شبكة اخبار العراق:
2025-05-07@14:36:23 GMT

العراق التاريخي في مواجهة دولة المكونات

تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT

العراق التاريخي في مواجهة دولة المكونات

آخر تحديث: 28 فبراير 2024 - 9:40 صبقلم:فاروق يوسف بسذاجة سياسية تعامل الكثيرون مع المشروع الأميركي في العراق باعتباره دعوة إلى تقسيم البلد المنكوب بحروبه من غير أن ينتبهوا إلى أن الأميركان كانوا أكثر ذكاء في تفكيك العراق من غير الإعلان عن انهيار الدولة العراقية ورفع غطاء السيادة الوطنية عنها. عمل المحتل الأميركي على تمزيق النسيج المجتمعي وزعزعة وحدة الأراضي العراقية سياسيا من غير أن يؤدي تبنيه لاستقلال الإقليم الكردي شمال العراق إلى قيام دولة كردية، تكون عضوا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالرغم من أن الدولة الكردية التي يتم تمويلها من ميزانية العراق صارت أمرا واقعا، بعلمها وسفاراتها ورئيسها ووزاراتها وجيشها.

ولم ينحصر الأمر بمنطق القوة الذي فرض الأميركان من خلاله قيام تلك الدولة الطفيلية بل إن الدستور العراقي الجديد الذي كتبه الأميركان ينص على الاعتراف بها داخل حدود العراق مع وجود ما يُسمى صوريا بالحكومة الاتحادية في بغداد. لم يفت الأميركان الإعلان عن أنهم حافظوا على وحدة الأراضي العراقية، بل إنهم وقفوا ضد نتائج الاستفتاء الذي دعا إلى انفصال الإقليم الكردي عن العراق عام 2017. غير أن ذلك لا يخفي حقيقة أن الحكومة الاتحادية لا تملك ممثلا واحدا لها في الحكومة التي تفرض سيطرتها على الأراضي الكردية. ولا يزال الأكراد متمسكين بالمادة رقم 140 من الدستور والخاصة بما يسمى المناطق المتنازع عليها. وهي المناطق التي يعتقد الأكراد أنها تابعة لإقليمهم. وإذا ما نظرنا إلى خارطة العراق في ظل تلك المادة فإن الجزء الأكبر منها سيقع ضمن الدولة الكردية إذا ما تم تنفيذ تلك المادة. لذلك لم ينص الدستور على أن العراق دولة عربية بل هو دولة مكونات. العراق لم يعد قانونيا دولة عربية بالرغم من أن الجامعة العربية تصر على الاستمرار في احتضانه. وإذا ما كان الاعتراف الدستوري بالإقليم الكردي صريحا فإن الدستور قد نص صراحة في المادة 116 على أن العراق يتكون من عاصمة وأقاليم ومحافظات لا مركزية وإدارات محلية. وهو ما يعني أن العراق لم يعد ذلك العراق الذي نعرفه. في سياق ذلك التحول الخطير في تاريخ العراق فإن فكرة الأقاليم صارت جاهزة على الطاولة. في وقت سابق كانت هناك دعوة إلى إقامة إقليم في الجنوب، عاصمته البصرة، المدينة الثرية بالنفط. سيكون ذلك الإقليم حسب التصنيف الطائفي السائد شيعيا. غير أن الأحزاب الشيعية الموالية لإيران لم تستهوها تلك الفكرة فاختفت بين الأدراج. وليس سنة العراق أقل دهاء حين صاروا يطرحون فكرة الإقليم السني الذي ستكون الرمادي عاصمته. حين ألغيت فكرة الإقليم الشيعي فإن ذلك لم يكن فشلا للمشروع الطائفي الشيعي. فالشيعية السياسية التي هي تجسيد للهيمنة الإيرانية نجحت أخيرا في احتواء العراق الذي ترغب في أن يكون تحت سيطرتها. أما إقامة إقليم سني فإنها ستكون فكرة مرفوضة لا من قبل الأحزاب الشيعية التي انفردت بالحكم في بغداد فحسب، بل وأيضا من قبل إيران والولايات المتحدة، الدولتين اللتين تتحكمان بالقرار السياسي في العراق. ليست السنية السياسية أفضل حالا من الشيعية السياسية ولا هي أكثر وطنية. لقد انتهى زمن المقاومة وانزوى دعاة الوطنية في بيوتهم. هناك شيء أشبه بالتجارة وليس ممثلو “السنة العرب” كما يسميهم الدستور سوى رجال أعمال، صنع الأمريكان الجزء الأكبر منهم واجهة لمشروعهم في المناطق ذات الأغلبية السنية. وقد يعتقد البعض أن هناك خطأ في التوقيت. وهو ما يتناقض مع حقيقة الواقع العراقي. لقد طرد الدستور العراقي “سنة العراق” من العراق التاريخي حين اعتبرهم عربا فيما صار العراق غير عربي. فكرة العزل والإقصاء انطلقت من الدستور. غير أن إدارة الظهر لبغداد ليست فكرة حكيمة تماما. فبغداد التي تمكنت منها الشيعية السياسية تظل عاصمة للعراق الموحد. ذلك العراق الذي صنع السنة دولته، يوم كان مجرد ولايات عثمانية. وبغض النظر عن فشل مشاريع الأقاليم هنا وهناك يظل مشروع الإقليم الكردي قائما، يتحدى وجوده قيام دولة عراقية موحدة ذات سيادة. ما تم تفكيكه لن يُعاد إلى ما كان عليه. والعراق بلد مفكك، لا تملك حكومته الاتحادية سوى أن تمول الجهات التي تبقيه حاضرا على الخرائط السياسية غير أنه واقعيا لا يملك حضورا مؤثرا. لقد صار العراق دولة مكونات. لن يتمكن تاريخه في الوقت الحالي من ضبط سباق مكوناته.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الإقلیم الکردی غیر أن

إقرأ أيضاً:

مجلس التعاون الخليجي يصطف مع الكويت ظلما وعدوانا تزويرا للحقائق والتاريخ ضد سيادة العراق

آخر تحديث: 7 ماي 2025 - 9:41 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أبدى مجلس التعاون الخليجي، امس الثلاثاء، رفضه القاطع للمساس بسيادة الكويت!! من جمهورية العراق.وذكر المجلس في بيان ، أن “الاجتماع الذي عقد اليوم ترأسه وزير الخارجية عبدالله اليحيا، وشارك فيه وزير الدولة بوزارة الخارجية بالإمارات خليفة بن شاهين المرر، ووزير الخارجية البحرين عبداللطيف الزياني، ونائب وزير الخارجية السعودية وليد الخريجي، ووزير الخارجية عمان بدر البوسعيدي، ووزير الدولة للشؤون الخارجية بقطر سلطان المريخي، ونائب وزير الخارجية السفير جراح الجابر، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي”.وأضاف إنه “بعد مناقشة التطورات، صدر بيان عن الأمانة العامة لمجلس التعاون يتضمن 7 نقاط: 1 – أكد المجلس الوزاري على قرارات المجلس الأعلى في دورته (45) في ديسمبر 2024، وقرارات المجلس الوزاري في الدورات السابقة، في شأن الوضع في العراق، واطلع على الإحاطة في شأن مستجدات ملف ترسيم الحدود البحرية لما بعد العلامة (162) بين دولة الكويت وجمهورية العراق. 2 – شدد المجلس الوزاري على وجوب احترام العراق لسيادة دولة الكويت ووحدة أراضيها، والالتزام بالتعهدات والاتفاقيات الثنائية والدولية وكافة قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وخاصة قرار مجلس الأمن رقم 833 (1993) في شأن ترسيم الحدود الكويتية – العراقية البرية والبحرية، ودعا إلى استكمال ترسيم الحدود البحرية بين البلدين لما بعد العلامة البحرية 162، وفقاً لقواعد ومبادئ القانون الدولي، واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982. 3 – شدد المجلس الوزاري على أهمية إحراز تقدم إيجابي في ما يتعلق بترسيم الحدود البحرية ما بين دولة الكويت وجمهورية العراق، وفقاً لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام (1982)، وقواعد ومبادئ القانون الدولي، مؤكداً أهمية الالتزام التام للجنة الفنية والقانونية المشتركة لترسيم الحدود البحرية لما بعد العلامة رقم 162 بما تضمنته كافة محاضرها. 4 – أكد المجلس الوزاري رفضه القاطع لأي مساس بسيادة دولة الكويت على كافة أراضيها والجزر والمرتفعات التابعة لها، وكامل مناطقها البحرية. 5 – أكد المجلس الوزاري مجدداً على قرارات المجلس الأعلى الموقر في دورته 45 في ديسمبر 2024، وقرارات المجلس الوزاري في الدورات السابقة، في شأن حقل الدرة. 6 – أكد المجلس الوزاري أن حقل الدرة يقع بأكمله في المناطق البحرية لدولة الكويت، وأن ملكية الثروات الطبيعية في المنطقة المغمورة المقسومة المحاذية للمنطقة المقسومة الكويتية – السعودية، بما فيها حقل الدرة بكامله، هي ملكية مشتركة بين دولة الكويت والمملكة العربية السعودية فقط، ولهما وحدهما كامل الحقوق لاستغلال الثروات الطبيعية في تلك المنطقة، وفقاً لأحكام القانون الدولي واستناداً إلى الاتفاقيات المبرمة والنافذة بينهما. 7 – أكد المجلس الوزاري رفضه القاطع لأي ادعاءات بوجود حقوق لأي طرف آخر في هذا الحقل أو المنطقة المغمورة المحاذية للمنطقة المقسومة بحدودها المعينة بين دولة الكويت والمملكة العربية السعودية”. يذكر ان االكويت كان قضاء تابعا لمحافظة البصرة سابقا وبعد فصله من قبل الاستعمار البريطاني للمطامع الغربية بدأت الكويت بالتأمر على العراق وما زالت وما قناة خور عبدالله إلا قناة عراقية دفع حكامها رشاوي إلى نوري المالكي وهادي العامري وهوشيار زيباري مليارات من الدولارات مقابل التنازل عن القناة التي هي الممر المائي الوحيد للعراق. 

مقالات مشابهة

  • مجلس التعاون الخليجي يصطف مع الكويت ظلما وعدوانا تزويرا للحقائق والتاريخ ضد سيادة العراق
  • سوريا بعد الأسد.. هل تتحول ساحة الصراع إلى مواجهة تركية-إسرائيلية؟
  • الرئيس عون: اذا كان الدستور يشوبه خطأ فلنطبقه ثم نسعى الى تعديله وتطويره
  • سمو ولي العهد يتلقى اتصالًا هاتفيًا من رئيس مجلس الوزراء في جمهورية العراق
  • كتائب حزب الله في العراق: نقف مع اليمن في مواجهة العدوان الصهيو-أميركي
  • المكاسب التي سيحققها العراق من عقد القمة العربية في بغداد
  • إسدال الستار على الحالة الجوية التي اجتاحت العراق والطقس يعود لطبيعته
  • الإمارات ترحب بقرار محكمة العدل الدولية الذي يمثل رفضاً قاطعاً لادعاءات القوات المسلحة السودانية الباطلة
  • مطار بن غوريون.. ما الذي نعرفه عن الشريان الذي يتحكم بمصير إسرائيل؟
  • بعد استهداف الصاروخ اليمني لمطار بن غوريون.. هذه الشركات التي ألغت رحلاتها