رصد تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، علامات الضائقة الاقتصادية التي وصفها بأنها موجودة في كل أرجاء مدينة نابلس الفلسطينية، التي كانت في يوم من الأيام مركزا يعج بالحركة للتجارة الفلسطينية، والتي أصيبت الآن بالشلل بسبب إحكام إسرائيل قبضتها المشددة على الحياة والعمل في الضفة الغربية.
وذكرت الصحيفة- في التقرير، الذي أوردته عبر موقعها الإلكتروني، اليوم الاثنين أنه تم إغلاق الفنادق والمطاعم الراقية.

. ويدخن الرجال العاطلون عن العمل السجائر في زوايا الشوارع، بينما تقف سيارات الأجرة متوقفة عن العمل، وتغلق القوات الإسرائيلية طرق خروجهم من المدينة.
ونسبت الصحيفة إلى رئيس غرفة تجارة نابلس إياد قاضي قوله: "الشعب الفلسطيني معتاد على الأزمات لكن ما أراه الآن، لم أشهده من قبل".
وأضاف قاضي: "قبل ذلك على الأقل، كانت لدينا الاحتياجات الأساسية للبقاء على قيد الحياة"، مشيرا إلى أن الضغط الذي تمارسه إسرائيل على الضفة الغربية يدفعها إلى شفير الهاوية.
وذكرت الصحيفة، أنه بينما تحاصر إسرائيل غزة وتقصفها، يقول الفلسطينيون هنا إنها تشن أيضا حربا اقتصادية في الضفة الغربية.. فمنذ هجمات حماس في 7 أكتوبر فرضت إسرائيل قيودا شاملة على الاقتصاد الفلسطيني، وألغت تصاريح العمل وأعاقت حرية الحركة بل واحتجزت لعدة أشهر عائدات الضرائب التي تجمعها للسلطة الفلسطينية.
وأشارت (واشنطن بوست) إلى أن هذه الإجراءات- التي تقول إسرائيل إنها اتخذت لأسباب أمنية- أسفرت عن فقدان عدد كبير من الوظائف وعدم دفع الرواتب وانخفاض حاد في الإنتاج المحلي، وفقا للبنك الدولي. كما أثارت المخاوف من حدوث اضطرابات واسعة النطاق ومخاوف من أن ينضم المزيد من الشباب، خاصة في مخيمات اللاجئين الفقيرة، إلى الجماعات المسلحة لحمل السلاح ضد إسرائيل.


ونقلت الصحيفة عن زعيم حزب فتح المحلي في مخيم بلاطة للاجئين في نابلس جمال الطيراوي: "إنهم يقتلوننا اقتصاديا". بينما قال أحمد ذوقان، الرئيس المشارك للجنة الخدمات الشعبية في المخيم، إن نحو 70% من العمال هناك لا يحصلون الآن على رواتب مقارنة بـ 35% كانوا عاطلين عن العمل قبل خمسة أشهر. وفي جميع أنحاء الضفة الغربية، وصل معدل البطالة إلى 29% بحلول نهاية عام 2023، مما تسبب في انخفاض حاد في الناتج المحلي الإجمالي، وفقا لجهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني.


ومضت الصحيفة تقول إنه بعد بعد هجوم السابع من أكتوبر، فرضت السلطات حظرا شبه كامل على الفلسطينيين الذين يعملون في إسرائيل أو في مستوطناتها في الضفة الغربية. وقال البنك الدولي إن الحكومة ألغت تصاريح العمل لأكثر من 170 ألف عامل فلسطيني.


واختتمت الصحيفة الأمريكية مقالها قائلة إن فقدان الدخل على نطاق واسع ينتج حالة من اليأس وتصاعد التوترات الاجتماعية، خاصة في مخيمات اللاجئين المزدحمة في الضفة الغربية، حيث يقول القادة المحليون والسكان إن النزاعات المنزلية أصبحت أكثر تواترا، ويقوم بعض الآباء بسحب أطفالهم من المدارس بهدف تشغيلهم. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مدينة نابلس الفلسطينية إسرائيل فی الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

سلفيت سلة العنب الفلسطينية

مدينة فلسطينية كنعانية، سكنها الرومان والمسلمون، لذلك فهي تزخر بآثار متنوعة. تعد مركز محافظة سلفيت وتتبع الضفة الغربية، وتشتهر بزراعة الزيتون، وقيل إن معنى اسمها "سلة العنب"، وفي رواية أخرى "سلة الخبز"، وهي دلالة على أنها أرض الخير والبركة.

الموقع والجغرافيا

تقع المدينة في الجزء الشمالي الغربي من الضفة الغربية، وتتوسط محافظتي نابلس وقلقيلية، وتعد مركز محافظة سلفيت وتقع في الناحية الشرقية الجنوبية منها على تلة، وتبعد نحو 20 كيلومترا عن رام الله، ونحو 17 كيلومترا عن الخط الأخضر، ونحو 42 كيلومترا عن ساحل فلسطين.

تطل المدينة على وادي المطوي من الغرب، وعلى وادي الشاعر من الجهة الشرقية، وترتفع عن سطح البحر ما بين 500 متر و570 مترا.

وتبلغ مساحة المدينة نحو 30 كيلومترا مربعا، أما المحافظة فمساحتها 204 كيلومترات مربعة، وتستحوذ على 3.6% من مساحة الضفة الغربية.

السكان

قَدّر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عدد سكان المدينة عام 2017 بنحو 12 ألفا، وسكان المحافظة بـ74 ألفا.

التاريخ

تقع مدينة سلفيت فوق تلة، وتعاقبت عليها حضارات متعددة، من الكنعانيين إلى الرومان فالمسلمين في فترات لاحقة. وتنتشر في أراضيها العديد من الخِرَب الأثرية التي تشهد على تاريخها الطويل.

وفي فترة الحكم العثماني، كانت سلفيت تابعة لولاية شرق بيروت، وضمّت حينئذ عددا من القرى والبلدات المجاورة. وفي عام 1882، أصبحت مركزا لقضاء يمتد من أطراف الغور شرقا حتى البحر غربا، وأدار شؤونه قائم مقام تابع لمتصرف نابلس. وشملت تلك المرحلة إنشاء دوائر حكومية، ومركزا للشرطة ومسجدا.

إعلان

وفيما بعد أصبحت سلفيت "ناحية" من جديد، واستمرت كذلك طوال عهد الانتداب البريطاني، الذي شهد اقتطاع قرى منها مثل كفر قاسم غربا وقراوة بني زيد جنوبا وحوارة وعينبوس شرقا. ثم في عام 1965، استعادت سلفيت مكانتها مركزا لقضاء يضم إداريا 23 بلدة وقرية.

ومع قيام السلطة الوطنية الفلسطينية، صدر قرار عن المجلس الوطني الفلسطيني برفع سلفيت إلى مستوى محافظة، مما أدى إلى افتتاح عدد من المديريات الحكومية فيها لخدمة سكان المحافظة.

العمليات الفدائية

وفي مارس/آذار 2019 قتل جندي إسرائيلي ومستوطن وحاخام إسرائيلي متأثرا بجراحه، في هجوم نفذه شاب فلسطيني قرب مستوطنة أرئيل.

وفي أغسطس/آب 2024 أطلقت قوات الاحتلال النار على فلسطيني عند مستوطنة في الضفة الغربية بدعوى تنفيذه عملية دهس، وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل منفذ العملية.

وفي الشهر نفسه ارتقى شابان فلسطينيان برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في محافظة سلفيت أثناء اقتحامها، ومنع الاحتلال المواطنين وطواقم الإسعاف من الوصول إلى الشابين، واحتجز جثامينهما.

وفي فبراير/شباط 2024 داهم مستوطنون مقامات دينية إسلامية في بلدة كفل حارس شمال محافظة سلفيت، وأدّوا فيها طقوسا تلمودية، ورقصوا فيها وغنوا تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.

أحرق مستوطنون إسرائيليون في  ديسمبر/كانون الأول 2024 مسجد "بر الوالدين" في بلدة مردا قرب مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية المحتلة، وخطوا شعارات عنصرية على جدرانه.

وفي 14 مايو/أيار 2025 أعلن الإسعاف الإسرائيلي إصابة إسرائيلية بجراح خطيرة في إطلاق نار استهدف سيارتها قرب مستوطنة بروخين غرب سلفيت.

الاقتصاد

الزراعة هي النشاط الاقتصادي الأساسي في سلفيت، التي تُعتبر من أبرز المدن الفلسطينية في إنتاج زيت الزيتون، إذ تغطي بساتين الزيتون ما نسبته 90٪ من أراضيها المزروعة.

وتُزرع فيها الخضروات وأشجار الفاكهة كالعنب والتين واللوز والمشمش والتفاح. وتبلغ المساحة الزراعية في المدينة نحو 23117 دونما، مما يعكس مكانتها مركزا زراعيا محوريا في المنطقة.

إعلان

ويحتل القطاع التجاري مساحة ملحوظة من النشاط الاقتصادي، خاصة في مجالات الاتصالات والتجارة العامة والنقل، مما يعزز من حركة السوق المحلي ويوفر فرص عمل لأبناء المدينة.

المعالم

تضم سلفيت ومحيطها عددا من المعالم الأثرية المهمة أبرزها:

البرك الرومانية الثلاث: وتقع وسط قرية سنيريا، وتُعد من المعالم الأثرية البارزة التي تعود إلى العهد الروماني. خربة أبو البدوي (منطقة الدير): وهو موقع أثري يضم مجموعة من الكهوف القديمة، ويُعتقد أنه كان مأهولا في فترات تاريخية مختلفة. مقام ذو الكفل: ويقع في قرية كفل حارس، وهو عبارة عن غرفة تحتوي على قبر يُنسب إلى النبي ذو الكفل بحسب الروايات الشعبية. ويدّعي اليهود أن هذا الموقع يضم رفات أحد الجواسيس الذين أرسلهم النبي موسى عليه السلام إلى "الأرض الموعودة". ويقال أيضا إنه يضم قبر يشوع بن نون، بحسب ما تشير إليه مخطوطات سامرية قديمة. خربة الشجرة: وتقع شمال مدينة سلفيت، وتضم بقايا أبنية مدمّرة، وبرجا أثريا بنوافذ مطلة نحو الغرب، إضافة إلى عدد من الصهاريج المنحوتة في الصخر. خربة اللوز: وتحتوي على صهاريج ومدافن أثرية، وما تزال جدرانها القديمة المدمّرة قائمة وشاهدة على تاريخها. خربة بنت الحبس: وتقع غرب سلفيت، وتضم أنقاض غرفة قديمة وبقايا جدران وأكوام حجارة تشير إلى أنها كانت جزءا من مستوطنة أو منشأة قديمة.

مقالات مشابهة

  • واشنطن بوست: جامعة نيويورك تحجب شهادة تخرج طالب أدان فظائع غزة
  • حملة اقتحامات واعتقالات بالضفة ومستوطنون يحرقون القمح برام الله
  • الأمم المتحدة تدعو إسرائيل إلى إنهاء عمليات القتل العبثية في الضفة الغربية
  • سلفيت سلة العنب الفلسطينية
  • اعتداءات للمستوطنين في سلفيت.. وتصعيد لعدوان الاحتلال بالضفة (شاهد)
  • العدو الصهيوني يعتقل عدداً من الفلسطينيين خلال اقتحامات متفرقة بالضفة الغربية
  • "الأوقاف" تعلن مواعيد سفر حجاج الضفة الغربية المغادرين براً
  • في ظل حصار خانق.. غزة تسجل عشرات القتلى وحملة اعتقالات واسعة بالضفة الغربية
  • تقدير إسرائيلي: الطريق إلى الهدوء الأمني في الضفة الغربية لا زال طويلا
  • من دروس النكبة.. هكذا يواجه فلسطينيون محاولات تهجيرهم بالضفة