الجزيرة:
2025-05-11@23:30:43 GMT

تصدّع الغرب في أعقاب حرب غزة

تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT

تصدّع الغرب في أعقاب حرب غزة

أفرزت الحرب الروسية -الأوكرانية، ما يسمّيه الخطاب الروسي الرسمي بائتلاف الغرب، في نوع من الزراية بالغرب وقيمه، أي تحالف قوى، وليس التفافًا حول قيم أو قواعد، وذلك لنسف المزاعم الكونية للقيم الغربية.

ومن شأن الحرب على غزة أن تفرز تصورات جديدة للأوضاع الجيوسياسية، وتؤثر بشكل قوي على الغرب، من حيث قيمُه، وتماسكُ مجتمعاته، وكذلك النظرة إليه.

ولئن بدا منذ اندلاع "طوفان الأقصى"، أن الغرب يتكلم لغة واحدة، ويدعو إلى موقف موحد – على اعتبار أن ما حدث ليس ضربة لإسرائيل، ولحليف هو "رأس حربة الغرب في المنطقة"، فحسب، ولكن لقيم الغرب، وهبّ لذلك رؤساء القوى الغربية الكبرى إلى إسرائيل يعبرون عن تضامنهم – فإن "الصف" الغربي أخذت تتخلله تصدّعات.

سبب التصدّع هو هَوَج التقتيل والتدمير بشكل صدم العالم كله، حتى إن بعض عتاة مناصري إسرائيل لم يعودوا يصطبرون للتقتيل وينعتون ما تقوم به إسرائيل تطهيرًا عرقيًا، وثانيًا، وهو الأهم، هو أن كثيرًا من الغربيين، من القادة ومن صانعي الرأي أحسوا أن قيم الغرب أضحت موضع اختبار في عالم لم يعد للغرب فيه السؤدد الذي كان له، وتظهر قوى جديدة على الساحة الدولية.

ويعبر قادة الغرب بما هو نوع من الانفصام، أي يزعمون الاستمساك بما يدّعون أنه قيم غربية، وهو مدار "تمييزهم" عن قوى تُنعت بكونها سلطوية، رغم تصرفاتهم المنافية لتلك القيم، فيما يخصّ حقوق الإنسان، وجرائم الحرب، والإبادة، أو حرية التعبير، أو يضطرون لتبرير غير مقنع.

تبدو أعراض التصدع على ثلاثة مستويات:

أولها: هو بين الدول الغربية نفسها. إذ هناك تمايز بين الولايات المتحدة، وربيبتها بريطانيا، وألمانيا، وأوروبا الوسطى من جهة، ودول أوروبية، منها بالأساس دول تشجب العدوان، كما أيرلندا وإسبانيا والسويد، ودول لها موقف متمايز نسبيًا، أو مذبذب كما فرنسا. انتقل التصدع إلى داخل المجموعة الأوروبية، ويسري توتّر خفي ما بين فرنسا وألمانيا، خاصة بعد عزم ألمانيا دخول نادي التسلح.
ويضاف إلى ذلك الاختلاف البيّن بداخل الاتحاد الأوروبي، ما بين مسؤول العلاقات الخارجية بالاتحاد، جوزيف بوريل، المناهض للحرب، والذي يعتبر أنّ ما يجري هو إبادة جماعية، والمنادي بقيام دولة فلسطينية، ورئيسة المفوضية أورسولا فون دير ليين، التي تتبنّى موقفًا ممالِئًا لإسرائيل. والتصدع الثاني: هو بين المؤسسات الحاكمة في الغرب ومجتمعاتها، وهنا مربط الفرس، ومدار الديمقراطية هو التطابق ما بين الحاكِمين والمحكومين، مما يُعرّض الديمقراطية للاهتزاز، إذ الديمقراطية، بالنسبة للغرب، ليس مجرد ميكانيزم لتدبير العلاقة بين الحاكمين والمحكومين، وإنما قيمة القيم، بتعبير المفكر المغربي المهدي المنجرة.
تسود حالة من التوتر، وسط فعاليات المجتمعات الغربية، شبيهة بتلك التي عرفتها الدول الأوروبية في فترة ما قبل الاستقلالات، كما في فرنسا، إبان حرب التحرير الجزائرية، أو تلك التي توزعت الولايات المتحدة في منتصف الستينيات إلى غاية بداية السبعينيات، أثناء حرب فيتنام. ويطبع الوضعَ الجديدَ الناجمَ عن الحرب على غزة، توجيهٌ إعلاميٌّ، وتعتيمٌ، وتضليلٌ، أو ما يسمى في فرنسا، بالغرق الإعلامي. والتصدع الثالث: وهو مرتبط بالثاني، هو اهتزاز القيم الغربية، في حرية التعبير، وحقوق الإنسان، والديمقراطية.. يشاهد العالم كيف يتمُّ اقتحام حَرَم الجامعة من قِبل قوات الأمن، ويُقتاد الطلبة بالقوة، وتُتخذ إجراءات زجرية ضدهم، وتوعُّد، (مما يتنافى وسيادة القانون)، ومنع تظاهرات، بدعاوى واهية، افتراضية. وهو أمر مثير في الغرب، أن يتم منع التظاهر، واستعمال القوة لفضّه، واقتياد المتظاهرين إلى مخافر الشرطة، ومتابعتهم قضائيًا.

تستند المكارثية الجديدة إلى أسلحة "دمار شامل" ثلاثة، أولها: "الإشادة بالإرهاب".. والثانية: "معاداة السامية"، والثالثة: "كراهية الغرب"

تَرُدُّ حكومات الغرب على الوضع الناجم عن الحرب على غزة، بنوع من ازدواجيَّة الخطاب، من قبيل أنها تَدعم حرية التعبير، وحقوق الإنسان، والديمقراطية، مع نوع من تبرير غير مقنع تمامًا. ومما ينسف التبرير، هو المكارثية، أي تعقب الأشخاص فيما يُعبرون عنه من شجب للحرب، من خلال تدوينة، أو مظاهرة، أو حمل كوفية، أي بأساليب حضارية، لا تجنح للعنف. وتذهب مؤسسات حكومية وأكاديمية إلى توعد هؤلاء الأشخاص في مسارهم المهني، وحقوقهم، لمجرد التظاهر ضد الحرب، أو التعاطف مع الفلسطينيين.

تستند المكارثية، إلى أسلحة "دمار شامل"، هي من قبيل ثلاثة، تُستعمل إعلاميًا، وحتى من قبيل النيابة العامة، أولها: "الإشادة بالإرهاب".. والثانية: "معاداة السامية"، والثالثة: "كراهية الغرب".

وهكذا يضحي شجب الحرب، والدفاع عن حق الفلسطينيين في الحياة، ورفض الترحيل، إشادة بالإرهاب، إعلاميًا، ويمكن أن تتطور إلى متابعة قانونية، من خلال تأويل فضفاض ومغرض.

ويعتبر كل انتقاد لما تقوم به إسرائيل من عدوان، معاداة للسامية، مع أن هناك فَرْقا بين حدث، وهو عدوان، ودولة، وهي إسرائيل، وأيديولوجية، وهي الصهيونية، ودين وهو اليهودية، والحال، أن كثيرًا من اليهود انتقدوا الحرب، وأنَّ كثيرًا من الإسرائيليين أنفسهم فعلوا ذلك، لكن الغرب، لم يعد يكترث للتمييز، والدقة، وهو الفخور بالقدرة على التمييز الدقيق. ولا فكر من دون تمييز.

والسلاح الأخير الذي يتردد إعلاميًا، هو "كراهية الغرب"، والحال أن كثيرًا ممن ينتقدون تذبذب الغرب، غربيون، أو متغربون، أو يكتفون بإظهار التناقض ما بين قيم الغرب، وسياسة حكامه، أي يطالبون بالاستمساك بالقيم الغربية.

مدار قوة الغرب، ليست قدراته العسكرية والاقتصادية فقط، ولكن قيمه، وهو الأمر الذي لا يفتأ القادة الغربيون يذكرون به، منذ الحرب العالمية الثانية، وراء ما كانوا يسمونه بالعالم الحر، ثم أثناء الحرب الباردة، وبعد سقوط حائط برلين، و11 سبتمبر/أيلول.. بدأ التصدّع يعتري القيم الغربية، في سلسلة من الأحداث، منها العنف ضد السترات الصفراء في فرنسا، واقتحام الكابيتول، في الولايات المتحدة.

لكن التناقض الذي فضحته غزة، من شأنه أن يضع الغرب في أزمة إبستمولوجية؛ أي التناقض بين ما يزعم من قيم، وما يأتي من أفعال، وهو ما ينسف عالمية الغرب، أو قيمه على الأصحّ. ولذلك لم يعد بعض مفكري الغرب يتحرّجون من الدعوة إلى غرب شامل، في مواجهة جنوب شامل، أي محور ككل المحاور، وليس منظومة قيم.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات کثیر ا ما بین

إقرأ أيضاً:

سوريا الجديدة تقرع أبواب الغرب.. هل تنجح استراتيجية الشرع؟

انخرطت دمشق على مدى الأشهر الماضية في حراك دبلوماسي مكثف بهدف مد جسور التواصل مع المجتمع الدولي من جديد، مركزة على تقديم سوريا جديدة غنية بالفرص إلى الغرب والولايات المتحدة على وجه الخصوص، وهو ما تجسد في زيارة الرئيس أحمد الشرع الأولى إلى أوروبا.

وتحمل دمشق، التي تعاني من إرث الأسد المخلوع من العقوبات الدولية، معها إلى الغرب عددا من الفرص من بينها سوريا صديقة في الشرق الأوسط ومجالا استثماريا واعدا في بلد يحتاج لإعادة الإعمار وإنعاش اقتصاده المنهك، حسب مراقبين تحدثوا لـ"عربي21".

على وقع ذلك، أجرى الشرع رفقة وفد رسمي زيارته الأولى إلى القارة الأوروبية من خلال البوابة الفرنسية، التي شرعت أبوابها أمام حاكم دمشق الجديد.

والتقى الشرع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون وأجرى الزعيمان مؤتمرا صحفيا في قصر الإليزيه، شدد فيه الرئيس السوري على ضرورة رفع العقوبات الغربية عن بلاده بعدما زالت مسبباتها بزوال نظام الأسد.

كما لوح الشرع بما قدمته الثورة السورية إلى الغرب من خلال الإطاحة بنظام الأسد الذي حول البلاد على مدى عقد ونصف من الزمان إلى بؤرة لتصدير الأزمات، قائلا "أنقذنا المنطقة بأسرها من إرهاب محتم كان يجثم على صدور السوريين وعلى صدور المنطقة، وأثر الإرهاب الذي كان يمارسه النظام في سوريا كان يصل إلى أوروبا".

من جهته، بدا ماكرون الذي وقف إلى جانب الشرع في المؤتمر الصحفي على وفاق مع الطرح السوري بشأن ضرورة التعاون الغربي مع سوريا الجديدة من خلال رفع العقوبات.

وأوضح الرئيس الفرنسي أن بلاده ستعمل على رفع تدريجي لعقوبات الاتحاد الأوروبي عن سوريا، موضحة أن باريس ستضغط أيضا على الولايات المتحدة لاتباع هذا المسار كذلك.


ويرى مدير قسم التحليل السياسي في مركز حرمون للدراسات المعاصرة، سمير العبد الله، أن زيارة الشرع إلى فرنسا "مهمة في السياق الذي تعيشه سوريا، ليس فقط لكونها أول زيارة إلى دولة غربية بعد سقوط النظام السابق، بل كخطوة رمزية واستراتيجية خلال مرحلة انتقالية حساسة".

ويوضح العبد الله في حديثه لـ"عربي21"، أن "القيادة الجديدة تتحمل مسؤولية إعادة بناء علاقات سوريا الدولية، ورأب العزلة والتشرذم العميقين اللذين أفرزتهما سنوات الحرب والاستبداد والتهميش".

وبحسب الباحث، فإن هذه الزيارة "حملت ثقلا سياسيا ورمزيا قويا"، ودلت على "رغبة واضحة، لا سيما من أوروبا، في الانخراط مع الواقع الجديد في دمشق، وإتاحة الفرصة للقيادة الانتقالية لإظهار جديتها في بناء مسار سياسي تعددي وشامل ومنفتح، مشروط بإصلاحات حقيقية واستعادة الثقة الداخلية والخارجية".

وكانت زيارة الشرع الأولى إلى أوروبا نتيجة سلسلة من التواصلات الحثيثة التي قادتها دمشق، حيث استقبل قصر الشعب بالعاصمة السورية العديد من الوفود الغربية رفيعة المستوى منذ سقوط نظام الأسد أواخر العام الماضي.

كما اضطلع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بمهمة جسر الفجوات مع الغرب عبر سلسلة من الجولات المكوكية التي حطت عبرها رحاله في دول فرنسا وألمانيا وبلجيكا وهولندا بالإضافة إلى الولايات المتحدة.

ومنذ سقوط الأسد، بدا أن دمشق تسعى إلى رسم خارطة تحالفات وعلاقات دولية مغايرة لما كان عليه الوضع على عهد النظام المخلوع الذي اتخذ من دول معادية للغرب مثل روسيا وإيران حلفاء رئيسيين له.

وقد بدأ الشرع من خلال الزيارة الفرنسية بقطف ثمار جهود إدارته الدبلوماسية الرامية إلى تقديمه كزعيم جديد لسوريا، حسب الباحث السياسي محمود علوش.

وأوضح علوش في حديثه مع "عربي21"، أن الزيارة إلى باريس كشفت عن "اندفاعة فرنسية قوية في التعامل مع الرئيس الشرع، خاصة وأن فرنسا دولة صانعة قرار داخل الاتحاد الأوروبي، وبالتالي فإن موقفها سيكون مؤثرًا في صياغة السياسة الأوروبية تجاه سوريا".

وشدد على أن "هناك هامشا واسعا من الدبلوماسية أمام الرئيس الشرع للتفاعل مع المجتمع الدولي"، لافتا إلى أن دمشق "تدرك الحاجة إلى إقامة علاقات جيدة مع الدول الغربية، ليس فقط من أجل تجاوز معضلة العقوبات، بل أيضا لمعالجة التحديات الكبرى، وعلى رأسها التحدي الإسرائيلي".

هوية جيوسياسية جديدة
يعمل الشرع على مد جسور التواصل مع الولايات المتحدة بشكل رئيسي من أجل تمهيد الطريق أمام رفع العقوبات المفروضة على دمشق، كما يأمل أن تؤدي مثل هذه الخطوة إلى لجم جماح الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، والتي بلغت ذروتها قبل أيام باستهداف محيط القصر الرئاسي.

وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلا عن مصادرها، عن سعي الرئيس السوري إلى لقاء نظيره الأمريكي دونالد ترامب خلال جولة الأخير المرتقبة إلى المنطقة، من أجل مشاركة رؤيته لإعادة الإعمار على غرار خطة مارشال.

وأوضحت الصحيفة أن خطة الشرع تضمن تفوق الشركات الغربية والأمريكية على نظرائها في الصين، كما لفتت إلى أن الشرع أبدى استعدادا لإبرام اتفاقات تسمح للشركات الأمريكية بإجراء عمليات تجارية في مجالي النفط والغاز.

ويرى علوش أن الإدارة السورية الجديدة تدرك أهمية انخراط الغرب في إعادة إعمار سوريا، مبينا أن سوريا الجديدة ليست جديدة فقط داخليًا، بل على مستوى الهوية الجيوسياسية كذلك.


وبحسب الباحث، فإن الرئيس الشرع يسعى إلى تذكير الغرب بأن التحول الحاصل في البلاد يشكل فرصة كبرى، وأن سوريا يمكن أن تصبح حليفا وصديقا للولايات المتحدة والغرب في الشرق الأوسط.

من جهته، يرى العبد الله كذلك أن القيادة الانتقالية "تبدو عازمة على تبني سياسة خارجية مختلفة عن سياسة سوريا ما قبل عام 2024، ويشمل ذلك تقليل الاعتماد على التحالفات الجيوسياسية الضيقة، وفتح قنوات متنوعة للتواصل مع الجهات الفاعلة الرئيسية، بما في ذلك أوروبا والولايات المتحدة".

وكانت تقارير أشارت إلى أن سياسية إدارة ترامب تجاه سوريا لا تزال قيد المعالجة، بينما تسعى العديد من دول المنطقة من بينها تركيا والسعودية إلى الضغط على واشنطن من أجل معالجة ملف العقوبات الضاغط على دمشق.

وقبل أيام، كشفت وكالة رويترز عن سماح واشنطن للدوحة بتمويل رواتب القطاع العام في سوريا، بما يمنح دمشق القدرة المالية لدعم مساعيها الرامية لإعادة بناء الدولة.

ونقلت الوكالة عن ثلاثة مصادر أن التمويل القطري سيسمح بزيادة الرواتب تدريجيا بنسبة تصل إلى أربع مئة بالمئة، في حين أوضح مصدر سوري أن المبادرة القطرية تشمل الموظفين المدنيين فقط دون وزارتي الداخلية والدفاع.

ويرجح علوش أن تقدم الولايات المتحدة في المرحلة القادمة مزيدا من المبادرات المحدودة على غرار مبادرة التمويل القطري، بما يسمح للشركاء العرب بتمويل مشاريع استثمارية داخل سوريا، مشددا على أن "كل ما يتعلق بإعادة الإعمار مرهون بالعقوبات الأمريكية".

ويبين العبد الله بدوره أن دمشق الجديدة "تقدم نفسها كشريك محتمل في جهود إعادة الإعمار، مُشيرة إلى نواياها في الانفتاح الاقتصادي وتنفيذ إصلاحات تدريجية في هيكل السوق ومناخ الاستثمار - تحت إشراف دولي لضمان الشفافية".

التحدي الإسرائيلي
تواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي من جهتها التصعيد ضد سوريا منذ سقوط نظام الأسد، وهو ما يضع دمشق تحت تحديات ضاغطة في المرحلة الانتقالية.

وبعد أيام من بلوغ التصعيد الإسرائيلي ذروته عبر استهداف محيط القصر الرئاسي بدمشق، كشف الشرع خلال زيارته باريس عن إجراء بلاده مباحثات غير مباشرة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وقال الرئيس السوري إن المباحثات مع إسرائيل تهدف إلى "تهدئة الأوضاع وعدم فقدان السيطرة"، مشددا على أن "تصرفات إسرائيل عشوائية، وعليها التوقف عن التدخل في الشأن السوري".

وكانت مصادر رويترز كشفت أن الإمارات فتحت قناة اتصال بين الجانبين تقتصر فقط على القضايا الأمنية وملفات مكافحة الإرهاب، نافية أن تكون المسائل العسكرية أو الأنشطة الإسرائيلية في سوريا ضمن نطاق النقاش الحالي.


ويرى علوش أن  "الهدف الأساسي من هذه القنوات هو التعامل مع التهديد الخطير الذي تمثله إسرائيل في هذه المرحلة"، معتبرا أن هذا التواصل "يعزز من هوامش الدبلوماسية لإنتاج حلول لهذا التحدي، وقد يمهّد لاحقا لسياق سوري-إسرائيلي أوسع".

وأشار الباحث إلى أن "العلاقة غير المضطربة مع إسرائيل تعد بوابة لعلاقات جيدة بين دمشق والغرب، وهذا ما يدركه الرئيس الشرع جيدا".

بينما يرى العبد الله أن الاتصال غير المباشر مع الاحتلال الإسرائيلي يأتي "في إطار تحول براغماتي يقر بالديناميكيات الإقليمية المعقدة"، لافتا إلى أن “التوصل إلى اتفاق رسمي يبدو بعيد المنال".

لكن حتى الاتصالات الأولية بين الجانبين تشير إلى استعداد جديد لتجاوز الأعمال العدائية المتجذرة والسعي إلى تفاهمات أوسع نطاقا تخدم مصالح سوريا الإقليمية والأمنية، حسب العبد الله.

مقالات مشابهة

  • الإعدام شنقاً حتى الموت لمتعاونين مع الدعم السريع بولاية الجزيرة
  • زيارات كييف المتكررة.. هل يمهد الغرب لمواجهة كبرى ترفضها موسكو؟
  • كاميرا الجزيرة ترصد الأوضاع داخل مستشفى العيون بمدينة غزة
  • الاستشراق والمثلث الحضاري
  • عاجل | مراسل الجزيرة: شهيدان ومصابون بنيران مسيرة إسرائيلية استهدفت خيمة نازحين غربي مدينة خان يونس
  • عاجل | مراسل الجزيرة عن مصدر طبي سوداني: 24 قتيلا و41 مصابا بنيران مسيرة للدعم السريع استهدفت سجن مدينة الأبيض
  • سوريا الجديدة تقرع أبواب الغرب.. هل تنجح استراتيجية الشرع؟
  • مستشار سابق للرئيس الروسي: يوم النصر هذا العام رسالة سياسية في وجه الغرب
  • مجازر مايو 1945.. يوم كافأت فرنسا الجزائريين بدفنهم في قبور جماعية
  • إشادة فرنسية بالجنود المغاربة في حفل عسكري تخليداً للذكرى الثمانين لانتصار 8 ماي 1945