ترجمة: أحمد بن عبدالله الكلباني -

بعثت كل من «مايكروسوفت»، و«ألفابت» الشركة المالكة لـ «جوجل»، تقارير مفاجئة للمستثمرين لديها، كانت عبارة عن أحدث البيانات الدورية، أبرز ما جاء بالتقارير أن الاستثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي وحوسبة البيانات حققت عوائد واضحة جدا.

وقد تجاوزت عوائد الشركات ما توقعته تقارير «وول ستريت»، حيث دعمت العوائد بزيادة في إيرادات المساحات السحابية المدفوعة، وشكلت الزيادة الهائلة خدماتُ الذكاء الاصطناعي، هذه الأخبار أشعلت أسعار أسهم الشركتين، وقد ارتفعت القيمة السوقية لها، فأسهم شركة «ألفابت» حققت ارتفاعا بما يعادل 17 بالمائة، وحققت شركة «مايكوسوفت» في أواخر يوم التداول بتاريخ 25 أبريل ما يعادل 6.

3 بالمائة.

شكلت هذه الثورة تنافسا بين كبار صناع التكنولوجيا، بهدف السيطرة على مجال الذكاء الاصطناعي وجذب الجمهور إلى الاشتراك في خدماتها، وفي المقابل فإن المستثمرين في كلا الشركتين أصبحوا على قدر واع بأهمية التكنولوجيا عموما والذكاء الاصطناعي بشكل خاص، لذلك فإن المجال أصبح ضمن خطط المستثمرين في إدارة محافظهم الاستثمارية، وهذا التوجه لدى المستثمرين تؤكده كل من «مايكوسوفت» و«ألفابت» من خلال أدائهما المتميز في مجال الذكاء الاصطناعي، لذلك فإن عددا كبيرا من المستثمرين جعلوا المجال من أهم مجالات استثماراتهم المتنوعة.

شكل الارتفاع الكبير في إيرادات شركات التكنولوجيا من خلال المساحات السحابية المدفوعة المقترنة بالذكاء الاصطناعي مسارًا جديدًا غير مسبوق، لم تشهده قطاعات التكنولوجيا من قبل.

وقد أعلنت «مايكروسوفت» أن قطاع «أزور» السحابي التابع لها قد شهد نموا ملحوظا في الإيرادات، وشكل النمو ما نسبته 50 بالمائة، وما دفع هذه الزيادة الطلبُ الكبير على خدمات الذكاء الاصطناعي والتعليم الإلكتروني، وقد أسهمت منصة «أزور» وكذلك منصات أخرى للذكاء الاصطناعي مثل «ماشاين ليرنج» و «كوجنايتف سيفرفس»، أسهمت في أن تستفيد منها في مجال الذكاء الاصطناعي مختلف الشركات في جميع دول العالم، وقدمت لهم تطبيقات مختلفة، بداية من التحليلات التنبؤية وليس انتهاء في تقريب اللغات العالمية، وقد استخدمت شركات مثل «فيدكس» منصةَ «أزور آيه آي» في مجال تحسين عمليات التوزيع حول العالم وتعزيز مهارات تواصل العملاء وزيادة استقطاب العملاء إليها.

وعلى غرار «مايكروسوفت»، فقد حققت منصة «جوجل كلاود بلاتفورم» التابعة لشركة «ألفابت» اتساعا كبيرا في المستخدمين وزيارة كبيرة في الإيرادات، والسبب الكبير لهذه الزيادة الاشتراكات المرتبطة بخدمات الذكاء الاصطناعي وأدوات التعليم الإلكتروني، هذه المؤشرات تسلط الضوء على اعتماد الناس اليوم بشكل واسع النطاق على تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي التي دخلت بشكل كبير في مختلف الصناعات بالتالي أصبحت شركات الذكاء الاصطناعي تسوق لنفسها بشكل قوي عبر تلك الخدمات الذكية التي تقدمها.

لذلك نجد أن منصة «جوجل» التابعة لشركة «ألفابت» تقدم لمستخدميها مجموعة كبيرة من الحلول مدعومةً بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك خدمات «كلاود أيه آي»، و «تينسور فلو»، التي تسخر قوة الذكاء الاصطناعي في تحليل الصور والتعرف على تفاصيلها التي تقدم الكثير من المعلومات المفيدة.

ومن الشركات التي استفادت من الذكاء الاصطناعي «سبوتي في» و «أير بوز»، وخاصة الذكاء الاصطناعي المقدم من منصة «جوجل كلاود أيه آي»، وذلك لتحسين ميزة تقديم التوصيات للمستخدمين وتبسيط عملية الوصول إلى منتجاتهم المرغوبة، الأمر الذي فتح بابا جديدا لنمو التجربة والابتكار فيها.

في خضم الثورة التكنولوجية في مجال الذكاء الاصطناعي، فإن العملاقين «مايكروسوفت» و«ألبافت» تخوضان معارك شرسة في سبيل التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي، وتحاول كل شركة أن تصب كافة إمكانياتها من أجل تحقيق الأفضلية.

وتمثل الشراكة الاستراتيجية بين «مايكروسوفت» والشركة الجديدة «أوبن أيه آي» تحديا صريحا لشركة «جوجل» التي فرضت نفسها لمدة طويلة في مجال البحث على متصفحات الإنترنت، وبذلك عززت مكانتها في السوق التكنولوجية.

هذا التنافس بين الشركات العملاقة في مجال الذكاء الاصطناعي ولَّد فوائد كثيرة للمستخدمين، فكل شركة تحاول ترسيخ وجودها في المجال وإثبات قدرتها على الخدمة السهلة واليسيرة للجميع، وإلى جانب ذلك جعلت المجال بيئةً خصبة للمستثمرين في جميع أنحاء العالم.

ومن أمثلة ذلك فإن استحواذ «مايكروسوفت» على كل من «لينكيد آي إن» و«جيت هوب» أدى إلى تعزيز مجالها في الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي أدى إلى دمج خدمات كل شركة بالذكاء الاصطناعي بالتالي تجربة فريدة للمستخدمين.

وهذا مثال بسيط على كثير من البرامج التي دمجت معها الذكاء الاصطناعي وأسهمت بنقلات نوعية وإيرادات عالية.

ومن جهة «ألفابت» فقد قامت بعدد من الخطوات كذلك، منها على سبيل المثال استحواذها على «ديب مايند» في عام 2014، وهو أشبه بمختبر تحليل عبر الذكاء الاصطناعي يعزز قدراته المعلوماتية ذاتيا وكما يعزز قدرته على فهم اللغات، لتخرج منصة جديدة نتيجة هذا الاندماج وهي «ألفا جو»، المنصة المعززة بالذكاء الاصطناعي القادرة على منافسة البشر في ألعاب الذكاء مثل «الشطرنج»، وكل تلك التعاونات من «ألفابت» ترجع إلى هدف محاولة الاستحواذ على المجال والفوز في سباق الشركات.

إن اندماج التكنولوجيا وخاصة الذكاء الاصطناعي في المحافظ الاستثمارية فيه الكثير من الفوائد، فقد أثبتت التكنولوجيا قدرتها على مواجهة الاضطرابات الاقتصادية، والقدرة على مواصلة الاستثمار الناجح على المدى الطويل.

وبالفعل فإن المستثمرين في كل من شركة «مايكروسوفت» و«ألفابت» حققوا أرباحا على مدى طويل تخلله تقلبات في الأسواق العالمية، كما أن الاستثمار في هذا القطاع يتيح للمستثمرين التنويع في شركات العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي، ويعدد الخيارات لهم، ومن الأسواق التي يستثمر فيها بالذكاء الاصطناعي بورصة «إي تي إف.إس». وتشير التقارير المبهرة إلى أن الاستثمار في قطاع الذكاء الاصطناعي لا يمكن الاستغناء عنه وأن المجال ناجح فعلا، وعليه يجب على من ينوي الاستثمار استغلال الفرصة التي تقدمها التكنولوجيا لتحقيق نمو مالي مستدام في عالم رقمي سريع التطور.

نايجل جرين كاتب ومحلل مالي مهتم في مجال تطوير الاستثمار.

نقلا عن آسيا تايمز

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی مجال الذکاء الاصطناعی بالذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

«أوبن إيه آي» تفكك فريقا مخصصا للتخفيف من مخاطر الذكاء الاصطناعي

كشفت شركة (OpenAI) مطورة برنامج «شات جي بي تي»، أمس الجمعة، عن حل فريقها المخصص للتخفيف من المخاطر طويلة المدى للذكاء الاصطناعي الفائق الذكاء، وذلك بعد عام واحد فقط من إعلان الشركة عن تشكيل هذا الفريق.

وبدأت «أوبن إيه آي» منذ أسابيع في حل ما يُسمى بمجموعة «superalignment» (مجموعة المحاذاة الفائقة)، ودمج الأعضاء في مشاريع وأبحاث أخرى، مما يثير الكثير من الأسئلة حول الأمر، كما أنه يثير المخاوف من أن تكون شركات التكنولوجيا الكبرى قد قررت تجاهل المخاطر التي تواجهها البشرية بسبب هذه التقنيات المجنونة.

ومن المعلوم أن شركة «أوبن إيه آي» شريك مع شركة «مايكروسوفت» العملاقة، وكلاهما يتجهان إلى تطوير أدوات عاملة بالذكاء الاصطناعي، وذلك على الرغم من تحذيرات كبيرة من مخاطر هذه التكنولوجيا وما إذا كان من المحتمل أن تتمرد على البشر يوماً ما.

أوبن إيه آي

وروت شبكة «CNBC» الأميركية في تقرير لها عن مصدر مطلع في شركة «أوبن إيه آي» تأكيده حل الفريق الخاص بدراسة مخاطر الذكاء الاصطناعي، حيث قال المصدر إنه سيتم إعادة تعيين بعض أعضاء الفريق في عدة فرق أخرى داخل الشركة.

وتأتي هذه الأخبار بعد أيام من إعلان قائدي الفريق إيليا سوتسكيفر وجان ليك، عن مغادرتهما الشركة الناشئة المدعومة من «مايكروسوفت»، حيث كتب ليك يوم الجمعة أن «ثقافة وعمليات السلامة في أوبن إيه آي قد تراجعت عن المنتجات اللامعة».

هدف الفريق المختص قبل حله

وقد ركز الفريق الخاص بدراسة المخاطر، والذي تم الإعلان عن تشكيله العام الماضي، على «الاكتشافات العلمية والتقنية لتوجيه أنظمة الذكاء الاصطناعي والتحكم فيها بشكل أكثر ذكاءً من البشر». وفي ذلك الوقت، قالت الشركة إنها ستخصص 20% من قدرتها الحاسوبية للمبادرة على مدى أربع سنوات.

ولم تقدم (OpenAI) أي تعليق على المعلومات بشأن حل الفريق المتخصص بالمخاطر، واكتفت الشركة بالاشارة إلى تدوينة نشرها رئيسها التنفيذي سام ألتمان وقال فيها إنه «حزين لرؤية زميله ليك يغادر، فيما الشركة لديها المزيد من العمل للقيام به».

وأعلن كل من سوتسكيفر وليك يوم الثلاثاء الماضي عن مغادرتهما للشركة من خلال تدوينات لهما على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»، وذلك بفارق ساعات، ولكن يوم الجمعة شارك ليك المزيد من التفاصيل حول سبب تركه للشركة الناشئة.

وقال ليك: «انضممتُ لأنني اعتقدت أن أوبن إيه آي سيكون أفضل مكان في العالم لإجراء هذا البحث، ومع ذلك كنتُ أختلف مع إدارة الشركة حول الأولويات الأساسية، حتى وصلنا أخيراً إلى نقطة الانهيار».

وأضاف أنه يعتقد أن الكثير من النطاق الترددي للشركة يجب أن يركز على الأمن والمراقبة والتأهب والسلامة والتأثير المجتمعي.

وكتب: «من الصعب جداً حل هذه المشكلات بشكل صحيح، وأنا قلق من أننا لسنا على المسار الصحيح للوصول إلى هناك».

وتابع: «على مدى الأشهر القليلة الماضية، كان فريقي يبحر ضد الريح. وفي بعض الأحيان كنا نكافح من أجل موارد الحوسبة وكان إنجاز هذا البحث المهم يزداد صعوبة».

وذكر: «إن بناء آلات أكثر ذكاءً من الإنسان هو مسعى خطير بطبيعته.. تتحمل شركة Open AI مسؤولية هائلة نيابة عن البشرية جمعاء. ولكن على مدى السنوات الماضية، تراجعت ثقافة السلامة وعملياتها في المنتجات اللامعة».

أوبن إيه آي

من جهتها أكدت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية ووسائل إعلام أخرى أن سوتسكيفر ركز خلال عمله في «أوبن إيه آي» على ضمان أن الذكاء الاصطناعي لن يؤذي البشر، في حين كان آخرون، أكثر حرصاً على المضي قدماً في تقديم التكنولوجيا الجديدة.

أزمة في الإدارة العليا بالشركة

وتأتي هذه التطورات بعد شهور من أزمة في الإدارة العليا بالشركة، حيث تمت إقالة الرئيس التنفيذي سام ألتمان من منصبه في نوفمبر من العام الماضي، وأدت الإطاحة بألتمان إلى استقالات أو تهديدات بالاستقالات، بما في ذلك رسالة مفتوحة موقعة من جميع موظفي الشركة تقريباً، وضجة من المستثمرين، بما في ذلك «مايكروسوفت». وفي غضون أسبوع، عاد ألتمان إلى الشركة، وخرج أعضاء مجلس الإدارة هيلين تونر، وتاشا ماكولي، وإيليا سوتسكيفر، الذين صوتوا لإقالة ألتمان.

اقرأ أيضاًوزير الاتصالات يبحث مع سفير التشيك تعزيز التعاون في الذكاء الاصطناعي والتعهيد

وزير الصناعة الإماراتي: تسخير الذكاء الاصطناعي يتيح فرصا مهمة لبناء شراكات متنوعة في مجال الطاقة

ضمن مشروعات تخرج إعلام القاهرة.. «بيننا» أول مدونة عن الذكاء الاصطناعي

مقالات مشابهة

  • خبير: برامج الذكاء الاصطناعي ستؤدي إلى إغلاق هوليوود
  • بمشاركة 13 دولة حول العالم.. التحدي الدولي للذكاء الاصطناعي ينطلق غداً
  • 30 متأهلاً من 13 دولة يتنافسون في التحدي الدولي للذكاء الاصطناعي
  • «أوبن إيه آي» تفكك فريقا مخصصا للتخفيف من مخاطر الذكاء الاصطناعي
  • المفوضية الأوروبية تهدد مايكروسوفت بعقوبات على خلفية التضليل المرتبط بالذكاء الاصطناعي
  • سيارة الشرطة الذكية “Smart Patrol” تدخل الخدمة بطائرة درون مدمجة وتقنية التعرف على الوجوه رقميا
  • محتوى منصة ريديت للتواصل الاجتماعي سيُصبح مُتاحاً لـاوبن ايه آي
  • "مبادلة للاستثمار" تشكل ملامح المستقبل بـ "استثمارات نوعية"
  • وزير الصناعة الإماراتي: تسخير الذكاء الاصطناعي يتيح فرصا مهمة لبناء شراكات متنوعة في مجال الطاقة
  • دبي تستضيف التحدي الأكبر في مجال هندسة أوامر الذكاء الاصطناعي الأسبوع المقبل