شبكة اخبار العراق:
2025-12-13@03:35:50 GMT

العراق التاريخي في مواجهة دولة المكونات

تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT

العراق التاريخي في مواجهة دولة المكونات

آخر تحديث: 28 فبراير 2024 - 9:40 صبقلم:فاروق يوسف بسذاجة سياسية تعامل الكثيرون مع المشروع الأميركي في العراق باعتباره دعوة إلى تقسيم البلد المنكوب بحروبه من غير أن ينتبهوا إلى أن الأميركان كانوا أكثر ذكاء في تفكيك العراق من غير الإعلان عن انهيار الدولة العراقية ورفع غطاء السيادة الوطنية عنها. عمل المحتل الأميركي على تمزيق النسيج المجتمعي وزعزعة وحدة الأراضي العراقية سياسيا من غير أن يؤدي تبنيه لاستقلال الإقليم الكردي شمال العراق إلى قيام دولة كردية، تكون عضوا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالرغم من أن الدولة الكردية التي يتم تمويلها من ميزانية العراق صارت أمرا واقعا، بعلمها وسفاراتها ورئيسها ووزاراتها وجيشها.

ولم ينحصر الأمر بمنطق القوة الذي فرض الأميركان من خلاله قيام تلك الدولة الطفيلية بل إن الدستور العراقي الجديد الذي كتبه الأميركان ينص على الاعتراف بها داخل حدود العراق مع وجود ما يُسمى صوريا بالحكومة الاتحادية في بغداد. لم يفت الأميركان الإعلان عن أنهم حافظوا على وحدة الأراضي العراقية، بل إنهم وقفوا ضد نتائج الاستفتاء الذي دعا إلى انفصال الإقليم الكردي عن العراق عام 2017. غير أن ذلك لا يخفي حقيقة أن الحكومة الاتحادية لا تملك ممثلا واحدا لها في الحكومة التي تفرض سيطرتها على الأراضي الكردية. ولا يزال الأكراد متمسكين بالمادة رقم 140 من الدستور والخاصة بما يسمى المناطق المتنازع عليها. وهي المناطق التي يعتقد الأكراد أنها تابعة لإقليمهم. وإذا ما نظرنا إلى خارطة العراق في ظل تلك المادة فإن الجزء الأكبر منها سيقع ضمن الدولة الكردية إذا ما تم تنفيذ تلك المادة. لذلك لم ينص الدستور على أن العراق دولة عربية بل هو دولة مكونات. العراق لم يعد قانونيا دولة عربية بالرغم من أن الجامعة العربية تصر على الاستمرار في احتضانه. وإذا ما كان الاعتراف الدستوري بالإقليم الكردي صريحا فإن الدستور قد نص صراحة في المادة 116 على أن العراق يتكون من عاصمة وأقاليم ومحافظات لا مركزية وإدارات محلية. وهو ما يعني أن العراق لم يعد ذلك العراق الذي نعرفه. في سياق ذلك التحول الخطير في تاريخ العراق فإن فكرة الأقاليم صارت جاهزة على الطاولة. في وقت سابق كانت هناك دعوة إلى إقامة إقليم في الجنوب، عاصمته البصرة، المدينة الثرية بالنفط. سيكون ذلك الإقليم حسب التصنيف الطائفي السائد شيعيا. غير أن الأحزاب الشيعية الموالية لإيران لم تستهوها تلك الفكرة فاختفت بين الأدراج. وليس سنة العراق أقل دهاء حين صاروا يطرحون فكرة الإقليم السني الذي ستكون الرمادي عاصمته. حين ألغيت فكرة الإقليم الشيعي فإن ذلك لم يكن فشلا للمشروع الطائفي الشيعي. فالشيعية السياسية التي هي تجسيد للهيمنة الإيرانية نجحت أخيرا في احتواء العراق الذي ترغب في أن يكون تحت سيطرتها. أما إقامة إقليم سني فإنها ستكون فكرة مرفوضة لا من قبل الأحزاب الشيعية التي انفردت بالحكم في بغداد فحسب، بل وأيضا من قبل إيران والولايات المتحدة، الدولتين اللتين تتحكمان بالقرار السياسي في العراق. ليست السنية السياسية أفضل حالا من الشيعية السياسية ولا هي أكثر وطنية. لقد انتهى زمن المقاومة وانزوى دعاة الوطنية في بيوتهم. هناك شيء أشبه بالتجارة وليس ممثلو “السنة العرب” كما يسميهم الدستور سوى رجال أعمال، صنع الأمريكان الجزء الأكبر منهم واجهة لمشروعهم في المناطق ذات الأغلبية السنية. وقد يعتقد البعض أن هناك خطأ في التوقيت. وهو ما يتناقض مع حقيقة الواقع العراقي. لقد طرد الدستور العراقي “سنة العراق” من العراق التاريخي حين اعتبرهم عربا فيما صار العراق غير عربي. فكرة العزل والإقصاء انطلقت من الدستور. غير أن إدارة الظهر لبغداد ليست فكرة حكيمة تماما. فبغداد التي تمكنت منها الشيعية السياسية تظل عاصمة للعراق الموحد. ذلك العراق الذي صنع السنة دولته، يوم كان مجرد ولايات عثمانية. وبغض النظر عن فشل مشاريع الأقاليم هنا وهناك يظل مشروع الإقليم الكردي قائما، يتحدى وجوده قيام دولة عراقية موحدة ذات سيادة. ما تم تفكيكه لن يُعاد إلى ما كان عليه. والعراق بلد مفكك، لا تملك حكومته الاتحادية سوى أن تمول الجهات التي تبقيه حاضرا على الخرائط السياسية غير أنه واقعيا لا يملك حضورا مؤثرا. لقد صار العراق دولة مكونات. لن يتمكن تاريخه في الوقت الحالي من ضبط سباق مكوناته.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الإقلیم الکردی غیر أن

إقرأ أيضاً:

مدرب الأردن: مواجهة العراق اختبار لصلابتنا الذهنية وأرنولد يؤكد جاهزية أسود الرافدين

يعتقد جمال السلامي مدرب الأردن، أن المنافس الحقيقي لفريقه في المباريات المقبلة بكأس العرب لكرة القدم المقامة في قطر "هو نفسه" مشيرا إلى أن اللاعبين سيخوضون اختبارا حقيقيا لقياس مدى صلابتهم الذهنية بعد تحقيق 3 انتصارات متتالية في المسابقة.

وتأهل منتخب الأردن إلى دور الثمانية بتصدره المجموعة الثالثة بالعلامة الكاملة، وسيواجه، غدا الجمعة، نظيره العراقي الذي حل وصيفا في المجموعة الرابعة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2محمد غزال للجزيرة نت: تطبيق "عنك" خدمة لذوي الإعاقة البصرية للاستمتاع ببطولة كأس العربlist 2 of 2سر تألق النجم الجزائري عادل بولبينة في كأس العربend of list

وقال السلامي إن "تحقيق 3 انتصارات في دور المجموعات كان أمرا بالغ الأهمية. لكل منتخب أهدافه، وكان هدفنا تطوير الأداء، واكتساب الشخصية، وتعزيز الثقة".

وتابع: "تأهلنا إلى دور الثمانية ونحظى باحترام الجميع، لكن ما تحقق أصبح من الماضي، والأهم هو القادم. تنتظرنا مباراة قوية أمام العراق".

وأضاف أن "مباراة العراق ستكون اختبارا حقيقيا لقياس صلابتنا الذهنية، وللتأكيد أننا أصبحنا منتخبا قادرا على الفوز مع الحفاظ على الجدية والشخصية التي ظهر بها سابقا.. المباريات الإقصائية لها طقوس خاصة، واللاعبون يدركون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، ويتطلعون لمواصلة مشوارهم في البطولة".

وأوضح أنه "شاهدنا المنتخب العراقي في الآونة الأخيرة وهو يمتلك القوة في الدفاع والسيطرة في مجمل المباريات، ولديهم مهاجمون خطرون يجب الحذر منهم".

واختتم "منذ أن أتيت إلى الأردن ومباراة العراق لها طابع خاص. في تصفيات كأس العالم الجماهير الأردنية كانت تطالب بالفوز وإن كان المهم عندي التأهل لكأس العالم… الآن في قطر نتمنى أن تكون المباراة تنافسية على أرض الملعب والأفضل سيفوز وأتمنى فوزنا والتأهل".

ويعيش منتخب الأردن الملقب "بالنشامى" فترة من الازدهار إذ يستعد للظهور لأول مرة في نهائيات كأس العالم العام المقبل، بعد أن أوقعته القرعة التي أُجريت هذا الشهر في المجموعة العاشرة إلى جانب منتخبات الأرجنتين حاملة اللقب، والنمسا، والجزائر.

السلامي: تحقيق 3 انتصارات في دور المجموعات أمر بالغ الأهمية (غيتي)أرنولد: اللاعبون مستعدون ذهنيا وبدنيا

في المقابل يعول المدرب الأسترالي غراهام أرنولد على انضباط وحماس لاعبيه للتقدم أكثر في البطولة.

إعلان

وقال أرنولد إن "اللاعبين مستعدون ذهنيا وبدنيا لتقديم أفضل ما لديهم في مباراة الغد".

وتابع إن "الجانب النفسي والذهني للاعبين في أفضل حالاته. هذه البطولة فرصة مهمة لاختيار التشكيلة الأنسب للملحق العالمي المؤهل لكأس العالم. ورغم الغيابات قدم اللاعبون أداء مميزا أمام الجزائر".

أرنولد: كأس العرب فرصة مهمة لاختيار التشكيلة الأنسب للملحق العالمي المؤهل لكأس العالم (رويترز)

وعبر أرنولد عن سعادته الخاصة "بالعناصر المحلية في الدوري العراقي التي أظهرت مستويات مبهرة في البطولة". وقال "أثبت اللاعبون انضباطا عاليا وطاقة كبيرة" داعيا الجماهير العراقية إلى تقديم الدعم والمساندة في هذه المباراة المهمة.

وتأهل العراق إلى نهائي الملحق العالمي المقرر في مارس/آذار المقبل في المكسيك ويواجه الفائز من مباراة نصف النهائي بين سورينام وبوليفيا، ويحسم الملحق العالمي آخر مقعدين في نهائيات العالم المقررة في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا بمشاركة 48 منتخبا.

وصعد العراق لنهائيات كأس العالم مرة واحدة في 1986.

مقالات مشابهة

  • يزن النعيمات يتعرض لقطع في الرباط الصليبي بعد مواجهة العراق في كأس العرب
  • رشيد وبوتين يتفقان على مواجهة التحديات وتعزيز علاقات العراق وروسيا
  • صفقة الأهلي.. إصابة خطيرة للاعب الأردن خلال مواجهة العراق بربع نهائي كأس العرب
  • د. عساف الشوبكي يوجه رسالة إلى النشامى قبل مواجهة العراق
  • مدرب الأردن: مواجهة العراق اختبار لصلابتنا الذهنية وأرنولد يؤكد جاهزية أسود الرافدين
  • مدرب منتخب الأردن: مواجهة العراق تحمل طابعا خاصا
  • الإمارات تتضامن مع العراق وتعزي في ضحايا الفيضانات والسيول في إقليم كردستان
  • تصريحات نارية من جمال سلامي قبل مواجهة العراق
  • كأس العرب.. الأردن تتأهب لكسر التفوق التاريخي للعراق
  • ضد الدستور وحرية التعبير..الولائي زيدان يصدر أمراً قسرياً لمن يدافع عن العراق وتحريره من إيران والفساد والظلم والإجرام