لجريدة عمان:
2025-10-09@11:48:38 GMT

نحو سياسة تعليمية جديدة

تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT

لاحظت هذا العام والأعوام التي سبقته إعلان الكثير من الجامعات والمؤسسات الطبية والاقتصادية عن استخدام الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات وهو مجال مهم للغاية سبقتنا إليه الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، وأن كثيرًا من أطباء العالم يستخدمون «الروبوت» في الجراحات الدقيقة سواء في جراحات المخ أو الصدر أو حتى في الجراحة العامة ولو اطلعنا على مستشفيات العالم من خلال مواقعها الألكترونية فسوف يتبين لنا أن آلاف الأطباء يستخدمون هذه التقنية العالية، ووصل الأمر من بعض الأطباء إلى إجراء أكثر من خمسة آلاف جراحة دقيقة وكل هذا نتاجًا طبيعيًا للبحث العلمي الذي قطعت فيه أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية شوطًا كبيرًا.

فإعمال الذكاء الاصطناعي ليس قاصرًا على العمليات الجراحية وإنما يتجاوز ذلك إلى العديد من المجالات بما فيها العمل الصحفي والبحث العلمي سواء في العلوم التجريبية أو في العلوم الإنسانية.

فيما يتعلق بعالمنا العربي الذي تتسابق فيه مؤسساتنا في الإعلان عن استخدام هذه التقنية الجديدة لكن يبقى السؤال المهم: هل لدينا مراكز بحثية متخصصة في هذا المجال؟ وهل لدينا معرفة وافية بهذه التقنية العجيبة التي بذلت من أجلها المراكز البحثية في العالم جهودًا مضنية علمية ومادية في سبيل الوصول إلى استخدام هذا العلم في معظم مجالات الحياة؟ ألاحظ أن كل مؤسساتنا العربية التي أعلنت عن إعمال هذه التقنية جاء على سبيل استخدام البرامج التي يستخدمها الأوروبيون، ولم يحدث أن دولة عربية قد أسست مركزًا بحثيًا وأنفقت عليه من الأموال وتأهيل الكفاءات الفنية والعلمية لكي يكون لها دور في هذا الاكتشاف الذي عم العالم المتقدم على الرغم من أن بعض دولنا العربية لديها من الأموال التي لو أنفقت جزءًا قليلاً منها، وخصوصًا بعد أن رأينا أجيالاً جديدة من الشباب الذي امتلك قدرًا كبيرًا من العلوم التجريبية، كثيرون منهم تلقوا تعليمهم في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ورغم ذلك فقد اقتصر طموحنا على مجرد استخدام البرامج التي ابتكرها غيرنا والعجيب في سياساتنا أن بعض دولنا العربية التي لديها فوائض مالية ضخمة راحت تتبارى في إقامة المهرجانات الفنية بطريقة مستفزة وتنفق عليها مئات الملايين لمجرد الإعلان وإلهاء الناس.

العجيب في الأمر أننا في كل أعمالنا رحنا نقلد الولايات المتحدة الأمريكية سواء في برامجنا التعليمية والأكاديمية أو في سياساتنا العامة، ولعل ظاهرة إنشاء كليات الإعلام تعد واحدة من التجارب الفاشلة حينما خصصنا كليات وأقسام علمية يدرس فيها الطالب 4 سنوات ليحصل بعدها على مايسمى بالشهادة الجامعية في علوم الاتصال، بينما الواقع العلمي يؤكد أننا ننفق من الوقت والمال في دراسة كان في استطاعتنا أن نخصص لها عامًا دراسيًا واحدًا عقب المرحلة الجامعية يحصل فيها الدارس على تقنيات وفنيات علوم الاتصال بكل تفاصيله ، فالمشتغل في الإعلام في الصحافة والتلفزيون وحتى العلاقات العامة في حاجة لأن يكون مجيدًا في اللغة العربية وبعض اللغات الأجنبية فضلاً عن اهمية الثقافة بمعناها الفني والسياسي والتاريخي والاجتماعي بعدها يمكن أن يكون إعلاميًا بارعًا بعد حصوله على القدر المناسب من التدريب وإعادة التأهيل وخصوصًا وأن التجربة المعاشة في كل مجالات الإعلام تؤكد أن غالبية من امتهنوا هذا العمل لم يأتوا من خلفية أكاديمية متخصصة في الإعلام وإنما في معظمهم جاءوا من مجالات تعليمية اخرى سواء كان دارسًا للغات الإجنبية أو متخرجًا من أقسام اللغة العربية والتاريخ أو حتى في مجالات العلوم التجريبية، والملاحظ أن الكثيرين من الشباب بعد حصولهم على الثانوية العامة يتسابقون إلى الالتحاق بهذا التخصص ثم بعدها يبحثون عن عمل فلايجدون مايحقق أحلامهم.

نحن في حاجة إلى إعادة النظر في برامجنا التعليمية وهو مايستوجب إعادة النظر في برامج دراسية أخرى من قبيل أقسام الوثائق والمكتبات التي لا أعتقد أنها في حاجة إلى دراسة 4 سنوات يستغرق الطالب في دراسات فنية لاتؤتي ثمارها في سوق العمل ، فهي كأقسام الإعلام التي لاتحتاج إلى 4 سنوات من عمر الشباب، واقترح أن يلتحق الطالب بعد تخرجه من أي فرع من فروع الدراسة الجامعية لكي يدرس بعدها لمدة عام واحد في الجوانب الفنية المتعلقة بهذا التخصص وخصوصًا في مجال تكنولوجيا المعلومات والبرامج المتعلقة بهذا المجال(الوثائق والمكتبات)، وقد أتيح لي أن أتعرف على الكثيرين في العالم ممن يعملون في هذا المجال في معظم المكتبات الكبرى وتبين لي أن معظمهم قادمون من تخصصات ما بين التاريخ والفلسفة والاجتماع بعدها يحصلون على إعادة تأهيل لفترة ربما لاتتجاوز عدة أشهر.

نحن في حاجة إلى سياسات تعليمية جديدة ابتداءً من العاملين بحقل التعليم في المرحلة قبل الجامعية (وقد سبق أن كتبت في ذات الصحيفة مقالاً عن هذه القضية ) أو العاملين في مجال الإعلام والمكتبات والأرشيفات الوثائقية ، جميعهم بحاجة إلى تأهيل أساسي في أي فرع من فروع العلم لكي يمتلك الدارس بعدها مقومات المعرفة بمعناها العلمي والثقافي قبل التحاقهم بأي عمل في هذه المجالات ، فمن غير اللائق أن يلتحق الإعلامي بالعمل في أي مجال دون أن يكون لديه رصيد ثقافي ومعرفي وإجادة وافية للغة العربية وبعض اللغات الأجنبية، وهو ماينطبق على المشتغلين في حقل المكتبات والوثائق.

أعتقد أننا في حاجة إلى إعادة النظر في هذه السياسات، وهو ما يستوجب إرادة قوية قد لاتستطيع جامعاتنا ومؤسساتنا أن تقدم على هذه الخطوة التي أعتقد أنها ضرورية، بل ملحة لعل أحوالنا تنصلح.

د. محمد صابر عرب أكاديمي وكاتب مصري

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المتحدة الأمریکیة هذه التقنیة فی حاجة إلى

إقرأ أيضاً:

بالصور.. رحلة استثنائية في ميونخ.. المدينة التي تأسر الزائرين من النظرة الأولى

 

الرؤية- عبدالله الشافعي

ما إن تصل إلى ميونخ عاصمة بافاريا الألمانية، ستجد نفسك في مدينة نابضة بالحياة، كما أنها تعد من أفضل المدن السياحية في العالم التي تلبي أذواق جميع الزوار، سواء الباحثين عن استكشاف الثقافة والحضارة الأوروبية أو الباحثين عن الترفيه، أو أولئك العاشقين للطبيعة والاسترخاء، فهي مزيج يجمع بين كل هذه الأمور.

وعلى الرغم من المدة القصيرة التي أتيحت لي لاستكشاف هذه المدينة الساحرة، إلا أنني قضيت أوقاتا ممتعة على مدى يومين وزرت العديد من الأماكن، كما أن الإقامة في فندق "Le Meridien" أمام محطة القطارات الرئيسية أتاح لي التنقل بكل سهولة، وهو من الفنادق المناسبة للعائلات العربية لأنه يوفر خيارات متعددة من الطعام كما أنه قريب من الأماكن الرئيسية التي يمكن زيارتها واستكشافها.

في ميونخ كل شيء يأسرك من اللحظة الأولى، فالشوارع نظيفة والحدائق تخطف الأنظار وبها العديد من المتاحف والمصانع والمعارض والمحال التي تحتاج الكثير من الوقت لاستكشافها.

بداية جولتنا كانت من ساحة مارين بلاتز في قلب المدينة، وهناك يتوافد الزوار من حول العالم للاستمتاع بمشاهدة الأبراج القديمة وعروض أجراس الساعة، وذلك إلى جانب المطاعم والمقاهي التي توفر الكثير من الخيارات وتلبي ذائقة الجميع.

أما القصر الملكي البافاري، فهو شاهد على جزء من التاريخ الألماني، وهو قصر مليء بالقاعات والزخارف.

ولا تقتصر المتعة في ميونخ على المباني القديمة التراثية، بل هي أيضا مدينة التسوق والأزياء، وبها الكثير من الشوارع والمتاجر التي يقصدها الزائرون لاقتناء احتياجاتهم والمشاركة في المهرجانات المختلفة التي تنظمها المدينة.

ومن التجارب التي أسعدتني، كانت زيارة معرض "BMW Welt"، للتعرف على نبذة من جوانب إتقان الصناعة الألمانية وخاصة في مجال السيارات.

ولقد جرى تصميم المعرض بطريقة مميزة تجعل الزائرين يستمتعون حتى لو كانوا غير مهتمين بمجال السيارات، فطريقة العرض وتفاصيل المبنى تجعلك تخوض تجربة مختلفة.

تضمنت جولتنا أيضا زيارة ملعب Allianz Arena، وهو واحد من أجمل الملاعب في العالم، الذي يضيء ليل المدينة بألوان فريقها الشهير "بايرن ميونخ".

وفي المساء، يكون لمدينة ميونخ وجه آخر أكثر سحرا وجمالا، حيث يلتقي الكثيرون في المطاعم المميزة، فتناول العشاء في مطعم مثل Tasca في منطقة Werksviertel، كشف لنا عن أكثر أحياء ميونخ تجددًا وحيوية، وهو مكان يعكس روح المدينة إذ إنه مزيج من الفن والموسيقى والطعام والترفيه.

يشار إلى أنه ووفقاً لتقرير IPK International، قام الأوروبيون بـ20.9 مليون رحلة ثقافية إلى ألمانيا في 2024، بزيادة 12% مقارنة بالعام السابق. ومن بين 190 مليون رحلة ثقافية قام بها الأوروبيون حول العالم، استحوذت ألمانيا على حصة 11%، مؤكدة مرة أخرى موقعها كوجهة سياحية ثقافية رقم 1، متقدمة على فرنسا وإسبانيا وإيطاليا.

وتلعب الثقافة دوراً محورياً في تشكيل صورة ألمانيا وتعزيز سمعتها كوجهة للزيارة. ففي مؤشر أنهولت للعلامات الوطنية 2024 (NBI)، تحتل ألمانيا المركز الثاني بين 60 دولة حول العالم، والمركز الأول بين 27 دولة أوروبية. وعلى مؤشر الثقافة، تحتل ألمانيا المرتبة السادسة عالمياً، مع مساهمة المباني التاريخية والمدن النابضة بالحياة في تقدير المسافرين بشكل فوق المتوسط.

ما دوافع السفر إلى ألمانيا؟

تظهر دراسة Quality Monitor، وهي استطلاع عملاء أجرته الهيئة الوطنية الألمانية للسياحة، أن الثقافة تتصدر القائمة. ومن بين الأسباب العشرة الأولى للزيارة، تتصدر مشاهدة المعالم السياحية (45%)، تليها المناظر الحضرية والمعمارية (33%). كما يبرز المسافرون الفنون والعروض الثقافية (30%)، والفعاليات والترفيه (18%)، والتقاليد والتاريخ المحلي للمدن والمناطق. وتعكس هذه النتائج أكثر أنواع الرحلات شيوعاً: الرحلات القصيرة للمدن (46%)، زيارة المعالم السياحية (34%)، والإجازات الثقافية (22%)، متقدمة على رحلات الاسترخاء (17%) والطبيعة (13%).





 



 

 

مقالات مشابهة

  • إلى غزة التي لا تموت
  • «العربية أبوظبي» تطلق رحلات جديدة إلى دمشق
  • بالصور.. رحلة استثنائية في ميونخ.. المدينة التي تأسر الزائرين من النظرة الأولى
  • البنك الأهلي الأردني يفتتح معروضة تعليمية جديدة عن الثقافة المالية في متحف الأطفال
  • في اجتماع برئاسة عمار النعيمي.. اعتماد سياسة الإعلام الحكومي ومؤشرات النتائج لرؤية عجمان 2030
  • بعد عامين على طوفان الأقصى…غزة التي غيرت العالم
  • دراسة جديدة: الفطر السحري يعيد ضبط دوائر الدماغ لعلاج الألم المزمن والاكتئاب
  • صدمة الإبادة التي تغيّر العالم.. إذا صَمَت الناس فلن يبقى أحد في أمان
  • سوهاج: حملات تموينية مشددة وافتتاحات طبية جديدة.. وإنجازات تعليمية لافتة
  • تفاصيل حفل عمرو دياب في الجونة 23 أكتوبر.. شرط وحيد للدخول