ألفونس إتيان دينيه.. اعتنق الإسلام ودافع عنه بالريشة والقلم
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
هويدا الحسن (العين)
أخبار ذات صلةألفونس إتيان دينيه، أو نصر الدين دينيه (1861-1929) ليس مجرد رسام ومستشرق أسره سحر الشرق كما فعل مع فنانين غربيين قبله، ولكنه يعد نموذجاً للانغماس في ثقافة الآخر والتماهي معها بصدق وفهم عميقين.
ولد الرسام والمستشرق الفرنسي ألفونس إتيان دينيه في باريس لأسرة من الطبقة البرجوازية، فأبوه هو القاضي البارز فليب ليون دينيه، وأمه سيدة مجتمع هي ماري أوديل باوتشر، وقد درس الفن بالمدرسة الوطنية للفنون الجميلة، وعرض أول أعماله في صالون الفنانين الفرنسيين، وهو أحد مؤسسي جمعية المستشرقين الفرنسيين.
وقد لعبت الصدفة دوراً كبيراً في تعميق شغف دينيه بالشرق حين زار منطقة بوسعادة بالجزائر برفقة فريق من علماء الحشرات عام 1884، ثم حالفه الحظ في العام التالي ليقوم برحلة ثانية إلى منطقة الأغواط بمنحة من حكومة فرنسا، وفي ذلك الوقت رسم أول صورتين من الجزائر.
وفي عام 1903، أي بعد زيارته الأولى للجزائر بتسع سنوات، اشترى منزلاً في بوسعادة وأصبح يقضي به تسعة أشهر كل عام، حتى أصبح مفتوناً تماماً بشمال أفريقيا وثقافتها، فتعلم اللغة العربية وأتقنها، وفي النهاية اعتنق الإسلام، وقد أعلن إسلامه في رسالة خاصة عام 1908، ثم بعد ذلك بسنوات أشهر إسلامه في زاوية الحامل وغيَّر اسمه من ألفونس إلى نصر الدين دينيه عام 1913، وأدى بعدها فريضة الحج إلى مكة المكرمة بصحبة زوجته.
ساهم إلمام دينيه بالثقافة واللغة العربية في تميزه عن غيره من الفنانين المستشرقين الذين افتتنوا بشمال أفريقيا كهنري ماتيس وغيره، وقدم أعمالاً ورسومات وصفها النقاد بأنها من النوع القصصي، وعندما تبلور اهتمامه بالإسلام بدأ في رسم لوحات ذات موضوعات دينية، وتميزت أعماله بدفء ألوانها ودقة تفاصيلها، فلم يكن يرسم بروح المستشرق الغربي، ولكن يمكننا القول إنه قدم تلك الأعمال كفنان شرقي وبوعي شرقي خالص، وكأنه ولد شرقياً في الأساس. ومن الجدير بالذكر أن دينيه زار مصر أيضاً عام 1897 ورسم منظرين بانوراميين للقاهرة القديمة، أحدهما في الصباح والآخر في المساء، وتمت إعادة إنتاجهما في كتاب «سراب: مشاهد من الحياة العربية» عام 1906 الذي نشره صديقه الفنان سليمان بن إبراهيم.
وإلى جانب نقل الحياة بشمال أفريقيا في لوحاته كلوحة «لعبة قمة الغزل» التي تصور مجموعة من الأطفال يلعبون إحدى الألعاب الشعبية، ولوحات للحرملك والحياة اليومية كلوحة «السباحون الصغار على حافة الوادي»، ورسمه الحج والطواف حول الكعبة، وكذلك الصلاة في لوحة «الإمام يؤم الصلاة»، وجلسات المتصوفين، قدم دينيه أيضاً أعمالاً أدبية مهمة، إذ نشط في ترجمة الأدب العربي إلى الفرنسية، ولعل أهمها ترجمته لقصيدة ملحمية للفارس العربي عنترة بن شداد عام 1898، ومن مؤلفاته «أشعة خاصة بنور الإسلام» الذي دافع فيه عن الإسلام، ورسائل «الشرق كما يراه الغرب» التي نشرت بدمشق. وقد توفي دينيه في باريس وتم تشييعه جنازته في مسجد بباريس، قبل دفنه في القبة الجنائزية التي بناها في بوسعادة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإسلام الرسم الفن التشكيلي
إقرأ أيضاً:
ادعى أنه المهدي والبابا الشرعي للكاثوليكية.. من هو عبد الله هاشم؟
في واقعة فريدة من نوعها، أعلن رجل يُدعى عبد الله هاشم أبا الصادق، نفسه "المهدي المنتظر" في الإسلام و"البابا الشرعي الحقيقي" للكنيسة الكاثوليكية، في خطاب مصور نشره عبر قناته الرسمية على يوتيوب مطلع نيسان /أبريل الماضي، وهو ما أثار حالة من الجدل والذهول عبر منصات التواصل الاجتماعي.
من هو عبد الله هاشم؟
ولد عبدالله هاشم، البالغ من العمر 41 عامًا، في الولايات المتحدة لأب مصري وأم أمريكية، وتلقى تعليمه الأولي في أمريكا، قبل أن ينتقل للإقامة في مصر عام 2008.
وبعد العودة إلى مصر بدأ في تطوير خطابه الديني، متأثرًا بعدد من الرموز المثيرة للجدل مثل أحمد الحسن اليماني، الذي كان قد ادعى هو الآخر أنه "اليماني الموعود" عند الشيعة.
وبمرور الوقت، تطور خطاب هاشم ليعلن نفسه في 2015 "القائم الموعود من آل محمد"، ثم أسس في 2019 جماعة دينية مسجلة في أمريكا تحت اسم "الإسلام والنور الأحمد - "Islam and the Light of Ahmed ، قبل أن ينقل أنشطته لاحقًا إلى بريطانيا حيث يقيم حاليًا.
البابا الشرعي الحقيقي
وقال هاشم إن الله أوحى له بمهام إلهية تشمل خلافة البابا الراحل فرنسيس، وإنه "المهدي المنتظر للمسلمين، والبابا الحق للمسيحيين، والكاهن الشرعي لليهود".
وأضاف في خطابه أن المؤسسات الدينية التقليدية، سواء في الفاتيكان أو في الأزهر أو النجف أو الكنائس الإنجيلية، "قد فقدت شرعيتها"، داعيًا إلى "ثورة إيمانية عالمية" توحّد أتباع الديانات الثلاث تحت قيادته.
أتباع من بلدان متعددة
وقال هاشم أن رؤيته تقوم على ما يسميه بـ"الإسلام الإبراهيمي"، في إطار فكري جديد، يزعم أنه وحي من عند الله.
وأشار في منشوراته إلى أنه يعتبر الولايات المتحدة "المسيح الدجال"، ويرى أن الغرب يمثّل نظامًا عالميًا شيطانيًا يسعى إلى تحريف الأديان من الداخل.
وبحسب جماعته، فإن لها أتباعًا في دول عدة من بينها العراق، مصر، نيجيريا، باكستان، وأمريكا، وغالبيتهم يتابعون نشاطه عبر الإنترنت، دون وجود تنظيم رسمي معلن على الأرض.
ردود غاضبة... وصمت رسمي
قوبلت هذه الإعلانات بانتقادات حادة من مؤسسات دينية بارزة، فقد وصف شيخ شيعي بارز في لبنان هاشم بأنه "مهرطق"، بينما قال أحد مشايخ الأزهر – دون ذكر اسمه – إن "الادعاء بتلقي وحي بعد النبي محمد يعد خروجًا صريحًا عن الإسلام".
وفي الفاتيكان لم يصدر حتى الآن أي رد رسمي، بينما اعتبر كهنة كاثوليك محليون أن ما يطرحه هاشم "اضطراب ديني لا يمكن التعاطي معه بجدية".
وفي رده على انتقاده أكد عبد الله هاشم في عدة خطابات له، أن رفض رجال الدين له نابع من "خوفهم على سلطاتهم ومناصبهم"، مؤكدًا أن ما جاء به هو "دعوة إلهية لا يُمكن ردّها"، ويستخدم هاشم خطابًا تصعيديًا ضد الغرب، مؤكدًا أن "أمريكا هي المسيح الدجال الحقيقي"، وأن الهيمنة الغربية على الدين "باطلة ويجب إنهاؤها".