أسامة يروي عطش المارة بـ«كولمان» في شبين الكوم.. مبادرة تخفف من حر الصيف
تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT
منذ الصباح الباكر وعند افتتاح محل الملابس الخاص به، يأتي بـ«الكولمان» ويملؤه بالمياه واحدًا تلو الآخر، ويضعه على «ترابيزات» في أحد جانبي الشارع، ثم يذهب لإحضار الثلج ويضعه على المياه لتكون مرطبة للتخفيف عن المارة في ظل ارتفاع درجة الحرارة خلال الآونة الأخيرة، ذلك «روتين» يومي يمارسه أسامة سعد، 56 عامًا، في مدينته شبين الكوم بمحافظة المنوفية.
ينزل الركاب من قطار «منوف - طنطا» إلى محطة شبين الكوم، ويتوافد المواطنون من جميع المصالح الحكومية إلى شارع سعد زغلول، أحد أشهر الشوارع بالمدينة، في ظل ارتفاع درجة الحرارة العالية، يتلهف المواطنون إلى شرب الماء البارد الذي يخفف عنهم الآلام الشديدة التي يسببها الحر، وعند الوصول إلى نهاية الشارع، يجدون أنفسهم أمام مكان يحتوي على «5 كولمان» بها مياه باردة، فيشربون حتى يرتووا، إلى أن أصبح هذا المكان يتردد عليه المواطنون والأطفال وكبار السن على مدار اليوم.
يحكى «أسامة» عن مبادرته: «من سنة لما لقيت الناس بتطلب المياه من شدة درجة الحرارة بدأت هذا العمل بكولمان واحد فقط، ومع مرور الأيام زاد الإقبال عليه، فقررت شراء المزيد حتى وصلوا إلى «5 كولمان» والسبب الذي دفعني لذلك، هو فضل سقى الماء وأنها من أفضل الصدقات التي حث عليها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- والمقابل الذي أحصل عليه من هذا العمل هو الدعاء من المواطنين بالصحة والستر».
يلاحظ «أسامة» أن إقبال المواطنين يزداد في فترة الظهيرة، لذا يقف أمام المكان لكى يملأ «الكولمان» الذي يفرغ أولاً بأول، فضلاً عن وضع الثلج ليجعله رطبًا، ولا يكتفى بذلك بل يحرص على زيادة عددها خلال الفترة المقبلة بمشاركة أصدقائه.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المنوفية كولمان درجة الحرارة مياه
إقرأ أيضاً:
برج الصفر بولاية ضنك.. شاهدٌ على التاريخ ومعلَمٌ يروي قصة حضارة عُمان
يقف برج الصفر شامخًا على تلة مرتفعة ببلدة الوسطى في ولاية ضنك بمحافظة الظاهرة، محاطًا بسحر الطبيعة ومعالمها التاريخية، ليروي قصة خالدة من عبق الماضي العُماني التليد.
يُطل البرج من الجهة الشرقية على البساتين ومجرى وادي ضنك، بينما تمتد حارة المقشاب على المرتفعات الجبلية المجاورة، ومن الغرب، يتاخمه فلج السيما، أما من الشمال فتُحيط به خُضرة البساتين التي تُعزّز من جمال موقعه الاستراتيجي.
وهذا البرج العريق، الذي شُيِّد قبل مئات السنين على يد أجود بن طالب المربوعي -وفقًا لمصادر محلية- يُعد واحدًا من أقدم أبراج الحراسة والمراقبة في المنطقة، ويعكس بوضوح براعة العمارة العُمانية التقليدية.
رغم قِدمه، لا يزال برج الصفر يحتفظ بصلابته المعمارية، بما في ذلك جدرانه المتينة، وغرفه الخمس التي تتوزع داخله، إضافة إلى فتحات تهوية ورماية، كانت تُستخدم لأغراض دفاعية في تلك الحقبة، كما تحتضن قلبه شجرة السَّمر، التي لا تزال تنبض بالحياة بلونها الأخضر.
وقد أدى البرج دورًا محوريًا في حماية المنطقة في العصور الماضية، وكان بمثابة الدرع الواقي ضد الأخطار، مما منحه مكانة تاريخية كبيرة في وجدان المجتمع المحلي.
ورغم ما يحمله من قيمة أثرية وتاريخية، إلا أن البرج يعاني اليوم من تآكلٍ ملحوظ، ولم يتبقَّ منه سوى جزء صغير، ما يستدعي تدخلًا عاجلًا لإجراء أعمال ترميم شاملة تحفظ هذا الإرث الحضاري للأجيال القادمة.
إن الحفاظ على برج الصفر لا يُمثّل فقط إنقاذًا لمَعلم أثري، بل هو إحياء لرمز حضاري أصيل يعكس هوية عُمان وتراثها المتجذّر في الزمان والمكان، فكل زاوية فيه، وكل زخرفة على جدرانه، تحكي قصة من قصص أهل ضنك، وتُعيد إلى الأذهان تضحيات الأجداد ومجدهم الذي ما زال ماثلًا حتى اليوم.