طريقك إلى ريادة الأعمال (11)
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
فتحية الحكمانية
اختيار موقع المشروع
يُعد اختيار موقع المشروع التجاري من العوامل الحاسمة لنجاح المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة، وهناك مجموعة من العوامل العامّة التي يجب التركيز عليها عند اختيار موقع المشروع؛ سواء كان المشروع كبيرا أو صغيرا؛ حيث ستحتاج إلى التسجيل في السجل التجاري لبدء مشروعك، والحصول على التراخيص وتحديد موقع مشروعك.
وتكمن أهمية تحديد موقع مشروعك في عدة جوانب منها السوق المستهدف، والعملاء المستهدفين وسهولة وصولهم إليك، والشركاء، وإضافة إلى ذلك، يجب عليك النظر في التكاليف؛ فالموقع المناسب يُساهم في تقليل تكاليف النقل واللوجيستيات، والرواتب، وأسعار الإيجار وأسعار التأمين، والمرافق، والتراخيص الحكومية والرسوم الأخرى وتختلف بين مشروع وآخر.
ويُعد القُرب من المصادر الأولية عامل أساسي في عملية الاختيار والمفضلة لموقع المشروع الصغير؛ لأنَّ قُرب المشروع من هذه المناطق، بالإضافة إلى قُربه من السّوق يحقق له التوفير الكبير في تكلفة التّوزيع، النقل، تقليل الزمن المستغرق لدورة العمليات وغيرها.
وتوفر الموارد البشرية يلعب دورا هاما في اختيار موقع المشروع، خاصّة المشروعات التي تحتاج إلى جهد كبير من العمل، أو المشروعات الأخرى التي تتطلب مستويات عالية من المهارة والكفاءة، فمثلًا المناطق التي تتوافر فيها مجموعة من العمالة الماهرة والخبرة المتراكمة في صناعة البرمجيات، تُعتبر قاعدة غنيّة لتأسيس الشركات الناشئة.
كما أن للمنافسة دورًا محوريًا في اختيار موقع المشروع، إذ تؤثر بشكل مباشر على القدرة التنافسية للمشروع ونجاحه في جذب العملاء. فيما يلي الجوانب التي تجعل المنافسة عاملًا أساسيًا في تحديد موقع المشروع؛ فالمنافسون يقدمون معلومات قيمة عن المناطق التي يتركز فيها الطلب على منتجات أو خدمات معينة، ومعرفة مواقع المنافسين تكشف النقاط القوية والضعف لديهم، مما يساعد على اختيار موقع يمنح المشروع ميزة تنافسية، كما إن المناطق التي تعاني نقصًا في الخدمات التي يقدمها المنافسون تُعد فرصة لتأسيس مشروع جديد.
واختيار موقع يخدم العملاء الذين لا يتم تلبية احتياجاتهم بشكل كامل، يمكن أن يؤدي إلى النجاح، وفي بعض الحالات، يشكل اختيار موقع قريب من المنافسين ميزة، حيث يجذب العملاء الباحثين عن خيارات متنوعة في نفس المنطقة. على سبيل المثال، تجمع المحلات التجارية في مراكز تسوق أو المطاعم في شوارع معينة. وأيضًا التواجد في منطقة راقية أو قريبة من منافسين ذوي سمعة جيدة يعزز الثقة في بناء العلامة التجارية.
وخلال مسيرة عملي، لاحظتُ وجود مشروع تجاري لمغلسة سيارات قرب محل إقامتي، ولم ألحظ ذلك المشروع إلّا بعد فترة من تأسيسه؛ حيث إن الموقع في شارع تجاري وبجانب شارع داخلي جنب الشارع الرئيسي، إلّا أن موقع المغلسة كان على موقع جانب من البناية، فمن الوهلة الأولى تنبأت بفشل المشروع، وفعلًا لم يكمل شهورًا إلّا وأغلق!
وعليه.. فإنَّ اختيار موقع مشروعك يعد أحد أهم القرارات التي سوف تؤثر بشكل كبير على مشروعك. لذا يتوجب عليك اتخاذ قرار استراتيجي يتطلّب دراسة متأنية وموازنة بين الاحتياجات والموارد، وهذا القرار يُمكن أن يكون عاملًا مفصليًا في نجاح المشروع واستمراريته.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
“جسور”… مشروع لتدريب الشباب على التجارة الإلكترونية والمشاريع الرقمية
دمشق-سانا
لتمكين الشباب في مجالي التجارة الإلكترونية وإنشاء وإدارة المشاريع الرقمية جاء مشروع “جسور” الذي أطلقته الغرفة الفتية الدولية بدمشق أمس بالتعاون مع منصة “حربوق”.
وأوضح نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة بنطاق الريادة والأعمال عمر القاسمي، في تصريح لـ سانا أن المشروع يسهم في سدّ فجوة حقيقية في المهارات والمعرفة الرقمية داخل المجتمع المحلي، ولا سيما في ظل الحاجة المتزايدة إلى التحول نحو الاقتصاد الرقمي، لافتاً إلى أن المشروع له دور في تمكين الأفراد اقتصادياً، ويشجع روح الابتكار لديهم، ويفتح آفاقاً جديدة للعمل الحر الرقمي، ما يجعله مشروعاً ذا تأثير إستراتيجي في دعم الاقتصاد المحلي وتعزيز ريادة الأعمال في سوريا.
بدورها أشارت مديرة المشروع ريناد نوفل إلى أن مدة التدريب للمشروع 30 ساعة، ويستفيد منه 15 متدرباً، حيث يركز التدريب على محاور متعددة، تشمل التفكير الريادي وتوليد الأفكار التجارية، وإعداد دراسة الجدوى، والتصوير الاحترافي للمنتجات بأدوات بسيطة، والتسويق الرقمي والترويج الصحيح، وخدمة العملاء وبناء الثقة مع الجمهور، وإدارة المخزون، والمفاهيم الأساسية للمحاسبة وإدارة الإيرادات، على أن تتم رعاية المشاريع المتميزة في نهاية المدة، والتشبيك مع منصة “حربوق” لعرض منتجاتهم.
من جانبها لفتت مدربة المشروع المهندسة ساره قطف إلى أنها تدرب المستفيدين من المشروع على حل المشاكل العالقة بين الأعمال والمعلوماتية، وإعطائهم الخطوة الأولى للبدء بمشاريعهم عن طريق معرفة الشريحة المستهدفة أو خلقها لتسويق منتجاتهم.
ورأى طالب السنة الثالثة بهندسة المعلوماتية محمد الهادي الغفير أن المشروع يدعم المجال النظري الذي يدرسه في الكلية، ويعزز المعرفة لجهة الاستفادة من التقنيات الإلكترونية في الجانب التجاري والتسويقي، فضلاً عن دعم الشباب لترجمة مشاريعهم على أرض الواقع.
تابعوا أخبار سانا على