سودانايل:
2025-05-12@19:08:01 GMT

الإسلاميون وسياسة خلط الأوراق

تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT

في عالم السياسة يعمل مفهوم خلط الأوراق المستمد من صالات القمار وجلسات لعب البوكر كمبدأ يهدف الى الاستفادة من حالة الفوضى والارباك الناتجة عن ازمة ما في إعادة ترتيب المشهد وفقا للمصلحة و ذلك عين الذي يفعله الإسلاميون في السودان الان .فهم يدركون جيدا ان دولتهم قد ادبرت وان عصرهم الذهبي الذي كانوا يختبؤون فيه خلف الشعارات البراقة و القيم المثالية والمبادئ الدينية قد ولى كما ان التجربة الرديئة التي قاموا بتقديمها في السودان والتي بدلا من ان تخلق الرفاه الاقتصادي والنعيم الاجتماعي للشعب افرخت دولة فاشلة ونظام مستبد اصبح من المستحيل إعادة تدويرها او تسويقها للشعب السوداني من جديد.


كما انهم يعرفون ان العالم الان يشهد لحظة انقلاب يعاد فيها تقسيم و ترسيم المنطقة العربية من جديد بخلق تحالفات إقليمية جديدة ليس لمستقبلهم فيها موطئ قدم . لذا فإنهم و وفقا لهذه القراءة لن يتورعوا و بصورة برغماتية مفتضحه في استدعاء مفهوم صالات القمار والقيام بخلط الأوراق قافزين على الثوابت والقيم . مستغلين حالة الفراغ في الدولة و غياب الرقابة السياسية من اجل التحالف التحالف مع الشيطان لاستعادة الحكم في السودان .
ان المتابع لمجريات الاحداث منذ بدء حرب 15 ابريل يلاحظ ان ظهور الإسلاميين فيها اخذ منحنى تصاعدي فقد بداء خجولا مستخفيا رافقته حالة انكار من قيادة الجيش في اكتر من مناسبة عن وجود مقاتلين من الإسلاميين في صفوفه ثم كشفوا عن وجههم عبر كتائب أعلنت عن نفسها بأسماء و اهازيج مستمدة من ادبيات الإسلاميين . و قاموا بفتح معسكرات المقاومة الشعبية كغطاء لحركتهم في مرحلة ما . و يبدوا ان المرحلة الحالية هي مرحلة العمل السياسي من الداخل حيث بدأت قياداتهم في الظهور في المشهد الداخلي و ذلك برجوع رئيس المؤتمر الوطني الى بورتسودان حيث تم استقباله في قاعة كبار الزوار بالمطار في إشارة واضحة بان الدولة قد اعطته الضوء الأخضر للحركة .
ان احد محددات التعبير عن الأفكار في الكتابة و elaborate هي عندما يحدث تماس عند تناول المرء لقضية عامة يتداخل معها الشأن القبلي. لما لذلك من حساسية مفرطة مع الأصحاب و الرفقة وذلك شأن السلطة القبلية في بلادنا الا إنه قد يبدوا ان انتكاسات الإسلاميون أصبحت ليست لها نهاية فها هم يحاولون امتطاء سرج القبيلة كمعبر لإعادة تموضعهم في الشارع السوداني حيث ظهر المهندس إبراهيم محمود مرة أخرى مستغلا مناسبة قبلية بشخصيته الاعتبارية كرئيس للمؤتمر الوطني في سعي منه للعب بورقة القبيلة .
ان جل هدف الإسلاميون الان منصب في ضمان ان يلعبوا أي دور في مستقبل العملية السياسية سواء من خلال المشاركة في الحكومة الانتقالية القادمة أو وجودهم في أي عملية مصالحة وطنية مقترحة مؤملين ان تكون لديهم فرصة للعودة إلى المشهد السياسي من جديد .
ولكن السؤال الأهم هل يملك الإسلاميين الشجاعة للاعتراف بأخطاء الماضي والقدرة على التكيف مع الواقع الجديد بعد حرب 15 ابريل وهل يستطيعون استعادة ثقة الشعب السوداني .

yousufeissa79@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: خــلـط الأوراق !!



أكثر شيئًا تخصصنا فى ممارسته وإستخدامه – وكذلك عدم رفضه أو الإمتناع عن تناوله – هى تلك الخاصية المصرية الأصل والمنشأ – خلط الأوراق – فى كل شىء- نتحدث عن التعليم مع مسئول يحادثك عن سوء أخلاق وعدم إنتظام أعضاء  هيئات التدريس،  نتحدث عن المرور والكثافات المرورية الغير مسبوقه نتيجة عيوب فى تصميم هندسة المرور، وفى إستخدامات غير رشيدة للشارع المصرى، وإستعمار للأرصفة من الباعة الجائلين، نجد المسئول يتحدث معك عن توجيهات السيد مدير المرور والسيد مدير الأمن وأن هناك من يحاول الإسائه للمسئولين عن المرور رغم جهدهم الشديد والرائع، لكن النتيجة صفر !!
نتحدث عن مؤشر النمو الإقتصادى وعن الإستثمارات المباشرة وغير المباشرة والتى أوصلتنا قبل الأزمة المالية العالمية إلى حوالى 7% - وهو رقم لم نصل إليه من قبل فيتحدث الأخر عن أن هذا النمو لم يؤثر على رجل الشارع أو على الأسرة المصرية بأيه إيجابيات ولم يوفر للمدخرات ولم يقلل من الأسعار ولم ينهى معاناه مواطن يعانى من البطالة - !! 
وهكذا نحن نخلط الأوراق خلطًا مثلما نخلط الكشرى المكون من الأرز والمكرونة والعدس ( أبو جبة ) وكذلك " البصل المقلى " وعليهم الشطة وغيرها من التوابل، وبالقطع طعمها رائع وأكله مصرية محترمة تلجأ إليها فى الشارع عند ( جحا)    ، سابقًا، أو نلجأ إليها حينما تفتقر الأسرة القدرة على توفير وجبة من اللحوم التى يخطط لها فى خريطة الطريق للأسرة المصرية عدة أيام من الشهر التى تجتمع فيها ( قبيلة ) الأسرة على وجبة اللحم، ونعود للخلط فى الأوراق – بعد خلطة ( الكشرى ) – نجد فى أكثر تجمعات المنتخب فى مصر، وبعض ممن ملئوا السمع والبصر –حينما كانوا وزراء أو رؤساء هيئات أو محافظون سابقون، نجد مثل هؤلاء فى مجالسهم، وهم يخلطوا أوراق المناقشات، وكأنهم ( ولدوا ) أمس، وكأنهم لم يتولوا سلطة من قبل، ولعل الإعتماد على الذاكرة الضعيفة للمشتركين فى الحديث – يجعل صاحب الذاكرة الأكثر اتقادًا – يضحك بل يسخر مما يسمعه، ولعل قليل من الجرأة، يمكن أن نُخِْرسْ هولاء، ونجعلهم يعيدون إلى ذاكرتنا بعض مما قاموا به أوتدبروه فى وقت كانوا فيه محل النقد، بل للأسف الشديد وكأن على رأسهم الطير، فهم ُسكْم بُكْمُ لا يفقهون !!
أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد 
[email protected]

مقالات مشابهة

  • عامان على الحرب: صورٌ تحكي مأساة الإعلام السوداني وصمت استوديوهاته
  • العراق وسياسة التوازن بين أطماع الخارج وتحديات الداخل
  • الجيش السوداني يحرز تقدماً ميدانياً في أم درمان ويجري عمليات إجلاء إنسانية
  • المشروع التقدمي الحداثي السوداني: DEAD MAN WALKING
  • د.حماد عبدالله يكتب: خــلـط الأوراق !!
  • بين طيات الغبار والأمل.. حين التقت البنادق في قلب العاصمة
  • تحول المجال السوداني لحيز إختبار لتفوق المسيرات !
  • مسيرات هاجمت مطار عطبرة ومضادات الجيش السوداني تتصدى
  • الأزهر العالمي للفتوى يكشف عن حالة تجب فيها الأضحية على المسلم
  • تلك الفنانة ” عديمة الموهبة والرباية” هى حالة معملية فقط للواقع السوداني