حاجة إلى ذكاء كبير ليدرك أن من بين هذه الأسباب، بل وفى المقدمة منها، أن المملكة العربية السعودية التى أتاحت هذا المنبر لعقد لقاءات بين الطرفين، لا أطماع لها فى السودان، ولا تنحاز إلى طرف دون طرف، ولكنها تسعى إلى ما يحقق صالح الطرفين معًا، وبالأدق تسعى إلى ما يحقق صالح السودان كله فى مجمله، وما يحقق صالح الشعب السودانى فى المقام الأول والأخير.

تمامًا كما كان الحال لدى القاهرة حين دعت ذات يوم إلى مؤتمر فيها لدول الجوار مع السودان، ولم تكن وقتها، ولا اليوم، ولا سوف تريد شيئًا فى الغد، إلا أن يكون السودان مستقرًا، وإلا أن تتوقف هذه الحرب بسرعة وبأى طريقة.

إن مصر والسعودية تشاركان السودان العضوية فى تجمع إقليمى اسمه دول البحر الأحمر، وبحكم هذه العضوية فإن المصلحة تظل مشتركة، وتظل القاهرة والرياض حريصتين على أن يهدأ الوضع فى السودان، وأن يقطع الطرفان الطريق على كل طرف خارجى طامع أو طامح، وأن يكون جهدهما من أجل السودان الذى لا بد أن يتسع لكل أبنائه، وألا تستقوى فيه جماعة على البلد، وأن يظل الولاء للوطن الذى يسع الجميع.

وهذا يمكن أن يكون له ألف طريق، ولكن الطريق الأول إليه هو وقف الحرب، وما بعد وقفها يبقى فى حكم التفاصيل.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سليمان جودة خط أحمر السودان الفريق عبدالفتاح البرهان الحرب في السودان فى السودان

إقرأ أيضاً:

معا لوقف الحرب واسترداد عافية السودان

كلام الناس
نورالدين مدني
منذ أن اندلعت الحرب اللعينة في السودان قلنا أنها ليست معركة بين البرهان وحميدتي ولا بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع إنما هي حرب استهدفت قطع الطريق أمام القوي المدنية التي اسقطت سلطة نظام الانقاذ وشرعت في الانتقال للحكم المدني الديمقراطي.
للأسف استمرت أصوات داعمي الحرب المؤججين للفتن المجتمعية بين مكونات النسيج السوداني تدعي بأن الحرب التي مازالت تتمدد رغم ادعائهم النجاج فيما اعتبروه تحرير الخرطوم مركزين اتهاماتهم على قوات الدعم السريع صنيعتهم التي مكنوا لها حتى داخل قواعد القوات المسلحة السودانية.
نحن بالطبع لاندافع عن قوات الدعم السريع شريك الانقلابيين الاساسي في انقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر2021م لكن قلقنا يزداد كل يوم مع استمرار تداعيات الحرب المتنقلة تحت سمع وبصر القوات المسلحة بلامقاومة تذكر.
ماحدث في بورتسودان لاينفصل عن مجريات هذه الحرب اللعينة في أكثر من منطقة من مناطق السودان التي ينفذها الانقلابيون بدم بارد وادخلوا السودان في متاهات داخلية وخارجية بلا هدى ولا بصيرة.
نحن لاننكر وجود تقاطعات ومصالح وأطماع خارجية لكن كل ذلك ناجم من هوان الانقلابيين وضعفهم وعجزهم عن إطفاء نيران حربهم التي أشعلوها دون ان يحققوا أهدافهم وان بدأوا يطفحون على سطع بعض مواقع السلطة الزائلة لامحالة.
لذلك ظللنا نساند الحراك الايجابي الذي تقوده القوى المدنية والديمقراطية بالتنسيق مع المساعي الاقليمية والدولية لوقف هذه الحرب اللعينة واسترداد عافية السودان الديمقراطية والمجتمعية العائدة وراجحة رغم أنف الانقلابيين الذين راح لهم الدرب وهم في حربهم يتخبطون.  

مقالات مشابهة

  • السودان كان قاب قوسين أو أدني من التخلص من مليشيا الدعم السريع
  • حرب المسيرات وخطر التدخل الخارجي
  • الأمارات تعلن عن فشل مشروع المؤامرة
  • لماذا الهجوم على بورتسودان الآن؟
  • هل انتهت الحرب في السودان؟
  • هل يؤدي قصف بورتسودان إلى توازن القوى وإنعاش السلام؟
  • اقْتِصَادَاتُ الحَل التَفَاوُضِي فِي السُودِان
  • لهيب أسود يلتهم نبض السودان
  • محافظ دمياط يشارك بتجربة للنحت على الخشب
  • معا لوقف الحرب واسترداد عافية السودان