وزارة الأوقاف تعتزم افتتاح 100 حلقة قرآنية جديدة للذكور والإناث
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
تعتزم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية افتتاح 100 حلقة قرآنية جديدة للذكور والإناث، وذلك في إطار الحرص الدائم على التوسع في افتتاح حلقات القرآن الكريم في جميع مناطق الدولة، لتحقيق أحد أهم أهداف الوزارة والمتمثل في تربية جيل قرآني على أخلاق ومنهج الكتاب والسنة وتنمية روح الاعتزاز بالقرآن وزيادة الارتباط به.
وأوضحت إدارة الدعوة والإرشاد الديني بالوزارة، في بيان لها اليوم، أن الحلقات القرآنية تشمل 60 حلقة للذكور و40 حلقة للإناث، مشيرة إلى أن الحلقات تستوعب 1200 دارس ودارسة خلال الفترة المسائية من الأحد إلى الخميس أسبوعيا.
وأضاف البيان أن الحلقات القرآنية تهدف للحفاظ على الأخلاق والآداب والمعاملات السمحة التي حث عليها كتاب الله والانشغال بمعالي الأمور ورفيع المنازل، مع فتح آفاق جديدة وواسعة أمام هذه الفئات للتنشئة الإيمانية على معاني القرآن وحقائقه، وكذلك عمارة المساجد ومراكز تعليم القرآن بالحلقات القرآنية وتلاوة كتاب الله وإحياء رسالتهما الهادفة، بالإضافة إلى حرص الوزارة على استيعاب جميع الراغبين من الذكور والإناث في حفظ القرآن الكريم وتوفير المحاضن التربوية القرآنية في مناطق جديدة، لتلبية حاجة سكان هذه المناطق في الالتحاق بحلقات القرآن الكريم.
وأشار البيان إلى أن عدد المنتسبين للمراكز القرآنية من الذكور يزيد على 16 ألف طالب في جميع المراكز العاملة بالدولة، موزعين على 138 مركزا في مختلف مناطق الدولة، بالإضافة إلى حلقات برنامج تعاهد التي تزيد على 160 حلقة، يشارك فيها أكثر من 1400 طالب عبر برنامج /مايكروسوفت تيمز/.
كما يبلغ عدد المراكز القرآنية النسائية العاملة بالدولة 55 مركزا، منها 28 مركزا تابعا لإدارة الدعوة والإرشاد الديني، بالإضافة إلى 27 مركزا أهليا تحت إشراف كامل من الوزارة، حيث ينتسب لهذه المراكز 12867 دارسة، بينهن 3593 دارسة قطرية، وجميعهن موزعات على 908 حلقات على فترتين صباحية ومسائية، فيما يبلغ عدد الحلقات على برنامج /مايكروسوفت تيمز/ 25 حلقة تدرس بها 350 دارسة.
ولا يقتصر دور المراكز القرآنية للذكور والإناث على مستوى الدولة على تحفيظ وتلاوة القرآن الكريم، بل هناك أنشطة وبرامج متنوعة تقدم من خلالها المحاضرات والدورات التربوية على مدار العام.
وتحرص وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على نشر علوم القرآن الكريم والمساهمة في توفير البيئة المناسبة لأهل القرآن للاستزادة منه وإتاحة الفرصة لجميع شرائح المجتمع من الذكور والإناث للتنافس في هذا المجال المبارك بالحفظ والمراجعة والإتقان والتدبر لآيات كتاب الله العزيز، ونيل بركته والتزود من نوره وهدايته والفوز بثواب تلاوته وقراءته.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية
إقرأ أيضاً:
تأملات قرآنية
#تأملات_قرآنية
د. #هاشم_غرايبه
يقول تعالى في الآية 217 من سورة البقرة: “وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا”.
في هذه الآية الكريمة يقرر الله تعالى حقيقة ماثلة ودائمة، لم تنتهي بانتصار الدعوة على القوة المعادية وهي مشركي قريش، وإنما ستبقى دائمة متواصلة بدلالة (وَلَا يَزَالُونَ).
هؤلاء المعادون المحاربون لمنهج الله هم من سماهم الله تعالى بالكافرين، وهم من حددهم بوضوح في سورة البينة، والتي ابتدأت بكشف عنصري الكفر الذي يتألف منه معادو الرسالة المحمدية، وهما أهل الكتاب والمشركين: “لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ”، وتشكل هذا التحالف فور أن أنزل الله البينة، التي تعني الأمر الواضح الجلي، وهي ان الدين عند الله هو الاسلام، وأنه أستكمل نهائيا بهذه الرسالة، لذلك فهذا هو منهج الله الذي يجب ان يتبعه من يعتبر نفسه مؤمنا بما أنزل الله من رسالات سابقة (أهل الكتاب)، أو لم يكن مؤمنا وظل يتبع آلهة غير الله.
هذه البينة حددها تعالى بنص صريح بانها رسوله والقرآن الذي أنزله عليه ليتلوه على الناس ويبين لهم آياته: “رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَة”ً، ثم يبين أن هذه الرسالة لا تخالف ما أمر به أهل الكتاب على لسان أنبيائهم، وهو المرتكزات الأساسية للدين، التي هي المبدأ العقدي للإيمان (التوحيد)، والمبدأ العبادي التطبيقي الذي يؤكده وهو العبادات المفروضة وهي الصلاة والزكاة، ونلاحظ أنه تعالى لم يذكر المرتكز التالث للدين وهو التشريعات، وذلك لأن لكل رسالة تشريعات خاصة بها كان يعدلها في كل رسالة تالية، وبالطبع فكل تعديل هو بديل يلغي ما قبله، لذلك كانت تشريعات الرسالة المحمدية مغنية على كل ماسبقها، والكتاب الأخير (القرآن) مهيمن عل جميع الكتب السابقة، لأنه يحتوي على المبدأين الأساسيين ويحدّث كثيرا من الأحكام بما استوجبه التطور البشري.
المعاندة وخوف فقدان االمكاسب، والكبر والميل الى اتباع المنظومة الفكرية للسلف، هي العائق الأكبر أمام اتّباع الرسالة المحمدية، لكن رفض أهل الكتاب اتباعها، كان أكثر تشددا لوجود عامل آخر هو الحسد لمن أنزلت عليهم الرسالة، فقد اعتادوا أن تكون النبوة في نسل الفرع الاسحاقي من بني ابراهيم، وانتقالها الى الفرع الاسماعيلي حرق قلوبهم حسدا، خاصة وأنهم يعلمون أنها آخر الرسالات وأهمها.
هذا هو تفسير سبب عداء أهل الكتاب الشديد للإسلام، مع أنه يفترض أن يكون الأقرب لهم من منهج الكفر، إلا أننا نشهد تحالفا والتقاء بين جميع الأطراف المتبعة للمناهج الزائعة على تعددها وتناقض مصالحها، وشهدنا هذا الاصطفاف يلتئم على محاربة متبعي منهج الله على مر العصور، وفي كل الحالات:
ففي فجر الدعوة تحالف أهل الكتاب مع المشركين في المعركة المصيرية (الخندق)، مع أن عقيدة المسلمين أقرب لهم، فكان الأحرى أن يحالفوا من يعبدون الله وليس عبدة الأصنام.
ورأينا الروم يحالفون أعداءهم التاريخيين الفرس على محاربة المسلمين في معركة الفراض.
كما انخرط الأوروبيون المتصارعون طوال تاريخهم، على مختلف قومياتهم في الحلف الصليبي لمحاربة المسلمين، وغزوهم في عقر دارهم، مع أن الدولة الاسلامية في فتوحاتها تجنبت أوروبا ولم تهدد بغزوها، وانخرط الطرفان المتعاديان: الأوروبي الغربي الكاثوليكي مع الشرقي الارثوذوكي، في كل الحملات الصليبية ضد المسلمين.
وفي الحرب العالمية الأولى، لم يشفع للدولة العثمانية انضمامها لتحالف المحور الذي قادته ألمانيا ضد دول أوروبا الغربية، فبقي عداؤها للمسلمين الأتراك قائما الى اليوم، فظلت الأشد عداء لتركيا التي ناصرتها، والأكثر ممانعة لانضمامها للاتحاد الإوروبي، وتعلن وبشكل صريح أن ذلك بسبب أن عقيدة الأتراك إسلامية، بالمقابل فهي تبدي ودا وتلتقي مع المتعصبين الأوروبيين ضدها، وتنضوي تحت تحالفاتهم في محاربة المسلمين (مثل دعم الكيان اللقيط وفي حروب امريكا على الارهاب وعلى أفغانستان والعراق وعلى القطاع وعلى ايران)، وتتناسى إذلالات الأوروبيين وأمريكا لها على مر العصور، وما أذاقوها من ويلات ودمار غير مسبوق في الحربين العالميتين.
هكذا يبين كتاب الله ان الحروب العدوانية التي تتعرض لها أمتنا طوال تاريخها، ليست صراعات قوميات ولا أطماع بالموارد الطبيعية، بل هي بهدف صدها عن الدين.
لذلك نرى الأنظمة الاسلامية: بقدر ابتعادها عن الدين تكون مقربة عندهم، وبمدى معاداته يساعدونها بالمنح والقروض.