نصائح مهمة لتقليص الخسائر والأضرار في المزروعات خلال الشتاء :الأسرة اليمنية الزراعية في مواجهة موجة “الصقيع”
تاريخ النشر: 21st, December 2024 GMT
الاسرة/ زهور عبدالله
مع وصول فصل الشتاء إلى ذروته في اليمن تجد الأسرة اليمنية سواء في المدن أو الريف نفسها أمام تحديات كثيرة ومتعددة تتعلق بآثار وتداعيات موجات البرد والصقيع على الصحة العامة لأفراد الأسرة وكذلك على المزروعات والمواشي وحتى على مربيي النحل في الجبال والسهول والأودية.
وتتكبد الأسرة اليمنية ممن تعتاش على الزراعة وخصوصا في المرتفعات الجبلية خسائر كبيرة بسبب موجة الصقيع التي تشهدها البلاد بفعل الموجة الباردة التي بلغت ذروتها خلال الأسبوع الماضي مع تأكيدات من قبل مختصي الأرصاد الجوية باستمرار البرد والصقيع في مختلف مناطق البلاد.
وغالبا ما يتعرض الكثير من المزارعين اليمنيين في مختلف المحافظات، خصوصاً في المرتفعات الغربية إلى تضرر محاصيلهم بسبب الصقيع، وتلف المزروعات والثمار، ما تسبب في خسائر كبيرة لحقت بهم، في ظل شحة الموارد وانعدام وسائل مواجهة المشكلة المتكررة مع فصل الشتاء، مع اتباعهم طرقاً متعددة يغلب عليها الطرق التقليدية لتدفئة مزارعهم خلال الليالي التي يُتوقع فيها زيادة تأثيرات البرد.
وما يزال مركز الأرصاد الجوي يهيب بالمزارعين وبصورة شبه يومية اخذ الحيطة والحذر لتجنب تلف محاصيلهم بسبب تشكّل الصقيع وأهمية اتخاذ أقصى التدابير، واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من ضربات البرد القارس، واستخدام وسائل التدفئة الآمنة مع رعاية كبار السن والأطفال من تأثيراتها.
هذه الأيام الباردة شهدت نداءات متكررة من قبل خبراء الأرصاد من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وعبر وسائل الإعلام الوطنية من مخاطر موجة برد شديدة تستمر لأيام قادمة على مختلف المناطق والمحافظات، بما فيها الصحارى، وتصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، مع احتمالات كبيرة لإتلاف مختلف المزروعات والمحاصيل.
اثار كبيرة
وتؤثر موجات الصقيع على أسعار الخضراوات والفواكه بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع تكلفته، وإلى جانب ذلك تقل جودة عدد من المنتجات.
ويوضح خبراء الأرصاد ان كتلة هوائية قطبية بدأت، أخيراً، التقدم باتجاه المناطق الشمالية والصحراوية، مع هبوب الرياح الشمالية الجافة، متوقعين أن تسهم في إثارة ونقل كميات كبيرة من الغبار يمتد تأثيرها إلى خارج البلاد.
ووفقاً للخبراء الزراعيين، فإن الصقيع يتسبب في تجمد العصارة النباتية في أوراق النباتات وسيقانها الطرية، وبمجرد شروق الشمس، وتغيّر درجات الحرارة، تتشقق مواضع التجمد أو تذبل، تبعاً لعوامل أخرى.
ويقول الخبراء إن تأثيرات الصقيع تختلف بحسب تعرض المزارع للرياح الباردة، إلا أن تعرض المزروعات للرياح الباردة في المرتفعات لا يختلف كثيراً عن وقوع نظيرتها في الأودية والسهول تحت تأثير الهواء الساكن شديد البرودة.
طرق تقليدية فاعلة
ويؤكد الخبراء والمهندسون الزراعيون ان الطرق التقليدية التي اتبعها اليمنيون منذ القدم لمواجهة الصقيع فاعلة ولها نتائج إيجابية ويقول المهندس الزراعي عبدالكريم ناصر عكيش في حديثه لـ”الاسرة” ان إتباع الطرق التقليدية كتغطية النباتات بمادة القش لتدفئة النبات تبقى من افضل طرق حماية المزروعات والثمار خلال برودة المناخ إلى جانب مقاربة عدد مرات الري للمحاصيل الزراعية وكذلك اتباع الممارسات والأساليب الزراعية التي ينصح بها الإرشاد الزراعي والتقيد بالزراعة في المواسم والمواعيد المحددة، مشيرا إلى أن الزراعة في الموسم والتوقيت المحدد من العوامل التي تقي النبات من الإصابة بموجة الصقيع الشديد.
إجراءات الوقاية
ويؤكد الخبير الزراعي عبدالسلام الشوكاني ان هناك العديد من الإجراءات الضرورية لحماية النباتات من إضرار الصقيع وعلى الأسر في الجبال والهضاب والمناطق المعرضة للبرد الشديد اتباعها ومنها بحسب الشوكاني .
القيام بري النباتات بالسقاية، قبل قدوم موجة صقيع أو البرد، يفضل السقاية بمياه الآبار.
وإضافة السماد العضوي في فصل الشتاء، بالكمية والوقت المناسب.
وتغطية تربة النباتات والأشجار بالقش أو نشارة الخشب لحماية جذور النباتات من البرد، والقيام بتغطية النباتات ذات الحساسية العالية من البرودة بالأغطية البلاستيكية أو الزجاجية أو الخيش.
وكذلك تدفئة الهواء مباشرة بواسطة أجهزة خاصة ويُستخدم الزيت أو قطران الفحم أو جذوع الأشجار أو أي مواد أخرى قابلة للاحتراق، يُشترط لاستخدام هذه الطريقة أن تكون الرياح هادئة حتى تتمكن المنطقة المحيطة من حفظ حرارتها.
وينصح الخبير الشوكاني بعدم الإسراف بالتسميد النيتروجيني، لان الزيادة تعمل على ترقق جدران الخلايا، مما يسهل تأثرها بالصقيع، والاهتمام بالتسميد الفوسفوري والبوتاسي.
ويحث على الاهتمام برش عنصر الكالسيوم والبورون على نباتات الخضار لزيادة سماكة جدران خلايا النباتات، هذا يساعد على تحمل النباتات لموجات الصقيع والبرد.
وأضاف : في ليلة الصقيع يجب استخدام الري الرذاذي للنبات رش النباتات بالمياه لتذويب طبقة الجليد المتكونة قبل طلوع الشمس، لأن إذا طلعت الشمس وأذابت هذه الطبقة سيحصل للنبات حالة تشبه السلق.
وفي ليلة حدوث الصقيع أو البرد القيام بخلق تدفق للهواء أثناء الليالي الساكنة، وذلك في الصقيع الربيعي حيث ان أحد أسباب تشكل الصقيع هو الهواء الساكن. ويمكن المساعدة في منع تشكل الجليد فوق النبات عن طريق وضع مراوح بجانب صفوف المزروعات.
ويستطرد :بعد حدوث الصقيع القيام برش مغذيات تحتوي على هرمونات الأوكسين السايتوكاينين والجبرلين ليعوض النبات ما فقد منه خلال فترة الصقيع.
وبعد حدوث الصقيع بأيام القيام برش مبيد فطري وقائي، حتى لا تصاب المحاصيل بالأمراض الفطرية الناتجة عن الرطوبة الزائدة.
الى جانب القيام بعد ايام الصقيع برش النباتات بالأحماض الأمينية لمساعدة النباتات على تحمل موجات البرد والصقيع، ومن اهم الأحماض التي يمكن رشها هو الحمض النووي ” سيرين”، حيث يعمل على منع تبلور جزيئات الماء داخل السيتوبلازم، وبالتالي مقاومة الصقيع داخل النبات، والحمض الاميني الثريونين الذي يلعب دورا مهما في الدفاعات الكيماوية ضد الإجهادات التي يتعرض لها النبات كالبرد والجفاف وملوحة التربة، والحمض الأميني الأساسي “الفالين” الضروري لتخليق البروتينات كما أنه يستخدم كوقود للطاقة، والحمض الأميني “البرولين” من الأحماض الأمينية المشاركة في الدفاع عن الإجهاد، وغيرها من الأحماض الأمينية المهمة لتقوية النبات…
ويختتم الخبير الزراعي الشوكاني نصائحه للمزارعين بتأخير التقليم حتى انتهاء أوقات البرودة الشديدة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
عزلة جوية خانقة تضرب “الكيان”: مطار “بن غوريون” يترنّح تحت وقع الصواريخ اليمنية
الثورة نت- تقرير ـ عبدالمؤمن محمد جحاف
تشهد “إسرائيل” تصعيداً خطيراً في تداعيات العدوان على غزة، تمثّل مؤخراً في دخولها مرحلة “العزلة الجوية”، على خلفية الضربات اليمنية الصاروخية التي استهدفت مطار “اللد”بن غوريون ، والتي تسببت في ارتباك بل وتعطيل شبه كلي غير مسبوق في حركة الطيران من وإلى الكيان.
وفي تصريحات لصحيفة “معاريف” العبرية، أقرّ مسؤول إسرائيلي رفيع بأن المطار الرئيسي يواجه “أزمة غير مسبوقة”، بسبب تعليق العديد من شركات الطيران الأجنبية رحلاتها الجوية، إثر الضربات الصاروخية التي باتت تطال العمق الإسرائيلي، وتحديداً من الجبهة اليمنية.
المسؤول الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أشار إلى أن “تردد الشركات الأجنبية بات يعكس قناعة متنامية بخطورة الوضع الأمني في سماء إسرائيل، وهو ما يهدد بخنق قطاع الطيران ويُوجّه ضربة موجعة لصورة الدولة وقدرتها على جذب الرحلات والسياحة والاستثمار”.
هذا القلق الإسرائيلي جاء بعد إعلان القوات المسلحة اليمنية يوم الجمعة ٩/٥/٢٠٢٥م تنفيذ عمليتين عسكريتين نوعيتين، أولاهما استهدفت مطار اللد، المعروف إسرائيلياً باسم “مطار بن غوريون” في مدينة يافا المحتلة، وذلك بصاروخ باليستي فرط صوتي. أما العملية الثانية، فاستهدفت هدفاً حيوياً في منطقة يافا نفسها، بطائرة مسيرة من نوع “يافا”، في دلالة رمزية ورسالة عملياتية مزدوجة، تؤكد دقة الاستهداف وتنوع الوسائط.
وبالتالي ما نشهده اليوم هو ارتداد مباشر لسياسة العدو العدوانية. فالصواريخ اليمنية لم تعد مجرد رمزية أو رسائل، بل باتت تشكّل كابوساً فعلياً على منظومة الأمن الإسرائيلي، وتحديداً في قطاع الطيران الحيوي.
وفي ذات السياق إن استهداف مطار بن غوريون “يمثل صفعة سياسية وأمنية، كونه يعكس فقدان الاحتلال السيطرة على أجوائه، ويكشف هشاشة الردع الإسرائيلي في مواجهة الضربات الصاروخية اليمنية”.
وبالتالي منذ اندلاع العدوان على غزة، أعلنت القيادة اليمنية في صنعاء بشكل واضح انخراطها في معادلة “الردع الإقليمي” دفاعاً عن الشعب الفلسطيني، حيث شنّت القوات اليمنية مئات الهجمات الصاروخية والجوية على أهداف إسرائيلية، كان أبرزها استهداف ميناء إيلات، ومطار بن غوريون، بالإضافة إلى استهداف الملاحة الإسرائيلية في البحرين الأحمر والمتوسط.
وتؤكد العمليات الأخيرة، وخاصة استخدام صاروخ فرط صوتي والطائرة المسيرة “يافا”، أن اليمن بات يمتلك قدرات تكنولوجية متقدمة، تعزز من فعالية موقعه في محور المقاومة، وتُربك حسابات العدو في العمق.
وفي ظل هذا المشهد المتغير، يبدو “الكيان” مقيّد في السماء كما في السياسة، في مواجهة مشهد إقليمي يتغيّر بسرعة ويفرض معادلات جديدة لم تكن في حسبان صُنّاع القرار في “تل أبيب”.