العُمانية: تكثف الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال جهودها نحو إيجاد أفضل الآليات والسبل لتقليص الانبعاثات الكربونية؛ من خلال عقد الشراكات الاستراتيجية مع مختلف الشركات العالمية في مجالات الابتكار والاستدامة والبحث عن مصادر بديلة للطاقة وتقليل بصمتها الكربونية.

وتسعى الشركة إلى استغلال فرص إنتاج الميثان الاصطناعي لتقليل انبعاثات الكربون من عملياتها عبر تطوير التعاون مع شركات الطاقة في مختلف دول العالم.

وفي هذا الإطار، تأتي مذكرة التفاهم التي وقعتها الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال مع شركتي «هيتاشي زوسن» اليابانية و«هيتاشي إنوفا» لتقديم الاستشارات اللازمة الخاصة بإقامة مشروع خفض انبعاثات الكربون وإنتاج الميثان الاصطناعي. ويعد الميثان الاصطناعي عملية إنتاج الغاز الطبيعي صناعيا من خلال تفاعل كيميائي يتم فيه دمج أكسيد الكربون (أول أكسيد الكربون أو ثاني أكسيد الكربون) مع الهيدروجين لإنتاج غاز الميثان، الذي يعد المكون الأساسي للغاز الطبيعي، بالإضافة إلى إسهامه في مكافحة التغير المناخي وتحديات تخزين الطاقة.

ويمكن استخدام الميثان الناتج عن عمليات الميثان كبديل أنظف للوقود الأحفوري، ما يدعم الجهود المبذولة للحد من انبعاثات الكربون ومكافحة تغير المناخ.

وستسهم عملية إنتاج الميثان الاصطناعي في التقاط انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من عمليات الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال وإعادة استخدامها وتحويلها إلى ميثان نظيف يمكن استخدامه كوقود أو تسييله كغاز طبيعي مسال؛ ما يقلل من انبعاثات الغازات الدفيئة للشركة، وذلك تماشيا مع الجهود الوطنية لسلطنة عُمان للوصول إلى الحياد الصفري الكربوني بحلول عام 2050.

تخزين فائض الطاقة المتجددة

وأكد المهندس حمد بن عبدالله المعمري مدير عام إدارة الكربون والطاقات الجديدة بالشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال، أنه مع توجه سلطنة عُمان نحو الطاقة المتجددة؛ توفر عملية إنتاج الميثان الاصطناعي فرصة لتخزين فائض الطاقة المتجددة عن طريق تحويلها إلى غاز الميثان الذي يمكن تخزينه ونقله بسهولة أكبر من الكهرباء واستخدام الميثان الناتج عن طريق هذه التقنية في تعزيز البنية الأساسية الحالية للغاز الطبيعي، ما يوفر مرونة أكبر في أنظمة الطاقة ويساعد على دمج مصادر الطاقة المتجددة.

وقال في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية: إن مذكرة التعاون التي وقّعتها الشركة مع شركتي «هيتاشي زوسن» و»هيتاشي إنوفا» تؤكد على الدور المحوري الذي تقوم به سلطنة عُمان في توفير الطاقة لليابان، بهدف تقييم الجدوى الفنية والاقتصادية والبيئية لإنتاج الغاز الاصطناعي من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والهيدروجين.

وأشار إلى أن الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال ستقوم بالتعاون مع شركتي «هيتاشي زوسن» و«هيتاشي إنوفا» بتطوير مشروع الميثان الاصطناعي التجريبي؛ بهدف تقييم الجدوى الفنية والاقتصادية والبيئية لإنتاج الغاز الاصطناعي من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والهيدروجين، التي يمكن إعادتها في عمليات الشركة سواء لإنتاج الغاز الطبيعي المسال أو استهلاكه كوقود.

وأضاف أن هذه المبادرة تمثل فرصة لتعزيز الجهود المشتركة بين سلطنة عُمان واليابان، للاستفادة من خبرات الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال ومواردها لتعزيز حلول الطاقة المستدامة، موضحا أن المشروع التجريبي سيتضمن أنشطة بحث وتطوير واسعة النطاق، بما في ذلك الاختبار التجريبي، وتحليل البيانات، وتحسين التقنيات.

خفض الانبعاثات الكربونية

وقال المهندس حمد المعمري: إن مشروع خفض الانبعاثات الكربونية وإنتاج الميثان الاصطناعي يعد من المشروعات الاستراتيجية؛ حيث يمثل فرصة لاكتشاف تقنية جديدة تساعد على التحول الأخضر وإعادة تدوير انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للمصانع وبالتالي تحويلها إلى طاقة نظيفة ذات انبعاثات كربونية أقل. وأوضح أن نجاح تنفيذ هذا المشروع التجريبي سيحقق فوائد عديدة منها تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، وتعزيز كفاءة الطاقة، وفرص تنويع الإيرادات ومصادر الدخل لسلطنة عُمان.

من جانبه أكد روني عريجي مدير عام الشرق الأوسط في شركة هيتاشي زوسن وإنوفا أن الاتفاقية التي وقّعتها الشركة مع العُمانية للغاز الطبيعي المسال لبناء مشروع خفض انبعاثات الكربون وإنتاج الميثانول الاصطناعي بعد الانتهاء من عمل الدراسات التي سوف تستمر مدة 10 أشهر، موضحًا أن المشروع سيقام في مصنع الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال وهو مشروع عُماني ياباني سويسري مشترك.

وأشار إلى أن مجموعة من الدول تتجه حاليا إلى استخدام الطاقة النظيفة في إطار خططها للوصول إلى الحياد الصفري الكربوني، مبينا أن المذكرة الموقعة مع الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال تمثل فرصة ستعود بنتائج إيجابية سواء على سلطنة عُمان بصفة خاصة أو مختلف دول العالم بصفة عامة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الشرکة الع مانیة للغاز الطبیعی المسال انبعاثات ثانی أکسید الکربون انبعاثات الکربون إنتاج الغاز من انبعاثات

إقرأ أيضاً:

بصرتنا يخنقها الميثان الكويتي

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

هذه مقارنة بين التلوث الذي شهدته ولاية (هاواي) الأمريكية، والتلوث الذي شهدته ومازالت تشهده ولاية (صفوان) الواقعة على حافة الحدود الفاصلة بين الكويت والبصرة.
ففي عام 2022 حملت الرياح القوية القادمة من حقول الكويت مزيجاً مقرفاً من الروائح العضوية السامة والكريهة، تسببت باختناق الناس في المدن العراقية القريبة، فقررت دائرة بيئة البصرة مخاطبة المنظمة الاقليمية لحماية البيئة البحرية ROPME التي مقرها الكويت بالكتاب المرقم بالعدد 6706 بتاريخ 17 / 10 / 2022، بتوقيع الدكتور وليد حميد احمد الموسوي.
وما ان وصل الكتاب إلى امين عام المنظمة وقتذاك (د. جاسم بشارة) حتى امتطى سيارته ذات الدفع الرباعي، وجمح بها نحو المطلاع والعبدلي، ليتحرى بنفسه، لكنه لم يخاطب حكومته الكويتية لتقصي الأمر، ولم ينصب معداته ومجساته لقياس جودة الهواء. وظلت تلك الانتهاكات البيئية مسكوت عنها حتى يومنا هذا. .
وهكذا رفضت المنظمة الرد على خطاب بيئة البصرة، في حين كان من واجب الأمين التنفيذي رعاية مصالح الدول الأعضاء، وأن لا يستعين بأنفه حتى لوكان أنفه بحجم أنف الفيل، ولا يجوز الاعتماد على حاسة الشم في التحري عن نوع الغازات وتشخيص خطورتها، ولا يجوز الاستغناء عن المعدات والأجهزة العلمية. .
المثير للدهشة ان بيئة البصرة نفسها لم تتابع الحادث، ولم ترصد التلوث الغازي القادم الينا من جهة الكويت. بينما اعتمدت المنظمة الاقليمية على تقرير امينها التنفيذي (الشمّام)، وسجلت الانتهاكات ضد مجهول. .
دعونا نذهب الآن لنعاين حالة مماثلة وقعت في ولاية هاواي انتهت بقرار قضائي ألزم الحكومة الأمريكية بدفع 600 ألف دولار إلى ست عائلات تضررت من تسرب الوقود وتلوث مياه الشرب في قاعدة بيرل هاربور هيكام Pearl Harbor-Hickam المشتركة بالقرب من هونولولو، بعد أن تبين لهم أن المياه الملوثة كانت سببا لمشاكلهم الصحية. .
وجاء أمر رئيسة المحكمة السيدة ليزلي كوباياشي Leslie Kobayashi بعد سماعها الأدلة خلال محاكمة استمرت عشرة أيام، واستمعت أيضاً لشكاوى الناس الذين عانوا من الغثيان والطفح الجلدي والصدمات النفسية، وبعض الاضطرابات التي كانت تأتيهم بعد الاستحمام، أو بعد شرب المياه الملوثة. ومازالت القضية امام المحكمة، والمتوقع ان تصل التعويضات الى اكثرمن مائة وخمسون بليون دولار لسبعة الاف متضرر . .
الفرق بين الحالتين يكمن في طرق الاهتمام بصحة الأنسان والبيئة، وفي أساليب التغافل عنهم وتجاهلهم ومصادرة حقوقهم. .
اللافت للنظر ان حادثة التلوث الكويتي تكررت مرة اخرى هذا العام (2025)، فقد تضررت منطقة (خريدة) العراقية بسبب الانفجار الذي وقع في أحدى الآبار النفطية الكويتية، مما أثار حالة من القلق والهلع بين سكان مدينة صفوان ومقترباتها. .
وأفاد شهود عيان (من سكان صفوان) لموقع (المنشر الاخباري) بانتشار روائح غازية كريهة في المنطقة بشكل ملحوظ، نتيجة للرياح التي حملت تلك الغازات السامة من موقع الانفجار، الذي تسبب في تدهور الوضع البيئي والصحي في المنطقة. .
لقد اصبحت اجواء مدينة صفوان ونواحيها خانقة ومشبعة بالسموم، وبات من حق العراق رفع شكوى إلى الأمم المتحدة لتقصي الحقائق، وتعويض ابناء الجنوب، بل وتعويض الدولة عما لحق بها، ويلحق بها من خسائر بسبب هذه الجرائم البيئية المتكررة. .
ختاماً: هنالك بون شاسع بين الوعي البيئي في هاواي والوعي البيئي في منظمة روبمي ROPME التي فقدت مؤهلاتها تماما، ولم تعد مثلما كانت عليه في زمن مؤسسها ورائدها، وهي الآن متهمة بالتغاضي عن الحالات التي اصابت سكان البصرة. .
وللحديث بقية. .

د. كمال فتاح حيدر

مقالات مشابهة

  • بإشراف وزارة الطاقة .. الشركة السعودية للكهرباء" تُجري الاختبار الأول لمحاكاة الأحمال الكهربائية استعدادًا لموسم حج 1446هـ وتستعد لاختبار ثانٍ نهاية الشهر الجاري
  • بإشراف وزارة الطاقة.. الشركة السعودية للكهرباء تُجري الاختبار الأول لمحاكاة الأحمال الكهربائية استعدادًا لموسم الحج
  • اتفاق تركي لتزويد سوريا بالغاز الطبيعي
  • موريتانيا والسنغال تدشنان تصدير الغاز الطبيعي من حقل مشترك
  • العراق يستقبل عروضا محلية وأجنبية لتحسين البيئة وتخفيض انبعاثات الكربون
  • عروض محلية وأجنبية لتحسين البيئة العراقية وتخفيض انبعاثات الكربون
  • بصرتنا يخنقها الميثان الكويتي
  • وزير النفط: العراق ماضٍ في خفض الانبعاثات وتحويل الكربون إلى فرصة اقتصادية
  • مصر ترفع وارداتها من الغاز المسال إلى 7 شحنات في يونيو المقبل
  • تراجع انبعاثات الكربون بالصين وارتفاعها بالولايات المتحدة وأوروبا