مع توالي اغتيال القادة من إيران وحماس وحزب الله عقب هجوم 7 أكتوبر تثار التساؤلات حول كيفية تنفيذ جهاز الموساد الإسرائيلي لاغتيالاته.

جهاز قيسارية

جهاز تابع للموساد مكلف بالعمليات السرية الخاصة، تتبع له وحدة كيدون وهي متخصصة في أساليب التصفية والاغتيال وتتألف من عدة فرق كل فرقة تضم 12 شخصا تقريبا.

أعضاء الوحدة المسؤولون عن تنفيذ العمليات، متعددي اللغات ومزدوجي الجنسية ويعملون في الخارج.

وبمجرد تحديد هوية المستهدفين، يتم نقل ملفاتهم إلى لجنة أجهزة الاستخبارات، التي تضم رؤساء أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والمعروفة باسمها العبري المختصر "فاراش".

إن أوامر القتل التي يصدرها الموساد معروفة باسم "الصفحة الحمراء"، وكل أمر يصدر يتم التصديق عليه من قبل رئيس الوزراء والوزراء الآخرين.

وعبر تاريخ عمل الموساد تنوعت الأساليب التي يعتمدها في قتل أهدافه، ففي عام 1978، قتل الموساد وديع حداد، رئيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عن طريق تسميمه بمعجون الأسنان.

قام عميل سري لديه إمكانية الوصول إلى منزل حداد بتبديل معجون أسنانه المعتاد بأنبوب مماثل يحتوي على سم تم تطويره في إسرائيل، وفي كل مرة كان حداد ينظف أسنانه، يدخل السم إلى مجرى دمه.

وبحسب التقارير قيل إن صراخه من الألم كان مرتفعا لدرجة أنه كان لابد من تخديره.

ومع تطور الوقت بدأ الموساد يغير أساليب اغتيالاته بالاعتماد على التكنولوجيا.

في 27 نوفمبر 2020، اغتال الموساد العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، حيث أطلقوا النار عليه في أحد شوارع أبسارد، وهي مدينة بالقرب من طهران باستخدام روبوت رشاش يعمل بالذكاء الاصطناعي يتم تشغيله عبر قمر صناعي.

وبمجرد تحديد هويته، أطلقت الآلة 15 رصاصة على سيارته في ثلاث دفعات، وكانت الضربة دقيقة لدرجة أن زوجته، التي كانت تجلس في مقعد الراكب، لم تصب بأذى.

ثم تم تفجير قنبلة لتدمير الروبوت حتى لا يتمكن الإيرانيون من تحليله.

وسبق الاغتيال الأخير الذي استهدف إسماعيل هنية سلسلة في طهران من الاغتيالات منذ 7 أكتوبر حتى اليوم، نفذتها إسرائيل بطرق وأساليب مختلفة.

وتعددت روايات استهداف هنية ولا تزال التفاصيل غامضة خصوصا أن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها عن العملية كما أنها لم تنكرها حتى اللحظة.

وأشارت التقارير الأولية إلى أن الإسرائيليين قتلوا هنية بقنبلة تم تفجيرها عن بعد في مكان إقامته الذي تقع مسؤولية حمايته تحت إدارة الحرس الثوري الإيراني.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات أجهزة الاستخبارات الموساد الموساد إسرائيل محسن فخري زاده الروبوت هنية الحرس الثوري الإيراني الموساد الموساد الإسرائيلي إسرائيل حماس أجهزة الاستخبارات الموساد الموساد إسرائيل محسن فخري زاده الروبوت هنية الحرس الثوري الإيراني شرق أوسط

إقرأ أيضاً:

مقتنيات الجاسوس كوهين تفضح الشرع، وتكشف كذب الأنظمة العربية

فالح حسون الدراجي ..

منذ ثلاثة أيام والعالم مخبوص بخبر استيلاء الكيان الصهيوني وجهازه الاستخباري ( الموساد ) على مقتنيات وأرشيف الجاسوس الإسرائيلي كوهين، الذي أعدم في دمشق العام 1965 .. وسبب هذه الخبصة لا يعود برأيي لأهمية هذه المقتنيات، إنما لضجيج اللغط وصخب التناقضات التي أحدثتها هذه العملية بخاصة وأن إعلام الكيان الصهيوني، ومن خلفه جهاز الموساد، حاول أن يجعل من الحبة قبة كما يقولون، فتقصٌد أن يصور الحصول على هذه المقتنيات وكأنه منجز عظيم، ونصر لا يضاهيه سوى نصره باحتلال سيناء أو الجولان، أو اغتيال السيد حسن نصر الله.. وقد ساعد في نفخ هذه العملية وتضخيمها، صمت النظام السوري التام و ( تطنيشه) إزاء الموضوع، أو ما تسرب من بعض المحسوبين على الشرع، بنفي خجول للعملية، وهو الأمر الذي جعل القضية مشوشة، بل ومحاطة بعتمة وغموض شديدين، لايستحقهما موضوع تافه كموضوع مقتنيات عتيقة مضى عليها ستون عاماً، وفقدت أية أهمية لها إن كانت لها أهمية أصلاً ..!

إذاً فالكيان الصهيوني استغل الصمت السوري استغلالاً بشعاً، وراح إعلامه وقادته وجهازه الاستخباري يتنافسون في المبالغة بتهويل العملية .. وادعاء البطولة والتميز، وطبعاً فإن نتنياهو كان أول من استثمر الحالة، وراح يفاخر بقوة الموساد ونجاحاته، مستغلاً فرصة تسليم ارملة الجاسوس كوهين مقتنياته وأغراضه ورسالته التوديعية، قائلاً: ( لقد قاد الموساد عملية صعبة ومعقدة حتى تمكن من الاستيلاء على أرشيف ومقتنيات بطلنا الفذ والأسطوري كوهين) !!

إلى آخر المعزوفة التي يصر نتنياهو وقادة الكيان الصهيوني على عزفها بغرور في مثل هذه الاختراقات والمناسبات ..

وأظن أن هذه الادعاءات المفخمة، وصمت النظام السوري، أو نفيه الخجول، قد جعل من الأمر وكأن شيئاً خارقاً وبطولياً قد فعله جهاز الموساد عند حصوله على مقتنيات العميل كوهين..!

ولولا وكالة “رويترز ” التي فضحت وهم هذا الإدعاء الصهيوني، وكشفت السر المستور، لبقيت البالوعة مغطاة بغطاء صهيوني، ولظل الموساد وقادة إسرائيل يتفاخرون بوهم منجزهم و ( عمليتهم المعقدة والأسطورية) !!لكن “رويترز ” التي نقلت عن ثلاثة مصادر سورية مهمة، بعضها يعمل في بنية الشرع، وقريب منه، قولها بأنّ القيادة السورية وافقت على تسليم وثائق ومتعلّقات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين إلى كيان الاحتلال، “في محاولة لخفض حدة التوتر مع تل أبيب وكبادرة حسن النوايا تجاه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فضلاً عن محاولة ترطيب العلاقات وتحسينها بشكل أفضل مع إسرائيل ” !

إذاً، فالقضية لم تكن كما يحاول تصويرها الموساد وتسويقها للعالم، فلا هي عملية معقدة وصعبة، ولا أسطورية، ولاهم يحزنون، إنما ثمة (رشوة) قدمها (المجاهد الشرع) إلى كيان تل أبيب الصهيوني، لشراء رضاها أولاً، وفي الوقت ذاته هي هدية شخصية يقدمها الرئيس السوري إلى الرئيس الأمريكي ترامب لموقفه الداعم لسوريا ..!

وللحق، فإن المشكلة بالنسبة لي لا تتعلق قط بمقتنيات كوهين ومدى أهميتها، ولا حتى بأخلاقية وعدم اخلاقية الرشوة أو الهدية التي قدمها الشرع، إنما المشكلة تتلخص بكذب النظام السوري، وعدم كشفه عن (ذمته) السياسية والاخلاقية، وعدم اعترافه بهذه القضية إلا بعد افتضاح أمره وكشف سره.. ولا اعرف لماذا صمت النظام أولاً، ولماذا نفى بشكل خجول ثانياً، ولماذا اعترف بحصول إسرائيل على مقتنيات كوهين بعملية بسيطة، وبموافقة الشرع شخصياً – كما يدعي المطبلون للشرع – وليس بعملية استخباراتية صعبة ومعقدة قام بها جهاز الموساد بمساعدة استخبارات دولة صديقة (قطر) كما تدعي إسرائيل؟!.

والسؤال الذي يشغلني حقاً، هو لماذا كل هذا اللف والدوران إذا كانت الغاية مفيدة لسوريا، ونافعة لشعبها كما يقول أتباع النظام السوري- مع أني شخصياً لا أتوقع أي خير أو فائدة تأتيان من العلاقة مع هذا الكيان الإجرامي الشرير -كما لا اعرف لماذا يخفي الشرع وجماعته سر العلاقة مع تل أبيب، وهي العلاقة التي تحيكها وتنسجها قطر وتركيا منذ فترة بعيدة، أي قبل أن تستلم هيئة تحرير الشام السلطة في دمشق، أقول لماذا يخفون هذه العلاقة إذا كانت شريفة وعفيفة وطبيعية.. لماذا ؟

اما إذا كانت العلاقة معيبة ومخجلة وعاراً على أصحابها، بحيث يضطرون إلى إخفائها، فما الداعي إذاً لإقامة هكذا علاقة مخجلة ومذلة، ولماذا الارتباط بمن يجلب لك العار والخزي ؟

إن مشكلة الجبن والخوف من الشعوب، والكذب على الجميع، والعمل في الظلام، ليست مشكلة نظام الشرع لوحده، بل هي مشكلة كل الأنظمة العربية للأسف الشديد.. واعتقد أن فضيحة تسليم مقتنيات كوهين إلى تل أبيب ستظل مدفونة لولا وكالة ” رويترز” التي نبشت في أزبال الشرع، وعثرت عليها، ولا أعرف كم من جريمة عفنة مثلها أخفاها هذا النظام، أو اخفاها نظام الأسد في المزابل السورية قبله، وكم فضيحة ستظل مستترة ومخفية بين قمامات الأنظمة العربية دون أن تعثر عليها “رويترز ” أو شقيقاتها من الوكالات الأخريات ؟!

إن مشكلة نظام الشرع وبقية الأنظمة العربية لا تكمن في ضعفها وجبنها من شعوبها فحسب، إنما في كذبها على الآخرين، وعلى نفسها حتى، وهذا ما جعلها محتقرة وغير محترمة في عيون الكل دون استثناء ..

ختاماً أود الاعتراف بأني شخصياً ضد التطبيع من الوريد إلى الوريد، واحتقر كل المطبعين مع الكيان الصهيوني، لكني سأحتقر أكثر أولئك المطبعين له في الليل والمعارضين له في النهار.. فهؤلاء المقنعون صهاينة وجبناء معاً .. وأنا شخصياً أكره الصهاينة، وأكره الجبناء، أكرههم جميعاً مذ أن ولدتني أمي العظيمة .

فالح حسون الدراجي

مقالات مشابهة

  • 60 عامًا على إعدام كوهين.. كيف نسج الموساد أسطورة رجله في دمشق؟
  • باحثة سياسية: إسرائيل تسعى لتفريغ شمال غزة والسيطرة على 70% من أراضي القطاع
  • أبرز الهجمات التي نفذتها جماعة الحوثيين على إسرائيل عام 2025
  • علاقة ما فعله ترامب مع رئيس جنوب أفريقيا بالقضية التي رفعتها الأخيرة ضد إسرائيل حول غزة تثير تفاعلا
  • أبرز مضامين اتفاقية الشراكة التي يهدد الاتحاد الأوروبي بمراجعتها مع إسرائيل
  • ميناء حيفا بوابة إسرائيل التي يتوعدها الحوثيون
  • مقتنيات الجاسوس كوهين تفضح الشرع، وتكشف كذب الأنظمة العربية
  • رفيق بوبكر يقاضي مستغلين لاسمه وصوره
  • تساؤلات بشأن استعادة الموساد ملف الجاسوس كوهين
  • أطباء بلا حدود: المساعدات القليلة التي سمحت “إسرائيل” بدخولها غزة مجرد ستار لتجنب اتهامها بالتجويع