بوابة الوفد:
2025-12-13@04:45:09 GMT

الحكمة فى حياتنا

تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT

يقول الحق سبحانه فى كتابه العزيز: «يُؤْتِى الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ( البقرة : 269). 
الحكمة فى حياتنا شيء عظيم ، وهى ليست من نافلة القول ، فكل ما خرج عن الحكمة من التصرفات أوقع صاحبه فى دائرة الخطأ والمشكلات.

و من الحكمة أن نتعامل مع الحياة بحكمة بل بمنتهى الحكمة وأقصى درجاتها، و لن يتأتى لك ذلك ما لم نفهم طبيعة الحياة القائمة على التغير لا الثبات، وطبيعة معطياتها، وما لم نفهم واقعنا ومتغيراته ومؤثراته ومواطنا قوتنا ومواطنا ضعفنا فى حدود طاقاتنا وإمكاناتنا وطاقات الآخرين وإمكاناتهم، وأن تكون لدينا  السعة والمرونة والقدرة على التعامل مع المتغيرات والتكيف مع المستجدات، وأن يكون كل منا  شجاعا فى قدرته على التكيف السريع مع مجريات الحياة ومتغيراتها المتسارعة وواقعه المحيط به بكل تحدياته، مدركا لطبيعة الأمور مفرقا بين ما يقتضى ثباتا وهو المبادئ الراسخة ، وما يتطلب قدرا عاليا من المرونة وهو الأدوات والوسائل التى تنفذ من خلالها للوصول إلى هدفك المنشود دون المساس بثوابتك المبدئية. 
وعليك أن تدرك أن لله عز وجل فى خلقه وكونه حِكما سننا يجريها بتقديره ومشيئته «سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِى قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا» ( الفتح : 23)
ومن فهم سنن الله فى الكون وتعامل معها وفق منهج الله عز وجل  من الأخذ بالأسباب و الرضا بما يقدره الله من النتائج بإجراء للمسببات على أسبابها أو يقدره غير ذلك ، مدركا أن الخير كل الخير فيما يقدره الله، اطمأنت نفسه وسلمت من شوائب الكدر، يقول الحق سبحانه: «فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا» (النساء: 19)، و يقول سبحانه: «مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» (فاطر: 2)، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «واعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتَمعت علَى أن ينفَعوكَ بشَيءٍ لم يَنفعوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ لَكَ، وإن اجتَمَعوا على أن يضرُّوكَ بشَيءٍ لم يَضرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ عليكَ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجفَّتِ الصُّحفُ» (سنن الترمذي) . 
فعليك أن تأخذ فى كل جوانب حياتك بأقصى الأسباب ثم تفوض الأمر لمن دبره فلن ترى غير الذى قدره، وما دمت تدرك أن الأمر كله لله عز وجل فطب نفسا، فما قدره الله لك لن يمنعك منه أحد، وما لم يقدره لك لن يجريه لك أو عليك أحد .
وعليك أن تدرك أن الحياة لا تتوقف عند محطة واحدة، بل هى محطات متعددة ومتنوعة فكن مستعدا للتعامل مع متغيراتها و مستجداتها، قادرا على التكيف مع مناخات وأجواء متعددة، واضعا مرضاة ربك والرضا بما يقسمه لك نُصب عينيك، وما دمت قد أخذت بالأسباب ولم تقصر فالسعادة كل السعادة هى فى الرضا بما قسم الله لك.

الأستاذ بجامعة الأزهر 
وعضو مجمع البحوث الإسلامية 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د محمد مختار جمعة الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية

إقرأ أيضاً:

ياسمين عبد العزيز: العمرة غيرت تفكيري واكتشفت أن الحياة "ولا حاجة"

كشفت الفنانة ياسمين عبد العزيز عن تحول جذري في حياتها ونظرتها للوجود بعد أدائها العمرة وتجربتها الصحية الأخيرة. 

وأكدت ياسمين في لقائها ببرنامج "معكم منى الشاذلي" على قناة سي بي سي، أن حبها للكعبة والرسول صلى الله عليه وسلم دفعها للتقرب أكثر من الله، مشيرة إلى أن هذا القرب ازداد بشكل كبير بعد فترة مرضها الصعبة.
وأوضحت أن تفكيرها "كله اتغير"، حيث أصبحت ترى الحياة "بطريقة مختلفة تماماً". 

وشددت على أن الحياة "ولا حاجة"، متسائلة عن سبب الخلافات والصراعات بين الناس، خاصة وأن العمر قصير جداً وسيمر سريعاً، ما يجعل إيذاء الآخرين أمراً غير مفهوم ولا طائل منه. 

وأنهت حديثها المؤثر بالإشارة إلى أن خمسة أشخاص مقربين منها وافتهم المنية في نفس العام، مما عمق لديها هذا الإحساس بضرورة إعادة تقييم الأولويات.
اقرأ المزيد..

ياسمين عبدالعزيز توجه رسالة نارية على الهواء: "ليه مبتفكروش في ربنا.. هتترد لك" بعد انفصالها عن العوضي.. ياسمين عبدالعزيز: تحيا السنجلة لا للجدعنة ولا للوسط للفني أشرف زكي يكشف الحالة الصحية لعبلة كامل خلاف حاد بين ياسمين عبد العزيز ومنى الشاذلي على الهواء.. ما القصة (فيديو) عادل نعمان: فكر ابن رشد انتصر في أوروبا.. والتخلف الفكري عندنا بسبب ابن تيمية المفكر عادل نعمان: عذاب القبر ليس من المعلوم من الدين بالضرورة ميدو: صلاح أسطورة الشرق الأوسط.. وحان وقت مغادرته ليفربول

مقالات مشابهة

  • نقيب البيطريين: الطبيب البيطري إيده في معدة الإنسان.. والدولة لا تدرك ذلك
  • الوسطية بين الحلال والحرام.. وضوابط الاستفادة من الحياة دون تجاوز
  • خطيب المسجد الحرام: صنائع الحكمة ومسالك الحنكة في 4 كلمات
  • تسوية قانونية تعيد الحياة للمركب التجاري السوبر المغلق منذ عقود بسلا
  • ياسمين عبد العزيز: العمرة غيرت تفكيري واكتشفت أن الحياة "ولا حاجة"
  • معهد فلسطين: حكومة الاحتلال تدرك أن عمرها السياسي قصير
  • الممثلة لورا خباز بين الحياة والمستشفى بعد حادث سير مروع لبنان
  • الحكمة يعلن عن امتلاكه مرشحاً لرئاسة الوزراء.. زهد القوى بالمنصب يرتب أوراق الترشح نحو توافق سريع
  • الداخلية تحتفي باليوم العالمي لحقوق الإنسان بشعار حقوق الإنسان جوهر حياتنا اليومية
  • الكويت… دبلوماسية الحكمة في زمن الأزمات